شبكة ذي قار
عـاجـل










ألقى الرفيق نبيل الزعبي كلمة باسم حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي في المهرجان الذي أقامته جبهة التحرير العربية بمناسبة تأسيس حزب البعث وميلاد الجبهة /مخيم البداوي ٠٣ / نيسان / ٢٠١١


وهذا نص الكلمة

ثلاث مناسبات عزيزة على قلوبنا، نحتفل بها كل عام، مع حلول ربيع شهر نيسان، شهر الخصب والعطاء، شهر تجديد الأرض لذاتها وهي تعاود دورة الحياة من جديد.


في هذا الشهر، نحتفل بالذكرى السنوية لتأسيس حزبنا، حزب البعث لعربي الاشتراكي، في السابع من نيسان، وفي ذكرى ميلاده الرابعة والستين اليوم يتجدد الحب للأمة، وتتعمق معاني التضحية في سبيلها، متجسدة في الالتزام بكل مبادئ العروبة وثوابتها وتوقها نحو الانبعاث والتحرير، مع التأكيد على قضاياها المركزية الأساسية التي تأتي في طليعتها الوحدة والتحرير والعدالة الاجتماعية وفلسطين.


فلسطين التي لم تكن شأناً عادياً في نضال البعثيين اليومي، وإنما احتلت الصدارة في معين هذا النضال، ليس لأن فلسطين كانت وما زالت هي الجرح النازف في جسد الأمة وحسب، وإنما لأنها بمثابة القلب أيضاً لهذا الجسد، إذا اعتلَّ، هَلكَ الجسد، وإذا نجا، نجت الأمة.


تلك هي المعادلة المصيرية التي تتحكم بوجود الأمة، منذ اللحظة التي اغتصبت فيها أرض فلسطين، وتلك هي الحقيقة التي إذا تجاهلناها نكون كمن يحفر قبره بيده لمصلحة المجرم الحقيقي الذي اغتصب أرض فلسطين بالأمس، ويعمل اليوم جاهداً لاغتصاب ما يمكن اغتصابه من أرض عربية أخرى، وفق مشروعه الصهيوني – الأميركي التقسيمي، مشروع الشرق الأوسط الجديد.


في هذا الشهر أيضاً، نحتفل بذكرى ميلاد جبهة التحرير العربية التي تضيء شعلتها الثانية والأربعين هذا العام، وهي التي أطلقها حزب البعث العربي الاشتراكي في العام 1969 لتكون إضافة نوعية في مواجهة الأفكار القطرية والفئوية التي تعرضت لها القضية الفلسطينية، ومكملة لباقي الفصائل الوطنية المقاتلة، وتأكيد الحزب على أن فلسطين، وبقدر ما هي قضية العرب المركزية الأولى، بقدر ما هو متوجب على العرب تحريرها وإعادتها إلى الحرية وأحضان الأمة.


وفي هذا الشهر أيضاً وأيضاً، نحتفل بالذكرى الثامنة لانطلاقة المقاومة الوطنية العراقية، التي أطلقت رصاصاتها الأولى في العاشر من شهر نيسان في العام 2003، لتجهض كل مشاريع الاحتلال الأميركي – الصهيوني بوضع اليد على العراق بعد غزوه واحتلاله، لتتحول أرض هذا البلد العظيم إلى مقبرة للغزاة، ولتنتقل لعنة الغضب عليهم إلى داخل الإدارة الأميركية في البيت الأبيض والمجتمع الأميركي، هذه اللعنة التي تشمل اليوم كل من تلطخت أياديه بدماء العراقيين، وكل من تواطأ مع المحتل الغاصب، وفي مقدمتهم، أكبرهم وأخطرهم اللامبارك حسني، والبقية تأتي، وهي آتية لا محال.


ومع تأكيدنا، على عناوين الوحدة والتحرير ومقاومة الاحتلال، التي تحملها مناسبات شهر نيسان، فإن ما هو جدير للتأكيد عليه أيضاً، هو حال الانتفاضات والثورات الشعبية العارمة التي تعم الوطن العربي اليوم، من أقصى محيطه إلى أقصى خليجه، دون استثناء بلد دون آخر، وما تقابله من ردود فعل إيجابية يغمرها التأييد المطلق والحب من قبل جماهير الأمة، ما يثبت دون أي مجال للشك ان الأنظمة لا تمثل حقيقة شعور الأمة وإنما هي كانت وما زالت العقبة الكأداء التي تعيق تطورها وتقدمها.


الجماهير العربية الثائرة المرابطة اليوم في ساحات العواصم والمدن والقرى العربية، هي التعبير الحقيقي لتطلعات كل عربي وعربية ولأصالة الانتماء إلى أمة واحدة، ذات إرادة وتاريخ ومستقبل ومصير واحد، كان لا بد لها أن تنهض وتستيقظ بعد كل هذا لسبات الطويل، وها هي اليوم قد استيقظت، ليس على الهم المطلبي والديمقراطي والمعيشي وحسب، وإنما على كل همومها الوطنية والقومية وما اختزنته ذاكرتها حول فلسطين والعراق وكل ارض ملتهبة تنادي بالحرية والعدالة وطرد الغزاة.


في هذه المناسبة، لا بد من توجيه التحية إلى الرفاق في جبهة التحرير العربية، قيادة وقواعد، الذين وضعوا لاحتفالاتهم بالذكرى عنواناً عزيزاً هو شعار العمل من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني.


وقد أصابوا بذلك الحقيقة كل الحقيقة التي يصبو إليها شعبنا الفلسطيني اليوم داخل وخارج الأراضي المحتلة، ولاسيما في الضفة والقطاع حيث اننا لا نستطيع إلا ان ننحني أمام شاباتنا وشبابنا وشيوخنا وهم يحملون هذا الشعار في غزة والضفة الغربية مطالبين الأخوة في حماس وفتح، لإنهاء كل حالات الانقسام والتجاذب الداخلي وللارتقاء بكل جدية ومسؤولية، بالقضية الفلسطينية إلى مساراتها الأولى، نحو الوحدة والتلاقي ومواجهة العدو الصهيوني المغتصب الذي لا ينفك عن زرع الشقاق والتقاتل بين رفاق السلاح الواحد، لتعميق جذور الانقسام وتضييع قضيتهم إلى الأبد.


إن إنهاء الانقسام الفلسطيني هو ما تشخص إليه أبصار أمتكم العربية أيها الأخوة والرفاق في كافة منظمات وفصائل الثورة الفلسطينية،


وان العودة إلى توحيد البندقية والصف والموقف هي خير ما تقدمونه لأشقائكم العرب الذين يحملون قضيتكم بالقدر التي يحملها شعبنا الفلسطيني الصابر المرابط، وانها عربون الوفاء الحقيقي لشهيد فلسطين والعرب الأخ القائد ياسر عرفات أبو عمار الذين آن له ان يرتاح في ضريحه ليرى أبناء قضيته ورفاقه وإخوانه يعيدون الحق لشعب الجبارين وإصرارهم على الصلاة في المسجد الأقصى وتحرير القدس من دنس كل غاصب وخسيس.


في ذكرى تأسيس البعث وميلاد جبهة التحرير العربية وانطلاقة المقاومة الوطنية في العراق، نتوجه بالتحية إلى روح القائد المؤسس لحزب البعث العربي الاشتراكي الأستاذ ميشال عفلق.


التحية لروح الشهيد صدام حسين، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي.
التحية لروح الشهيد أبي عمار والخلود لشهداء أمتنا العربية
الحرية لأسرانا في فلسطين والعراق.


والمجد كل المجد لمقاومة شعبنا في العراق وفلسطين ولكل المقاومين والمجاهدين على أرض الرباط، وفي المقدمة، قائد الجهاد والتحرير الرفيق القائد عزت إبراهيم الدوري ورفاقه البررة.



 


كلمة ألقيت باسم حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي في المهرجان الذي أقامته جبهة التحرير العربية بمناسبة تأسيس حزب البعث وميلاد الجبهة /مخيم البداوي 3/4/2011

 

 





الاربعاء٠٢ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق نبيل الزعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة