شبكة ذي قار
عـاجـل










في زمننا الذي نعيش ونحن في الوضع الخطأ بفعل الاحتلال وما نتج عنه والذي لا نحسد عليه قطعا ، وبفعل مجموعة سلوكيات مدانة مابرحت ملازمة لنا منذ تخلينا عن منهج الحق وآثرنا التمتع بما هو زائل ، ليندفع ألأغلب منا وبتهور أحيانا إلى ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى وما لا ينسجم وأسس ما تربينا عليه ، وبسببه بتنا امة تريد كل شيء وترفض كل شيء ، ولا يضبط إيقاع حركتها ضابط ، وحتى الرسالات السماوية ابتدعنا البدع بغية تكييفها ( حاشى والله أن يساء لها ) لما تهوى الأنفس وتريد ، والمجهول لنا ما نريد والمعلوم لنا ما لا نريد وبالتالي يحق أن نصف حالنا بالخواء ، وبسببه كل استقوى بما يريد وبمن يريد من دون خجل من قيم اجتماعية آو تردد من خشية الله ، هذا هو حالنا وبسببه أيضا غادرنا صديق ، وصدّ عنا عزيز ، وأخليت مجتمعاتنا من كثير من أصحاب الخبرة والكفاءة في شتى المجالات ، واستقوت علينا الأكلة كل يريد حصته لا يقبل أن ينازعه فيها أحد ، ولا يسمح لنا التمتع بما انعم الله به علينا إلا بمقدار ما هم يحددونه ، والمصيبة الكبرى والجهل العميق أن نجد من يآزرهم ممن يدعون الوطنية والإيمان على ذلك ويمد لهم يد العون أو يد النجاة إن ضاقت بهم السبل ، والسبب واضح للعيان أيضا ، والخلل يكمن في ضعفنا وضياعنا وليس بغيرنا ، هذا وصف عام لحالنا قد يتفق في ذلك من يتفق أو قد يختلف في حجمه أو طبيعته ولكن قطعا سوف لن يغادر الإطار العام الذي أشرنا له ، فهل يا ترى المطلوب أن يدام هذا الوضع ويستمر والى متى ، لذا هي صرخة استغاثة نريد لها أن تكسر حاجز الوهن والكسل والخمول وان تدفع المعنيين للاستدراك وفقا لما جبلنا عليه من إيمان ومن مكارم الأخلاق ، وأن تنطلق مشرقة من مواقع ردة أرادوها لنا ، تقاعس أو تمهل عن رفضها كثير منا على غير ما هو معهود فينا ، إلى ما نتمناه لأنفسنا وامتنا ويعيد توجيه خطواتنا بالاتجاه السليم ، وان كان صعبا فهو غير مستحيلا إن حضر الإيمان وغادرنا روح الأنانية والاستهانة بالغير من أهلنا ، ونحن إذ نعيش هذه الأيام أكثر من ذكرى غالبيتها أشرت صواب منهجنا وصحيح مساراتنا حين كان الإيمان رائدنا وما حققناه خلالها من انجازات أفرحت الإخوة والأصدقاء وأغاضت كل حسود والأعداء ، لا يمكن للتاريخ و لكل منصف إلا أن يقف شاهدا صادقا على عظمها وتفردها وحجم ما بذل في الوصول إلى ما تحقق ، رغم سيل الكراهية التي جوبهت به مسيرتنا وتفجر الأحقاد بوجهها ، ومع هذا وفي كل صفحاتها فقد عبَّرنا بكل نبل وتضحية عن حقيقتها وما يمكن أن يكون عليه حال الأمة فيما لو اتبع حاملي راية وحدتها وتطورها وحريتها واستقلالها منهجا ناضجا للتلاقي والتفاعل والإسناد والدعم المتبادل لنصرة الأمة والتضحية في سبيل تحقيق أهدافها ،

 

وعلى الرغم من فداحة ما حصل جراء هيستريا المواقف والرغبات الجامحة والمطامع غير المشروعة التي أصابت عقل طواغيت العصر بالصميم ، وما ترشح عنه من استهداف تدميري للأمة ولطليعتها الواعية المؤمنة وتجربتها الفريدة والمتميزة بحق في العراق ، والتي كان للقائد الرمز خالد الذكر صدام حسين رحمة الله عليه ورضاه الدور الفاعل والمباشر فيما آلت إليه من قوة ومنعة ورقيّ شمل أغلب مناحي الحياة الجمعية منها والشخصية ولتنتج تجربة فريدة في عطاءها المادي والمعنوي فرضت نفسها كشعاع أمل ليس للأمة وحدها بل لعموم بني الإنسان أين ما كان ، رغم فداحة ما حصل وهدير التضحيات التي قدمت على صعيد حماية الأرض والعرض والكرامة الوطنية والقومية ، والتي هي فخرا لنا دون غيرنا عدا الاستثناءات القليلة والخجولة ، نقول رغم ذلك ظل أغلب الآخرين أسيروا سلبيات ما برحوا التمسك بها والعجز عن مغادرتها أو لنقل ليست لهم رغبة حقيقية في تجاوزها لأسباب عديدة ومتنوعة ، وهنا لا نقف عند السبب بقدر ما تعنينا نتيجته ، وعوضا عن أن تنتفض كل السواعد والعقول والأقلام في صياغة مفردات مواجهة حقيقية لا ترضى بغير الانتصار الناجز على الطاغوت الامبريالي الصهيوني بديلا ، فان ما شهدته فترة ما بعد الاحتلال للعراق وفي اغلب أوجهها أداء غير مقنعا لأغلب الحركات والأحزاب الوطنية على المستوى الوطني والقومي ، لا يتماشى ولو قليلا مع الرفض العالمي لهذا الفعل الحقود والمطامع غير المعقولة في هذا الزمن ، ولم يستطع الارتقاء إلى ما يفترض أن يرتقي إليه من فعل ناضج وعقل ثاقب يرفد إطار المقاومة التي فرضت علينا ويديم عطاءها ولتتنوع فعالياتها ولتشمل كل مسميات الفعل المقاوم وأنواعه ، وبما تمهد السبيل إلى النصر وتحقيق الأهداف ،بل آثر جمع غير قليل منهم بالتعاطي المباشر مع ما أ فرزه الاحتلال من نمط علاقات مريضة لا تنسجم مطلقا وما يدعونه في أقوالهم وكتاباتهم ، وان كان لهذا البعض قد وجد في احتلال العراق امرأ لربما لا يعنيه في شيء وتعامل ( شخصيات وأحزاب ) معه وبأسف شديد على أساس ما أسموه باقتناص اللحظة أو الفرصة التي تهيأت بفعله وبصرف النظر عن ما نتج عنه من دمار شامل لكل شيء ،

 

فقد وقع هذا البعض في خطل النظرة القاصرة والمجتزأة في معاينة الأحداث واستقراء أعماقها ، وليوفر للمحتل غطاء مضافا لمجموع الأغطية التي توفرت له ومن ذات المنطلقات جراء ضعف وخنوع كثيرين ، وابتعادا عن كل ما للوطنية من وصف ومقومات ، وليساهم من حيث لا يدري في اندفاع المحتل والتشبث تحقيقا لأهدافه في إخضاع الجميع لمخططاته ، وليحمل هذا السلوك الخاطئ الإشارات الخطأ للمحتل وأعوانه من الخونة الخنّع ، لولا الفعل الوطني الجبار للمقاومة الوطنية العراقية في تصديها الشجاع والحاضر في كل المفردات الميدانية جسدته ضرباتها الماحقة لقواته وقواعده ومعداته وعلى عموم الساحة الوطنية العراقية ، ليتأسس بضوئها تفكيرا غير متوقعا للمحتل يفرضه الحال المنهزم لقواته وعناصره وليملي على قيادات الاحتلال إعادة تقييم الموقف وفقا للحقائق على الأرض بعد إدراكه الفشل الذر يع في أسس بناءه السياسي والعسكري الذي أراد ، وليعبر في أعماقه عن تداعيات هزيمة ماحقة سيمنى بها مشروع الاحتلال إن ركب الرأس وغادر العقل ، وليعكس هذا الفعل الوطني الشجاع واقعا جديدا في كيفية التعاطي مع إفرازات الاحتلال ، ولتضيق السبل أمام كل من رأي في الاحتلال فرصة لتحقيق منافع وان كان على حساب هذا الحجم الهائل من التضحيات ، بعد أن رضوا لأنفسهم وبسذاجة تبرير التراجع عن الإيمان عادّوه كحنكة وذكاء في استثمار الظرف وان كان لا يشوبه غير الدم والسواد ، وليفاجئنا هذا البعض الذي مابرح متسكعا في أروقة المحتل وعملائه متآلفا مع حالة الإذلال التي يعاملهم بها ، إلى ما لا يشبهه في السلوك والاتجاه وليعرض نفسه كواجهة وطنية تعمل من اجل حرية الوطن واستقلاله وهو الذي من بين الذين في الأمس تلطخت يداه بدم البررة من أبناء شعبنا واستولى على أملاكهم وأموالهم ، وكان العنوان الرئيس لمن حالفه الحظ في الهجرة وان كانت إلى مجهول اتقاء لكل الشر الذي فرضوه عليهم ، وليعطي لنفسه الحق في إصدار وتوزيع بطاقات المواطنة ولكن على النمط الذي يريده ويتمناه المحتل الأمريكي وليكن له في هذه أيضا العون والذراع التي توفر كل فرص النفاذ والبقاء وان ادعوا عكس ذلك ، وليفرض هذا السلوك الناقص والجاهل نمطا غريبا في تعاطيه مع المعطيات التي افرزها الاحتلال والتي لا يستقيم معها غير سلوك فعل ثاقب وتضحية جليلة توفر من عناصر الصد والتحرير ما توفره بما يؤدي تراكمها والاستمرار بها تقليصا حادا لعمر المحتل في وطننا الغالي وتعجل في دحره ، عكس ما يريده أو يتمناه السلوك الانتهازي الذي يعتاش بشكل مباشر أو غير مباشر على حساب آلام الوطن والمجتمع لغاية واضحة المعالم وان غلفت بأكثر من غلاف ليبرروا انحدارهم على درك العمالة والخنوع ، وبمنطق لا يدعوا غير للأسى على خسائر لم تكن تخطر ببال ،

 

 لم يسعفهم فيها ما ادعوه من وطنية وهم البعيدين عنها وفقا لما عبروا عنه ، ولم يخدمهم ضحالة منطق والعمالة والخيانة تنطقان منه وبه صريحة لكل ذي عقل أو محدوده ، وبما لا ينّم إلا على حالة التيه وفقدان المبادرة والبحث عن ملاذات وان تعارضت مع المنهج الذي نؤمن ، ولمناسبة العام التاسع للاحتلال اللعين ، أليس من حقنا كوطنيين عراقيين وكقوميين عرب وبنو إنسان نهلوا من الأديان السماوية التي أرسلت نورا للإنسانية وعدلا المطالبة من هؤلاء البعض الإفصاح عن غاياتهم الحقيقية في ما اتبعوه من سلوك ماجن وان كان سلوك اللحظة الذي هم تبنوه واعتمدوه أساسا ومرجعية لهم ، وأين هي روح المواطنة ، وأين هو الإيمان ، وأين هي الغايات النبيلة والقيم الأصيلة فيما هم ذاهبون إليه ،


ألا سحقا لكل من مد للمحتل يدا ليسانده بقليل أو كثير ، وليعينه على تنفيذ ما يريد أو ليعيق الفعل الوطني في التصدي الشجاع له ، أو السكوت عنه وهو يستبيح الأرض والعرض والممتلكات ، ومجدا مجدا لك يا فعلا وطنيا جسورا أرغم المحتل على الاختباء ، وجعله في تيه لا ينتظر غير البلاء إن اختار هو البقاء وهل بعد هذه الحمم بقاء ، ولتستعر نارك يا ثورة وطن وإيمان لا ترضى بغير كامل النصر بديل ، والرحمة وفي عليين لكل شهداءك يا وطني والذين قضوا في سبيل رفعتك وحريتك واستقلالك ، ولقائدنا الرمز شهيد الأضحى وإخوانه الشهداء عهد إيمان وعراق ، أن لا تنحني لنا هام إلا للصلاة ، وان ليس لنا إلا إدامة الكر والضرب على رؤوسه وفلول أوغاده وقواعده ومن يقف بجانبه من العملاء ، والله ناصر المؤمنين .

 

 





السبت٠٥ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عنه / غفران نجيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة