شبكة ذي قار
عـاجـل










في 9/4/2003 أكمل اعداء الحياة والمستبيحون لشرائع الأرض والسماء جريمتهم، التي نافسوا فيها الوحوش على توحشهم وعدم التزامهم بقانون أو عرف أو عقد وعهد، بل تجاوزوا الوحوش في التوحش، حتى بات تعدياَ على الوحوش وظلم لها عند مقارنتها بهم، لقد بدأوا جريمتهم عام 1990بحجة تحرير الكويت والدفاع عن الشرعية الدولية، وأستمر محور الشر والبغي والعدوان مسلسل جرائمه المركبة، حتى دخول العراق للكويت لم يكن ألا رد فعل لإستفزازهم للعراق وقيادته، وإجبارها على إتخاذ قرار حاسم يحمي شعبها وإقتصادها وكرامتها، التي قدم شعب العراق دماءَ غزيرةَ ونفوساَ عزيزة دفاعا عنها وصيانة لها، بوجه عدوان خميني الباغي الذي إمتد لثمان سنين كانوا هم خلفه وبإسناده، نعم إن دخول العراق للكويت لم يكن بطرا أو عدوانا مبيتا، بل رد فعل لإستفزازهم للعراق، فقد أمروا (حلف الشيطان بزعامة أمريكا) مرتزقتهم في الكويت ومحمياتهم الأخرى في الخليج العربي أن يعلنوا حربا على العراق من خلال خفض سعر البترول وكمية إنتاجه، لتدمير العراق إقتصادياَ والحيلولة دون نهوضه مرة أخرى، كي لا يكون لأمة العرب جيشاَ قوياَ يردع الكيان العدواني الغاصب في فلسطين، ومنعه من مواصلة منهجه ومساره، الذي حاولوا بصور شتى إيقافه لكن لم يقدروا له، لأنه مستقل غني بأبناءه ووحدتهم وتلاحمهم وشجاعتهم وقوة عزمهم وصلابة شكيمتهم ضد كل معتد باغ، حاولوا التآمر عليه من الداخل، بدأوا مسلسل مؤمراتهم على شعب العراق وثورته منذ عام ،1969 ولم يكن قد مرّ على قيام الثورة عام، فكانت مؤامرة الراوي العميل، وتكررت المحاولات وتصاعدت محاولات البغاة وحلفهم الإرهابي الشرير تتقدم جمعهم أمريكا وبريطانيا ومن خلفهم الصهيونية العالمية، خاصة بعد القرار الثوري التاريخي بتأميم عمليات نفط العراق وكافة ثرواته المعدنية، وتحريره إقتصاديا من براثن الكارتل الإحتكاري المتحكم بثروات وإستقلال الشعوب، ومنذ ذلك الوقت جربوا الحصار على العراقيين، وأفشله العراقيون في الأولى والذي إستمر من عام آذار 1972حتى حزيران 1973، وعادوا ليفرضوه بشكل أكثر وحشية وأشد قسوة عام 1990، وللأسف هذه المرة بإسم مجلس الأمن وتحت ذريعة المنظمة الدولية المستباحة، ليشكل موقفاَ مخزياَ وقذراَ في سجلها وتاريخها، بل تعداها فهو يمثل بقعة سوداء في سجل التاريخ البشري والمجتمع الدولي عموما، حيث تواطأ او سكت وأذعن لموقف إجرامي عدواني مثل قمة الإرهاب والفاشية والوحشية والبغي، وهو إبادة شعب العراق جوعا، ومنعه من الحصول على الغذاء والدواء والعلم والمعرفة وقتله كله عبر تهريب وحرق حتى ما ينتجه هو داخل بلده المحاصر بغيا.

 

نعم جاء هؤلاء الأوباش الأشرار مصاصي دماء الشعوب في البداية بإسم الدفاع عن الشرعية وتحرير الكويت، وكشف الله مكرهم فتمادوا في عدوانهم وتنوعت حججهم وتبريراتهم لتقويض قوة العرب وذراع الأمة الإسلامية العراق، فإستمر الحصار بل زاد تشديدا وساهم فيه كل العملاء من العرب والحاقدين من الفرس والعجم، وتكرر العدوان وتنوع مرة ضرب الدفاعات الجوية ومرة فرض مناطق حماية ومنع الطيران وتارة التفتيش والرقابة على أسلحة الدمار الشامل و..و.. حتى توضحت أمام العالم كله الغايات الباغية لأهداف حلف الشيطان والإرهاب بقيادة أمريكا،عبر:

 

1.  تدمير قوة العراق بكل جوانبها من وحدة الشعب الوطنية وتآلفه الى قتل علمائه ورموزه وقياداته الشعبية والعسكرية الى تصفية كفاءاته العلمية والفكرية والثقافية وصولا لتدمير بنيته التحتية بأكملها.

 

2.  إحتلال أرضه والسيطرة على ثرواته، لتكتمل الهيمنة الإمبريالية على منابع النفط في منطقة الخليج التي تشكل 60% من نفط العالم وبذلك يتحقق ما كانوا يهدفوا له، التحكم بسياسة وإقتصاد العالم عبر السيطرة على محرك اللإقتصاد والتنمية العالمية عموما (مصادر الطاقة).

 

وغييروا بعد أن إنسحب العراق من الكويت، مبرراتهم الى نزع أسلحة العراق، ومن ثم الى تحرير!!!! العراق ومحاربة الإرهاب، ومن رابعة  الى بناء نموذج للديمقراطية في الوطن العربي والعالم الثالث، خسؤوا هؤلاء الأوباش الكذابين المنافقين المدعين بأنهم بلدان حرة وديمقراطية، هم يعلمونا الحرية؟؟ القتلة الفجرة الإرهابيون يصدروا الحريات للشعوب؟؟ والديمقراطيات للبلدان؟؟ خسؤوا وذلوا جمع البغاة الفاحشون، وتبا لهم ولديمقراطيتهم التي تقطر حقدا وبغضاء على البشر والشعوب والقيم والحضارة، خسؤوا بعد أن كذبوا وإستهتروا هم مجرموا العالم وأنذاله وحثالات الجنس البشري وأراذله ومن تحالف معهم وتجند في حلفهم الشرير يعلموا العراقيين الديمقراطية ويحررونا، خسؤوا الأنجاس وعملائهم الساقطين، وأقول لهم على لسان كل عراقي وعراقية:

 

أنا العراق السيد المتقدما

 

إن كنت تجهل من أنا حقا ... فاسأل التاريخ عني والحرفَ والقلما

ستعلم من علم الخلقَ قانون الحياة؟ ... ومن أسس للحضارة مَعلما؟

ستلقى المسلة والقيثارة والعلم كنوزا، فتقر ريادتي طائعاَ أو مرغما

أنا أرض الله المقدسة وإبراهيم إبني، كان للناس إماماَ حنيفاَ مسلما

كل الأنبياء منه إسماعيل إسحاق موسى عيسى محمد النبي الخاتما

كلهم أبنائي .. بعثوا للناس هدىَ ورحمة فأنا العراق السيد المتقدما

أنا من علم الخلق دين الله فكنت للتاريخ فجرا وللناس رائدا ومعلما

أرضي هي الوادي المقدس طوى أما قرأت اخلع نعليك أيها المتقدما

وأبنائي جند الله أولي البأس الشديد فإعلم أن كنت لا تدري وتعلما

هنا دحر البغاة بذي قار فأنتصفنا وهنا قتل رستما والمغولي أسلما

 

وطيلة هذه العقود الثلاثة من الزمن الصعب، والعراقيون يدفعوا ضريبة كونهم قوم أباة الضيم لا يرضون المذلة والخضوع، ولا يحنوا رؤوسهم الا لبارئهم وخالقهم، يرفضوا أن يكونوا قطيعا تابعا بلا عقل ولا قيم ولا احاسيس، لذا فالعدوان مستمر والجريمة دائمة والحرب متواصلة وكل قوى الحقد والبغي والفاشية والعنصرية في العالم تتحشد موحدة لقتلهم، حتى يعلن العراقيون إستسلامهم، ولكنهم وفي طليعتهم البعثيون عاهدوا الله وصدقوا فيما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، نعم لن يستسلموا وسيذيقوا البغاة والمجرمين الهوان ويذلوهم بعون الله ومشيئته، وأقول لأهلى وللعراق: إن إدارات أمريكا والغرب الذي تحالف معهم قد تخلوا عن الجانب القيمي والسامي في الخَلق البشري (الإنسان)، وحين يتخلى المرء عن قيمه الحضارية وأحاسيسه الفطرية – الإيمان والمحبة والتآلف والسلم والتعاون- فإنه يتحول الى كائن أشرس من كل الوحوش وومصنع أخطر نن كل مصانع التلوث وانتاج السموم، فيكون فتاكا وساديا، لأنه وظف نعمة الله العليا التي فضل بها الإنسان على سائر مخلوقاته (العقل) لقضايا دنيئة، نعم لقد سخّرَ هؤلاء المجرمون الدوليون- بوش وبلير وباول ورامزفيلد وكوندليزا رايس وكل جمع البغاة وشياطين الإنس ممن سبقوا هذه الإدارة أولحقوها والذين تحالفوا معهم- عقولهم للجريمة والبغي وحب المال والهيمنة، وهنا أؤكد بأن الإنسان عندما تسقط كل قيم الإنسانية النبيلة بداخله، يتحول الى أحد أكبر الأشياء المهددة للحياة، لأنه يتحول الى أكبر مصدر للشر والبغضاء والعدوانية في تفكيره، ولا يتعدى وجوده المادي (كجسد) أكبر أخطر معامل إنتاج الفضلات والمواد الملوثة للبيئة، فيكون خطراَ بدلا أن يكون بشراَ، وخليفة في الأرض كما أراده الله، فلكم أيها العراقيين وعموم العرب المؤمنين رحمة ربي ونصره، فهما وعده لعباده الصالحين، ولا تبديل لوعده تعالى، (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) الأنبياء: 105

 

سلام لك أرض الرافدين مجيدة

 

سألت الحرف والزرع والعلم والقانون والفن من لكم أباَ ومرجعا

فردوا جميعا: لا نعرف غير العراق في الأرض لنا مهدا ومُرضعا

سلام لك أرض الرافدين مجيدة ولكل من فيك في الجهات الاربعا

سلام لشعبك الحر للجبل للسفح للسهل للبطاح لكل بيت وموضعا

سلام للمؤمنين الصابرين الأوفياء الخاشعين في كل دير وجامعا

القانتين لله الواثقين بنصره، فهو القريب المجيب لكل داع سامعا

 

 





السبت٠٥ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد ابو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة