شبكة ذي قار
عـاجـل










 

( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) الشورى من الآية 52

صدق الله العظيم

 

 

أقول أن القرآن كتاب الله المنزل لحبيبه ورسوله وخيرة خلقه محمد العربي الأمي لينذر البشرية ويبشر المؤمنين، إن جريمة حرق القرآن عدوان فكري ونفسي ومعنوي على البشرية عموما، والمؤمنين بالله وكتبه ورسله خصوصاَ، وبالأخص على المسلمين، فهو بغي ومحاولة إمتهان وإحتقار لنا، وإستفزاز سيؤدي الى فتنة كبرى بين المسلمين والمسيحيين، وهما أكبر كتلتين موحدتين في العالم، فهل هناك تهديدا أكثر من هذا التهديد للسلم والأمن الدوليان؟؟؟ وهل هناك أكبر من هذه الدعوة دعوة للإرهاب والتحريض عليه؟؟؟ لقد قام نفر كافر  ومتطرف مغالي موتور يتمتع بحماية من القانون الأمريكي بذلك، إبتغاء الفتنة، ولم تتخذ الإدارة الأمريكية المتشدقة بأنها تحارب الإرهاب، وأنها راعية لحقوق الإنسان، وداعمة لحقوق الشعوب والأمم، فعلى كل مؤمن مسلما كان أو مسيحيا أو يهوديا أو ديانات وضعية أخرى كالبوذية والزرادشتية والسيخية وغيرها عليهم أن يتخذوا موقفا، لأن العمل يتهدد الجميع، وما فعله القس المتطرف يمثل عدوانا سافراَ على البشرية وأمنها وعلى السلم العالمي.

 

فأنتم حرقتوه أيها الأمريكيون لأنه:

يكشف أن الدين واحد وإن تعددت الديانات، واختلف الناس من بعد ما جاءهم الحق (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاَ والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبرعلى المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب* وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب* ) الشورى (13و14) صدق الله العظيم، فالقرآن يكشف كل كذاب أشر، ويعري الكافرين والمنافقين والمحرفين والمشركين والباغين، ويبين للناس من هم أعداء الله وعباده وخلقه أجمعين، فهو يفضحكم ويعريكم ويكشف نفاقكم وبقغيهم وتماديهم في الغي وتطاولهم على الله العزيز القدير.

 

حرقوه لأنه:

 يؤكد للناس (أي عموم البشرية) بطلان من يحاجون في الله تعالى وبطلان حجتهم ويلعنهم (والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد) الشورى16،صدق الله العظيم. ويؤكد ما وعد الله تعالى به الكافرين والباغين والمكذبين والفاسدين، ومن عصو الله ورسله فمسخهم قردة وخنازير، وهم انتم ومن سبق من الكافرين والممترين.

 

حرقوه لأنه:

هدىَ للناس، (آلم* ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين* الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون* والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون*) البقرة 1و2و3و4، صدق الله العظيم. وهو هدى وبشرى للمؤمنين: (قل من كان عدواَ لجبريل فإنه نزّله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدىَ وبشرى للمؤمنين) البقرة 97.

 

حرقوه لأنه:

الحق وهو محفوظ من رب السموات والأرض فلم يستطيعوا تحريفه أو تبديل آياته، فقاموا بجريمتهم ليضللوا البشرية من خلالها، بل ليعلنوا إستهارهم المطلق بالقيم الفاضلة والأخلاق العظيمة والأحكام التامة ودعوات الخير والرحمة بين البشر فهو ينطق بالحق ويدعوا لمكارم الأخلاق ويهدي الى صراط مستقيم.

 

حرقوه لأنه:

 أكد أن كل أمة ستدعى لكتابها وتحاسب وفق ما جاء فيه مما يعلموه وحرفوه هم وآبائهم إبتغاء الفتنة والبغي والضلال، وجاء القرآن ليكشف ما كانوا وآبائهم يفعلون، فقد أبلغنا ربنا بالقرآن: (وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ماكنتم تعملون * هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) الجاثية 28-29،صدق الله العظيم. إنهم يتصورون قيامهم بحرق القرآن سيغير من الأمر شيئا أو يطمس الحق، هذا وعد الله ولا مبدل لما توعدون.

 

حرقوه لأنه

القصص الحق وأنتم تكرهوا الحق، وهو يؤكد وحدانية الله وينهى عن الشرك به وإتخاذ البعض للبعض أرباباَ، فقد قال تعالى: (إنّ هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم* فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين* قل يا أ÷ل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) ال عمران 62و63و64 .

 

فهذه دعوة لكل البشر وللمؤمنين فعلا بالله واليوم الآخر إن إعملوا صالحاَ، وأول العمل الصالح ردع الباطل والبغي، ودرء الفتنة وسفك الدماء، والفعل الذي قام به القس والمتطرفين معه عمل أجرامي باطل وبغي كبير، وفتنة بشعة ستسبب سفك دماء بشر كثيرون من خلال العنف والعنف المقابل، وتتحمل الإدارة الأمريكية ومؤسساتها القانونية والقضائية أعباء المشاركة بالجريمة ونتائجها.

 

فأول ما مطلوب أن تفعلوه هو:

أولا: من قبل الغرب:

 

1.  إصدار الفاتيكان تكفير للقس وكنيسته، والتبرؤ من فعله المنافي للدين والتشريع الرباني، والقانون والتطور الإنساني، والداعي الى البغضاء بين البشر والمهدد للأمن والسلم الدولي.

 

2.     قيام الإدارة الأمريكية بإحالة القس وأتباعه إلى المحاكم وفق القانون باعتباره مجرما بحق البشرية ومعاديا للإنسانية، ومتطرفا وإرهابيا ساعيا لنشر البغضاء والعنف بين البشر، وممولا وداعيا للإرهاب والجريمة والبغي.

 

3.  فالقس يعمل تحت حماية الإدارة الأمريكية وتوجيهها وتحميه أو تدينه القوانين الأمريكية التي أرتب جريمته في ظلها، وهي مسؤولة عما يفعل مواطنيها، وهذا يعني موقفا آخر منها ومن مصالحها عموما، فعدم إتخاذ أجراءات ضده يعني موافقتها على ما إرتكب من جريمة وامريكا وإدارتها مشاركة بالجريمة.

 

4.  إن عمل القس وكنيسته جريمة فضيعة ضد الأمن والسلم الدوليين، وهي جريمة إرهابية كبيرة ضد وجود البشرية وأمنها، وتمهيد لفتنة لا تستثني أخدا من البشر، بين أكبر كتلتين بشريتين في العالم ، هما المكونيين الدينيين العظيمين المسلمون والمسيحيون، فهي جريمة ضد الإنسانية، وعلى الجهات والمنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية والوطنية إتخاذ إجراءات بموجب القانون الدولي لمعاقبة مرتكبيها بموجب القانون.

 

ثانيا: من العرب والمسلمين وعموم مؤمنو الكون:

 

1.  أن يتوجه كل مؤمن داعيا الله على الكافرين، المسلمين في مساجدهم والنصارى في كنائسهم واليهود في كنيسهم وكل حسب دار عبادته ويدعو الله أن يسلط جنوده وغضبه على القوم الكافرين الساعين للفتنة بين الناس والداعين للمنكر والبغي فإن الله مجيب للدعاء، وهو تعالى القائل (يا عبادي أدعوني أستجب لكم).

 

2.     أن تعلن المقاطعة الفعلية للبضائع والسلع الأمريكية، ومن ثم تشمل كل الدول التي لا تتحرك لإدانة الجريمة.

 

3.  مطالبة كل حكومات الدول العربية والاسلامية بسحب سفرائها من أمريكا لحين إتخاذها إجراءات فعلية - وفق قانون الإرهاب الذي يدعون أنهم يحاربوه - بحق من قام بالفعل الإجرامي الشنيع.

 

4.  إن لم تتخذ الحكومات إجراءات مناسبة فعلى كل مؤمن وإن كلفه ذلك حياته أن يستهدف كل مصالح أمريكا في الوطن العربي والعلم الاسلامي أولا، وليكن النفط والغاز أول أهدافكم وبكل أشكاله، حرق الآبار وتفجير أنابيب النقل والمنشآت المتعلقة بهما تفجير الموانيء والسفن الناقلة له، وليقولوا أننا ندمر بلداننا بأيدينا، لا يهم فالمطلوب تدمير ما جعلهم يتجبرون، وهو نفطنا وثرواتنا، التي حموا بسببها عملائهم وجواسيسهم الحكام الذين يحكمونا لخدمتهم لا لخدمة الشعوب، ويعبدونهم لا يعبدون الله، ولتكن عملية حرق القرآن الشرارة التي اضرمت النار في الهشيم.

 

5.  لقد سكتم وتهاونتم وقعدتم عن الجهاد حتى طمع بكم العدو الكافر، وإستهان بكم الحاكم المنافق، وإن كانوا يعلنوا حربا عليكم بذريعة الإرهاب فاليوم صار الجهاد واجبا فرض عين، ومن لا يعمل به بنفسه وماله كافر متباطيء عن نصرة الله ودينه وأمره وحكمه، وإن كنا سابقا نقول لا للعنف حكمة وايمانا ووعيا علهم يرعوون، فاليوم من لا يأمر بالجهاد فما آمن ولا صدق، وعصى وتزندق، ومع اعداء الله تعاون وتخندق. وكذب ما جاء في الكتاب (وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).

 

6.  هم يفعلوا ذلك لأنهم متأكدون أننا لا نحرق كتب الله الأخرى، فنحن آمنا بما أنزل إلينا وما أنزل من قبله، حتى تلك التي حرفوها، لأننا نؤمن بالله ونجل إسمه الموجود في كل الكتب حتى المحرفة، نحن نحترم ورق الصحف لأن ما من مقال يخلوا من ذكر إسم الجلالة، ونحن نؤمن ونصدق كل النبيين والأديان، ونحن نحترم الدين والعلم والفكر والحضارة، فإياكم أن تفعلوا ما يغضب الله، ولا تستهدفوا من لا يعادي الله وملائكته وكتبه ورسله، ولكن عندما تتأكدوا من عدوكم فكونوا أشداء على الكافرين.

 

7.  يقتل يوميا مئات من المسلمين المسالمين، لأنهم يقولوا الله ربنا بحجة محاربة الإرهاب، بطائرات أمريكا وأسلحتها وطائراتها المسيرة في عموم الأرض، خصوصا في العراق وباكستان وأفغانستان وفلسطين، وعندما يقتلوا المدنيين والفقراء يقولوا كان الهدف أحد القادة المتطرفين، فالخطأ جائز ومباح، ولكنهم لا يردعون متطرف معلنا تطرفه وعدائه للبشرية ويهدد السلم والأمن العالمي، فالسن بالسن والجروح قصاص، استهدفوا كل امريكي وصهيوني لأنه قد يكون من هؤلاء أينما تجدوه ولو في بيته، إلا المؤمنين ممن يعادوا ويستهجنوا ما فعله المتطرفون وكنيستهم.

 

8.  كل مثقف ورجل دين وكل قادر على الكتابة توضيح الأمر للناس مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو صابئيا أو من الديانات الوضعية بوذين وسيخ و زرادشتين ومجوس وكل وفق معتقده، عليه أن يكتب للمؤمنين وبكل اللغات يدعوهم لقتل الصهاينة وأتباع الأحزاب الامريكية الموجودة في الحكم أو في مجلسي الكونكرس والشيوخ الأمريكيين.

 

دعوهم يخربوا بيوتهم بأيديهم، فيغضب الله عليهم، وليكن هذا الحدث الجلل نهاية للحرب التي بدأوها من زمن بعيد ضد الإسلام وأهله، وسكتنا عن كل جرائمهم ضناّ منا أنهم سيرعون، وتفكروا وتأملوا ما يفعلوه منذ الحروب الصليبية، وكيف إستغلوا دين الله ووظفوه توظيفا منحرفا لخدمة غاياتهم العدوانية، بدل ما أراد الله به من خير للبشرية وتحقيق لإنسانية الإنسان وتبيان لكل علاقاته مع خلق الله.

 

فقد شرع الله في هذا الكتاب لكل ما يسعد الإنسان ويحمي الحياة، وسيكون هذا النداء مقدمة لسلسلة من المقالات تبين شيء من الإسلام، دين الرحمة والمدنية والحضارة، ولماذا نشأت الكراهية لهم؟ ومن المسبب لذلك؟ وكيف وظفوا دين الله لغير ما أنزل به الكتاب وبعث به الأنبياء والمرسلين؟

 

ثالثا: المثقفين والكتاب والمحللين المؤمنين ودعاة الحرية الفكرية والدينية وحقوق الإنسان:

 

1.  تقديم معلومات، وبيانات تفصيلية، عن مضامين هدي وتشريع القرآن، ودعوة القرآن البشر جميعاَ للعمل الصالح والتعاون ورفض الغلو والتطرف.

2.     إبراز الدعوة القرآنية للتنوع والتعدد الفكري وحق ومسؤولية الفرد عن توجهه الديني والفكري في يوم الحساب.

3.  إبراز التوجية والتشريع الإسلامي للبشرية بالإلتزام بالحوار والجدل السلمي والحجة العقلية لرسالة الإسلام وإجتناب العنف والصراع والإكراه والوصاية.

4.     التأكيد على نهي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحرب والقتل والبغي والعدوان.

 

5.  تقديم الصورة الحقيقية للإسلام وما جاء في القرآن المجيد والسنة النبوية الشريفة وشرائع العرب وقيمهم السامية خصوصا صحابة الرسول رضي الله عنهم وأرضاهم. خصوصا في مجال السلم والأمن وحقوق الإنسان.

 

6.  التفسير العقلي واللغوي الدقيق للآيات القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة وكشف خزعبلات وتحريفات أعداء الله ورسله وكتبه وعباده.

 

نعم كل المؤمنين مسلمين ومسيحيين ويهود (إن بقي من اليهود من هو مؤمن حقاَ) ومن كل الديانات حتى الوضعية منها عليهم التصدي وبدأ حملة لمحاربة كل متطرف كافر يريد بالبشرية السوء ويسعى للضغينة والبغضاء والأحقاد، فالأمر لم يعد فقط حوارا لتنوير البشرية وزيادة تآلفها، وتقارب وجهات نظرها لتتعاون في عمل الخير، وإنما تحول الى جهاد في سبيل الله، ودفاعا عن وجود البشرية وقيمها فعليا،َ كما فرضه الله في كتبه على عباده جميعا، وبكل الوسائل والأساليب فد بغوا وفسدوا وعادوا الله ورسله وحرقوا شرائعه وكتبه (وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين).

 

 





الثلاثاء٠٨ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد ابو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة