شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يتعرض شعبا في الكون لما تعرض له الشعب العربي، ثقافيا وفكريا ووجودا وحضارة وعنصرية وإستغلالا وتعسف وخمط للحقوق واستباحة للأرض والإنسان والثروات، فالأمر ليس جديدا بل هو استهداف منذ القرون الوسطى من قبل الغرب، ومن قبلها في إمبراطوريات الإقليم من الشرق الساسانيين ومن الشمال الروم البيزنطينيون اللذان كانا يشكلوا أكبر إمبراطوريتين قبل الإسلام، نعم منذ فجر التاريخ نشأت في هذه الأرض وبيد هذا الإنسان أولى الحضارات، ولكون البشر خلق هلوعا إذا مسه الضر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا، فقد تكالبت على هذه الأمة التي حباها الله، بالخير والبركة بأرضها، والخلق القويم والإنسانية الرفيعة في بشرها وفعلها، وإختارها لتكون حاملة رسالاته للناس عموما، نعم تكالب عليها كثير من الأقوام طامعين بها، فعندما كان الناس لا يفقهوا غير التسلط والنهب والعدوان على بعضهم نتيجة أنانية النفس البشرية، كانت هذه الأمة تتأمل في المعنى الكبير للخلق، ونتيجة ذلك ورحمة من الخالق المبدع فقد أرسل لها الرسل والأنبياء، وعلمها ما لم تعرفه الأمم الأخرى الكتابة والصناعة والعلم والزراعة وتدجين الحيوان، وبدأ مفكريها بوضع قوانين للحياة، فبدلا أن تمتن منها تلك الأمم لما قدمته من خدمة للبشرية عموما، قامت بغزوها وتدمير ما وصلت له من علم ومعرفة، تارة العيلاميين وتارة الروم، فقد أكد المؤرخون إن أولى الحضارات المعروفة في العالم كانت في أكد وأور (مدن عراقية قديمة تقع للجنوب الشرقي من محافظة ذي قار الحالية)، التي هي عاصمة الدولة في عهد النمرود وكان ذلك بعد الطوفان، حيث ورد في الكتب المقدسة التي لا يأتيها الباطل والخطأ أن أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام من شيعة نوح، وهو الذي أراد النمرود تحريقه بالنار فجعلها الله بردا وسلاما، ثم هاجر مع زوجته قريبته سارة غرباَ، للقدس ومنها لمصر، وهناك تزوج ثانية من أمنا هاجر، ونتيجة غيرة سارة لكونها لم تحمل وقد حملت هاجر، طلبت منه سارة أن يفرق بينها وبين هاجر، فهاجر بها مع جنينها لشبه الجزيرة العربية، وآواهما الى أل بيت وضع للناس بمكة، وكانت مكة واد غير ذي زرع كما هي الى اليوم، وهناك ولد أبونا إسماعيل عليه السلام، منذ ذلك الوقت والعرب هم امة الخير، التي تحمل رسائل السماء للناس جميعا، وبعدها حملت السيدة سارة وولدت لإبراهيم سيدنا إسحاق أبو سيدنا يعقوب (إسرائيل)، وهذا يعني إن إسماعيل وإسحاق كلاهما أولاد إبراهيم عليهم السلام أجمعين، وهم ساميون عراقيون عرب، ومن هذا أقول إن الأمة العربية جبلت على فعل الخير والتسامح والمحبة والسلام، ومناهضة البغي والباطل والفحشاء، فحتى حكامها الذين فتحوا البلدان وأقاموا أول إمبراطوريات في الأرض، كانوا مصلحين رغم إن بعضهم كانوا كافرين برسالات الله أو غير موحدين، منذ ذلك الوقت كان البغاة طامعون في هذه الأمة، فما حرب نبوخذ نصر لليهود في فلسطين وأسرهم (أو كما يراد به التضليل الصهيوني حين يسميه السبي البابلي) إلا دليلا على ذلك، ثم تحالف الفرس بقيادة كورش مع حاخامات اليهود الذين بدؤوا تحريف التوراة وكتابة التلمود في بابل، إلا دليلا على وحدة المنهج الفارسي الصهيوني منذ ذاك الزمن لتلاقي منهجهم، من ذلك الزمن تحالفوا وكان الغزو الفارسي لبابل وتدميرها وفك أسر اليهود، ولو لاحظنا إن إغتصاب الاحواز وفلسطين كان للجانبين الصهيوني والفارسي، بمعاونة ودعم وتمهيد البريطانيين، وبريطانيا في ذلك الحين أي بعد الحرب العالمية الأولى كانت زعيمة الامبريالية العالمية، ومن هذا نستطيع أن نتأكد إن الحلف الشرير في المخطط الصهيوني والفارسي متجذر وان كلاهما لا يختلفان في مستوى العداء للعرب، ويا سبحان الله عندما نهضت بابل (العراق) من جديد عاد الصهاينة واليهود وبدعم وجيوش الامبريالية بزعامة أمريكا هذه المرة حيت تغيرت زعامة الامبريالية لتدمر قوة الأمة وأمل خلاصها (العراق).

 

إذن اغتصاب الأحواز لا يختلف بشيء عن اغتصاب فلسطين، فهي ارض العرب المنهوبة من قبل الفرس، وإن كانت فلسطين قد اغتصبت في اربيعينيات القرن الماضي فالاحواز سبقتها في ذلك، فكلاهما إغتصاب استيطاني، يشمل الأرض وتغير ديمغرافية السكان، بتهجيرهم وقتلهم وإذلالهم، واغتصاب ممتلكاتهم، وتزوير التاريخ والوثائق والمستندات، ونهب الثروات وتدنيس المقدسات واستباحة الحرمات، وهما متلاقيان ومتخادمان في إهدافهما وأساليبيهما، فأكتب هذا ليعوا العرب وأباء الأحواز والخليج بالذات حقيقة حكومة إيران الفارسية الطامعة في ارض العرب، وأؤكد بذلك على طلائع الشعب العربي وقواه المقاومة، وأحذرهم بأن لا ينخدعوا بكذب وتضليل الإعلام الفارسي الصهيوني وتظاهرهم بالتناقض والعداء، لا يغركم الإعلام فالحقيقة واضحة وما يجري لا يتعدى تنافس على المصالح وليس خلاف مبادئ، فكلاهما يعمل وفق نظرية الغاية تبرر الواسطة، إن حكومة إيران الحالية التي تتخذ من الإسلام غطاءا لمنهجها وإطماعها ما هي إلا امتداد لذات المنهج، الذي بدأه الشاه محمد رضا بهلوي وبنفس الفكر العنصري الفاشي القائم على البغي والخداع والتضليل والكذب والتزوير، والله حذرنا وبين لنا أفعال المنافقين، فحكام إيران اليوم ليس لهم من الدين وآل البيت الطاهرين شيء، إلا اتخاذهم غطاءا ليغطوا غاياتهم وأطماعهم الباغية، والله لا يحب المنافقين.

 

أيها العالم المدعي الديمقراطية وإحترام حقوق الشعوب وخياراتها: أليس من حق شعب عاش في ظل التعسف والقهر والتمييز العنصري والإضطهاد والتغييب قرن وبعضه ما يزيد عن قرن أن ينصف؟ أليس من حقه أن يطالب بتقرير مصيره والحصول على سيادته وإستعادة كرامته؟ وأنتم يا أهلنا في الأحواز تظاهروا وطالبوا بحقوقكم وإستعادة بلدكم، وتأكدوا أن الظلم والبغي مخذول مغلوب بأمر الله العزيز. فلا تستكينوا وتستسلموا وتيأسوا من رحمة الله.

 

تحية لأهلنا في الأحواز السليبة وفي كل أجزاء الوطن الكبير.

تحية للمقاومة العربية في الأحواز والعراق وفلسطين وكل المقاومين العرب.

الله أكبر .. الله أكبر .. وهو ناصر المؤمنين.

 

 





الاربعاء٠٩ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة