تعتبر حكومة العراق التي يتم تلصيقها منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا مولوداُ يسمى بالمفهوم الطبي ب ( الأطفال الخدّج ) وهوالولادات غير الكاملة وتحتاج الى فترة أخرى كي تكتمل حيث يبقى هذه الطفل تحت رعاية وعناية مركّزة لأي طارئ وهكذا هو حال حكومة العراق الحالية وسابقاتها فالرعاية الأمريكية كانت ولاتزال موجودة ولكنها تتلاشى في أحيانٍ لحسابات أمريكية خاصة وفي هذه الأثناء رأى من رأى نفسه بأنه أصبح صاحب القدح المعلى وفاتح الفتوحات فراح يصرح بأن قواته قادرة على حفظ الأمن وبسط الأمان وقادرة على مسك الأرض دون الحاجة الى القوات الأمريكية وتوهّم هذا بأنه بالفعل قائدا عاماً للقوات المسلحة وبدأ يقول أن الأنسحاب بات قاب قوسين أو أدنى ومن موقع القوة والأقتدار دعى الى عقد مؤتمر القمة العربية في بغداد ليترأس الملوك والأمراء والرؤوساء وخصص أربع مائة وخمسين مليون دولار أي مايقارب الخمسمائة مليار عراقي لعقد هذه القمة فبدأوا بالصفقات والمشاريع الوهمية التي لاجدوى أقتصادية منها مع العلم أن الجميع كان يتوقع بأن القمة لم تعقد في بغداد ليس كرهاً بالشعب العراقي بل بغضاً بحكومته التي لاتعرف مفردة واحدة من اللياقة الدبلوماسية والأدراك والوعي السياسي هذا من باب فأما من باب أولى ألا كان الأجدر صرف هذه الخمسمائة مليار دينار لبناء مجمعات سكنية وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين الذين يتخذون من الدوائر الحكومية المهجورة ومن بيوت الصفيح ملاذات آمنة لهم ولكن يبدو أن الحكومة تناست أن زمن الأبهة والفخفخة قد ولّى وأكل عليه الدهر وشرب ولكن الكراسي قد أثقلت هؤلاء حتى عقولهم وهكذا جاءت اللطمة على وجوه زرازير الحكومة بطلب الغاء عقد القمة في بغداد أو نقلها لبلدٍ آخر وهكذا ضاعت الأموال التي هدرتها الحكومة وكما قال الشاعر ( أن الزرازير لما طار طائرها توهمّت أنها صارت شواهيناً ) وهنا بودي أي عاقل أن يتسائل هل من المعقول أن تعقد قمة يحضرها رؤوساء وملوك وأمراء يترأسها الممثل العراقي فيها المالكي وحسن السنيد وعباس البياتي وعلي الأديب وكمال الساعدي ووليد الحلي ويكون ناطقها الأمني قاسم المكصوصي مسيلمة الكذاب وناطقها الرسمي علي الدباغ هزلت ورب الكعبة.