شبكة ذي قار
عـاجـل










يا أبناء أمتينا العربية والإسلامية
يا أبناء الإنسانية المتطلعون إلى الحياة الحرة الكريمة


منذ أربعة شهور ومنطقتنا العربية تهب عليها رياح التغيير ,وكلنا شاهد كيف خرج أبناء الشعب الواحد في تونس ومصر وعبروا عن رفضهم لسياسة ودكتاتورية حسني مبارك وابن علي ثم جاءت إحداث اليمن والبحرين وليبيا وبعدها سوريا والسعودية والاردن والجزائر ولقد تفاوتت مطالب المتظاهرين بين الإصلاح السياسي وإسقاط بعض الأنظمة فلكل بلد خصوصياته وطبيعة وفلسفة نظامه وأعرافه وتقاليد شعبه وعمق ثقافته الوطنية والقومية وتعدديته العرقية والدينية , وان من حق الشعب أن ينتفض على الاستبداد والطغيان وكبت الحريات والاضطهاد والفقر والفساد ويتطلع إلى حياته الحرة الكريمة ورفاهه الاجتماعي الموعود, إن المركز الإعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية في الوقت الذي يقف فيه مع تطلعات أبناء شعبنا في كافة أقطار الأمة لتحقيق ما يصبون إليه لابد أن يؤكد جملة حقائق عليهم آن يضعوها نصب أعينهم وهم ينشدون الإصلاح والتغيير وهي : -


1 – إن الإصلاح السياسي وتطوير البنى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتحقيق أفضل الشروط والمناخات للارتقاء بالوطن والمواطن وضمان تحقيق الخدمات والحريات له هو واجب الدولة وهو ليس منة منها عليه, وعلى الدولة أن ترتقي ببرامجها ووعودها, وهي بسلطاتها الثلاث الرئاسية والتنفيذية والتشريعية ليست بمواقع تشريفية لمنتسبيها وإنما هي مواقع خدمة وتكليف شرف لأبناء شعبها الذين يمثلون المصلحة الحقيقية في وجود أية دولة ذات سيادة واستقلال تام وعلى هذه المؤسسات أن تعرف حقيقة وهي إن من العيب أن يكون الغرباء هم الذين يتحدثون عن حق الشعوب وعن حريتها , أفليس من الاصوب والأرقى والأحسن أن تحس السلطة الحاكمة بهموم أبنائها قبل أن يطرق الغرباء الأبواب عليها وكأنهم الأكثر حرصا على شعب تلك الدولة من السلطة نفسها .


2 – إن أقطار الأمة ومنذ وقت بعيد تتعرض إلى استهداف من ذات القوى الدولية التي كانت تسيطر على مقدراتها ومستعمرة لها وان هذه القوى عملت وتعمل بكل الوسائل من اجل السيطرة على تلك الأقطار وإضعاف أي قطر يريد أن يطور قدراته ويعتمد أسس البناء والتقدم الصحيح لينهض بشعبه ويستثمر ثرواته ويحقق طفرة نوعية في حياته كما تعمل تلك القوى الدولية جاهدة على تقسيم دول المنطقة وبصيغة الفيدراليات أو اقتطاع الأجزاء وإعلان دولتها , كما حصل في العراق وفي السودان وهذا يزيد من عملية تفتيت دول المنطقة وإضعافها وسهولة السيطرة عليها واستعباد شعوبها .


3 – لقد قام الغرب الاستعماري وأمريكا ومنذ مطلع القرن الماضي باحتلال فلسطين وجعل من هذا الكيان بؤرة للتوسع والعدوان والتآمر على شعوب المنطقة ولم يكتف بهذا رغم سيطرته على مقاليد أنظمة عربية معروفة بل استخدم القوة وغطاء الأمم المتحدة للعدوان على الدول التي وقفت بوجهه وحاولت القضاء على مخططاته, فاحتل العراق وأفغانستان, وواصل تهديده لسوريا ولبنان, ثم استخدم غطاء المنظمة الدولية ومجلس أمنها للعدوان على ليبيا ومحاولة احتلالها وتقسيمها , وسوف لن يقف إلى هذا الحد وإنما سيواصل فعالياته الدنيئة ممني نفسه بالوصول إلى أهدافه غير المشروعة وسوف لن يثنيه احد عنها إلا إرادة الشعب العربي وقدرة وعيه على فهم المخطط الحالي وأبعاده ومراميه والتي تستهدف بالأساس جوهر المشروع العربي وأدواته الحقيقية .


4 – لقد وظفت أمريكا ودول الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية الطامعة حاجة شعوب المنطقة وتنوعها الطائفي والعرقي لصالح مشروعها , وربطت ذلك بالتغيير, وكأن التغيير الذي تريده هو لمصلحتها, لكن في حالة حصوله فسنرى إن المستفيد هو أمريكا والدول اللاعبة ولهذا فعلى الشعوب المطالبة بالتغيير أن تعي دورها وان تقطع الطريق على أمريكا ومن تحالف معها من أن يسرقوا ثوراتهم وانتفاضاتهم ويوظفوها لمصلحتهم ولغاياتهم ويكونوا (أي الشعوب) هم الضحية والجسر لعبورها, وعليهم أن لا يقعوا بين فكي كماشة المستعمرين وبين العملاء الذين ينشدون التغيير لمصلحتهم وإشباع رغباتهم المريضة , فتونس ومصر هما غير سوريا فإذا ما ربح أبناء مصر وتونس بعد التغيير إذا ما أحسنوا السيطرة عليه , فان أبناء سورية سيخسرون في حالة انطلاء مؤامرة الأعداء عليهم وانجرارهم مع دعاة الفتنة لان أمنهم وأمانهم وما تقوم به قيادتهم الآن من إجراءات هو الكفيل ببقاء الوطن سالما معافى يرفل أهله بالأمن والاستقرار والرفاه الاجتماعي المطلوب, وان ماحدث في العراق من غزو واحتلال وقتل وتهجير وسرقة للمال العام ما هو إلا صورة حقيقية لما تؤول إليه الأحداث في أي قطر لا يضع الشعب هذه الحقيقة نصب عيون أبنائه .


5 – ومن المؤسف له حقا إن بعض الأنظمة العربية التي هي جزء من الجامعة العربية وموقعة على ميثاقها تصطف مع أدوات وقادة المشروع الأمريكي الصهيوني ظنا منها أنها ستكون في منأى من أخطاره ونيرانه مثلما وقفت معه في الحرب على العراق وسهلت لقواته وطائراته الانطلاق من أراضيها والمشاركة الفعلية في العدوان عليه ومن ثم احتلاله, فهي اليوم تشارك في حظر الطيران على ليبيا وقبل سنة كانوا في ضيافة طرابلس راعية القمة العربية ,فأية علاقات عربية هذه ؟ وكيف تنهض الأمة بهذا المستوى من العلاقات واحترام الطرف الآخر ودولها تتعرض للعدوان والغزو والاحتلال وبأيادي عربية عميلة للأجنبي ؟ فاتقوا الله ياعرب ! .


6 - إن المركز الإعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية في الوقت الذي يستنكر فيه أساليب أمريكا والغرب والصهيونية في النيل من حقوق أبناء شعبنا العربي في كافة أقطاره وسرقة وعيه وجهوده, وكذلك التعرض للبعض من أنظمته الوطنية الممانعة والمقاومة للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة, فانه يحذر من خلط الأوراق لتمرير مشروع أمريكا والصهيونية القذر, ويدعو أبناء الأمة إلى إسقاطه والقضاء عليه وان يتحصنوا بوحدتهم الوطنية ويعززوها ويطاردوا رموز الفتنة والطائفية والبلطجية , كما يدعو أبناء العراق لزيادة الطرق على قوات الاحتلال ومصالحها والأذناب المرتبطين معها وطردهم من ارض الرافدين لتعود حرة أبية والله اكبر وعاش الحق وليسقط الباطل .

 


المركز الإعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية
٢١ / نيسان / ٢٠١١

 

 





الخميس١٧ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المركز الإعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة