شبكة ذي قار
عـاجـل










بالرغم من قناعتي الفكرية والأيمانية المخالفة لفهم ومنهج وقناعة تنظيم القاعدة عموما، والراحل أسامة بن لادن شخصيا (له من ربه ما يستحق وفق فهمه ونيته)، ولكني أعتبر ما جرى من قبل الإدارة الأمريكية في قتله وبعده يمثل سقوطا أخلاقيا وإنحطاطا سياسيا لأمريكا وإدارتها ورئيسها، المتبجح بأنه حاميا ونتاجا للديمقراطية الأمريكية بل الغربية عموما.


فقد سقطت أمريكا وإدارتها عندما أعلنت أنها قامت بقتل مجموعة أشخاص في دولة مستقلة هي باكستان دون أن تعلمها أو تنسق معها كإدارة وقوات، وهذا يمثل:


1. تجسيدا لبغي وطغيان وإستهتار أمريكا وإدارتها بالقانون الدولي والمعاهدات والمواثيق الدولية والشرعية الدولية.


2. أدعت الإدارة الأمريكية أنها قتلت إبن لادن وثلاث رجال وأمرأة دون أن يصاب أمريكي واحد بأذىَ!؟ وهذا القول يمثل عنصرية وقحة وفاشية مقيتة تؤكد سقوط أمريكا الأخلاقي، فهل الأمريكان فوق البشر الآخرين؟ وإن كان أسامة بن لادن مجرما وفق الرؤية والأدلة الأمريكية التي قد تكون خاطئة ومفبركة وكاذبة يحق قتله فلماذا قتلت الأربعة الآخرين وما هي الجرائم التي إستدعت قتلهم؟ أكونهم مع إبن لادن يحق قتلهم؟ وإذا عملنا بهذا القياس فكم في أمريكا عايشوا وصاحبوا وكانوا قريبين من مجرمين دوليين معروفين مثل رؤساء وجنود أمريكا الذين إرتكبوا جرائم ضد الإنسانية وضد الشعوب؟ فهل هذا يعني إقرار أمريكا بشرعية قتل من يعايش مجرما دون محاكمة؟ وهل هذه شريعة قانونية جديدة؟ وليكن في علم الأمريكان أنهم هم الخاسرون إن أعتمد هذا القانون في التعاملات الدولية والقانون الجنائي.


3. قالت الدوائر الأمريكية أن عملية المجموعة العسكرية الأمريكية التي أنتخبت لتنفيذ عملية قتل إبن لادن لم تستغرق سوى أربعون دقيقة، وعادت لتقول أن العملية تطلبت ساعة، ومن ثم أعلن رئيسها الحالي بأنه قد كلف المخابرات الأمريكية بمتابعة إبن لادن لقتله منذ إستلامه للإدارة الأمريكية أي منذ أكثر من عامين، وعاد رئيس مخابراتها وناطق عسكري آخر ليعلن أن عملية مطاردة إبن لادن قد إستمرت منذ عهد بوش دبل يو وفي عهد أوباما، فماذا يدل ذلك؟ تخبط ، كذب، فبركة، إدعاء بالقدرة والدراية؟ أم ماذا هو القصد؟ وهذا إستمرار لمنهج الفبركة والكذب والزيف والتضليل الذي تعتمده أمريكا وإدارتها وقواتها في عملها السياسي والعسكري.


4. القصة التي أوردتها أمريكية والمكان الذي أظهرته عبر الفضائيات لا يقنع الطفل والمجنون، فأما أمريكا كاذبة فيما أظهرته من صور عن مكان أختباء!! وعيش إبن لادن؟ أو أنه كان مطمئنا ويعيش آمناَ لكونه على وفاق مع الدولة المختبيء بها (باكستان المضيفة) أو حتى أمريكا لأنه كان مجرد حجة للحرب والعدوان؟ وإلا هل يعقل أن يسكن ويعيش أسامة بن لادن المطارد والمطلوب عالميا في منطقة جارا لحامية أو أكاديمية عسكرية أو أمنية؟ هل هو غبي ليكون المسكن الذي يسكنه يمثل أبهة ومتميزا عن مساكن المجمع المعد لسكن أشخاص مهمين؟ وهل كان إبن لادن قدريا بحيث لم يفكر في أن ذلك يثير فضول الناس العاديين ليقولوا لمن هذا السكن المتميز ومن يسكنه وليس أجهزة المخابرات والجهات المخابراتية والأمنية العديدة التي تبحث عنه؟ لقد كذبت أمريكا في هذا الأمر مرتين، تماما كما كذبت وفضح الله كذبهم يوم إدعوا أنهم ألقوا القبض على القائد الشهيد صدام حسين في حفرة، وهذا جانب من جوانب السقوط الأخلاقي الأمريكي بإعتمادها الكذب؟ ألا لعنة الله على الكاذبين.


5. لو صح ما تدعيه الإدارات الأمريكية ومؤسساتها المخابراتية أن أسامة بن لادن مسؤول عن قتل آلاف البشر، حسب ما يدعوه بأن تدمير برجي التجارة الدولية في نيويورك قد تمت بتخطيطه وتمويله، فلماذا ترتكب أمريكا جرائم بحق أناس تدعي أنهم من خططوا ومولوا جريمة تفجير البرجين كخالد الشيخ محمد وغيره؟ ولو صح ذلك هل يبرر ذلك أن تلقى جثته في البحر؟ وكل شرائع السماء توجب وتقر دفن الأنسان بعد موته؟ وهم أي الإدارات الأمريكية تدعي أنها موحدة، ويتبعوا رسالة سيدنا عيسى عليه السلام؟ فهل جثث الوحوش والضواري والثعابين والحيوانات لها مكان أن تدفن وتقبر في أرض الله الواسعة ولا تجد جثة إنسان مهما كان جرمه مكانا للدفن؟ وماذا يعني ذلك؟ أ له تفسيراَ سوى الأستباحة لحقوق الإنسان وأحتقار إنسانية الأنسان لكونه معادي وخمط حقوقه حيا وميتا؟ وهذا ينافي التشريع الرباني والقانون الدولي، والأخلاقيات القانونية.


6. طالما سمعنا من الإعلام الأمريكي بأن إبن لادن يعاني من إلتهاب حاد في الكليتين، وأنه مضطر بسبب ذلك للتعرض لغسيل الكليتين مرتين في الشهر، ومن خلال المعلومات الطبية فإن غسيل الكلى هو علاج مؤقت ولا يمكن أن يستمر طويلا، فهل تأكد لأمريكا أن إبن لادن مات نتيبجة مرضه، وفبركت قضية قتله من قبل قوة أمريكية خاصة ومنتخبة وعلى مستوى عالى من التدريب والكفاءة لقضايا سياسية وإنتخابية؟ وإلا لماذا لم تعرض جثته؟ وحتى تفاصيل رواية مقتله؟


7. إن كان إبن لادن في غرفة نومه وأعزل من السلاح وحاول إستخدام زوجته كدرع بشري، وكان عدد الجنود الأمريكان بالعدد الذي أعلنه الإعلام الأمريكي فلماذا لم يلقى القبض عليه لتتم محاكمته علنا ووفق القوانين من قبل محكمة دولية أو حتى أمريكية؟ ولماذا كان قرار قتله هو الخيار الوحيد لقوة مدربة وذات كفاءة قتالية بالشكل الذي أعلن عن القوة المكلفة بالواجب؟ وهل فعلا قتل قبل أن يلقى القبض عليه وهو الرجل الخمسيني أو الستيني الأعزل؟.


8. لماذا تحججت أمريكا بأن جثة إبن لادن المقتول دون مقاومة مشوهة الى درجة لا تسمح بعرضها، وهو لم يقدر على الدفاع عن نفسه أو القتال فقط حاول إستخدام زوجته كدرع واقي، أو الإحتماء خلفها، وقد تم قتله بإصابته بطلق ناري بالرأس، وفق القصة الأمريكية، فمالذي جعل جثته مشوهة؟؟؟


هل فعلا قتلت أمريكا إبن لادن أم مات موتا طبيعيا بأجله؟ هذا لا يغير من الوضع شيئا، وموته قد يكون في صالح الإسلام والمسلمين نتيجة ما رافق ظهوره والقاعدة من تشويه للإسلام من قبل الغرب وأمريكا بالذات، ولكن من يقتل المجرمين الإرهابيين المتطرفين الآخرين والذين تجاوز عدد ضحايا جرائمهم الملايين وليس الآلاف كما تدعي أمريكا على أسامة بن لادن؟ أمثال جورج بوش وبوش دبل يو وبلير ومن عمل معهم وشركائهم في العدوان على البشرية؟؟؟؟ وهل تؤكد كل القضية غير حقيقة ثابتة هي أنحطاط أمريكا الى درك متدني من السقوط والجريمة، وإلا فإبن لادن وكل مخلوق الى فناء بتقدير الله تعالى وحكمه ( كل من عليها فان، ويبقى وجه ربنا ذو الجلال والإكرام ) الرحمن 26و27.

 

 

 





الاربعاء٣٠ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة