شبكة ذي قار
عـاجـل










بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي للعراق قدم عشرة وصايا لجون نيغروبونتي ليوضح له مع من يتعامل، وكيف يجب أن أن يتعامل مع مجاميع الكذابون واللصوص والمحتالون وسقط المتاع والساقطون الذين جمعتهم أمريكا، لتجندهم في عدوانها لتدمير العراق وحضارته، فقد وضح له نوعيتهم وصفاتهم وواجباتهم التي يضطاعون بها لتنفيذ مخططات الإمبريالية والصهيونية في العراق والمنطقة العربية والإسلامية، وقال له أنه شخصيا وكذلك كل الدوائر الأمريكية التي تتعامل معهم تعرفهم ولكن الأمريكان يحتاجونهم لمواجهة الوعي الشعبي العام في المنطقة العربية والصحوة الفكرية والأيمانية التي تجلت في المشروع الإيماني القومي، الذي مثله العراق في عهد البعث العربي الإشتراكي، وإنعكاسه الإيجابي على عموم المنطقة، ويوصيه بعدم التفريط بهم لأنه لا بديل عنهم لخدمة الغايات الشريرة التي تسعى أمريكا وحلفائها لتنفيذها ضد العراق والإسلام، فغير الجشعين والكذابين والمنحرفين والساعين للمال والثورة ومنزوعي الحياء والشرف والأخلاق لا يمكن أن يكونوا جنودا لذلك، فالمنافقون واللصوص والكذابون والشرهون والمتخلون عن القيم هم فقط الذين يوافقوا أن يكونوا جنودا للشيطان ومنفذين للفتنة والجريمة والفحشاء مقابل أجر لذلك آوتهم أمريكا وتحميهم.


الوصايا العشرة التي قدمها المجرم بريمر لنيغروبونتي :


1. إياك ان تثق بأيّ من هؤلاء الذين آويناهم واطعمناهم، نصفهم كذابون، والنصف الاخر لصوص.

2. مخاتلون لا يفصحون عما يريدون ويختبؤون وراء اقنعة مضللة.

3. يتظاهرون بالطيبة واللياقة والبساطة، والورع والتقوى، وهم في الحقيقة على النقيض من ذلك تماما، فالصفات الغالبة هي: الوضاعة والوقاحة وإنعدام الحياء.


4. إحذر أن تغرك قشرة الوداعة الناعمة فتحت جلد هذا الحمل الذي يبدو حميميا وأليفا ستكتشف ذئبا مسعورا، لا يتردد من قضم عظام أمه وأبيه، ووطنه الذي يأويه، وتذكر دائما ان هؤلاء جميعا سواء الذين تهافتوا على الفتات منهم أو الذين التقطناهم من شوارع وطرقات العالم هم من المرتزقة ولاؤهم الاول والأوحد لانفسهم.


5. حاذقون في فن الاحتيال وماكرون كما هي الثعالب لاننا أيضا دربناهم على ان يكونوا مهرجين بألف وجه ووجه.


6. يريدون منا أن لا نرحل عن العراق ويتمنون أن يتواجد جنودنا في كل شارع وحي وزقاق وأن نقيم القواعد العسكرية في كل مدينة وهم مستعدون أن يحولوا قصورهم ومزارعهم التي اغتصبوها إلى ثكنات دائمية لقواتنا، لأنها الضمانة العملية الوحيدة لاستمرارهم على رأس السلطة، وهي الوسيلة المتوفرة لبقائهم على قيد الحياة، لذلك تجد أن هذه الوجوه تمتلئ رعبا ويسكنها الخوف المميت لانها تعيش هاجسا مرضيا هو (فوبيا انسحاب القوات الامريكية) الذي لا ينفك عنها ليلا ونهارا، وقد أصبح التشبث ببقاء قواتنا أحد أبرز محاور السياسة الخارجية لجمهورية المنطقة الخضراء.


7. يجيدون صناعة الكلام المزوق وضروب الثرثرة الجوفاء مما يجعل المتلقي في حيرة من أمره، وهم في الأحوال كلها بلداء وثقلاء، ليس بوسع أحد منهم أن يحقق حضوراً حتى بين أوساط زملائه وأصحابه المقربين.


8. فارغون فكرياً وفاشلون سياسياً لن تجد بين هؤلاء من يمتلك تصوراً مقبولاً عن حل لمشكلة أو بيان رأي يعتد به إلا أن يضع مزاجه الشخصي في المقام الأول تعبيراً مرضياً عن أنانية مفرطة أو حزبية بصرف النظر عن أي اعتبار وطني أوموضوعي.


9. يعلمون علم اليقين بأنهم معزولون عن الشعب لا يحظون بأي تقدير أو اعتبار من المواطنين لأنهم منذ الأيام الأولى التي تولوا فيها السلطة في مجلس الحكم الانتقالي المؤقت أثبتوا أنهم ليسوا أكثر من مادة استعمالية وضيعة في سوق المراهنات الشخصية الرخيصة.


10. يؤمنون بأن الاحتيال على الناس ذكاء، وأن تسويف الوعود شطارة، والاستحواذ على أموال الغير واغتصاب ممتلكات المواطنين غنائم حرب، لذلك هم شرهون بإفراط تقودهم غرائزية وضيعة، وستجد أن كبيرهم كما صغيرهم دجالون ومنافقون، المعمم الصعلوك والعلماني المتبختر سواء بسواء، وشهيتهم مفتوحة على كل شيء: الاموال العامة والاطيان، وإقتناء القصور، والعربدة المجنونة، يتهالكون على الصغائر والفتات بكل دناءة وامتهان، وعلى الرغم من المحاذير والمخاوف كلها فايإك أن تفرّط بأي منهم لأنهم الأقرب إلى مشروعنا فكراً وسلوكاً، وضمانةً مؤكدة، لإنجاز مهماتنا في المرحلة الراهنة، وإن حاجتنا لخدماتهم طبقا لاستراتيجية الولايات المتحدة، ما زالت قائمة وقد تمتد إلى سنوات أخرى.


هل يحتاج الأمر لتعليق؟ أكتفي بما قاله عنهم المجرم الدولي بريمر، وهو يصفهم لبديله، فقد نكون متوهمون بأحد منهم فهاهو مالكهم يصفهم، وهو يعرف أن ما قاله بهم سيعرفوه، وكما قال فهم بحاجة لخدماتهم لسنوات أخرى، ولكن لا يهم فمن يبيع نفسه للشيطان ويخون دينه ووطنه لا يفكر بأن الناس ستسبه، أو يقول الناس أنه نذل حقير ومرتزق وضيع، فهو يعرف أنه فعلا هكذا، فلن يزعل أحد من حقيقته؟ نعم هو وصف دقيق للعملاء الذين نصبتهم أمريكا حكاما للعراق، وفي نفس الوقت يعبر عن مستوى الانحطاط والسقوط الأخلاقي في السياسة والتعامل الأمريكي الدولي، فقد صدق المجرم بريمر في قوله وعبر عن حقيقة بلده والإدارة التي يمثلها.

 

 





الخميس١٦ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة