شبكة ذي قار
عـاجـل










أثار المقال الذي كتبه الزميل وليد حسن والذي حمل عنوان (( مرفوض صمت الكفاءات العراقية في الخارج )) والمنشور في موقع شبكة الوليد تساؤلا عن صمت أصحاب الكفاءات العراقية في الخارج أزاء ما يواجه العراق وشعبه من محن بوجود الأحتلال الأميركي؟! وهل هناك مبررات تدفعهم لذلك الصمت المرفوض ؟! ثم ما هو المطلوب وما يستعصي عليهم النهوض به من دور واجب ونحن نعتب ؟!.


وأود بداية أن أقول صراحة, وأعتقد هذا هو رأي الزميل وليد وكل من يتصدى لمناقشة موضوع كهذا , فأن الصمت الذي يشار أليه لا يشمل جميع الأخوة أصحاب الكفاءات الذين أضطرتهم ظروف العراق الٍأستثنائية الراهنة لأن يغادروا تراب الوطن حيث كانوا يستظلون بفيئ المحبة ودفء الأخوة وساحة العطاء العراقي الباذل في التباري لخدمة البلاد وأسعاد الأهل العراقيين .


لذا فأن الصمت المرفوض من وجهة نظري ليس صفة تلازم جميع من هم في الخارج وبمختلف أختصاصاتهم أي بمعنى لا يجوز التعميم , فهناك الكثير الكثير ممن أعطوا وبسخاء , وأدوا بأمانة من الادوار ما ألحق الأذى الكبير بالمحتلين كونه قد تناغم في التأثير فيهم كفعل بندقية المقاومين ,المطاردة لمن تجاسر على السيادة الوطنية وأسقط حسابات من ظن خطأ أن أرض العراق ستكون مفروشة بالزهور والرياحين حين يدلفونها غزوا وغدرا وأفتاءا طائفيا بتحليل خيانة الوطن, فأكتشفوا أن الموت كان ينتظرهم في كل ساحة وميدان فذهبوا للملمة أشيائهم وبدأوا بالرحيل فعلا , وأن جرى ذلك على مراحل , وبأسلوب البدعة التي تستبدل الوجود العسكري وبوجود مماثل ولكن بتسمية أخرى ,بحسب ما اعلنه جو بايدن بصراحة لا تقبل التأويل عندما أكد في وقت سابق بأن واشنطن لن تنسحب من العراق بل ستسبدل الوجود العسكري بوجود دبلوماسي أمني واسع وفاعل عبر فعاليات (جمهوريتهم المصغرة) سفارتهم الباسطة نفوذها على عموم المنطقة الغبراء , بما فيها من مجلس رئاسة كارتوني ومن حكومة طائفية ومن مجلس ليس لنواب الشعب وأنما لميليشيات الموت والنهب والأرهاب .


ولا شك أن الفعل الوطني كان سيعلوا أقتدارا في دحر المحتلين وفي تصعيد زخم الفعل المناهض لهم ولعملائهم في الداخل والخارج وفي تقريب ساعة التحرير لو أن حجما غير قليل من أصحاب الكفاءات بتنوع الأختصاصات آثروا الجنوح للصمت وكأنهم غير معنيين بما جرى وما يزال يجري للعراق والعراقيين وتناسوا ما يحملهم الواجب الوطني من مسؤولية الأصطفاف مع الجهد العراقي المبذول الآن ليكون لهم شرف المشاركة في التضييق على المحتلين وتسريع خطى رحيلهم وتصعيد الضغوط على العملاء بزيادة وتائر أنهيارهم وبالتالي أسقاطهم نهائيا قبل فوات الأوان.


وعسى ان يراجع كل من لاذ بالصمت عن صمته دون أن يبخس أحد أهمية الدور الذي يمكن أن يؤديه مهما كان حجم قدرته , فحجم التأثير يقاس بحجم المنتظمين فعلا في ترصين جبهة ملاحقة أعداء العراق , فقد علمتنا تجارب الوطن والأمة بأن النصر معقود دائما لفعل الجماعة.


وهذا ما يدعونا لأن نناشد جميع العراقيين المتواجدين في الخارج وفي المقدمة منهم أصحاب الكفاءات بتعدد الأختصاصات و القدرات المالية والدبلوماسية والعلمية والتقنية والثقافية والأدبية عموما والأعلامية والصحفية والفنية والرياضية بتنوع أبداعاتهم على الأخص ,في الحث على مزيد من التوحد والحوار والتنسيق بينهم.
 

أما لأي هدف وكيف , فالأجابة على ذلك واضحة ولا تغيب عن بال الأصحاء , بل هي تتراءى لكل عين عراقية مبصرة لما يجب ان يؤديه صاحبها من جهد داعم لوقفة شعبه ووطنه في مواجهة الطغيان والعدوان ويعد فرض عين على كل عراقي وصولا الى تحقيق ...

أولا- تصعيد وتائرتنظيم فعاليات الأسناد لتلك الوقفة في الداخل والخارج وبكل الوسائل والسبل المتاحة , وبما يحقق سلسلة متلاحقة من الأنشطة المتنوعة لتشكل حاضنة تضامن مع شعبنا في رفضه الصريح للعدوان والأحتلال الذي لم ينقطع يوما وتطور ليأخذ صيغ التعبير عنها بأنتفاضات غضب دائم أجتاحت العراق , منادية بطرد المحتلين وأسقاط الحكومة العميلة وهي الأحوج لتحرك الصامتين الجاد والملموس في دعم هذا التطور في ظرف دقيق يعيشه الشارع العراق الغاضب .


ثانيا - أغاثة أهلنا المحتاجين في غربة المنفى والذين تقطعت بهم سبل العيش , ليس الرغيد بل البسيط ومعاناتهم في الحصول على مكان صغير وآمن , لا يكاد يأويهم, ونعرف جيدا كم هي هذه العوائل ,متعففة وكبيرة في العدد وخصوصا من توفرت لها فرصة ولوج الحدود السورية والأردنية بأقل تكلفة قياسا على التكلفة الأعلى التي يقتضي توفيرها لمن أراد الوصول الى القاهرة أو صنعاء.


وأخص بالذكرعوائل شهداء العراق الذين وهبوا ارواحهم دفاعا عن العراق العظيم وعن حدود الوطن العربي الشرقية وكافأهم الحكام الطائفيون بأيقاف صرف رواتبهم وطاردتهم الميليشيات الطائفية أستجابة لطلب أيراني , فلجأوا الى الخارج طلبا للأمان وبحثا عن فرص عمل تعينهم على توفير مستلزمات حياة , متواضعة ولكنها كريمة ..


وقد أضطرتهم الظروف الأقتصادية الصعبة في بعض العواصم والمدن العربية التي لجأوا اليها لمد اليد للمنظمات الأنسانية طلبا للمساعدات الشحيحة , بينما تواجد ليس بعيدا عنهم عراقيون متخمة جيوبهم وحساباتهم البنكية بالمال العراقي الوفير ولا أقول الحرام ,وأنما الحلال غير أنه ناتج نضح عراقي وفر لهؤلاء الأمن ولمشاريعهم الأمان تمثلت في الرعاية التي أحاطهم بها النظام الوطني وعززت شطارتهم في جني الثروات , في حين وجدناهم يتبارون في أقامة الدعوات الباذخة المنافقةعلى مدار السنة , ولو أنهم كرسوا جزءا معقولا من تكاليفها لأقامة مشاريع بسيطة توفر فرص عمل تستقطب أبناء هذه العوائل أو تقديم المساعدات العينية لمن يحتاجونها , لأسهموا فعلا في التخفيف من معاناتها , أعرابا عن عراقيتهم , لكنهم وجدوا في الصمت ملاذا للتغليس والتهرب عن أداء واجب وطني وأنساني أكثر ألحاحا من أقامة ولائم بوس اللحى للمحسوبين على حرامية حكومة الفساد والمفسدين في العراق.


ثالثا – التعاون في توفير أمكانات تأسيس المشاريع الأعلامية المضافة تنأى بنفسها أن تكون دكاكين دعاية لهذه الشخصية النافذة أو خدمة هذا الأتجاه أو ذاك , بل لتنصرف للتعريف أكثر بالتطورات التي يشهدها الشارع العراقي وتبديد العتمة المفروضة على فعاليات المقاومة الوطنية والتعريف بمعاناة الشعب وكشف أبعاد المخططات التدميرية التي تحيط بالوطن التي تستهدف وحدته أرضا وشعبا , والأسهام الجاد في أثراء المبادرات التي تكشف نيات الأعالناشطين الأن بالترويج لحملة تستهدف تزيين صورة المحتلين والأدعاء بأن أستمرار قواتهم في العراق لفترة أضافية كفيل بتوفير الأمن والأمان للعراقيين , وهي مغالطة كبيرة يدرك الأميركيون جيدا بان ليس بين أهل العراق من يصدقها , لأنهم تعرضوا وبمرارة لأبشع المجازر التي مرت بهم خلال الأعوام الثمانية الماضية في ظل وجود قوات المحتلين وبتورطها في العديد منها أو أغماض العين عنها .


وهم يتساءلون أي حجم من الموت والدمار ينتظرهم في الفترة الأضافية التي يروج لها الآن ,الأمر الذي لا يمكن أفشاله بالصمت وعدم المبالاة بل بتحرك مقابل يشارك في التعبير عنه جميع العراقيين في الخارج وليس جزءا منهم ليكون لهم الحضور الملموس الى جانب الشعب الذي ما يزال يتعرض للأغتيال والأجتثاث على يد مجرمين معروفين ولكن الجرم المشهود يسجل ضد فاعل مجهول كالعادة أو يتوه في أروقة المسؤولين الذين يدعون أن التحقيق جار ولكن النتيجة لا تظهر أبدا .


وطبيعي لا يحسب المتخلف المغيب صوته وحضوره عن أداء الواجب على وفق الوصف الوطني المسؤول , الا بالممتنع عن التصدي لأفعال يعرف أنها مصممة لتنال من أبناء شعبه , وربما سيكون من بين ضحاياها مستقبلا من هو صديق أوجارأو قريب أو أحد أفراد عائلته أو هو ربما نفسه , فكل شيئ محتمل ومتوقع مادام سجل المحتلين وعملائهم الطائفيىن مليء بأسماء ضحايا مستطرقين مجهولي الهوية وقاتليهم غير معروفي الهوية أو في عداد (خرج ولم يعد) أو قتل برصاص المحتلين أو أجتث - بكواتم صوت- الصفويين ومجازر الأرهابيين التي تنفذ بأغماض من السلطة العميلة – التي سميت بحكومة الوحدة الوطنية - وعدم جدية المحتل في مطاردتهم وهم يتنقلون ويناورون في عموم مناطق القطر دون حسيب أو رقابة متابعة لحركتهم من منافذ الحدود وحتى مواقع تنفيذ المجازر .


فكيف يكتشف المجرمون وهم يمرون من خلال أجهزة فاسدة يمكنها أن تكتشف جسور أسنان أي مواطن يمر بها ولا تكتشف المسدسات بشهادة ضباط متخصصين في وزارة داخلية في حكومة الأحتلال , وأستمرالحال دون معالجة لسنوات وأستمرت المجازر دون توقف وسجل فاعلها كما قلنا سابقا ضد مجهول ؟؟!


ونعتقد أن نهوض الأخوة العراقيين المتواجدين في الخارج بواجبات تتصل بسلامة الوطن ودعم وقفة الشعب في مواجهة التحديات الخطيرة التي تحيط به , هي ممارسات أنسانية مدنية لا تعرضهم لأي أحراج أو مساءلة أمام السلطات المسؤولة في البلدان التي يتواجدون فيها سواء أكانت عربية ام أجنبية .


فهل نشهد أسقاطا للصمت غير المبرر الذي لف جمعا غيرقليل منهم , وحان وقت خروجهم منه اليوم قبل الغد لممارسة دورهم المطلوب , - كل واحد وحسب أقتداره- وفي وقت مناسب تشهد الساحة العراقية فيه الآن أحتدام الصراع بين أرادتين , أرادة الحق الوطني العراقي وأرادة الباطل الأميركي الصفوي الذي لا يجيز للعراقي في أي مكان تواجد وتحت أية ذريعة أوتبرير ان يلوذ بالصمت ازاء سعي أهله أبناء الرافدين للخلاص من محتل جائر سلط أصحاب العاهات الطائفية المستديمة للهيمنة على البلاد والعباد وأستباحة الكرامات والتقاسم في نهب الثروات ؟!.


وعلى الرغم من أن الطريق لتحقيق هذا المطلب واضحة وسالكة ولا تتطلب الا البدء بخطوة أولى وسخية لا تتطاب من المتمكنين منهم سوى تكريس ما يصرفونه من مال باذخ على المناسبات الأجتماعية اٌقصد حفلات عقد القران والزواج وغيرها السعيدة وحتى الفواتح بأن يكتفى في جميع هذه المناسبات بتقديم البسيط من المتطلبات تعبيرا عن الأحتفاء بالمناسبة او أستقبال المعزين لمن فقد عزيزا .


وهذا كفيل بتوفيرامبالغ لا يستهان بها تخصص لهدف أنساني يبدد معاناة العوائل العراقية العالقة في الغربة ويمد العموم بشعور مسؤول ومعمق لمبدأ التكافل بينهم , ليس بتقديم العون لمن يحتاجه من المتعففين حسب , بل لتوفير ما يمكن من تكاليف تنظيم فعاليات في محيط أقاماتهم بهدف أساند أهلهم العراقيين في الداخل وأشعارهم بأن معاناة الغربة لم تمنعهم من أستحضار قيم وقفتهم المتصدية لقوى الشروالعدوان العالمي والنهوض بمهمة التعريف بالجرم الممارس ضد العراق وأهله.


وعبر ما يتوفر للمتواجدين في الغربة من كفاءات فكرية وأكاديمية ودبلوماسية وأعلامية وأدبية وفنية وتقنية عاليةالأقتدار تستطيع الأنتشار في حال توفر الأمكانات في المحيطين العربي والدولي للتعريف بمخاطر الهجمة اليانكية- الصفوية التي تعرض ويتعرض لها العراق على سيادة وأمن العراق وأنعكاس ذلك سلبا على أمن واستقرار المنطقة العربية وعلى السلام في عموم العالم .


وحتما أن ألقيام بمثل مهمة هذه المهمة الوطنية ينعكس أيجابا على تعزيز علاقات التعاون والأخوة والأنسجام بين جميع أهلنا المتواجدين في دول الغربة , وهو أمر مرحب به من قبل المسؤولين في تلك الدول , ويستدعي المبادرة لانتخاب حاضنة في كل بلد لتتولى تنظيم هذا الجهد وتحديد برنامجه وأبواب تغطية فعالياته على وفق ميزانية مقرة من قبل أجتماع عام للعراقيين المؤمنين بهذا المسعى , وبقدر ما يقدمه الأخيار من اسهام دال على أستجابة واعية لواجب وطني وليس منة على أحد .


فلنتوكل , ولينطلق فعل التآزر النوعي الجديد بين العراقيين , والله راعيهم ومبارك سعيهم الوفي .

 

 





الجمعة١٧ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة