شبكة ذي قار
عـاجـل










نفذت يوم الخميس الموافق 26 ايار 2011 في مدينة ( الثورة / صدام / الصدر ) تشكيلات من المليشيا الطائفية المسماة بجيش المهدي في مدينة الصدر حيث لها وجود كثيف أستعراضها الذي ( أستحصلت علية الموافقات ألامنية ألاصولية كما ادعت قياداته ) وسط وجود أمني كثيف .


يبدو الخبر عادياً وليس فيه ما يريب ! ولكن الامر الغير عادي وغير طبيعي هو أن يسمح السيد رئيس دولة الوزراء وأجهزته الامنية باقامة مثل هذا الاستعراضي العسكري الذي فيه من الاستفزاز والرسائل المبطنة الشيء الكثير في ظل أحتقان أمني وسياسي تشهده الساحه العراقية ومنذ فترة ليست بالقصيرة مع تردي الوضع الامني بشكل ملحوظ ومن جميع الاطراف من خلال أنتشار أستخدام الاسلحة الكاتمة والعبواة الاصقة طالت العديد من العناوين الامنية والعسكرية والسياسية في عمليات انتقام وتصفية حسابات . ما تم في هذه المهزلة الكوميدية يمكن تسمية ابتزاز سياسي لإطراف مشتركة في العملية السياسية وبالمعنى الحقيقي تلويح بالهراوة لإطراف معينة ومعلومة . وأتت هذه المسرحية ثمارها وبشكل عاجل جداً باغتيال (( علي فيصل اللامي الملقب بابو زينب وكان يشغل منصب المدير التنفيذي لهيئة اجتثاث البعث ( هيئة المساءلة والعدالة ) ، و في عام 2004 كان يشغل منصب مساعد حزب الله العراقي ( حزب الشيخ كريم المحمداوي ) وعضو المكتب السياسي والمسئول عن العلاقات الخارجية للحزب، ألا أنه تحول لاحقاً ليكون من أفراد احمد ألجلبي / وكما تلاحظون كم كان متلوناً في انتماءاته الطائفية )) و اللامي له ارتباط نشط مع الإرهابي (أبو مهدي المهندس) رئيس شبكة قدس الإرهابية الإيرانية العاملة في العراق ، تسببت ممارسات اللامي الطائفية الإجرامية عن اغتيال الآلاف من الذين قتلتهم مليشيات جيش المهدي وكان يسرب أسماء وعناوين المطلوبين إلى المليشيات ليتم تصفيتهم ( عليك من الله ما تستحق ) لقد كنت إرهابيا بامتياز ومت بنفس كيدك وسلاحك ، لقد كان جزاءاً حيث كان الجزاء من جنس العمل ، سبحان الله الملك الحق العدل .


لقد اخطأ المالكي بتلويحه بهذه الهراوة لاعداءه في هذا الوقت بالذات حيث الفوضى تعم كل المرافق والهيجان طاغي على كل الساحات والارتباك هو السائد في كل المرافق وخصوصاً بعد الإخفاق الذي حصل في التوافق مع العدو / الصديق أياد علاوي وعدم أقرار المناصب ألأمنية . السؤال الذي يراودني وكثيرين ، هل يمكن أجراء مثل هذه الممارسة في بلد يزعم أنه يعمل في جو ديمقراطي وينتقد وبشدة الممارسات التي كانت سائدة فيما سبقه من حكم أو نظام ؟ أو ليكون السؤال كالأتي : في أي دولة يمكن أن يجري استعراض عسكري لمليشيا هي خارج التكوين العسكري أو المؤسسة العسكرية للدولة ؟ لنترك الجواب للسيد القائد العام للقوات المسلحة وقائد دولة القانون في زمن اللاقانون الذي أصبح السمة العامة لهذا الكيان الهجين من التكوين والانتماءات والو لاءات .


طيب ليكون الطرح بشكل آخر ، هل تسمح الدولة الإسلامية إيران المثل الأعلى لكم وهي التي تدعي الديمقراطية بمثل هذه الممارسة ؟ بالأكيد سيكون الجواب بالنفي المطلق ، فلا ولن يُسمح بذلك أبداً . فقد أخطأت خطاً كبيراً فادحاً لم يسبقك به احد . لقد كنت ولا زلت متمسكاً بالنهج الذي فرضه عليك وليك الفقيه ، الذي صدر أليك نموذجاً هجيناً وألزمك بتنفيذه وأعطاك مساحةً من الحرية في ممارسة أعتا دكتاتورية عرفتها المنطقة وليس العراق فقط ، الأمر الذي قادك حتى للانقلاب على شركاءك في العملية السياسية . لقد أصبحت مكشوفاً لست خافياً على احد سوى على نفسك ، فقد أخذتك العزة بالإثم لأقصى مدى . وأصبح الأمر جلياً واضحاً للجميع بأنك طائفي الولاء والانتماء والأداء .


لنعود في حديثنا إلى المهم في الموضوع وهو مليشيا الدجال وحقيقة تركيبته والغاية من إيجاده .
أنشأة هذه المليشيا الطائفية بقصد وعن سبق رؤيا لواقع التكوين والانتماء الديني والولاء المذهبي في العراق بعد الاحتلال لتكون هراوة غليظة يمكن التلويح بها كلما أريد فرض أمر أو تنفيذ مشروع أو أقرار وضع ، وسمح بالانتماء إليها من عناصر غاية في سوء الخُلق والسلوك الاجتماعي وفي غاية التطرف المذهبي ، كما اختير لها أسوأ العناصر لقيادتها من أعتى القتلة والسفاحين والمجرمين والجهلة ، ووضع على رأس قيادتها ألأبله مقده الصدر باعتبار أن والده كان مرجعاً دينياً معروفاً له القبول الحسن على الساحة العراقية ( أعرف راح اتكولون موهيج تنكتب مقده ) وللذوات الذين لا يعرفون سيرة هذا ... يمكن الرجوع إلى التصريح الذي أعلنه مقدم البرامج في قناة الجزيرة الفضائية ( غسان بن جدو ) بعد لقاء معه ، وقد أجاد في وصف تدني ثقافته العامة خصوصاً وجهالته وقذارة ملبسة ورائحته ألنتنه وسوء تعابيره وسذاجة تفكيره ( لقد وردت كل هذه التعابير ضمن الوصف الذي أسهب به غسان بن جدو ، ويمكن الرجوع والاطلاع على تفاصيل هذا اللقاء وهو موجود على الانترنيت لمن يريد معرفة المزيد ) .


لقد مارست هذه المليشيا أبشع عمليات القتل والتهجير الطائفي في التاريخ الحديث للعراق ( غير مبالغ في هذا الوصف أبداً ) فقد طال أذاهم الصغار والكبار ، النساء والرجال ، المساجد وبيوت العبادة لإسلامها ومسيحييها ، انتهكوا الحرمات بصور وأشكال يصعب وصفها ، ولكن لمن عاشها لا زالت تتراءى صورها وآلامها في الذاكرة بشكل يستحيل إهمالها أو نسيانها أو تجاهلها ( ولابد أن تحين الفرصة التي َسيُمَكِنُ الله تعالى الملك الحق المبين من القصاص لؤلئك العتاة والمجرمين ) .


لقد صرح المجرم العتي بهاء ألاعرجي احد قادة هذا التيار بأن ((( جيش المهدي قنابل موقوتة وأن هذا الجيش سيقاوم المحتل أذا ما قرر على تمديد مدة بقاءه ))) لقد صدق وهو كاذب . صدق بوصف هذا الجيش بالقنابل الموقوتةً لأنه بحق مليشيا طائفية بامتياز يراد منه فرض القرار بالوقت و المكان الذي تريده دولة ( الجوار الإسلامية إيران ) فهي تستخدمه كهراوة تلوح به في الوقت والزمان الذي تريد . أما من ناحية أن هذا الجيش سيتحول إلى العمل العسكري ضد قوات ألاحتلال وسيقاومه فقد كذب كذباً لا حدود له . لان هذا الجيش وعناصره كبقية المذهب الذي ينتمون أليه ملزمون بتنفيذ الفتاوى التي يصدرها المرجع الأعلى في العراق ( علي السيستاني ) ولا خيار لهم في مخالفته ، وهذه صورة من فتواه :


فقد عطل حضرته الجهاد في زمن الغيبة وحدد للدفاع مراتب لا يمكن تجاوزها على حد وصفه . والسبب لان حضرته قابض ثمن هذه الفتوى ( بحسب ما جاء في اعترافات وزير الدفاع ألأمريكي السابق رامز فيلد ) . طبعاً لم يصدر أي تكذيب لهذه التصريحات من قبل المرجعية الرشيدة !!!


وعندما قرر الشعب العراقي ألاعتراض على المسيرة السيئة لأداء الحكومة بالخروج في مسيرات الرفض والاعتصام السلمي ، كان للمرجعية الدينية الفارسية رأيها ( بان يمنح السيد رئيس الوزراء مهلة ستة أشهر لتحسين أداء مؤسساتها ولملمة شتات أركان دولته ، في خطوة غير مسبوقة لإنقاذ المسيء والمهمل والسارق والقاتل من سوء عملة وتقصيره في ألأداء وممارسة السلطة ) فكان سيء مقده من المؤيدين لهذا الرأي والقرار ، وألزم أتباعه في عدم الخروج في التظاهرات وألاعتصامات الشعبية ضد الحكومة وسوء أدائها ، فهو حليف وشريك رئيسي لهذه الحكومة .


خلاصة المسرحية الهزلية التي نفذتها هذه المليشيا الطائفية القصد مها التلويح بالعصا لمعارضي حكومة المالكي من كيانات وأحزاب خصوصاً مع اقتراب انتهاء المهلة المحددة لإثبات أداء مؤسسات حكومته في الوقت الذي تزداد الفضائح وقضايا الفساد المالي والإداري وسوء استخدام الموارد والصلاحيات وتزايد الشرخ بين جميع الإطراف وسقوط التوافقات .


وغداً لناظره قريب ...
أذن ما هو الخيار الصحيح والمطلوب ؟ الاعتصام بحبل الله وعدم التفرق سيقود الى الخيار الوحيد والصائب وهو المقاومة المسلحة والاصرار عليها مع التوحد في الصف والكلمة لطرد المحتل ومن جاء معه وإزالة كل ما ترتب على هذا الاحتلال من أوضاع غير قانونية أو دستورية أو تشريعية .

 

 





السبت٢٥ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غـريب في وطنه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة