شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن مفاجئا ان ينتفض شيخ عموم البهادل الشيخ سعد محمد حسين وهو لسبب عضوي لا يستطيع النهوض الا على عكازات فلما مد يده الى المحافظ وهو جلسا استنكف المحافظ ان يستقبل يدة مغرور بسلطة لا يتوقع ان يصل اليها ونقص الجاه يفعل الكثير .


فنهض الشيخ متوكئا على عكازية وذهب الى المايكرفون ولقن المحافظ درسا ستتداوله الاجيال جيلا بعد جيل فقال ان دورة الزمن الردي جاءت بهولاء الى السلطة وهم لا تستحقونها
وان اصل بلوغ درجات العلو هو التواضع وقال ذلك شعرا .....
اذا ردت اتّعلى لا اتشلبى فوك
انزل دون ربعك لو ردت تعلى
الماي اشكد شريف وبيه حياة الكون
ويدور الناصية وما دور التله
ثم قال للمحافظ ان الزمن هوالذي جاء بكم دون استحقاق
انه بالمعالي كان ما كان
وعلي هسى ايتعنون كان ما كان
بطران ويسولف كان ما كان
ولك يا كان والكانون بيه


وكان جمهور مشايخ ذي قار يحيون الشيخ المنتفض ويصفقون له مستهزئين بصورة النظام الوكيل للاحتلال وكل الحظور يدركون ابعاد ما يقوله شيخ عام عشيرة البهادل.


ثم تذكر شيخ البهادل بالم الهجوم الامريكي على العراق وموقف الجنوب المقاتل من ام قصر الى الناصرية حيث اشتركت النساء في تقديم انفسهن قرابين للعراق لتفجر بنفسها الدبابة الامريكية فضلا عن الرجال ويستحق العراق اكثر من ذلك ويليق بالجنوب هكذا تاريخ ، وان الهجوم الغادر على العراق منح فرصا لمن لا يستحق ممن مسخت عراقيتهم بفعل غسيل الادمغة والخضوع لبرامج منتظمة اعدت من قبل المخابرات المعادية وحجبت هذه الوظائف عمن يستحقها لاجل خدمة العراق وهم اسود الساحة فقال :-


ضماير ما تعرت من عرينا
ومثل سيل المسودن من عرينا
الاسد حقة ايتكتر من عرينه
لكى الجربوع يردح بالثنية


ثم استعرض الشيخ بلغة ساخرة هامسةتسمى الحسجة في الجنوب وهو يشير الى الزمن الردي الذي يلف العراق والامة العربية بعد ان احتل العدو جمجمة العرب فصور ان فحول النخيل تحمل الثمر ولا تستطيع بفعل الظروف اطيب صنوف النخيل وهي البرحي ان تحمله وهو تعبير عن تحقق ما لم يكن متصور وغير ممكن التحقق فقال:-


الليالي وي الردية جرش ذبن
وعلى الحرة العفيفة نغل ذبن
فحول النخل هاكد تمر ذبن
ونسا البرحي ما شالن وكية



ولم يكن هذا الموقف منفردا في ذي قار فقد سبقه موقف اخر عند استقبال شروان الوائلي وهو وزير الامن القومي عند زيارتة الى سوق الشيوخ فاستقبله الشاعر معبرا عن راي المجموع يشرح له السوء الذي لا يطاق في صورة وممارسات النظام الاحتلالي فقال:-


اغلى من الوجه اليوم البطانه
واغلى من الخياط اتصير الخبانة
الحجي لو خرب من فعل وزانه
انرد انعد من اول والوزان اتوصونه


وهذه المفردات ذات معاني عميقة مرتبطة بتراث يعرفه جميع اهل الجنوب وكثير ما يتداول الشعراء فيما بينهم الاحتلال بل هو شغلهم الشاغل في التعبير عما يدور في خاطر المجتمع الثائر فقال احدهم يخاطب زميله:-
ارد اعرف رايه عن خامس مركب شّلع


وكان يقصد ما هو رايك ونحن في السنة الخامسة للاحتلال ؟ فأجابه بهمة وحماس


انثغب (اي نصرخ) خمس اسنين انثغب وين اهل الغيرة


هذه صورة بسيطة عن فعل يومي منظم مقاوم ورافض للاحتلال في ذي قار وجنوب العراق وانه المشعل الثوري الذي تعمل جهات معروفه على اطفاءه لكنه ارادة شعب والشعب لا بد ان ينتصر


والحمد لله رب العالمين

 

 





الاربعاء٢٩ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صادق احمد العيسى نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة