شبكة ذي قار
عـاجـل










السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الموضوع ليس إحصائيا لهفوات وأخطاء وفضائح ومثالب حكومة ، أعطى رئيسها مهلة أل 100 يوم لنفسه وحكومته إزاء مطالب أصبحت تتعالى وبشكل اسمع ألأصم وأرى الأعمى ، بل هو استعراض للإحداث التي أعقبت إعلان هذه المهلة وعرض الذي جرى والذي يجري على ساحة العمل الحقيقي سواء للمطالبين بحقوق أدعوها أو لردود أفعال حكومية . انطلقت المطالب بشكل علني وصريح وشجاع يصدرها شباب مؤمنون بحتمية التغيير بسبب ما آل إليه وضعهم وبلدهم وشعبهم من تدهور لا يمكن وصف سوءه بعبارات وكلمات ، متخطين حاجز الخوف متحدين قمع الأجهزة الحكومية وفتاوى العمائم المندسة على الدين والتي أفتت بحرمة الخروج للتظاهر  (( في الوقت التي دعمت وبكل صلافة ووقاحة أعمال الشغب التي حصلت في البحرين ))  ، رافق هذه الفتاوى تصريحات رئيس الحكومة وكانت كلماته واضحة في تهديدها المبطن ، فقال بالحرف الواحد (( أدعوكم من موقع الحرص والمسؤولية بعدم المشاركة في مظاهرات الغد لأنها مريبة وفيها أحياء لصوت الماضي )) . قرر الشباب ممارسة حقهم الذي كفله الدستور الذي استمات عليه المالكي وشلته ومن جاء معهم من أجل أقراره وتبجحوا كثيراً بما كفله وأتاحه للشعب من حرية وديمقراطية بما هم وصفوها ( لان أحرار العراق رفضوا هذا الدستور والاستفتاء عليه لما عرفوا فيه من مقاصد وغايات) .

 

جاء ألإصرار في الخروج للتظاهر ضد الحكومة بعد أن أمعن الفقر وألاسى في حال الشعب ( يكاد الفقر أن يكون كفراً ) ( لو كان الفقر رجلاً لقتلته ) أليس هذا ما وصلنا من أمام الزهد والتقوى سيدنا علي بن أبي طالب (( رضي الله عنه وأرضاه وكرم الله وجهه )) . سوء تقدير المالكي جاءت في مهلته التي أطلقها بقصد إخماد هذه الشرارة التي ستلتهمه وحكومته وتودي بكرسيه بعون الله تعالى وهمة الغيارى من شعب العراق وحرائره ومع بدأ العد التنازلي لأيام المهلة التي أفترضها وأقرها رئيس الحكومة لنفسه ووزاراته ، نلاحظ أن السمة التي ميزة هذه الفترة تكاد تكون من أسوأ فترات ألأداء الحكومي على مستوى الإفراد أو المؤسسات إذ تتعاظم  الأحداث في سوءها مع تناقص وتراجع في ألأداء الحكومي سواء كان للإفراد أو المؤسسات . أجمع الفرقاء على سوء هذه الحكومة وأداءها فكانت الممارسات الظلامية والدموية بما فرضه واقع جديد من التصفيات الجسدية باستخدام وسائل لم تكن معروفة من قبل ( الكواتم واللاصقات )  وتزايد أعداد النزلاء في فنادق الحكومة من الدرجة السياحية والدرجة ألأولى ( السجون والمعتقلات ، التي أصبح السري منها أكثر من العلني ) والاختلاسات وتفشي الفساد في ألأداء الحكومي وتراجع الخدمات وتعاظم عمليات تهريب المال العام بمستويات عليا في الدولة ، كل هذا أصبح مستشري ويطفوا على السطح وما عادت الحكومة وأجهزتها تخجل منه أو تبالي له .رافق ذلك كله تجاهل لمطالب المحتجين وتصدي بالنار والحديد والاعتقال لمن يخرج لساحات التظاهر أو يدعوا للاعتصام ، وهذه أمور لا تخفى على أحد من حضراتكم وما أنا جئت بجديد في هذا ألأمر . الذي ميز هذه المرحلة يمكن أجمالها بالاتي :

 

تزايد الرفض الشعبي لسلطة الحكم ورموزه . وهذا شمل جميع الطوائف والملل والنحل ولم يكن وقفاً على فئة دون أخرى ، فترى ذلك موجود في المحافظات الجنوبية كما هو موجود في محافظات الوسط ومحافظة نينوى ( لا يشمل الأمر المحافظات الكردية للأسباب المعلومة من قبل الجميع ، ولكن الأمر شملها بصورة أخرى في رفضها للواقع الذي تعيشه في ظل السلطة الكردية وتحكم الحزبيين الكرديين ) . كما ميز هذه المرحلة بظهور قيادات وطنية شابه قادرة على الكلام الصريح والمباشر في قضايا فساد الدولة والمطالبة بتغيير الدولة ورموزها .

 

تراجع مستوى الخدمات الحكومية بشكل كبير جدا وواضح للقاصي والداني الذي اثبت عجز رئيس الحكومة من التأثير في حكومته وتغيير نهجها نحو الأفضل .

 

حصول تملل واضح في جميع القوى المشاركة بالعملية السياسية ضد حكومة المالكي وحزب الدعوة باعتباره منفرداً بالحكم ومؤثراً قيادات حزبه بالمنافع والمكاسب دون بقية الأطراف .

 

حصول القناعات في قواعد حزب الدعوة بالذات من أن قيادييه يؤثرون مصالحهم وما يمكن أن يحصلون عليه من منافع ومكاسب عكس ما هو معلن في البرامج الحكومية .

 

تولد القناعة الحقيقية لكثير من الذين كانوا أسيري التوجيه المرجعي الديني وخصوصاً بعد الفضائح التي شملت أسماء وعناوين للأسماء ورموز يمثلون المرجعية و وكلائهم في ظل الفضائح المالي والأخلاقية .

 

تزايد عدد التصفيات الجسدية المتبادلة لعناوين ورموز للإطراف المشتركة في العملية السياسية وتبادل الاتهامات ونشر غسيل كل طرف للطرف الأخر بشكل ملفت للنظر وخارج المألوف . 

 

  تزايد حجم السرقات ليخطى الملايين من الدولارات إلى ملياراتها بين مفقود في حسابات الدوائر أو تلك التي يختطفها مسئول هرب خارج العراق مستفيداً من الحماية التي تقدمها له جنسيته الأجنبية ( غالبية القياديين والمسئولين وأعضاء البرلمان يمتلكون جنسية أجنبية إضافة للجنسية العراقية ، فواحد يمتلك الايرانيه وأخر الايرلندية وغيره البريطانية وهكذا ) . يشمل ذلك قضيا الفساد في عقود الأسلحة والمواد الموردة ضمن مفردات البطاقة التموينية وغيرها كثير .

 

  تميز هذه المرحلة بتهريب سجناء ( أعتا المجرمين ) من السجون الحكومية خلال عملية نقلهم من سجن لأخر وإيصالهم إلى الجارة الحبيبة حامية حماهم وقلعة اطمئنانهم وداعمة قادتهم ومصدر ألهامهم تمهيداً وتهياءاً للقادم من خطة حكومة المالكي في أحداث الفوضى ومزج الأوراق وإرباك الوضع الداخلي تمهيداً لما أشيع من أمر استفتاء القوى السياسية لموضوع بقاء أو رحيل القوات المحتلة . 

 

تجاهل حكومي غير مسبوق وملفت النظر وكأن الأمر الذي يحصل في الداخل غير معنية به الحكومة العراقية ، أو أن الذي يحصل هو حاصل في غير دولة العراق .

في ظل كل هذه الأوضاع و تقارب الساعات الفاصلة عن المهلة التي أعطاها المالكي لنفسه وحومته ، تتفتق عقلية الثعلب الماكر السيد المالكي عن فكرة يعتقد أنها ستنقذه ولو لفترة أضافية ألا وهي ( تجديد المدة المقترحة الماضية بان تعطى الحكومة مهلة أخرى لمدة  100  يوم أضافية  أو  تشكيل حكومة ذات أغلبية سياسية وبرئاسة الورع الحكيم ألفهيم العلامة السيد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي ، كولوا صلوات على النبي  ) . كله اشلون دبرته !!!

 

وكأن الحال هو اقتراح تعديل في معادلة كيمياويه أو رياضية ضمن برنامج أو دراسة نظرية ، ولا كأن ألأمر حاصل ضمن بحيرات من دم زكي سال ولا زال يسيل على أرض العراق الطاهرة وقتل يومي وتشريد مستمر وتهجير قائم على قدم وساق وتراجع كبير لمستوى ألأداء الحكومي في كافة مستوياته  ((( صدق من قال أذا لم تستحي ففعل ما شئت )))   فعلاً من لا يعرف الصقر يشويه ، لا يا مالكي أزف الوقت ودنت المنية ولم يعد في الوقت من متسع فساعة التغيير آتية لا ريب .

 

سقطت الأقنعة وأزيح الستار وشاهت وجوهكم بأمر الله وعونه .

 

يبقى العراق عزيزاً بأهله وشعبه حرائرَ وأبطال وتمضون أنتم إلى قدركم المحتم بأمر الله إلى مزبلة التاريخ التي ستلفظكم ولا ترضى لكم مستقراً فيها .

الله اكبر

الله اكبر

الله اكبر

يبقى العراق عزيزاً كريماً بأهله وقواه مجتمعةً موحدة والى القدر المحتوم يمضي أعداءه ومناوئيه .

الرحمة لشهدائنا والثبات والتوحد لقادة العراق وقواه المجاهدة .

 

 





الاربعاء٠٦ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غـريب في وطنه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة