شبكة ذي قار
عـاجـل










تناقلت الأخبار،نبا مكرمة الشيخة موزة للعراق، بمبلغ خمسة ملايين دولار، لتمويل برنامج لمحو الأمية.


وللتذكير فقط ،فان العراق في منتصف،خلا تماما من الأمية، بعد أن قامت القيادة السياسية، ببرنامج الحملة الوطنية الشاملة لمحو الأمية الإلزامي في القطر آنذاك. وأعلنت المنظمة الدولية يوم ذاك، أن العراق بعد أن حقق هذا الانجاز الكبير، قد غادر الحلقة الأخطر، من ثالوث الحلقات الخبيثة المزمنة في الدول المتخلفة .. الفقر-الجهل- المرض. وطبقا لبقية مقاييس التحضر المعتمدة دوليا، في قياس مستوى التقدم، فان المنظمة أعلنت أيضا، أن العراق تخطى خانة الدول النامية.


ومنذ أن حقق العراق هذا الانجاز المتقدم، في إطار توجهات القيادة السياسية لتحقيق التنمية الشاملة، ببعدها الوطني وترك افقها القومي مفتوحا، ضمن تصور استراتيجي، يستوعب آفاق التطور اللاحق للأقطار العربية، لردم أي فجوة قد تحصل، بفعل التفاوت في مستويات النمو،نتيجة لتباين الأوضاع والظروف، اشتد التآمر الصهيوني الأمريكي ضد العراق، نموذج الأمة الناهض.


وتوالت تداعيات التآمر، بشكل مكثف ومتوالي، لتعطيل حركة النهوض في العراق، والتمهيد لسحق نموذج الولادة الناشئ فيه. ويتذكر الجميع، كل محطات التآمر، على نهضة العراق، بدءا بالعدوان الإيراني، مرورا بقيام الكيان الصهيوني بضرب مفاعل تموز، بالنيابة عن أسياده الكبار، ثم العدوان الثلاثيني الذي قادته أمريكا على العراق، وما تلاه من حصار ظالم،وانتهاء بجريمة الاحتلال العسكري الأمريكي المباشر للعراق في 9/4/2003 ،حيث تم تفكيك مؤسسات الدولة، وحل الجيش، وإدخال البلد في أتون الفوضى الخلاقة، في أبشع عملية تمزيق للكيان الوطني في التاريخ المعاصر.


ولسنا بحاجة لتعديد الموبقات، التي ارتكبها المحتل، فلم تعد خافية على احد، ويعرف القاصي والداني، حجم الضرر، الذي ألحقه المحتل الأمريكي بالعراق، في كل الاتجاهات، وتدمير المنجزات التي تحققت بتضحيات العراقيين النشامى.


وما تطور التخلف في العراق إلى الوراء، وارتداد الأمية لتغشى الجيل من جديد، إلا احد جرائم المحتل. ناهيك عن قائمة جرائم القتل، والاغتصاب، وتدمير البنى التحتية، وتعطيل التنمية، وتدمير الصناعة، وإنهاك الاقتصاد، وأخرى غيرها، قد يطول تعدادها، ولم تعد خافية على احد.


على أن تدمير العملية التربوية في العراق، كان في مقدمة أهداف المحتل الأمريكي، لان النهضة التربوية التي جرت في العراق، كانت ظافرة ومجيدة، بشهادة الأعداء والأصدقاء. وما إعلان خلو العراق من الأمية، في ثمانينات القرن الماضي عن ذاكرة الجميع ببعيد.


وإذا كان الأمر كذلك، فكان الأجدر بالأشقاء القطريين، أن يؤازروا جهد العراقيين، لإخراج المحتل،وان يتبنوا مشروعا لمطالبة محكمة العدل الدولية، ومنظمات المجتمع المدني،والهيئات الإنسانية، والأحزاب، وكل الشرفاء في العالم، لمحاكمة الإدارة الأمريكية، على جريمة احتلال العراق، بذرائع زائفة، ثبت للجميع أنها كاذبة، واعتبار تدمير منجزات العراق، جريمة حرب، ومطالبتهم بالتعويض المادي والاعتباري.


وإذا كانت مقتضيات السياسة، والمصالح، تعرقل تبنيهم هكذا مشروع، بالقنوات الرسمية، فلاشك انه كان يمكنهم تحريكه، بواسطة منظمات المجتمع المدني، ولو من خلف الستار، وبذلك يكون الموقف أكثر مقبولية، من مكرمة زهيدة، يانفها حس الشارع العراقي الأبي،خاصة وانه الآن، منهمك بمهمة إخراج المحتل،وتحرير العراق من براثنه.

 

 





الاربعاء٠٦ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة