شبكة ذي قار
عـاجـل










بدت تتعالى في الاونة الاخيرة اصوات اعضاء الكتل السياسية في العراق ومزايداتهم على عدم الموافقة على تمديد بقاء القوات الامريكية والكل يعرف ان العراق بلد محتل ولا زالت القرارات السيادية بيد المحتل الامريكي، وعلّمتنا التجارب السابقة كيف كانت تفبرك الامور بشكل مسرحي لتحقيق غرض معين تريده سلطات الاحتلال بظهور فصيل مؤيد وفصيل معارض، فالدستور مثلاً اخذ وقت من التجاذبات وفي النهاية تمت المصادقة علية بكافة عيوبة وتم تمريرة من قبل المجموعات المعترضة علية واولهم الحزب الاسلامي، وكذلك هي الاتفاقية الامنية التي عارضتها الكثير من الكتل السياسية ووقفت منها موقف الند وخصوصا التيار الصدري وفي النهاية تم تمرير تلك الاتفاقية، اما الخطوط الحمراء فحدث عنها بلا حرج حتى باتت سلعة معروضة للبيع في سوق المساومات وتوزيع ادوار من اجل مكاسب شخصية او فئوية وكثيراً ما استخدمت تلك الخطوط من قبل التيار الصدري خصوصا عندما وقف موقف الند من ترشيح المالكي لرئاسة الوزراء واعتبار ذلك خط احمر لا مكان للتخلي عنة وما هي الا صفقة ولولاها لما تربع المالكي على كرسي رئاسة الوزارة حتى عادت اوضاع العراق كما كانت علية قبل الانتخابات، واليوم يطل علينا القيادين في ذلك التيار بجعجعتهم الفارغة بمعارضة تمديد بقاء القوات الامريكية وتناسوا انهم جزء ومكون رئيسي من عملية سياسية صنيعة الاحتلال الا ان مؤشر الخطوط البيانية الصاعدة والنازلة لتقلباتهم باتت معروفة لدى الشعب العراقي كما هو الحال لبقية الكتل السياسية الاخرى، وفي النهاية سوف تقبل تلك الكتل بدون استثناء بقاء القوات الامريكة شاءت ام أبت وهي صاغرة حسب لعبة المد والجزر والتجاذبات في العملية السياسية المزعومة التي لا تعدو سوى توزيع ادوار لتحقيق مصالح المحتل يقابلها مصالح شخصية وفئوية على حساب الشعب العراقي تحت مسميات الديمقراطية المزيفة التي باتت مكشوفة لدى الجميع كونها مكياج لتجميل العملية السياسية المنخورة. واذا اردنا التحدث عن الانسحاب بلغة الحسابات والارقام فالحسبة بسيطة ولا تحتاج الى جدل سياسي او برلماني حيث ان تعداد السفارة الامريكية في العراق كما هو معروف ومعلن قد تجاوز الالفين موظف امريكي فلكل فرد منهم يحتاج على الاقل الى خمسة افراد من الحماية ولو افترضنا جدلاً ان عدد الدبلوماسيين المهمين بما فيهم المخابرات والمكلفين بواجبات استخبارية ومستشارين بحدود الالف عنصرعلى اقل تقدير فهم في هذة الحالة بحاجة الى خمسة آلاف عسكري امريكي لحمايتهم، فضلا عن ابنية السفارة والقنصليات الامريكية المنتشرة في اغلب محافظات العراق والمؤسسات الامريكية الاخرى العاملة باغطية مدنية فهي بحاجة الى حمايات تقدر بخمسة آلاف عسكري، بالاضافة الى اربعون الف جندي امريكي خارج موضوع البحث كونهم متفرقين في الوحدات العسكرية العراقية لمهام تدريبية، فاصبح المجموع خمسون الف جندي خارج اطار موضوع بحث التفاوض على البقاء، علاوة على العسكريين العاملين بغطاء الشركات الامنية العاملة في العراق وعددها 130 شركة وجميعها منظمّة في اتحاد واحد تحت اسم "اتحاد الشركات الأمنية في العراق (PSCAI)، ويقدر عدد الأفراد العاملين في هذه الشركات ما بين 30 إلى 50 ألف عسكري، وهم بذلك يشكلون القوة العسكرية الثانية بعد الجيش الامريكي ولا يسمح لهم بالعمل الا بعد تأدية قسم الولاء للدستور الامريكي. وكذلك هناك خط احمر لا يقبل النقاش عن بعض القواعد العملاقة التي صرفت لأجلها مليارات الدولارات وأصبحت بمثابة مدن أمريكية على شكل قلاع هجومية دفاعية ضمن مساحة تقدر بمات الهكتارات وموزعة في مختلف مناطق العراق ومنها: ــ


1 ــ قاعدة بلد شمال بغداد وتتميز كونها قاعدة جوية مثالية وتعتبر مكاناً ملائماً لنشر القوة العسكرية الأمريكية في كل منطقة الشرق الأوسط ويقيم فيها اكثر من 20 الف جندي امريكي وتعتبر مشروعا عملاقا يحتوي على طرق وأبنية ومنشآت مقامة للاستمرار لعقود طويلة قادمة، وفيها من المتاجر التي تضم أطنان من البضائع وتحوي على دار سينما لعرض احدث الافلام وهي بمثابة احد أكبر القواعد العسكرية الموجودة في العالم.


2 ــ قاعدة التاجي: وتقع في شمال بغداد وهو موقع للحرس الجمهوري العراقي السابق وهي بمثابة مدينة عسكرية امريكية كبيرة تحتوي على قطار انفاق ومن مهامها الاقامة والترفيه عن الجنود وفيها من الشقق السكنية والمطاعم وساحات للالعاب، ومن مهامها ايضا تقديم الخدمات اللوجستية للقوات الأمريكية العاملة في العراق، وتكمن أهمية هذه القاعدة في وجود التسهيلات تمكنها من أن تصبح أكثر من مجرد قاعدة مثالية.


3 ــ قاعدة الناصرية: جنوب العراق تقع على ضفاف نهر الفرات وتبلغ مساحتها اكثر من عشرون هكتار وكلفة تشيدها اكثر من 1،2 مليار دولار نشاطها محاط بسرية تامة ولا توجد معلومات كافية عن تلك القاعدة.


4 ــ قاعدة أربيل وتدخل ضمن منطقة الحكم الذاتي للأكراد في شمال العراق وعلى شكل معسكرين الاول قرب القنصلية الامريكية وبمساحة مائة وخمسون هكتار، ومائة هكتار للمعسكر الثاني وكلفة القاعدة اكثر من 2 مليار دولار وتصاميم انشائها لعدة عقود ويعمل فيها خبراء من اسرائيل لأقامة برامج استخبارية ولوجستية بالاضاف الى تدريب قوات البشمركة الكردية


5 ــ قاعدة البصرة التي تتألف من عدة معسكرات واهمها القريبة من القنصلية الامريكية والمشيدة على اربعون هكتار، والاخرى قرب مطار البصرة والمشيدة على خمسة عشر هكتار.


6 ــ قاعدة الموصل: وهي في أحد المواقع الرئاسية وتحولت الآن إلى إقامة الوحدة 101 المحمولة جوا


7 ــ قاعدة كركوك التي تقع على حقول النفط في مدينة كركوك ومصفاة تكرير النفط في كركوك ومصنع البتروكيماويات والمشيدة على اربعون هكتار.


8 ــ قاعدة بغداد وتضم عدة معسكرات منها معسكر السفارة الأمريكية والتي بنيت بكلفة ( 750 ) مليون دولار، وهي مصممة لكي تكون قاعدة دفاعية وكلفة تشغيلها 2 مليار دولار وتضم القصر الجمهوري والحكومة العراقية واغلب المؤسسات الحاكمة في العراق بالاضافة لسكن الدبلوماسيين الاجانب. وكذلك معسكر النصر والقاعدة المشيدة على 250 هكتار قرب مطار بغداد الدولي في منطقة غرب بغداد. وتستوعب القاعدة اكثر من اربعة عشر الف جندي. وتضم قصر الفاو الموجود على بحيرة مصنوعة لأستضافة مؤتمرات الجيش الامريكي ولقاءات كبار المسؤوليين الامريكان.


9 ــ قاعدة عين الأسد: التي تسيطر على كل محافظة الأنبار وترتبط بها معسكرات للمارينز في كل من الرمادي (معسكر الورار سابقا ومعسكر سد حديثة على نهر الفرات، ومعسكر القائم، ومعسكر عانة، ومعسكر هيت) تقع على بعد 200 كم من مدينة البغدادي والتي كانت سابقا قاعدة القادسية الجوية، وهي أيضا من القواعد الكبرى التي تضم فرقة من المارينز قوامها 16 ألف جندي، ويعتبر حجم هذة القاعدة مقارب لحجم قاعدة بلد ومزودة ايضا بكل وسائل الترفيه وألاسواق، وهي القاعدة التي هبط بها بوش في آخر زيارة لة للعراق والتي انطلقت علية احذية منتظر الزيدي. هذا بالاضافة الى القواعد والمعسكرات الاخرى المنتشرة في اطراف اغلب المدن العراقية ومن المؤمل ان تختزل هذة القواعد الى اربعة قواعد عملاقة تغذي النشاط العسكري الامريكي لمنطقة الشرق الاوسط .


كل هذا والكتل السياسية وزعمائها يتحدثون عن الانسحاب بلا حياء وهل يخفى على احد الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الامريكي غيتس مؤخرا للعراق وقد اعطى تعليماتة للفرقاء المشاركين في العملية السياسية ان يحسموا امرهم بشأن تواجد القوات الامريكية كما ورد في تصريحة الذي خاطب بة الفرقاء السياسين وهذا يعني ان الامريكان يطالبون عملائهم اللصوص قراصنة العملية السياسية سراق قوت الشعب باخراج مسرحي مفبرك للبقاء تحت مسمى عدد محدود من القوات واستخدام حجج واهية منها عدم جاهزية القوات العراقية التي مضى على تأسيسها ثمان سنوات وهي غير جاهزة للدفاع عن العراق حسب تأكيد رئيس اركان الجيش العراقي ( الكردي الاصل)، وانما جاهزة للدفاع عن قواعد المحتل وقتل ابناء الشعب العراقي. على من الضحك على الذقون والاستخفاف بعقول الناس والاستهتار بمقدرات الشعب العراقي، أي عدد محدود وهناك آلاف من القوات المتواجدة بشكل دائم خارج موضوع البحث تحت المسميات المبينة آنفاً في الوقت الذي وعد المالكي الجانب الامريكي بانة سيتمكن من تمرير طلب تمديد القوات الامريكية سواء في مجلس الوزراء او مجلس النواب، ولكن لغرض تجنب حرق اوراقة السياسية امام الشعب العراقي الرافض لبقاء القوات الامريكية طرح مناقشة الموضوع واتخاذ القرار من قبل كافة الكتل السياسية في العراق والتصويت علية في مجلسي الوزراء والنواب للتملص من اتخاذة القرار منفرداً وانما رمي الكرة في ملعب الأخرين لانة يعلم ان الجميع يؤيد بقاء قوات الاحتلال وهذا يتزامن مع ازدياد حالات التفجيرات بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة بالاضافة الى تزايد الاغتيالات في كواتم الصوت في مناطق مختلفة من العراق بهدف تأكيد الحاجة لبقاء القوات الامريكية، في الوقت الذي يعلم الجميع بأنة ليس هناك مصلحة للمواطن وليس هناك مصلحة للوطن من بقاء تلك القوات وانما في حقيقة الامر مطلب سياسي لحماية الجماعات المسيطرة على السلطة.


واخيرا فقد بات من السخرية ان نسمع اصوات تعلوا من فوق الطاولة مطالبة بخروج القوات الغازية وتحت الطاولة تجاهد وتتوسل من اجل بقائها لغرض حمايتهم من غضب الشعب، وحتى المؤسسة الدينية التي عودتنا ان تطبق الصمت الدال على الرضا في المواقف المصيرية كما كان الموقف اول مرة، واليوم الحر تكفية الاشارة .

 

 





الاربعاء٠٦ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور حمزة البصري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة