شبكة ذي قار
عـاجـل










الشعوب وعلى مر مراحل تطورها السياسي والاجتماعي جعلت نصب اعينها اسباب وجودها وكيف تعمر الارض من اجل خلق مقومات وركائز ديمومة الحياة وتطورها وايجاد السبل الكفيلة ببقاء هذا الكائن المهم ( الانسان ) الذي حباه الله وفضله على خلقه في الارض ولكي يمكن ايجاد السبل لحماية ورعاية هذا الانسان كان لابد من جهة تعهد لها مسؤولية القيام بهذه المهمة وتنوب عن اعداد غفيرة من البشر في ادارة وممارسة شؤونها فكانت الدولة التي مرت بمراحل عديدة حتى وصلت الى الحال الذي نحن عليه الان وكانت الدساتير وكانت الحكومات, ومن اجل ان تتعايش الدول التي ظهرت على الكرة الارضية بسلام ووئام ويحترم كل منها حقوق الدولة الاخرى في حرية شعبها وخياراته الوطنية ظهرت عصبة الامم المتحدة , ثم هيئة الامم المتحدة بعد ان توقفت رحى الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945واصبح العالم بعد ذلك تحكمه قوتان كبيرتان هما امريكا والاتحاد السوفييتي ومن لم يكن مع امريكا لابد ان يكون مع السوفيت, وهذا ما كانت تقوله امريكا رغم وجود طرف ثالث ظهر في منتصف الخمسينات من القرن الماضي واطلق على نفسه دول عدم الانحياز , ومادة هذا الطرف هي دول العالم الثالث التي عانت الويلات وتكبدت التضحيات نتيجة صراع القوى الكبرى واحترابها ,

 

لقد عبر ميثاق الامم المتحدة عن مباديء سامية كما سموها واضعوها هدفها احترام حقوق الشعوب في استقلالها وسيادتها وحريتها في الاختيار والتعبير, لكن الملاحظ ان حكام الدول الكبرى واداراتها والذين مثلت دولهم في مجلس الامن كونهم الدول المنتصرة في الحرب, قد خرقوا وعلى الدوام القواعد واللوائح التي اقرتها الامم المتحدة وخاصة في مجال حقوق الانسان, الذي يعتبر الركيزة لاي نشاط سياسي او اجتماعي او اقتصادي, لقد ارتكبت امريكا فعلا جرميا وخرقا فاضحا في مجال حقوق الانسان عندما ضربت بقنبلتيها النووية ناكازاكي وهيروشيما اليابانيتان, وكررت افعالها المفضوحة في انتهاكات اخرى في فيتنام وفي بنما ثم عادت فاحتلت افغانستان والعراق , وعندما عرفت ان اسلوب الاحتلال المباشر يجعلها تدفع ثمنا غاليا في اموالها وجنودها ومعداتها فكرت في استغلال حاجات الشعوب وما تعانيه على يد حكامها بغض النظر عن ان الحاكم مؤمن بشعبه ومنتصر له ام انه دكتاتور مستبد جعل السلطة وسيلته لاشباع رغباته وتنفيذ اجندات الاجنبي على حساب شعبه مثلما هو حسني مبارك وابن علي, وهي بهذا الاسلوب ( اي امريكا ) سوف لن تخسر اطلاقة بندقية واحدة او صاروخ كروز واحدا او جنديا واحدا والغريب في الامر انها تركز في اعلامها وتحرك اذنابها نحو دول دون دول اخرى تعيش شعوبها حالة القهر والاستعباد وهي اولى بالانتفاض على حكامها فهل تعي شعوب اقطار الامة هذه اللعبة التي تريد ان تخلط الحقوق المشروعة لاي شعب مع طموحات واهداف امريكا في التغيير لصالح وجودها في المنطقة وتامين مصالحها غير المشروعة على حساب تلك الشعوب ؟ وهل ان الحكام الذين نذروا انفسهم لخدمة شعوبهم قادرون على اجهاض ما يتعرضون له من تهديد هدفه اعلاء صوت امريكا في سماء دولهم ؟ ان المعطيات تقول ان بامكان الشعوب ان تحسم امرها وان تستطيع ان تجهض مثل هذه المؤامرات الخبيثة من خلال وعي مستلزمات التغيير ومن خلال الحوار الهادف والبناء مع حكامها الذين كانوا وسيبقون صادقين مع انفسهم ومع ابناء شعبهم اما الذين كانوا ولا زالوا مطية الاجنبي واداته في تنفيذ ماربه واهدافه الدنيئة فالشعب هو الذي يقرر وخياراته هي المعول عليها في رسم معالم التغيير وليس الامريكان ,

 

اما في العراق المحتل فالامر غير ذلك فلقد عاش شعب العراق سنوات الحصار المر والقاسي الذي فرضته امريكا عليه وعلى مدى ثلاث عشرة سنة وعرف الشعب منهج هذه الادارة في كيفية اذلال الشعوب وسلب ارادتها بل وتخريب قيمها وتقاليدها واعرافها وزرع مفاهيم غريبة في سلوكها حتى يكونوا بلا حلم , بلا اباء , بلا غيرة, بلا حمية , بلا نخوة , بلا شهامة, بلا عفة , بلا شرف , بلا كرامة , بلا استرخاص للروح دون هذه المعاني الكبيرة , التي ترشحت واصبحت جزءا مهما في حياة ابناء العراق وفي حياة ابناء الامة عبر تاريخه وتاريخها الطويل , ان امريكا لازالت مصرة على الحاق الاذى ليس بشعب العراق فحسب وانما بشعوب اقطار الامة كلها ولهذا فنحن نقول لاوباما ومن خلفه اللوبي الصهيوني لماذا لاتوجهون هذا المخطط نحو دول اخرى من غير العرب هي اكثر فتكا وبطشا واستبدادا بشعوبها , وهنا يتوضح الموقف الامريكي تجاه الامة وتجاه قضاياها المصيرية من انه موقف لايحترم الشعب العربي ولا يحترم ارادته بل يريد نفطه ويريد امن اسرائيل , لقد اعطى العراق نتيجة الحصار الامريكي عليه مليون ونصف المليون ضحية نصفهم من الاطفال وكانت تاتشر تقول في حربها على العراق عام 1991 نريد تدمير شعب حضاري طموح , وبعد الاحتلال الامريكي في نيسان / 2003 كان هناك مليون ونصف ضحية اخرى مع خمسة ملايين مهجر والاف المغيبين والمحرومين, اما يكفي هذا لشعب العراق ان يتمسك بحقوقه المشروعة واولها مقاومة الاحتلال حتى رحيله فالاحتلال هو اساس بلاء العراق وصانع عملية الموت المنظم فيه, لقد ان الاوان ان تتفجر الارض تحت اقدام الغزاة المحتلين وان الاوان لرحيل حكومة العار بكل جوقتها وسماسرتها وسراقها ومخبريها ,

 

ولهذا تفجرت الثورة العراقية الكبرى ثورة الشباب ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ثورة يتقدمها الشباب بصدقهم يوم ينفع الصادقين صدقهم , باصرارهم يوم تعلوا اصواتهم على صوت الباطل , بايمانهم يوم يروا النار بردا وسلاما عليهم , باندفاعهم يوم يحرروا كل شبر من تراب الوطن , فبارك الله بشباب العراق وبثورتهم التي استعرت فانار لهيبها الطريق لكل عراقي وعراقية من اجل الوفاء للعراق,

 

فعاش العراق وعاشت ثورته, وعلى الجزيرة والعربية ان تنقل اخبار الثورة العراقية لا ان تسدل الستار عليها لانها تمس مصالح امريكا.

 



المحرر السياسي
في المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية
٢٠ / حــزيــران / ٢٠١١

 

 

 





الاربعاء٢٠ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٢ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة