شبكة ذي قار
عـاجـل










لماذا نعتبر ما حدث في تونس ومصر ثورات في حين ما يحدث في غيرها أزمات وبعضها مؤامرات ؟


يعتبر الشعب العربي عموما ما حدث في تونس ومصر ثورات شعبية ويساندهما ويتابع التطورات الجارية في القطرين العربيين ويحرص على سلامة وصواب الإجراءات لإنتقال وطني مستوعبا للواقع القومي للأمة، ويبارك كل جهد خير داخلي وعربي وحتى دولي لإسناد الثورتين ويخشى الشعب العربي عموما على الثورتين اللتان تحققتا بدماء ونضال ومعانات أبناء العروبة في كلا القطرين من التسلل التخريبي للقوى الدولية المعادية لتطلعات الشعوب والشعب العربي بالذات كقوى الإمبريالية والصهيونية عبر مرتزقتها وجواسيسها الذين قد يتسللوا للمؤسسات الثورية المشاركة بالثورتين وما عمر موسى رئيس جامعة الدول العربية السابق الذي خدم المخطط الصهيوني الإمبريالي وخاصة الأمريكي طيلة فترة تولية منصبه في الجامعة العربية، وكذلك المجرم الدولي محمد البرادعي المشارك في قتل أطفال وشعب العراق وغزوه، وهما نموذجان من هؤلاء المجندين للغرب وغيرهم آخرين مثلهم وهؤلاء يشكلون واحد من أبرز المخاطر على الثورة في مصر كنانة العرب، وهما اللذان ركبا موجة الثورة الشعبية ليقوما بواجبهما في تخريب الثورة وتوجيهها لتكون خدمة للإمبريالية والصهيونية ومصالحهما في وطننا الكبير. للأسباب الآتية يعتبر الشعب العربي عموما والمثقفون بشكل خاص أن ماحدث في مصر وتونس ثورتين شعبيتين فاقتا الثورة الفرنسية في نضجها وأخلاقيتها وطبيعة إداء الثوار فيهما:


1. موقف نظامي مبارك وبن علي من الكيان الصهيوني، والتعامل معه على أساس أنه نظام شرعي، وسعى نظام مبارك بكل جهده لتطبيع علاقة مصر بالكيان الصهيوني، خسأ مبارك ورحل لمزبلة التاريخ فالشعب العربي لن ولن يطبع مع أعدائه وغزاته، ولم يكن سعي نظام بن علي أقل جهدا مع أهلنا في تونس لتطوير علاقته مع الإستعمار الصهيوني الأستيطاني لأرضنا في فلسطين وما دعوات مسؤولين صهاينة في مؤتمرات تعقد في تونس إلا واحدا من أساليب نظام بن علي في التطبيع مع الصهاينة.


2. وقوفهم مع حشد العدوان على العراق، وتأييدهم لإحتلال العراق وتقديم الدعم والمساعدة لقوات الغزو والعدوان، بل مشاركة بعض الأنظمة بشكل مباشر مباشرة في العدوان وتقديمها كل أنواع التسهيلات اللوجستية والمرورية ومناطق التحشد والمحروقات في الموانيء والمطارات.


3. موقف النظامين المصري والتونسي السابقان من العدوان على غزة ولبنان.


4. كل من يقيم علاقة مع الكيان الصهيوني مرتد عن دين الله ولا فرق بينه وبين أبي بن سلول، وهو من جند الأحزاب، وجيش الدجال.


5. من يتعامل مع حكومة العراق الحالية مثل من يتعامل مع اليهود والصهاينة لان هدفهم واحد، فالكل يعملوا على تفتيت وإضعاف الأمة وهدر إمكاناتها وتشتيت جمعها وتفريق وحدتها، وإشغالها بالصراعات الداخلية ليتسنى للكيان الصهيوني أن يسيطر على المنطقة العربية ويدمر الإنسان والمقدسات والبناء.


6. تصدي نظامي مبارك وبن علي للمؤمنين وللمصلين والمتدينين خصوصا المسلمين، وضرب الشعب خدمة للكيان الصهيوني ووفق المخطط الإمبريالي بحجة مكافحة الارهاب، في حين هما غارقين في تنشئة وتمويل وتنمية التطرف والإرهاب بأشكال عديدة، أولها تجويع الشعب وهو أهم وأول سبب لنمو الإرهاب والتطرف، وتنشئة وتنمية وتمويل الفتن الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية بين أبناء الشعب العربي الواحد بغية السيطرة عليه وإستمرار تحكمهم به ونهب خيراته.


أن ما حدث بعد ذلك فهو نوعين:


الأول: إنعكاسا لما حققه الشعبين العربيين في تونس ومصر، حرك عموم الجماهير العربية تحرك الشعب في أقطار الوطن العربي الأخرى، كتعبيرا منه على رفض الإداء الرسمي للأنظمة العربية الذي لم يرتقي الى مستوى التحديات والتهديدات التي تواجهها الأمة العربية، والتي كان أخطرها وأكثرها عدوانية وجرما وأستهانة بالأمة والرأي العام العالمي غزو العراق وإحتلاله وتدميره، وما رافق فترة العدوان الإمبريالي الصهيوني على العراق والتي إمتدت من عام 1990 ولغاية الإحتلال في 2003 من تمرير مؤامرات بحق الأمة منها كأمثلة: مفاوضات أوسلوا والتخلي عن القضية الفلسطينية وإسقاط الخيار الأساسي والحل الحقيقي وهو المقاومة ضد الإحتلال والإستعمار الإستيطاني الصهيوني، وأيضا تدمير وتقويض دولة الصومال العضو في جامعة الدول العربية، وتقسيم السودان وشطرها الى دولتين، وتصعيد التوترات على الساحة العربية لتنفيذ مخطط الإرهاب الأمبريالي الصهيوني كما حدث بين لبنان وسوريا والعراق والكويت و.. كل ذلك تمهيد وتأسيس لتنفيذ مخطط الصهيونية العالمية المدعوم إمبرياليا وبالأخص أمريكيا والذي يسموه الشرق الأوسط الجديد، وكان العدوان المستمر على غزة ولبنان من قبل الكيان الصهيوني بدعم سياسي وعسكري أمبريالي أمريكي، والضغط على الأنظمة المرتبطة بعجلة الإمبريالية والمحمية من أمريكا على بدأ علاقات علنية وسرية مع الكيان الصهيوني العنصري الغاصب لأرضنا والمستبيح لمقدساتنا حتى وصل عدد الدول التي تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني علنية أو شبه علنية أكثر من عشرة دول من الدول العربية وإذا أضفنا لها العراق بعد إحتلاله يكون العدد الأكبر من الدول العربية لها علاقات مباشرة مع الكيان الصهيوني، فليس كل ما يحدث في أقطار العرب ليبيا وسوريا واليمن هو عمل تخريبي وتأمري ولكنه خليط من هذا وهذا، بل هو إستغلال لمطاليب الشعب المشروعة من قبل قوى مهيئة ومدعومة خارجيا لخلط الحق بالباطل، (مطاليب التغيير المشروعة بالتآمر من قبل مجندين خونة).


والثاني : هو إستغلال أمريكي وصهيوني وبمساهمة من خونة عرب خصوصا نظامي قطر والإمارات لتدارك الضربة الموجعة التي وجهها الشعب العربي للمخطط الإمبريالي الصهيوني بإسقاط نظامي الخيانة والفساد في تونس ومصر، وكرد فعل ومعاقبة للجماهير العربية الغاضبة من الإداء القاصر من الأنظمة فقد جندت الإمبريالية بعضا من الخونة وأحزابا شيطانية لغزو ونشر الفوضى في دول عربية بعينها، وهي تلك الدول التي تمثل الحد الأدني من بقية الصمود والممانعة العربية والتي لازالت ملتزمة بنهج المقاومة ودعم المقاومة العربية كما جرى في غزو ليبيا المباشر من قبل حلف الناتو وتحريك أطراف تخريبية ومسلحة متطرفة في سوريا وتحريك عناصر قبلية ومتطرفة متحالفة معها في اليمن، وتلك الأقطار ليبيا وسوريا واليمن معروف موقفها من المقاومة في العراق وفلسطين وعموم المقاومة العربية.

 

 





الجمعة٢٩ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة