المتتبع للشأن السياسي الفرنسي وبعض دول أوربا يجد تناقضا أخلاقيا في مواقفها السياسية والعسكرية خلال الفترة 1990 ولغاية الوقت الحاضر وبالأخص فترة تولي الرئاسة الفرنسية السيد ساركوزي.

لا أدري هل السيد ساركوزي ذا نزعة عدوانية وسلوك شوفيني فاشي ويجنح للبغي على الشعوب غير الأوربية؟ وهذه شيم المرضى النفسيين من البشر وغير الأسوياء والملحدين وبإمكانه العودة لقراءة تاريخ البغاة والأباطرة في العالم.

أم هو وهم من السيد ساركوزي بأن فرنسا فقدت شيئا من نفوذها الدولي عندما جنحت لتغيير سياستها الأستعمارية وتخليها عن بغض الشعوب وطمعها في الإستيلاء على ثروات الشعوب وقهر إراداتها؟ وهذا ما يخالف الواقع في تطور علاقات فرنسا السياسية والإقتصادية عالميا خلال فترات حكم الرؤساء الديغوليين الذين إنفتحوا على العالم وإلتزموا التعامل مع شعوب العالم أجمع على أساس الندية والإحترام المتبادل.

أم هي معرفة لواقع المجتمع الفرنسي من قبل رؤية السيد ساركوزي له كسياسي مقبل على أعادة ترشيح نفسه لتولي رئاسة فرنسا؟ أي أن ساركوزي يرى أن تطرفه ومعاداته للشعوب وإنتهاكه لحقوق الإنسان في فرنسا والعالم والعدوان على الشعوب وحقوقها وقهر إرادتها سيضمن له الفوز في فترة رئاسية ثانية حيث سينتخبه الناخب الفرنسي، فأنا أرى أن السيد ساركوزي أساء بقصد أو بغباء لفرنسا وللشعب الفرنسي وللناخب الفرنسي وللمواطن الفرنسي الذي كنا نرى أنه نموذج للوعي والثقافة في جوانب العرقات الدولية والبشرية والإنسانية بين شعوب العالم، وهذا يتطلب من كل فرنسي أن يرد عليه برفض هذه الإساءة المهينة لفرنسا والفرنسيين والمطالبة بسحب الثقة عنه الآن وليس إعادة إنتخابه.

جال هذا التفكير في عقلي وأنا أرى مانشيت على تايتل أحدى الفضائيات عن إفتتاح فرنسا لساحة بإسم محمد البوعزيزي أحد أبرز رموز ثورة التغيير في تونس، وأقارن بين هذا وبين موقف حكومة ساركوزي في التدخل لتطوير الفتنة في ليبيا وتمويل طرفها الآثم والمخطيء وتمويل الحرب الأهلية والعدوانية ومشاركة فرنسا في غزو ليبيا وتدميرها.

كما أرى أيضا الموقف العدواني لحكومة ساركوزي وإعلامها من المؤامرة على شعبنا في سوريا، هنا وددت أن أوجه له هذه الأسئلة هل طبع فيه؟ أم جهل وعدم دراية في رؤيته للإمور؟ أم أنه هكذا يرى فرنسا ونحن مخطؤون في رؤيتنا لفرنسا وشعبها؟ والله من وراء القصد وهو الهادي لعباده.