شبكة ذي قار
عـاجـل










1- نبدأ هذا المقال بالجملة التي قالها المؤرخ اليهودي برنارد لويس ( العراق ليس أكثر من كيان مصطنع ). وبما جاء بوثيقة باترمان عام 1907 التي دعت الى تقسيم الوطن العربي الى كيانات حدودها حدود المذاهب والطوائف والأعراق وما طرحه أوبديتون مستشار بيغن عام 1980 الذي قال [ أن أمن إسرائيل لا يتحقق عملياً بما تحوز عليه من قدرات عسكرية رادعة بل من خلال تقسيم المنطقة العربية وكياناتها الراهنة الى دويلات طائفية ومذهبية تحكمها التناقضات والعدائية ].


إذن يجب الشروع بتقسيم العراق من وجهة نظر صهيونية ، ومن هنا بدأ التعاون الصهيوني – الإيراني – الأمريكي أثناء حكم الشاه بالمساعدة على فصل شمال العراق بإستغلال بعض شيوخ العشائر الكردية التي تحولت الى احزاب فيما بعد وإستمر هذا التعاون بعد مجىء الخميني للسلطة في إيران وإستمرار التعاون قبل إحتلال العراق وبعده الى يومنا هذا، إذ أن الهدف هو تكوين حكومة مركزية ضعيفة تكون خاضعة للحماية الأمريكية على المدى البعيد وأن يكون العراق ضعيف لا يهدد جيرانه الآخرين وتبقى الصلة بواشنطن والإستراتيجية الأمريكية، وتنفيذ أجندتها


2- عند إحتلال العراق تم التأسيس الى تقسيم العراق وبدأ المشروع بإصدار بريمر قانون إدارة الدولة الإنتقالية رقم 80 ثم الدستورالذي إستفتىي عليه أثناء قترة الإحتلال والدستور الحالي الذي يؤسس للتقسيم بإقرار مبدأ الفيدرالية وهو مجرد خطوة نحو تفتيت العراق وإنهاء وحدته الأقليمية وبعد ذلك بدأت أحزاب السلطة التي إستغلت تنصيبها من قبل الإحتلال كحكومة مركزية وحصلت المزاوجة بين السلطة الدينية الطائفية والمال العام والسلطة الحكومية في تنفيذ ستراتيجيات الإحتلالين الأمريكي – الإيراني و التعاون والتنسيق بينهما في المنطقة ، ومن يعاونهم من دويلات سايكس – بيكو العربية لتقسيم العراق ، بدأت احزاب سلطة الإحتلال في إذكاء التطهير العرقي الطائفي المناطقي في العراق منذ عام 2005- 2008 ، ونتج عنها تهجير أكثر من مليوني عراقي في داخل العراق على اسس طائفية في وسط وجنوب العراق وعلى أسس قومية وعرقية في شمال العراق ، بينما رفض الرئيس بوش والإدارة الأمريكية إجراء إنتخاباب في لبنان أثناء الوجود السوري بإعتبار لبنان بلد فاقد السيادة ولاحرية ولاديمقراطية له بينما أجرى إنتخابات في العراق لإضفاء صفة الشرعية على حكومة الإحتلال والمتعاونين معهم


3- إضافة الى الشروع بموضوع التقسيم سارعت حكومة الإحتلال بتحديث المناهج التربوية في التعليم الإبتدائي والثانوني والجامعي على وفق أهداف المشروع الإمريكي – الإيراني ذات الابعاد الطائفية والمذهبية والقومية


4- الهدف الأول من تقسيم العراق هوضمان أمن أسرائيل والهدف الثاني هو سيطرة امريكا على منابع النفط العراقي من خلال تشكيل كيانين ضعيفين في الشمال والجنوب يتمتعان بالثروة النفطية ويشعران بالتهديد سواء من السنة في الوسط أو جيرانها فهم بحاجة الى ضمانة أمريكية.


5- بدا الفكر التقسيمي من خلال سلوك رؤساء أحزاب السلطة المشاركة في الإحتلال فمنهم من أسس الى الإنفصال فعلاُ كالحزبين الكرديين في شمال العراق وهما عرابا التقسيم ، ومن ثم جاءت أحزاب السلطة كالحزب الإسلامي وحزب الدعوة والمجلس الاعلى وآيات الله القدماء والجدد وغيرهما ، لقد بدأ المشروع بالتنفيذ على إعتبار إن ستراتيجية الإحتلال الأمريكي قد بنيت على مبدأ التقسيم وإشاعة الفوضى الخلاقة . عرض مشروع السيناتورالأمريكي بايدن


قرار تقسيم العراق الذي صادق عليه الكونجرس الأمريكي ، إن هذا القرار حسب سياقات العمل الأمريكية قد مر بمراكز الأبحاث والدراسات التي تتولى إعداد المادة الأولية لأي قرار له ابعاد ستراتيجية ، وهو في سياق الوضع التدريجي للأهداف الأمريكية الثابتة حيال العراق وهو كسابقه قانون تحرير العراق 1998 الذي إنتهى بإحتلال العراق وتدميره


6- وتم صنع وتأسيس العملية السياسية بأبعادها الطائفية والعرقية ونظام المحاصصة وتفتيت البنى التحتية الإجتماعية للشعب العراقي وعملت حكومة الإحتلال على إصدار هويات جديدة للواقع السكاني وحملة شراء العقارات المدعومة أقليمياً ومنح الجنسية لغير العراقيين .


7- إن الديمقراطية لاعلاقة لها بأنظمة الحكم بل بالقائمين على الحكم من حيث الكفاءة والوعي والنزاهة والإخلاص ، فهناك تجربة القائمين على الحكم في شمال العراق يقودها حزبان يتقاسمان السلطة منذ عقود ومنطقة شمال العراق تعد اخطر مناطق العراق في كبت الحريات للصحفيين ولديها مئات الألوف من المعتقلين والميليشيات المتورطة في قتل الأبرياء، وتمارس التطهير العرقي وأبشع اساليب القتل والإضطهاد فأين هم من الديمقراطية المزعومة.


• الإستنتاجات :

1- إن العراق لايزال تحت الإحتلال الأمريكي وهو عراب مشروع التقسيم والشعب مسلوب الإرادة ، وأحزاب السلطة تمارس الهيمنة الدموية والتضليل والدخول في صراعات شكلية بهدف كسب الوقت ومساعدة الإحتلال على تنفيذ ستراتيجيته في العراق .


2- أن المشكلة في العراق الآن هي الإحتلال ونظام الحكم والمحاصصة الطائفية ، وإساءت إستخدام السلطة والثروة وتحطيم المؤسسات الرصينة ،ولا توجد حساسية لدى الشعب العراقي من هذا التنوع سواء أكان ديني أم قومي، والشعب العراقي يعي أهمية الوحدة الوطنية وبناء عراق قوي موحد مقتدر لأن ذلك يتلائم مع مصالحه ومصالح أجياله القادمة.


3- غياب الرؤية لدى أحزاب السلطة وكتلها وعدم وضوح مفهوم الفيدرالية فالمالكي رئيس حزب الدعوة هذا الحزب الذي وافق في المؤتمرات المنعقدة برعاية أمريكة – بريطانية – إيرانية قبل الإحتلال على إنشاء الفيدرالية ، يعارض الفيدرالية وصلاحياتها عندما إستلم الحكومة ويشتكي بصفته التنفيذية الإستمرار في نهج الفيدراليات والصلاحيات لانها عطلت قدرته على إدارة الدولة.


4- إن رغبة الفيدرالية هي ليست أولويات الشعب العراقي ، إنها إرادة الإحتلالين الأمريكي – الإيراني و الكيان الصهيوني بهدف إخراج العراق كقوة أقليمية في المنطقة العربية وهي ضمن المخطط الكوني لتقسيم الأمم وتقزيمها على أسس عرقية ودينية وطائفية .


5- . تشكل القومية العربية في العراق 85% من السكان ومن هنا بدأ تهجير (6) مليون عراقي ، وإستيراد (4) مليون إيراني وتركي لزيادة عدد غير العرب وتخفيض نسبة العرب في العراق ، إذ تم ذلك تنفيذاً لقرار أمريكي ومنحهم الجنسية العراقية بقرار من حكومة الجعفري ثم حكومة المالكي


6- إيجاد عراق موحد شكلاً ومقسم واقعياً وكان أول الغيث تشريع دستوري داخلي يلاقيه تشريع امريكي يأخذ طريقه الى أن يصبح مشروعاً دولياً .


7- أما بالنسبة لعروبة العراق ، إعتبار القومية العربية جزء من المكون العراقي وليس المكون الأساس كما أنها جزء من العالمين العربي والإسلامي ( وهذا الوصف ورد في الدستور المزيف الذي وضعه الإحتلال) مما يعني إَضعاف وإلغاء البعد القومي للعراق وإدحال الشعب العراقي في دوامة حروب داخلية على الإستحقاقات المتعلقة بأحقية المحافظات على النفط والثروات وأحقية الأخرى بالمياه وهذا يعني نزاع لا نهاية له


التوصيات :
الحل طرد الإحتلال وكل ما أفرزه من مكونات سياسية تقوم على أسس ، طائفية ، عرقية ، وزيادة دعم المقاومة الحقيقية الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي ، وبعكسه ستستمر سياسة الفوضى الخلاقة في العراق ويبقى إستنزاف العراق وثرواته الى ما لا نهاية ويشمل ذلك الدول العربية التي ستلقى نفس المصير كما تقول الحكمة ( أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) .




الأمانة العامة
بغداد – ٠٣ رمضـان ١٤٣٢ هجرية
٠٣ / أب / ٢٠١١

 

 





الاربعاء٠٣ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوطنية لمثقفي وجماهير العراق نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة