شبكة ذي قار
عـاجـل










سيادة الرئيس ... نبدأ من حيث إنتهينا، وللتذكير ختمنا الحديث بهذه الفقرة:- من المعروف عنك شدة الشغف بالنكات وبراعتك بحفظها وإسلوب طرحها، فإنها تتزحلق بشكل تلقائي من فم سيادتكم للخارج إسوة بفنان العرب عادل إمام. واحيانا تبتكر بعضها مما يدل على تفرغك الكامل للمزاح وعدم وجود ما يشغلكم ! فالوطن يعم بالخير والعمران والإزدهار في كل المجالات، والشعب في أوج الرفاهية والسعادة ... فيا لفخركم ! ويا لفخرنا بكم فقد وعدتم ونفذتم وعدكم.


البشاشة وروح النكتة صفات إنسانية رائعة فهي أنيس الروح و تعبير عن التفاؤل والمرح والأنفتاح على الناس وحسن المجالسة. ولا يمكن ان نلومك عليها إلا من ناحية واحدة فقط. وهي إنك تتجاهل أين مكانك؟ ليس من الذوق سيادتكم إطلاق النكات في المآتم ومجالس العزاء. والعراق منذ الغزو لحد الآن عبارة من قافلة من الجنائز والمآتم، ومسيرة متخمة كسيادتكم بالأحزان والآلام.


فأن كنت تضحك وشعبك يضحك أيضا لا بئس ! إنه أمر منطقي ومقبول.
أما أن تضحك سيادتكم وشعبكم يبكي ! فذلك قمة العار والشــنار.


ثم علامك تضحك سيدي؟ من شعب سدد فاتورة ديمقرطيتكم الدموية بفائدة باهضة قدرها مليون شهيد ونصف مليون معوق وكل يوم يقتل منه العشرات. أم من بلد تعصف به زوابع الإرهاب من كل حدب وصوب فلا يمر يوم دون ان يرفرف جناح الموت فوق رؤوس العراقيين؟ أتضحك من مليون أرملة وأربعة ملايين يتيم يقفون طوابيرا على أبواب مصير مظلم كعهدكم؟ أم من إنعدام الماء والكهرباء والخدمات الأساسية؟ أم من عشرات الآلاف من المزورين الذين يتبؤون مواقع وظيفية عليا في الحكومة بعلمكم ومساعدتكم أو تغاضيكم عنها؟


علامك تضحك سيدي؟ من اربعة ملايين مهجر في خارج الوطن ومليونين مهجر داخله مشاكلهم لا تقل عن عدد شعر رأسك؟ أم من بطالة تجاوزت 40% من القوى القادرة على العمل. وبدلا من أن يساهموا في تنمية وتطوير بلدهم تقوم الميليشيات بشراء ذممهم بالدولار والتومان وتوظفهم لقتل شعبهم وتخريب ما تبقى فيه من عمران.


علامك تضحك سيدي؟ من عشرات الآلاف من المساجين بلا تهم محددة أو بوشاية من المخبرين السريين الذين ينصبون الفخاخ للناس الأبرياء بلا رحمة ولا ضمير؟ أم من السجون غير القانونية التي كشفت مؤخرا لصاحبها حزب الدعوة؟ دون أن تسأل نفسك لماذا سجناء الوشاية من غير طائفة المالكي؟ أو ربما تضحك من فرار الإرهابيين من السجون بسهولة بتواطؤ من المسئولين؟


علامك تضحك سيدي؟ من فشلكم الذريع كقيادة في بناء أو إعادة تعمير مصنع واحد منذ الغزو لحد الآن؟ أم من شيوع ظاهرة الفساد المالي والإداري التي تجاوزت ( 200  )  مليار دولار منذ الفتح الديمقراطي اللامبارك؟ إم بإرتفاع نسبة المدمنين على المخدرات بعد أن كان العراق نظيف منها؟ أو من تدني المستوى العلمي والتربوي والعودة الميمونة إلى عصر الجهل والأمية؟ أم من بناء مدارس الطين في الجنوب ... يا للعار ! كنتم تتباكون على معاناة أهل الجنوب وتنفخون بالنفس الطويل في بوق المظلومية. فإذا بكم تضاعفون معاناتهم أضعافا؟


علامك تضحك سيدي؟ لعلك تضحك على المواطنين الذين شاركوا في الإنتخابات بنفس طائفي وعنصري للمرة الثانية ! وكانت النتيجة إنتخاب أفشل حكومة عرفها العراق منذ تأسيسه ولحد هذا الزمن الأغبر.


ربما وسيادتكم تقرأ هذه السطور يتبادر إلى ذهنكم السابح بالنكات تعليقا سمجا بأن ( الإنتخابات قانون والقانون لايحمي المغفلين  )  . ونحن نتحمل اللائمة كشعب لا يعرف حقوقه ولامصلحته. فقد صادرتم عقله قبل جسده. وهنا تكون لك الغلبة بلا جدال.


علامك تضحك سيدي؟ لتمزيق الوطن الواحد وتفكيكه إلى أقاليم ورقية هشة على ضوء تجربة إقليمكم الفاشل في شمال العراق وإعمامها على محافظات جنوب ووسط العراق ليتحول البلد إلى دول طوائف ! كل طائفة تتبع إحدى دول الجوار.


علامك تضحك سيدي؟ لعلكم تضحكون علينا بمزايداتكم الكاذبة بشأن مسألة تخفيض رواتبكم ومخصصاتكم المليارية ! وما أن تخرجوا من القاعات حتى تتبخر الوعود مثلما تتبخر ثروة العراق سحابا من الشعب وتهطل بغزارة في جيوبكم.


هل تعلم سيادتكم بأن رواتبكم ومخصصاتكم تكفي لمعالجة أوضاع جميع فقراء العراق من ذوي الاصابع البنفسجية ! ولكن أين أنتم منهم ! وهل ترحم الذئاب فرائسها؟ أم تنفرد بها وتبدأ بأضعفها؟ ربما الذئاب أرحم منكم علين ! فهى تجهض على فريستها وتبطش بها مرة واحدة وليس ألف مرة.


علامك تضحك سيدي؟ لعلكم تضحكون وأنتم تقفون طوابير أمام باب إلهكم السفير الأمريكي في العراق حتى يأذن لكم بالدخول لمكتبه؟ هذا إذا سمح وقته بذلك وإلا ترجعون محملين بخيبة الخيبات. يا لخيبتنا بكم ! ويالخيبة كل من شارك في جريمة الإنتخابات ! فظلم نفسه وظلمنا معه دون أن نقترف ذنب المشاركة فيها.


علامك تضحك سيدي؟ لعلك تضحك من إنقيادكم كالعميان أمام رجال دين أجانب لا يحسنون نطق أحرف الهجاء بلسان عربي فصيح أي مثل سيادتكم ( مسل زيادتكم باللكنة الطالبانية  )  ؟


لربما تنطلق في نكاتك ومزاحك من الحكمة القائلة " شرً البلية ما يضحك"؟ ولكني كما عهدتك محبا للمزاح ولست محبا للحكمة؟ وشتان بين الفيلسوف والبهلوان.
لم ينته بعد حديثي مع سيا@ دت. كم

 

 





الجمعة١٢ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضحى عبد الرحمن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة