شبكة ذي قار
عـاجـل










تعتقد الرؤيا الامريكية ، ان افضل ما قدمه انور السادات بتوقيعه اتفاقية (كامب ديفيد) ، هو هدم نظرية الامن الجماعي العربي المشترك الذي كان قد شكل خطا احمر لدى العديد من النظم العربية لعقود طويلة من الزمن ، وترى هذه الرؤيا ان هناك انظمه عربية اخرى مستعدة لان تتحالف مع الكيان الصهيوني ، وبذلك تكون الولايات المتحدة الامريكية قد فتحت الطريق امامها واسعا للانفراد بالدول العربية الواحدة تلو الاخرى ، منطلقين مما افرزته تلك الاتفاقية سيئة الصيت ومن تضارب المصالح او من العداء الذي تولد بين النظم العربية التي مكثت سنين طويلة على دست الحكم.


ان التاريخ سيتوقف طويلا امام تلك المرحلة الفاصلة التي شكلت نقطة تحول كبرى في المسار الاستراتيجي العالمي لمرحلة ما بعد (كامب ديفيد) التي ازالت حاجز الخوف لدى بعض الحكام العرب وفتحت الطريق سالكا وامنا للكيان الصهيوني كي يتفرد بشعبنا العربي الفلسطيني ومؤسساته السياسية والوطنية وذلك من خلال ما شهده العالم خلال الفترة التاريخية الزاخرة بالأحداث الدموية والماسي التي خلفها حاكم عربي مستبد تخلى عن قيمه الوطنية والقومية حينما قلب الحقائق وسار في طريق الا عودة ، طريق تحطيم الامة وتدمير ركائزها التاريخية وتفتيت الحد الادنى من وحدة القرار العربي الذي كان ..


وحتى لا نغوص اكثر في تفاصيل ما افرزته هذه الاتفاقية ، لابد لنا ان نأتي الى نتائجها المتمثلة بـ(الغزوات الخليجية) التي تستخدم اليوم كل امكانياتها وثرواتها لضرب الكيان العربي بالصميم من خلال الاشتراك المباشر مع اميركا والغرب الاستعماري في دعم وتمويل الحركات الانفصالية في الوطن العربي وتنفيذ المخططات الصهيونية في المنطقة التي تدفع باتجاه التطبيع الرسمي والشعبي مع اسرائيل وجعلها واقع مقبول في قلب الامة ، والامعان بالمساهمة في دق الاسفين الذي يمنع شعبنا العربي الفلسطيني من العودة الى ارضه ووطنه ، اضافة الى الدعم المعلن للمجاميع والعصابات الطائفية المسلحة التي تحاول زعزعة النظامين الوطنيين للشقيقتين سوريا وليبيا والذهاب اكثر وابعد من ذلك وهو الاشتراك الفعلي مع اسراب الطائرات الصليبية المقاتلة في الاغارة على شعبنا العربي الليبي المقاوم ، وتحطيم البنى التحتية في هذا البلد المجاهد وذلك لأضعاف الامة وتقييد ارادتها من خلال مسلسل الاحباطات منذ غزوة السادات حتى غزوات قطر والخليج ...!


ان الذين يتحدثون عن الجيب المهلك في ما يسمى بغزو الكويت عليهم ان لا يتناسوا الاحداث وينضرون تحت اقدمهم فقط ، انما عليهم ان يعودوا الى احداث الماضي القريب التي كانت سبب في تنمر بعض الاقزام من حكام المنطقة و المستقوين بالأعداء التاريخيين لامتنا وشعبنا.


ان التضحيات الجسيمة التي قدمها شعب العراق البطل وجيشه الباسل في القادسية المجيدة وام المعارك الخالدة لم تكن منحة او هبة تقدمت بها القيادة العراقية آنذاك الى أحد ولكنها كانت قرابين عظيمة تشابه في قداستها وتقترب من قوله تعالى (وفديناك بذبح عظيم) صدق الله العظيم ، ذلك ان الاوطان والاعراض تستحق منا هذا الفداء وهذه التضحيات ، سيما ونحن نعرف جميعا وندرك حقيقة واسباب هاتين المنازلتين العظيمتين.


ان الامة التي لا تموت ، هي امتنا العربية المجيدة ورسالتها الانسانية الخالدة التي تجلت في جذورها الضاربة في اعماق الارض حينما اختارها الله تعالى من بين الامم لتكون مهبط الانبياء والرسل وتشريفها من الخالق العظيم بان تكون امة القران الكريم بعد ان بشرها بالرسول الكريم نبيا وبالإسلام دينا والتي جعلها الله في وسط الدنيا لتحكم بين الناس ويكون الرسول شاهدا عليها ، هذه هي امة العرب العظيمة وايقونة الكون التي تزهو عبر الازمان ، اذن فهذه هي امتنا التي اجتمعت فيها الاصالة التاريخية والرسالات السماوية وجعلها الله عز وجل امة وسطا لتحكم بين مخلوقاته على الارض.

 

 





الجمعة١٢ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كنعان الغثيث نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة