شبكة ذي قار
عـاجـل










 

لم تعد هناك من أسرار , فالتناوب بين أطراف اللعبة السياسية -الخيبة- صار مكشوفا بين الآمر المطاع والتابع المطيع , فالجميع يجمعهم هدف واحد لا خلاف عليه وهو المضي في تدمير العراق وتخريب بنيته وذبح العباد على أن يترك لكل طرف من تلك الأطراف حرية أختيار الوسائل ( الشفافة ) لتأدية دورها المرسوم دون أن تترك أثرا دالا على جرائم أرتكبت هنا وهناك بتنوع يسرع تنفيذ الواجبات المناطة بهم , وبما ينسجم مع أدعاء واشنطن الحرص على :

 

1 – الدعم المستمر- لما سمي بالعملية -السياسية الديمقراطية !! ومساعدة العراق شعبا وحكومة !!

2 – الأهتمام بأمن العراق وأستقراره !!

3 – الأهتمام بتوسيع العلاقات الثنائية على جميع الصعد ,خدمة لمصلحتهما المشتركة!!. وقبل أن نمضي في القاء الضوء على الحقائق المتصلة بما حدث في العراق خلال الفترة الأخيرة وطبيعة التوجهات التي شهدتها وبالتالي حقيقة النتائج التي أسفرت عنها , تجسيدا لحرص واشنطن على العراق ( شعبا وحكومة ) وما تبالغ بأبدائه من كلام عن الأهتمام بأمنه وأستقراره , كما أشرت لذلك في النقاط الثلاث أعلاه والتي وردت على لسان جيمس جفري السفير الأميركي في بغداد الذي يتولى قيادة ولاية العراق بموجب قرار بشر به المتحاصصين قبل عام ( عزيزهم ) بايدن نائب الرئيس أوباما , مبلغا أياهم بأن البيت الأبيض قرر تغيير التواجد الأميركي العسكري بتواجد دبلوماسي موسع ومؤمن بقوة أمنية تتناسب وأهمية الدور الذي أوكل لحشد جيش الدبلوماسيين المبلغ به سلفا و وبالمهمات التي سيضطلع بها مساعدة للعراق في مجالات سيادية لا يجوز تدخل الأجانب فيها وهي :

 

أ - تسليح وتدريب الجيش وقوات الأمن .

ب - الشؤون النفطية .

ج - الأقتصادية .

د - السياسية .

هـ - الأمنية .

و- تأهيله ليلعب دورا رئيسا ومؤثرا في بناء منطقة الشرق الأوسط الجديد .

 

والأهم من ذلك كله التركيزعلى دعم الديمقراطية التي جاءوا بها وصح ما توقعه العراقيون من أنها لم تعط ولن أمنا لأحد من أهل البلاد, وأنما اعطت الأمن للقتلة والأرهابيين والمفسدين وناهبي ثرواتهم النفطية والمال الخاص والعام معا ؟! واقول , قبل أن نقرا حصيلة الحراك الجديد ومن هم-أبطاله- الناشطون أود أن أشير الى أن جميع ما أوردته وسأورده من تفاصيل ليس من عندياتي بل أنه مستند لكلام متداول بين آمر يستدعي أو يزار , وبين مأمورين يستدعون أو يزارون بحسب الظرف أو متطابات كل مراحلة من مراحل اللعبة الأميركية . فصاحب واشنطن اليوم غير صاحبها بالأمس , وبالضرورة لن يظل صاحب اليوم هو نفسه صاحبها في الغد ... وصفحة التفتيت الراهنة – أقصد تفتيت العراق- تتطلب أساليب وعناصر موعودة ترى بتفتيت الوطن ضامنا يحقق لها مطامع شخصية وعائلية أنفصالية تتطابق اكثر مع أهداف المخطط الأميركي –الغربي -الصهيوني لجعل العراق ( مفدلر ) ليسهل توظيفه في تجزئة المجزأ من الوطن الكبير في الربيع ( العربي!! ) وهو يانكي ويتوافق اليوم مع تجاسرحكام عرب بمشاركة قوات حلف الناتوالمعادية في عدوانها الأجرامي التدميري على الشقيقة ليببا في حرب مفتوحة تشنها على أهلنا المتمسكين بترابهم العربي على مرأى ومسمع من العالم بأسره وبضمنهم أدعياء الحرية والديمقراطية والسلام ومن يتباكون بحرقة عالية على حقوق الأنسان , وهم ذابحوه وليس مستغربا أن يتكرر المشهد مع سورية !!

 

وبالعودة الى الفعاليات النشطة الأخيرة لصاحب السقيفة فيبدو أن تكليف الأتباع من الكرد, سبقه لعب أميركي تمهيدي لما يراد تمريره في المرحلة التالية من مخطط أستكمال تغييب العراق عن ساحة الفعل الوطني والقومي وقد بدء بشد الحبل بين الأتباع أضعافا لهذه الجوقة التابعة , وأرخاءا له عن جوقة منافسة تابعة أخرى , يصاحب ذلك أختلاق لجوقات مضافة تمد اليد لواشنطن لأستجداء مكاسب تدرها المحاصصة , وان تم أستبدالها بما أسموه بشراكة ( الوحدة الوطنية ) !!!

 

وهي شراكة في المواقع أولا وفي المال العام المنهوب بعلم المحتل وبتغطية منه ثانيا ,ولكنها صحبت بصراع أفتعله المحتلون بين علاوي والمالكي حول من هو أحق بتولي تشكيل الوزارة , أهي الكتلة الحاصلة على أعلى عدد من عناصر المجلس الجديد ,في أنتخابات فصلت نتائجها سلفا ؟! وعلى الرغم من أن حساب النتائج أستنادا للحسبة الغربية ترجح ( علو ) على ( ملكو ) ألا أن حسبة ( بايدن ) أقتضت غيرذلك,أقتضت أن يظل الصراع بينهما محتدما ليسهل له أستغلال التصارع لتحقيق أكثر من هدف يخدم لعبته :

 

1- الأيعاز لطرف ثالث يطرح مشروعا لحل الأشكالية وهي –مختلقة-ترجح كفة المالكي ليتولى منصب رئيس الوزراء مقابل أعطاء ترضية لأياد بتولي منصب وهو وهمي في الدولة ويعنى بأتخاذ القرارات الستراتيجية , لا نص عليه في دستورهم , ووقع خيار ( سيدهم بايدن ) على مسعود البرزاني عبر زيارات مكوكية للعراق شملت الأقليم ورقة تستهدف فك الأشتباك بين الغرماء كما تتضمن شروط الأقليم لتسوية المشاكل بينه وبين حكومة المركز.

 

2-أستغلال تولية المالكي رئاسة مجلس الوزراء لفترة ثانيةعلى حساب علاوي له ما يبرره أميركيا فهو الذي وقع على أتفاقية التعاون الستراتيجي التي أدت لشرعنة الأحتلال وفتحت أبواب العراق على مصراعيها أمام واشنطن للتدخل في شؤونه السياسية والأقتصادية والنفطية والعسكرية والأمنية حاضرا ومستقبلا , مما يسهل على البيت الأبيض تمرير التمديد لبقاء القوات الأميركية في العراق وبما يرفع الأحراج عن أوباما الذي أعلن بأن بقاء هذه القوات سينتهي مع نهاية العام الحالي , عام2011 وقد تحقق هدفهم بتكليف المالكي التوقيع على أتفاق جديد يمد بعمر القوات الأميركية لفترة أضافية بطلب من الأتباع أستجاب له الأميركيون , وتلك هي المفارقة !!

 

3 – أقتناص فرصة التمديد للقوات الأميركية لتنفذ ما وعدت به جماعتي البارزاني- الطالبني لتسوية ما أفترضته من مناطق متنازع عليها وبما يحقق اطماعهما عن طريق توفير الحماية لعناصر ( البيشمركة الأنفصالية ) وهم يتجاسرون على الأرادة الوطنية بسلخ كركوك بكاملها , وأجزاء من أراضي محافظات أخرى وضمها بالقوة للأقليم قبل مغادرة القوات الغازية للأراضي العراقية , فوعد بايدن يذكرنا بوعد بلفور الذي أعطى الصهاينة أراض عربية في فلسطين المحتلة وهي ليست ملكا له, وهكذا يفعل بايدن أعطاء اصدقاء الصهاينة من الكرد أراض عراقية لم تكن ملكا لهم يوما ما !

 

وكما أكد مستشار للمالكي أن جزءا من القوات الأميركية الباقية في العراق ستبقى في أقليم كردستان وقال عادل برواري لوكالة أنباء كردستان ( أكا نيوز ) أن وجود قوة عسكرية أميركية في الأقليم مطلب رئاسة الأقليم , لأن الحكومة الأتحادية لم تعالج مشاكلها مع الأقليم , أبتداء من المادة140 من الدستور المفروض على شعب العراق ولم يستفت عليه من العراقيين وقانون النفط والغاز وميزانية حرس الحدود البيشمركة - الذين لم يحرسوا الحدود أبدا - بدليل أنهم تلاشوا أمام العدوان الأيراني على القرى الكردية الحدودية , وقبلها العدوانات المتكررة للمقاتلات والدروع التركية وأخيرها وليس أخرها وقع مساء الخميس الماضي حيث شملت المدفعية التركية ببركات قذائفها أحدى القرى الحدودية الواقعة داخل أراضي الأقليم عند الشريط الحدودي ضمن قضاء زاخو العراقي مما تسبب بأيقاع ثلاث أصابات بين سكان تلك القرية المحروسة من قبل بيشمركة برزاني وليس بيشمركة طالباني المكلفة بملاحقة غضبة أهلنا في السليمانية والتسلل الى كركوك لهدف يهدد وحدة أهلها وسلامتهم!! بقي أن نقف مليا عند ( الكامخ ) بين هرولة مام جلال مرتين , مرة هرولة الى جفري والثانية أستقبالا له ,

 

لنقرا ماذا جرى فيهما , وماذا تقرر في أجتماع سقيفة المام , وما ذا سيجنى العراقيون والوطن من طبخة مريبة أوصى بها الأميركيون ويتولى أنضاجها أتباع لا تشك واشنطن بأخلاصهم لها بالمرة,فهم وان أختلفت مرجعياتهم الا أنهم متوحدون في الأصطفاف أمام ( محراب ) تلقي فتاواها وأوامرها بأريحية وشفافية ؟! وحكاية الكامخ ترويها هرولة طالباني المتواضعة الى السفارة الأميركية التي يتندر العراقيون بتسميته ( دولة آمرة ) خصوصا وهي تقع في محيط جغرافي يتوسط بين مقرات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وهوأمر أكد وحدة المكان وسهل سرعة الأستجابة لأستدعاءات السفير وتبادل الزيارات بين مسؤولي المواقع التي تعد أفتراضا سيادية وبين أركان السفارة بسهولة وبغطاء من السرية وبعيدا عن العيون وحتى أن السفراء أعتادوا على متابعة جلسات مجلس النواب ميدانيا كلما تعلق الأمر بقضية حساسة تستقطب أهتمام البيت الأبيض ولم لا فهم من أهل البيت وأدرى بشعابها ؟؟ وهكذا تم الأستدعاء وتمت الهرولة ,وكان المطلوب أن تتحقق الترضيات بين شهوات مختلف الاطراف على وفق مبادرة البرزاني التي حظيت بمباركة سابقة من العطوف بايدن .. وفي أثر الأستدعاء الذي جرى في أواخر شهر تموز الماضي بدأ رئيس القصر الجمهوري أتصالات ولقاءات عاجلة توجت بأنعقاد أجتماعات السقيفة وبتراض بين أطراف اللعبة السياسية وبأقرار مشاريع تستجيب لما أوصى به السفير ومنها ما يحقق مصالح وأطماع أميركية لا يقرها الشعب العراقي ولا تتوافق مع أرادته الحرة كونها تطيل أمد الأحتلال وتفرط بوحدة الأرض والشعب وتبقي خيراته منهوبة ومستقبله مجهول المسار .

 

وقبيل ان نطرق باب تفاصيل ما أسفرعنه لقاء الترضيات نعرج على الهرولة الثانية وتمت في شكل رد الزيارة من قبل السفير جفري للطالباني الذي أبلغه أن كل شيء تمام وبشره بأن ( الولاد ) أستجابوا لما أوصى به فعلا ... فمذا تقرر وأدخل السرور للسفير كما نقله بيان لأعلام القصرقال فيه : (  ( أستقبل رئيس الجمهورية جلال طالباني السفير الأميركي جيمس جفري والقائد العام للقوات الاميركية في العراق الجنرال لويد أستون وباقي أعضاء وفد السفارة الأميركية ,تم بحث نتائج أجتماع قادة الكتل السياسية وما تمخض عنه من أتفاقات ضمن ورقة أربيل , وأجماع على تخويل الحكومة العراقية التفاوض مع الجانب الأميركي لأبقاء عدد من القوات الأميركية لتدريب القوات العراقية بعد 2011 . وأضاف البيان أن الجانبين بحثا أيضا العلاقات الثنائية ومجمل تطورات العملية السياسية في العراق وسبل تسليح الجيش العراقي وتزويده بالمعدات التي تتلائم وحجم التحديات المستقبلية بالأضافة الى تعزيز الشراكة بين الجانبين في مختلف المجالات ضمن أتفاقية التعاون الستراتيجي بين بغداد وواشنطن.

 

وأشار البيان الى أن السفيرالأميركي عبر عن ترحيبه وسعادته بتوصل قادة الكتل الى هذا الأجماع المهم حول ضرورة تعميق الوئام الوطني ,وجدد السفيرأهتمام بلاده بتوسيع العلاقات الثنائية مع العراق على جميع الصعد , وأكد بأن منفعة الطرفين تكمن في وجود علاقات قوية ومتجذرة تخدم المصالح العليا للشعبين الصديقين . ومن جانبه أشار طالباني الى أهمية أجماع الكتل على الشراكة الحقيقية وعلى ضرورة تدريب القوات المسلحة العراقية وتسليحها وتجهيزها بالتعاون مع الولايات المتحدة ) . أنتهى البيان الذي سمي بيان الجمعة وفي تقديرنا أنه بمثابة وثيقة تعرف بما يضمر للعراق من وراء أهله من ترتيبات ومحددات تبقيه مثقلا بقيود الأحتلال وأن خفض من حجم قوات الأحتلال المتبقية في البلاد وليحل محلهم جيش من الدبلوماسيين المتتلمذين مخابراتيا وهي وثيقة صادرة عن أجتماع شراكة بين طالباني والسفيرالأميركي تكشف للعراقيين جميعا زيف ما يسمونها عملية سياسية عراقية في حين انها لا تحمل اي سمة عراقية , ترى كيف ؟! هذا ما نجده مرتسما في نص البيان الذي أشر أرتياح السفير جفري وسعادته وهو يستمع الى طالباني وهو يبسط أمامه تفاصيل نتائج المهمه المكلف بها والمنجزة أبتدءا بهدف جمع الراس على الراس بين لملوم السياسيين الذين يتصفون بالأرتزاق وبالتالي ما توافقوا عليه من مواقف تريح أعداء العراق , وأن أغضبت أهله , لأن فيها ما يشكل تجاوزا على السيادة الوطنية التي لا تجيز التخابر مع الأجانب بأستثناء التخابرعبر قناة الرئيس المكلف خاصة , وتقبل توجيهاته . فلنتوقف عند النتائج التي أشرها نص البيان ومنه يتوضح لنا الآتي :

 

أولا – لفتت نظرنا طبيعة الحضور فالسفير لم يأت لوحده بل حضر جلسة البحث ومعه قائد القوات الأميركية المحتلة للعراق مع باقي وفد السفارة الأميركية , ولم يحضره عن الجانب الآخر سوى طالباني مما يؤكد أن من كلف بالواجب حضر وحده ومن كلفه به جاء مصحوبا بوفد متعدد الأختصاصات أضافة لقائد عسكري وهذاما ورد في نص بيان القصر !!

 

فأذا كان اصطحاب السفير لقائد القوات يبدو مبررا ومسألة طبيعية لأن الأجتماع يتصل بمسرحية أخراج عملية بقاء تلك القوات أو ابقاء حجم منها لما بعد عام 2011 على أنه تم أستجابة لطلب عراقي مجمع عليه من قبل قادة الكتل , فما هومبرر وجود وفد السفارة في الأجتماع المخصص لأحاطة السفير بالنتائج التي تمخض عنها أجتماع الكتل . وألا ما معنى أن يشير البيان الى أن السفير والوفد المرافق له بحثوا مع طالباني نتائج ذلك الأجتماع ؟؟ والى أي شيء توصلوا وهم يبحثون قضايا تتعلق بالشأن العراقي ولها علاقة بأختصاصات وفد السفارة.... والله أعلم ؟!!

 

ثانيا – يستوقفنا ما تم بحثه في الأجتماع , كما ورد في نص البيان من موضوعات وهي :

 

1 - ما تمخض عن أجتماع قادة الكتل من أتفاقات وردت في ضمن ورقة أربيل.

2 - مجمل تطوؤات -العملية السياسية- .

3 - تعزيز الشراكة بين بغداد وواشنطن في مختلف المجالات ضمن أتفاقية التعاون الستراتيجي .

4 - تسليح وتدريب القوات العراقية المسلحة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية ( رأي طالباني ) .

5 - أهتمام واشنطن بتعزيز العلاقات الثنائية مع العراق , لأن تحقيق منفعة الطرفين تكمن , بحسب رأي السفير في وجود علاقات قوية ومتجذرة بين الشعبين الصديقين , وجاءذلك وهو يعبر عن أرتياحه وسعادته بنتائج الأجتماع أياه .

 

ونظرة متفحصة على البيان بالرغم من أقتضاب نصه تكشف لنا بالدقة مسارات التدخل الأميركي في الشأن العراقي وصياغة محددات لمستقبله أستعانة بأتفاقية التعاون الستراتيجي الخيانية التي وقعها المالكي , ومعنى ذلك شراكة الولايات المتحدة للعراق في جميع المجالات دائمة لتكون علاقات البلدين قوية ومتجذرة كما بشر بذلك السفير جفري وفقا لما نقله بيان القصر.

 

كما ندرك المرسوم للعراق أميركيا عبر وقفة متبصرة ثانية في النقاط الخمس التي أشرنا اليها سابقا بدءا من :

 

أ‌- أتفاقات الكتل ضمن ورقة أربيل التي مررها برزاني وقد بدا وكأنه حلال مشاكل بين المتناحرين , أستثمر الفرصة ليمررمن خلال هذا الدور المصطنع شروطا يرفضها كل مواطن عراقي شريف بما فيهم أبناء شعبنا الكردي الأوفياء لأهلهم العراقيين . فأحياء المادة 140 من دستور بريمر التي سقطت الى غير رجعة يعد تفريطا بوحدة العراق أرضا وشعبا , وأقرارا لنهج صهيوني يسعى لتحويل البلاد الى دويلات قابلة للتقسيم بحسب ما خططت له أدارة بوش وغزت وأحتل من أجله العراق .

 

ب‌- سلخ كركوك وأجزاء من أراض عراقية أخرى من محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين وواسط توسيعا لمساحة الأقليم على غرار الزحف الصهيوني على حساب الحق العربي الفلسطيني .

 

ج‌- وضع اليد على ما تكتنزه الأرض المنبسطة المراد سلخها من غنى بالخيرات الزراعية , أضافة الى المرتفعات الواعدة الغنية بالمعادن المكتشفة وغيرها كان قيد الأكتشاف قبيل العدوان , كما تحتضن مساقطة مهمة للمياه الصالحة في شمال الوطن والتي تغذي روافد الأنهار في المنطقة وتعزز منسوب مياه نهر دجلة في زمن يتعرض فيه العراق الى بوادر حرب مياه تشنها أيران وتركيا .

 

د- أستخدام الضم وسيلة لأرضاء أطماع العائلتين الحاكمتين في المساواة بينهما في بسط هيمنتهما علي محافظتين أثنتين لكل منهما فبعد الضم الذي وعدوا به بدعم من واشنطن التي أكد عسكريوها أنهم لن يغادروا العراق قبل أن تتم تسوية المشاكل المتعلقة بما أسموها المناطق المتنازع عليها بما سيتيح لعائلة جلال فرصة السيطرة على السليمانية وكركوك المترعة بالثروة النفطية .

 

وسيتيح هذا النزوع التقسيمي الأحتلالي المستهتر لعائلة مسعود فرصة تعزيز النفوذ على أربيل العاصمة ودهوك بما فيهما من ثروات نفطية وغيرها من الخيرات الطبيعة أضافة الى الرسوم الكمركية المتحققة من دخول المواد المستوردة من خارج العراق.

 

وبهذا يتخلص رئيس الأقليم ( من وجع الراس ) التأريخي الذي سببته له أطماع جلال في الأنفراد بادارة الحكم في الأقليم الذي كشف عن أطماعه هذه-بحيل المحتل وليس بذراعه- وهو يعتبر كركوك قدس ثانية وهو يحتل خطأ و في زمن غابر منصبا ليس على قياسه المترهل , أقصد أختاره بريمر رئيسا للعراق وأدى القسم بالحفاظ على وحدته , لكنه وكالعادة سرعان ما نكث بالعهد كما فعلها أكثر من مرة ( يتمسكن ويطعن من الخلف ) مع الرئيس الراحل المرحوم جمال عبد الناصر والمرحوم الملا مصطفى البرزاني ومن بعده أبنه مسعود وكذلك مع الشهيد الراحل المرحوم صدام حسين ويفعلها اليوم مع العراق الذي آواه ومنحه هوية أنسان ومواطن !!!

 

هـ - تسخير هذا المشروع لخدمة أهداف المخطط الأميركي في سعيه للتوسع الصهيوني في المنطقة العربية وبالتالي منح أسرائيل فرص أمتداد مصالحها الأقتصادية وأستثماراتها لتأخد موقعا فاعلا في مناطق محرمة عليها حتى الآن , وأن كانت أستبقت الأحداث ببث خبرائها في أنحاء مختلفة من الأقليم حتى قبل وقوع الغزو فالأحتلال , مما يوفر بالتالي للسيد الأميركي فرصة تحقيق أبرز هدف في منظومة أهداف البيت الأبيض من شن عدوانه على العراق وتمكينه من فرض الهيمنة على بلاد العرب بمجملها . وكان من بين ما تم بحثه بين جفري والوفد المرافق وطالباني العازف منفردا , مجمل تطورات عمليتهم السياسية ويبدومن ذلك أن الجانب الأميركيون يمارس حقا لأنه صاحب المشروع أصلا ومن حقه ان يبدي توجيهاته في تعديل مسارته لأنه وصل الى طريق مسدودة لأفتضاح أهدافه أمام العراقيين , فهو كما يتصورونه لا يعدو أن يكون مشروعا يخدم مصالح الولايات المتحدة ولم يعطهم سوى :

 

أ- الموت والدمار ونهب الثروات والتجاوز على سيادة الوطن وتغييب العراق بالعدوان عليه عن أداء دوره القومي ليسهل على أعداء الأمة الأنفراد بأشقائه كما يحدث لليبيا الشقيقة الآن من دمار ومن ذبح جماعي لأبناء شعبنا العربي الليبي على يد قوات الناتو الحاقدة وبمشاركة بعض القوات العربية الضالعة بمخطط أميركا والغرب العدواني , وليس مستغربا أن تشمل سورية العربية وشعبها البطل برذاذ هذا العدوان متى وجد الأعداء الفرصة السانحة , وهم يمهدون له بحرب تضليلية نفسية يشارك فيها بدور رئيس أعلام بعض الأنظمة العربية وطبيعي أعلام الغرب والصهاينة أيضا .

 

ت‌- الدعوة الى أحداث الشراكة وتعزيزها في العلاقة بين العراق والولايات المتحدة التي وردت على لسان السفير وماثله في الأشارة اليه طالباني , ولكن بحماسة لا تقل عن حماسة الأول ,فلا غرابة في ذلك فمضمونه يعبر عن غزل علني مقصود ومتبادل بينهما أزاء قضية يمعنون الترويج لها مزاودة على المركز وأشعارا له بأن التحالف الأوثق حاصل بينهما مما يوحي للآخرين أن جماعة الأقليم قد ضمنت تأييد واشنطن لمطالبهم في أي مفاوضات قادمة وهم يدركون جيدا أن ما يسعون له يضر بالعراق ويتعداه للأضرار بمصالح الأمة العربية وبأمن وأستقرار عموم المنطقة , وهو هدف قديم- جديد دائم لطالباني .

 

ولأن السفير ومثله الرئيس يرضعان من ثدي أميركي واحد فلا نستغرب ما أبدياه من حرص على بحث موضوع تدريب وتسليح القوات المسلحة العراقية وأتفاقهما على أن تولي المؤسسة العسكرية الأميركية تلك المهمة وليس سوى التذكير بأن العراقيين خبروا نمط التدريب الذي خضعت له مثل هذه القوات منذ العام 2003 وعلى أي نوع من السلاح وأي مذهب قتالي تدربت . ويكفي أن نشير الى طبيعة المهمات التي نفذتها هذه القوات الأمنية منها أوالقتالية وملخصها المشاركة في تنفيذ مهمات أرهابية تطارد المواطنيين المناهضين للأحتلال ولسيا سات الحكومة الطائفية وأجتياح أماكن سكناهم وترويعهم وأغتيالهم , وثمة مهمة أخطر تتمثل في مشاركتهم للقوات الأميركية الخاصة في الأنزالات التي تقوم بها على بيوت المواطنين في مختلف المحافظات لمحاصرتهم ومنعهم من مقاومة المحتلين الغزاة وتصفية من يحاول الأفلات من القبضة الأميركية حتى وأن كان طفلا أو شيخا أو أمرأة من أبناء العراق الجريح . فكل شيئ مباح للمحتلين ولمن يدربونهم من مرتزقة ناكري الجميل !! فهل ننتظر منهم خيرا الأن اذا كان مدربهم قاتل شعبهم وأذا كان مذهبهم القتالى نازي النزعة , وفاقد الشيئ لا يعطيه ؟؟؟

 

يتبع .... فللموضوع بقية .

 

 





الاثنين١٥ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة