شبكة ذي قار
عـاجـل










خاطب طارق بن زياد جيش المسلمين في فتح الأندلس قائلا ، "أيها الناس ، أين المفر؟ ، البحر من ورائكم ، والعدو أمامكم ، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر ، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام".

 

قبل ستة سنوات (تقريباً) نشرت أحدى المجلات لقاءاً أجري مع الدكتور محمد حسين علي الصغير ، وهو خبير أستيراتيجي في شؤون المرجعيات ، تحدث في اللقاء عن السيستاني ومواقفه وحكمته ... إلخ ، وقد شد أنتباهي في حينها أمرين ، الأول ، مرض السيستاني ، حيث قال الصغير أن السيستاني أصيب بفقر الدم ، حسب تشخيص الأطباء ، فنصحته (الكلام للصغير) أن يشرب عصير البرتقال أو الرمان لكنه رفض لأن الفاكهة لم تكن بمتناول يد الشعب العراقي بسبب الحصار الأقتصادي ، لنناقش هذا الأمر ، أذا كان (السيد) يؤازر العراقيين في محنتهم قبل الأحتلال ويرفض إلا أن يكون على نفس معاناتهم حتى في ظروف المرض العصيبة ، فما باله تغير بعد الأحتلال وأصبحت معاناة العراقيين لاتعنيه وليس عليه أن يؤازرهم في محنتهم كما كان يفعل أيام (فقر الدم) ، فـ (السيد) بعد الأحتلال ذهب إلى لندن ليتلقى العلاج رغم أن العراقيين لايجدون الدواء في المستشفيات العراقية ، وليس بمقدورهم السفر خارج البلاد لتلقي العلاج ، فما الذي تغيير!!، وماذا عن الكهرباء؟!، هل يستخدم السيستاني اليوم (المهفة) كما أصبحت خير جليس للعراقي في أيام الحر ، أم أنه سحب (3 آمبرات) من مولدة قريبة؟!، وفي بالي سؤال محير ، أذا كان السيستاني متعاطف مع الشعب العراقي إلى هذه الدرجة فلماذا لم نرى له موقف أيام الحصار يطلب من الدول الجوار كسر الحصار ومد يد العون للشعب العراقي؟!، أو يخاطب الأمم المتحدة من موقعه كأب للمسلمين (كما يقول الصغير) لتخفيف الحصار (على الأقل) وليس رفعه ، أليست هذه من واجباته كرجل دين!!، بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر ناشد المجتمع الدولي لتقديم مساعدات عاجلة لمكافحة المجاعة في منطقة القرن الإفريقي ، فأين السيستاني من البابا؟!. الأمر الثاني ، يقول الصغير أن السيستاني لا يريد بقاء الاحتلال في العراق ، ولهذا أوصى أن يسأل أصحاب المحلات التجارية كل جندي أمريكي يشتري منهم حاجة عن موعد مغادرتهم العراق!!، أذن السيستاني ومن خلال هذه الوصية التي يصلح لها المثل القائل (يدس السم بالعسل) يحث الناس على التعامل مع المحتل ، فهو لايمانع من أن تزود المحلات التجارية الجندي الأمريكي لكل ما يحتاجه ، بينما قبل الأحتلال حرم التعامل مع مجاهدي خلق!!، أذكر أن تاجر مواد أنشائية سأل أحد وكلاء السيستاني عن رآيه في التعامل مع منظمة مجاهدي خلق تجارياً فأجابة أن هذا مرفوض شرعاً!!، طبعاً السبب معروف ، مجاهدي خلق ضد إيران وهذا سبب كافي لتحريم التعامل معهم ، بينما الجندي الأمريكي خدم إيران بأحتلاله العراق ، على أية حال ، أذا كان السيستاني ضد الأحتلال فكان عليه أن يفتي بحرمة التعامل مع المحتل وعدم الشراء منه أو البيع له ، كما فعلها من قبل المهاتما غاندي عندما حارب الأستعمار البريطاني أقتصادياً.

 

ما نريد أن نصل من خلال ما سبق أن هناك سياسة متبعة من قبل جهات معينة لتلميع صورة المرجعيات الفارسية ، وكما هو ملاحظ أن الغلو والتعظيم للمرجعيات الفارسية (بالذات) أزداد في الفترة الأخيرة حتى كادوا يناطحون بهم السماء!!، فلم تبقى ميزة حسنة لم يضعوها فيهم ، رغم أن ما يدعونه من أكاذيب هش سريع الكسر ، كما بينا في مناقشتنا لما جاء على لسان (الملمع) محمد حسين علي الصغير ، لكن المقصود بهذا التلميع والتعظيم هم البسطاء الذين يخدعهم المظهر البراق ، فهم القوة التي تحتاجها المرجعيات لتثبت وجودها وتحقق من خلالهم الأهداف ، ولهذا تعمل تلك الجهات على سلب عقول البسطاء من الناس وأقناعهم بأن المرجعيات الفارسية هم الملاذ الأمن الذي يحميهم من الظلم ويقيهم عذاب جهنم في الآخرة.

 

بإختصار أنهم يخاطبوا الناس بخطاب طارق بن زياد "أيها الناس ، أين المفر؟ ، نار جهنم من ورائكم ، والظلم أمامكم ، وليس لكم والله إلا المرجعيات الفارسية ، واعلموا أنكم في هذه الدنيا أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام".

 

 

بلال الهاشمي

باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

http://bilalalhashmi.blogspot.com/

alhashmi1965@yahoo.com

٢٠ / أب / ٢٠١١

 

 





السبت٢٠ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة