شبكة ذي قار
عـاجـل










فرح كثير من العرب والمسلمين بفوز الرئيس الأمريكي الحالي السيد باراك حسين أوباما بعد ترشحه لإنتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانوا متحمسين في أن يحسم الصراع داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي لصالحه على حساب منافسته السيدة هيلاري كلنتون، وزيرة خارجية أمريكا الحالية والتي تعمل معه في نفس الإدارة، وكثير من العرب والمسلمين يعتبروا فوز أوباما إبن المهاجر الأفريقي الأصل والمسلم الديانة تجسيد للديمقراطية الموجودة في العالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية بالذات، وهنا أريد أن أبين الحقائق من خلال قراءة واعية لمخططات القوى الخفية التي تدير الولايات المتحدة والغرب الإمبريالي، وهي القوى الحقيقية التي تحكم الغرب وتتحكم بالعالم ومصيره.

 

إن ترشيح وإنتخاب باراك حسين أوباما للرئاسة الأمريكية لم يكم خارج مخطط القوى الخفية المعادية للخير والإيمان، أو أنه أمرا مفاجئا جاء خارج حسابات تلك القوى، بل هو حلقة من حلقات إغوائهم وتضليلهم للناس، فهو عمل شيطاني ومكر متعدد الإغواءات للناس، ومتعدد الأغراض والأهداف لتلك القوى الباغية الكافرة، فهو إيحاء لكل المهاجرين للغرب ولأمريكا من المسلمين بأن تغيير الدين أمر عادي وجزء من حرية الإنسان، أن الديمقراطية الغربية قائمة على قاعدة عدم التمييز بين المواطنين بسبب أصلهم وعرقهم أو لونهم، إنما الضوابط التي يتنافسون فيها هي المواطنة والكفائة والأخلاص لمباديء النظام الرأسمالي السائد والمحافظة عليه، ولو أخذنا باراك حسين أوباما كعينة هل فعلا هو نموذج للمواطن الأمريكي الذي يحاولوا أن يقدموه، كي يوهموا الناس في أرجاء العالم بديمقراطيتهم الزائفة، لقد أثبتت السنوات التي مرت من عمر تولي أوباما رئاسة الإدارة الأمريكية أنه لا يمتلك أي صفات قيادية أو مؤهلات سياسية أو إقتصادية متميزة، إستطاع من خلالها معالجة الوضع السياسي والإقتصادي المتجه للإنهيار، وجعلته يكون المواطن الأمريكي الأول من أصل أفريقي ومن السود كما يسموا الأفارقة والعرب  في أمريكا، ومن عائلة مسلمة في الأصل يصل الى البيت الأبيض الأمريكي، إذن ما هي الأسباب الحقيقية التي جعلت باراك حسين أوباما يفوز ذلك الفوز الكاسح في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية؟ إن ما جعل باراك حسين أوباما يرشح ويفوز في الإنتخابات الأريكية هو نفس الأسس والقواعد لأي مرشح في الولايات الأمريكية، والتي تتلخص في التمسك بثوابت السياسية الأمريكية وهي :

 

1.  المحافظة على كون أمريكا هي الدولة الأقوى عسكريا في العالم والقادرة على تهديد البشرية، حيث تقوم النظرية الإمبريالية التي يعتمدها الغرب الإمبريالي على العدوان والإرهاب للشعوب عموما لأجل مصالح دولهم، ولو تطلب ذلك إستباحة القوانين والمواثيق والمعاهدات والأعراف عموما، سواءا كانت سماوية أو قوانين إنسانية، وهذا ما إستمر عليه باراك أوباما ولا إختلاف في ذلك بينه وبين سابقيه خصوصا الذين تجلت عدوانيتهم للشعوب وإستهتارهم للقوانين الدولية وأستباحتهم للمعاهدات والمواثيق كمجرمي الحرب جونسون ونيكسون وبوش الأب وكلنتون وبوش الصغير، مممن تنطبق عليهم صفة الجريمة الدولية والعداء للحياة ومعادات الإنسانية والحضارة والقيم.

 

2.  التعهد بدعم وتقوية الكيان الصهيوني العنصري الإرهابي المغتصب لأرضنا في فلسطين، والعمل على أن يكون القوة الأكبر في المنطقة وتدمير كل ما يشك في أنه يشكل تهديدا لأمن الكيان الصهيوني بلدا أو شعبا أو حزبا أو منظمة جهادية تدافع عن أرضها وقيمها وحقها، ولا أضن أن السابقين كانوا أكثر حرصا من باراك أوباما في ذلك، بل قد يكون قد تجاوز كثير من منهم في موقفه الداعم للكيان الصهيوني وفي تقديمه مصلحة الكيان المسخ على مصالح أمريكا.

 

3.  إعتماد كل الوسائل والأساليب الكذب والنفاق والتزوير والتضليل الإعلامي والسياسي من قبل الإدارة والرئيس لأجل خداع العالم وكسب المصالح، وقد كان أوباما واحدا من رؤساء أمريكا المتمسكين بذلك، وماخطاباته في مصر وتركيا وماليزيا إلا نماذج من النفاق والكذب والخداع والتضليل السياسي والإعلامي.

 

هذه هي الثوابت في السياسة الغربية عموما والولايات المتحدة خصوصا، إذن فما الذي ميز باراك حسين أوباما ومنحه تلك الفرصة في أن يكون الأمريكي الأول الأسود الذي يتولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وبهذا القدر من الفارق في الأصوات مع منافسه.

 

إن ما جعل أوباما يفوز بتلك النسبة من أصوات الناخبين الأمريكان هو:

 

  التضليل الإعلامي الذي رافق الحملة الإنتخابية والذي يوحي بأن فوز المرشح الأسود ذو الأصول الأفريقية والمنحدر من عائلة مسلمة غيرت دينها للمسيحية ( أي أن العائلة قد غيرت دينه ) ، سيحقق للأمريكان ما يردوه وهو تغيير الصورة البشعة لأمريكا والغرب، ومحاولة انهاء الكراهية في قلوب كل الشعوب بما فيها الشعوب الغربية لأمريكا وسياسيها خصوصا بعد تكشف الجرائم الأمريكية في العراق وأفغانستان وجرائم الإبادة الجماعية والقتل الشامل للشعوب الرافضة للهيمنة الأمريكية والصهيونية، فضن كل الناس بما فيهم الناخب الأمريكي أن باراك أوباما سيكون المنقذ لأمريكا، والمخلص للشعوب الأمريكية من الإستعمار والهيمنة والعبودية المفروضة عليه من خلال الكيانات السياسية، خاصة الحزبين الجمهوري والديمقراطي اللذان يتحكما بمجمل العملية السياسية في أمريكا، والخاضعين تماما للوبي الإقتصادي والإعلامي الصهيوني الذي يمتلك معظم رأس المال ووسائل الإعلام في الغرب ويشارك في ما لا يمتلكه، ويتحكم به عبر كارتلات ومافيات تعدت في قدراتها قدرات دول وليس أشخاص.

 

  الأزمة الأقتصادية التي بدأت تعصف بالإقتصاد الأمريكي منذ الولاية الثانية لرئاسة المجرم الدولي بوش دبل يو الصغير، وتفاقمها نتيجة إحتلال العراق وأفغانستان ومواجهة المقاومة للقوات الأمريكية التي بدأت تنزف ملا إضافة لنزيف الدم من جنودها ومرتزقتها، فما يعانية الناخب في الولايات المتحدة الأمريكية من ضغوط مالية وإقتصادية في معيشته اليومية دفعه لأن يفكر بالتغيير ويصوت لأوباما الذي ضن كثير من الأمريكان وأنه سيكون في إدارته مع الطبقات والفئات الأكثر فقرا في أمريكا، ولكنه ظهر خلاف ذلك.

 

السبب الأهم في تقديم باراك حسين أوباما بهذا الشكل من قبل الإعلام وبالأخص الأمريكي والتابع له، هو كونه من عائلة مرتدة عن الإسلام، ولهذا قدمه الإعلام الغربي المتطرف والإعلام الصهيوني ليجعل كثير من الشباب المؤمنين والمسلمين بالذات يفكروا في الإرتداد عن الدين، فالدين كله لله وكله من الله ولا إختلاف حقيقي في العقيدة بين ماجاء به جميع أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام، ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالي باراك حسين أوباما لايدين بدين الله ولا دين سيدنا المسيح عليه السلام، بل متصين لا يختلف عن سابقيه في دينه وفكره فهو مجند للقوى الخفية وينفذ ما يطلب منه.

 

لا يسعني أن أقول بعد هذا التوضيح لعموم المسلمين بل عموم المؤمنين بالله واليوم الآخر ويعملوا صالحا ممن إتبعوا رسالات ربنا لأنبيائه : قولوا كما قال الحق سبحانه ( ربنا لا تؤاخدنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به وأعف عنا وإغفر لنا وإرحمنا أنت مولانا فأنصرنا على القوم الكافرين ) البقرة من الآية 286، وللشباب بالذات أقول إياكم أن تنخدعوا وتضلوا، وأدعوا ربكم يومي ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب* ربنا إنك جامع الناس ليوم لاريب فيه وإن الله لا يخلف الميعاد ) آل عمران الآيتين 8و9.

 

 





الثلاثاء٢٣ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة