شبكة ذي قار
عـاجـل










أذا كان المجمعون في ظل سقيفة طالباني كما تحدثنا عن ذلك سابقا قد أختلفوا من جديد فهذا من البديهات والمتوقع بمعرفة السفير جفري المحرك الراهن للعبة السياسية لأنها اللعبة التي أختارته واشنطن ليكون قائدها .


ولكنه يعرف بأنهم لم يختلفوا معه على أي شيئ يتصل بتطوير علاقاتهم الثنائية مع العراق بجعلها (قوية ومتجذرة!!) لا تقبل التفريق أو التطليق كما هو حال الزواج الكاثوليكي !!
والسفير جفري واثق بأن -المجميون المختلفين- لا يتقاطعون مع ما أراده البيت الأبيض منهم حتى الآن ويريده مستقبلا , فقد كانوا أسخياء وهم يمنحون شركات النفط الأحتكارية العالمية التي شملت بقرار التأميم الخالد :


1-أمتياز الانفراد بأستغلال الثروات النفطية الوطنية ومكامنها العملاقة في القاطع الجنوبي وهي شركات أميركية أوربية وأخرى تابعة لدول ضالعة مع بوش في العدوان على العراق وبتسهيلات لا يعطيها الشقيق لشقيقة أو أب لأبنائه لما فيها من تفريط بمصلحة تعود لعموم العائلة.


2- منح شركة شل الأبرز بين الشركات الأحتكارية في العالم حق التصرف بالثروة الغازية العراقية البكر في عموم حقول الجنوب والعملاقة أيضا , وبشيئ كبير من التفريط بالمصلحة الوطنية العراقية ,وأحيطت الأتفاقية المبرمة بالكثير من التغليف , خصوصا وأن مستشار المالكي كان أعترض عليها وقدم ملاحظات حولها وطالب بتعديلها لأنها لا تتقاطع مع مصالح العراق وحسب , بل تتقاطع مع قوانين عراقية نافذة تتعلق بالشؤون النفطية وأخرى سائدة تتصل بالشؤون المالية والتجارية للدولة .


وعندما تقرر عرض الأتفاق علي (برلمانهم) للتصديق عليها -تحت الضغط طبعا- قدم ملخصها وليس نصها من دون ملاحقها التي تترتب بموجبها ألتزامات على الجانب العراقية تمتد الى ربع قرن – مدة سريان الأتفاقية- وهو جزء من السخاء المفرط في هبة الشهرستاني وسيده بياع الخواتم – لشل - !! .


3- كل ذلك تم أستجابة لتوصية علنية من بايدن ويبدو أنه (ماين)على جوقة مالكي- شهرستاني , فالعقود المبرمة جاءت أيفاءا لدين في عنق الديمقراطيين لما أغدق عليهم المحتكرون من أموال في تغطية تكاليف حملتهم الأنتخابية , ومن أسعاف تال في تغطية تكا ليف أستمرار العدوان .

ولا يحتاج السفير الى كثير من العناء في تحريك البيادق فقد عرفهم ووقف على ما يتطلعون أليه وما يسعون لتحقيقه من وراء المحاصصة التي أستأنسوها , فلهاذا صارت الفرصة سانحة أمام جفري لتحقيق هدفين ستراتيجيين ليشكلا بداية حسنة لفترة أدامة التأثير في أدارة الحكم في العراق أستنادا لجيش الدبلوماسيين هذه المرة وليس أعتمادا على قوات الجيش الغازي المطارد .


الهدف الأول يتيح فيه لواشنطن فرض السطوة لسفارتها على شؤون البلاد من دون منازع , بدءا من أستكمال السيطرة على تسليح وتدريب قوات الأمن والجيش العراقية , بتحديد نوعية الأسلحة التي تحتاجها أستنادا للمهمات التي حددت لها بتنسيق بين القائد العام للقوات المسلحة المالكي مع الوالي الأميركي سلفا ولا يتجاوز الخفيف والمتوسط منها , مما يضعف العراق أزاء التحديات الخارجية ويبقيه خارج القدرة على مواجهتها أومعالجة المشكلات الداخلية محتاجا للأميركان ليمنح سفارتهم – الدولة - في بغداد فرصا كبيرة للتدخل في شؤون البلاد على مدى المرحلة المقبلة بحجة التنسيق والحماية وبوسائل ماكرة.


أما الهدف الثاني فيتلخص بتحقيق وعد قطعته واشنطن بتوسيع مساحة أقليم العائلتين المتناحرتين بضم أراض تستقطع من عدة محافظات مجاورة لأربيل والسليمانية ومن بينها أبتلاع كركوك وأجزاء مهمة من نينوى وديالى وواسط , لم تكن تابعة في يوم ما للأقليم ولا لأبناء شعبنا الكردي حصرا بل هي مناطق جسدت التفاعل بين جميع ألوان الطيف العراقي ففيهم العربي والكردي والتركماني على حد سواء وفيهم التنوع الديني ,المسلم بمختلف مذاهبه وطوائفه , والمسيحي بمختلف مرجعياته الكنسية ,الذين تضمهم وحدة وطن وأرض عراقية , لم تفرق بينهم فتن أفتعلها المستعمر البريطاني الملعون في الماضي ,ولن يفرقهم المحتل الأميركي ولا فسق العمائم الصفوية , لا اليوم ولا غدا وهم يدركون تماما أن -فتنة الفدرالية -التي يغذونها ساقطة بحكم أرادة شعبية رافضة وباطلهم راحل من دون ريب .


ولكي ندرك حقائق ما يضمره أعداؤنا لنا وهم يمرحلون تنفيذ مخططهم خطوة , خطوة يستدعي أن لا نكتفي بمعرفة الهدف النهائي وجميعنا نعرفه جيدا ونقرأ مبتغاهم بوضوح , ولكن ما أجد أنه مطلوب في تفعيل مواجهتنا للتحديات التي تواجهنا هو يكمن في وعينا لما يدبر في كل مرحلة من مراحل تنفيذ مخططهم الشرير لنواجه ما مرحلوه فنعطل قفزهم لمرحلة تالية. وبهذا وهو ليس سهلا غير أنه ليس صعبا ولا مستحيلا على القوى الوطنية والقومية ة والأسلامية المناهضة للأحتلالين الأميركي والصفوي اذا صعدنا ونوعنا ووحدنا تصدينا للمخطط العدواني في كل لحظة وكل زاوية وفي أتجاه كل هدف يتواجدون فيه وفي كل مرحلة من المراحل . ولا يغرنا فشل يلحق به في هذه المرحلة أو تلك نتيجة تصدينا لفعله الشيطاني .


ولا يحبطنا فشل تدبير نتخذه في مواجهته , بل يفترض ان نستلهم منهما العزم والعبرة والدرس في المضي على طريق حسم المواقف لصالح العراق وأهله بحساب أدق وتدبر أكبر لما ينتظرنا في قابل الأيام من تحديات ومواجهات لنمسك بسارية النصر العراقي من جديد وفي يوم أبلج , كما فعلناه في الثامن من أب 1988 يوم جعلنا خميني يتجرع كأس الهزيمة بعد طول عناد .


فلنقرأ معا تفاصيل صفحة العدوان التالية والتي يحضر لها الآن السفير الحاكم العم جفري بتسهيل من أتباعه المحليين ممن باعوا الذمة منذ أن وطأت اقدامهم أرض الوطن خلف دبابات اليانكي المحتل .


ونعتقد أن القراءة الصحيحة تتطلب أن نتوقف لبرهة معقولة أمام خاتمة الدور الذي أناطه جفري السفير بالطالباني الرئيس!! وبالدقة ما أبلغه الأخير للسفير من أجماع الكتل التي حضرت لقاء السقيفة على كل شيئ يتصل بعلاقةواشنطن بالشأن العراقي مدنيا وعسكريا , بعد أن أستتب لهم الأمر ووضعوا أيديهم على الثروة النفطية والغازية في العراق أي أنهم أمسكوا بالقوة الضاربة أمنيا وقتاليا , وكذلك بعصب البلاد الأقتصادي .


والأمساك بهما يؤدي تلقائيا الى أبقاء هيمنة واشنطن على القرار السياسي بوجود القوات الأميركية أو بعضها أستنادا لطلب ذاتي من الأتباع أو وهذا هو الأصح الأيعاز للأتباع بطلب ذلك وهذا ما وقع فعلا قبل أنعقاد لقاء السقيفة الذي اريد به حث الرئيس لأن يستيقظ من غفوة أمتدت طويلا خارج حدود بغداد العاصمة وهو معذور لأنه بلا صلاحيات الا أذا أستدعي لأمر ما , وهو صاحب نكتة ومردد جيد للنكات !!


ولابد أن نسأل قبيل الخوض , الحديث عن خاتمة لقاء السقيقة لماذا عزف جميع رؤساء الكتل الحاسر منهم والمعمم والمعكل عن سؤال طالباني عن سبب صمت القوات الأميركية على القصف الأيراني للقرى الحدودية العراقية وصمتهم على الصواريخ التركية التي تنهال على القرى العراقية المتاخمة لتركيا وحتى لم نسمع لهم صوتا واحدا مستنكرا هذا الفعل الأجرامي ولو عن طريق الناطقين الرسميين الذين يتقيئون تصريحا تلوالآخر كلما أتصل الأمر بدعم أي فعل مضاد لحق الشعوب في التحرر من ربقة الهيمنة الأمبرالية والقهر الأستعبادي , بل على العكس من ذلك أكد ناطق رسمي أميركي تأييد واشنطن قيام جيش أوردغان بالأغارة على الأراضي العراقية , ليس الحدودية بل الواقعة في العمق مما شكل تجاوزا وقحا على سيادة العراق.


ولو كان هذا السؤال الأفتراضي قد طرح على السفير من قبل طالباني بتكليف من المجمعين او بدون تكليف بصفته رئيس ومن ثم بكونه محاصصا في أدارة الأقليم المفجوع أهله بقصف من أصدقائه الأيرانيين ومن حلفاء العم سام الأتراك , خصوصا أن الحجة معهم ولا تتطلب منه سوى تذكير السفير بنص الفقرة السابعة والعشرين من الأتفاقية الأمنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة التي تلزم واشنطن بحماية العراق وفقا لنصها الآتي الذي ذكرت به وكالة أنباء كردستان –أكانيوز- (( في حال نشوء أي تحدي أو مخاطر خارجية تهدد الأمن والأستقرار والأقتصاد والسياسة العراقية فأن أميركا ملزمة برد التحدي ولكن بطلب من الحكومة العراقية )) .


وهنا يطرح أكثر من سؤال أذا كان طالباني يلتحف بالجزء الأخير من هذه الفقرة على أساس أن التدخل يكون بطلب من الحكومة وليس منه , فلماذا لم يكلف نفسه حث ما أسماهم بالقادة وهم أطراف في الحكومة ليكلفوا المالكي بدعوة الطرف الثاني – المحتل- الموقع معه على الأتفاقية الأمنية , كما تحمسوا عندما كلفوه بتوقيع أتفاقية مد فترة وجود القوات الأميركية في العراق!!


فما مبرر أمتناعهم جميعا عن مجرد توجيه مثل هكذا سؤال الى المالكي وللسفير ويطالبهما بتنفيذ ما ألزمتهما به الأتفاقية أياها من نص واضح , الأول لتلكؤه حتى الآن عن دعوة الأميركيين لتنفيذ التزاماتهم والثاني لمسارعة ناطق بأسم خارجيته بتبرير العدوان التركي والأدعاء بأنه يشكل دفاعا عن النفس والصمت أزاء عدوان طهران ؟!!


وأواصل أسألتي وأقول , هل عبر القادة عن سر صمت القوات الأميركية عما تمارسه أيران من دور أجرامي بحق العراقيين داخل مدنهم , ولماذا لا تتدخل لوقف تسرب عناصر ميليشياتها عبر الحدود ويعترف عسكريو أميركا في العراق بهذا , ولكنهم لا يحركون ساكنا للتصدي له وأيقافة , هل لأن (ماكوا أوامر) بصدده , أم أن تدليسهم على ما تفعله القوات الأيرانية المتسللة يتوافق مع توجهات واشنطن لتصفية أهلنا الناهضين بمهمات مقاومة المحتل الأميركي ورفض التعامل معه حتى يرحل عن البلاد آخر جندي أميركي عن أرض العراق الى غير رجعة ويعود الحق لأصحابه العراقيين .


وهناك الكثير من التجاوزات على الحق العراقي في مياهه وثرواته النفطية وماله العام وآثاره التي يعود تأريخها الى سبعة آلاف سنة يسكت عنها وهي تسرق وتهرب الى الخارج بعلم أميركي – بريطاني .


والإغرب فيما هرب وما يزال يهرب حتى الآن من قبل القوات الأميركية أو بمساعدة منها وبمشاركة من يهود متخصصين بفحص الرقم الدالة على قدم الحضارات في بلاد الرافدين والأتجار بها , كما أشارت لذلك وكالات الأنباء العالمية مؤخرا !!


ولم يكلف هؤلاء القادة انفسهم مشقة توجيه سؤال للسفير الأميركي وصاحبه البريطاني عن دور القوة البريطانية الباقية في العراق تحت تبرير حماية خطوط الملاحة العراقية من مخاطر وقف تدفق النفط الى الأسواق العالمية وضمان أدامة سلامة السفن العراقية والأجنبية التجارية في القناة العراقية الرابطة لمينائي الزبير وام قصر بالخليج العربي وكذلك ضمان حرية حركة السفن والقطعات التابعة للقوات البحرية العراقية في هذا الممر الوطني الدفاعي المهم والتي يفترض أن يتولى البريطانيون تدريب هذه القوات لرفع درجة أستعدادها القتالى دفاعا عن العراق وعن سيادته على مياهه وتأمين سلامة موانئه وقواعده البحرية , فكيف نفسر أغفال لندن وواشنطن لمشروع الكويت بناء ميناء مبارك في مساحة مائية حساسة تضيق الخناق على خط الملاحة العراقي في حين تمنح الكويت أمتدادا مضافا في خور عبد الله على حساب الحق الطبيعي للعراق في الممر المائي في هذا الخور الستراتيجي ؟؟


والأقبح من هذا , علام صمت القادة على ممارسات قوات الأحتلال في مهاجمة المدنيين العزل في بيوتهم عن طريق الأنزال الأميركي من الجو وبأستخدام أمثل لرعاع القوات التابعة للمالكي والموضوعة تحت أمرة القيادة العسكرية الأميركية لتلعب دور محاصرة البيوت المستهدفة بالأنزالات في جميع أنحاء العراق وفي الغالب تنتهي تلك العمليات بقتل افراد الأسر العراقية في بيوتهم .


فمرحى لمن أستشهد , والعار للقتلة ولكل من صمت على تلك الجرائم المرتكبة من قبل المحتلين وحدهم أو بأنفراد قوات المالكي في الأغارة المتكررة على بيوت في أحياء وقرى عراقية منتقاة لدهمها و ذبح من فيها,أستنادا لوشاية من المخبر السري المأجور , فلا من بين هؤلاء من أعترض , ولا بينهم من حزن فالجميع ضالع بالسكوت على عمليات تستهدف أبادة المواطنين المقاومين للأحتلال وحتى الذين رفعوا عقيرة معارضته ؟!!

وهذا ما سنقف عنده في الحلقة الثالثة الأخيرة لنلقي الضوء على ما أسفر عنه لقاء سقيفة الرئيس المتواضع ولنتصفح المجمع عليه ونراجع المواقف والأتصالات التي تلته , وبماذا أوحت لنا من أحتمالات لتصور ما سيقدم عليه المحتل في المرحلة المقبلة تمريرا لأهداف جديدة تمعن في التجاوز على وحدة الشعب والوطن , تماما كما خططت لذلك أدارة بوش الجمهوري وتلتزم ادارة أوباما الديمقراطي بالعمل على أستكماله .


وليس علينا الا أن نتابع المتوقع حدوثه بل الحتمي وقوعه
أستنادا لما أجمع عليه قادة الكتل وصرح به طالباني شخصيا
ونقله الى السفير أولا , ولشريكه في القسمة الموعودة في مسعود بارزاني في قرار بوش بتحرير العراق من أهله !!


يتبع ...

 

 





الجمعة٢٦ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة