ياطيوفَ الهوى وبوحَ السنين ِ
ياسراجي ومنيتي وحنيني
ياتباشيرَ ضحكتي وسناها
وبريقَ الرؤى الذي في عيوني
يا أغاني الصِّبا وموجَ الأماني
والتفافَ الحقول بالياسميـــــــن ِ
يادموعَ الصغار حبـّا ً وشوقا ً
يااشتعالا ً بين الحشا يعتريني
يابكائي وضحكتي وأنيني
ياترابي وطيبَ مائي وطيني
يا ابتهاجَ الشيوخ بعد انكسار
حفر الحزنُ ظله في الجفون ِ
ياهوانا ويادُنانا وعذرا ً
إذ أسميك ِ لوعتي وشجوني
يارفيفَ السنا وضوءَ المعاني
يا انثيالات فرحتي وأنيني
إيه بغداد أنت ِ أدرى بأني
من معانيك ِ قد نهلتُ معيني
أنتِ أدرى بأن قلبك قلبي
كلُّ مافيك ِ حلوتي يحتويني
أنت أدرى وجرحُ قلبكِ جرحي
وشجونٌ تسري إليك ِ شجوني
أنتِ أدرى بما يجيشُ بصدري
إذ أغني فرط الهوى كلَّ حين ِ
أنتِ أدرى وأنت ِ أدرى وأدرى
ياملاذي وخافقي ويقيني
أنت ِ أدرى بأن بي منك ِ صوتا ً
ملأ الروحَ والحشا بالرنين ِ
خفقتْ غنوة ٌ وضجَّ اشتياقٌ
فتوسلتُ يارؤاي اسعفيني
وانذري أضلعي لوهج القوافي
أو إذا شئت ِ يارؤايَ انذريني
واكتبي العمر أدمعا ً تتلالا
أو إذا شئت ِ كالحروف اكتبيني
وإذا قيلَ إن في العشق قتلا ً
فالمنى والطموح أن تقتليني
إيه ياحلوتي وكم كنتُ أعدو
غير أني مازلتُ قيد سكوني
أنت ِ أدرى ياحلوتي أن مابي
هو بوحُ الهوى وبوح السنين ِ
هو هذا اليشب بين ظلوعي
مثل نار مابين حين ٍ وحين ِ
إيه ياحلوتي وكم ظل قلبي
يسأل الروحَ أن تـُداري شجوني
إيه بغداد ياسنا ً في المآقي
ياهلالا ً يضيءُ فوق جبيني
المحبونَ حلوتي هم كثيرٌ
غير أني أ ُردى بحبي الدفين ِ
غير أني ياحلوتي فرط عشقي
المراؤون بالسهام رموني
والمراؤون أحرقوا بيت قلبي
ولقد خلتُ أنهم أحرقوني
غير أني ما أن تراءيت ِ نجما ً
صحتُ ياروح للأعالي احمليني
واسكبي الحبَّ والمواويل نخبا ً
ثم عودي إليَّ ولتسكبيني
وإذا صرتُ بين جنحيك ِ غيما ً
مثقلا ً بالهيام فلتمطريني
ثم قولي هذا نزيفُ اشتعالي
فاحذري يارياحُ أن تـُطفئيني
إن بغداد بين روحي وقلبي
مثل نبض ٍ فيا رياحُ اتركيني