شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد اعتاد أبناء شعبنا الفلسطيني على شهر أيلول الذي أصبح في كل مرحله من مراحل التاريخ يصفونه بلون مختلف عن المحطة الأخرى مثلاً أيلول الأسود الذي شهد المذابح التي جرت في مخيمات الأردن و التي راح ضحيتها الأطفال الرضع والنساء والشيوخ , و أيلول الحصار والدمار الذي أصبح لونه أحمر بدماء الشهداء عندما بداء الاحتلال الصهيوني باجتياح المدن الفلسطينية في بداية عام 2000 والتي راح ضحيتها العديد من الشهداء وهدمت على أثرها العديد من المنازل وتشردت المئات وفرض فيه الحواجز العسكرية و قطعت الطرق بين المدن والقرى , وهناك أيلول مليء في الألوان كأيلول الذي ارتكبت به مذابح صبرا وشتيلا وقتل فيه الأطفال وهجر به المهجرون فلم نجد لون نضعه لهذا الأيلول لأنه جمع كل ألوان السواد والدماء وهناك الكثير الكثير من النكسات التي مرت على الشعب الفلسطيني في شهر أيلول ولكن يجدر بنا هنا أن نتوقف على سؤال يطرح نفسه بماذا سنسمي شهر أيلول الذي ستتوجه به القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة ؟؟! أيلول الأبيض مثلاً؟؟ أم أيلول الأخضر ؟؟!


لا أحد ينكر اليوم أن المرحلة المقبلة ستكون صعبه وربما تؤدي إلى اندلاع انتفاضه مباركة جديدة على ارض فلسطين إذا استمرت القيادة الفلسطينية بنفس النفس والعزيمة في التوجه إلى الأمم المتحدة للمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 ,ولكن علينا كأبناء شعب فلسطيني وعلى قادة العمل الوطني الفلسطيني وقادة السلطة الفلسطينية أن نتوقف جميعا ونراجع أنفسنا قبل البدء بأي خطوة كانت ودراستها وان نتساءل جميعا هل الاعتراف بدولة على حدود عام 1967 هو مطلب لشعب الفلسطيني ؟؟!! وعلى أي أساس سيتم التوجه إلى الأمم المتحدة وضمن أي مرجع قانوني ؟؟! وهل من المعقول أن يمر شهر أيلول وان تمر علينا فتره حاسمه دون تحقيق المصالحة الفلسطينية؟؟!


ولا بد هنا أن نتوقف ونبحث ضمن أي الأسس والمراجع القانونية التي سيتم التوجه بها إلى الأمم المتحدة هل سيتم التوجه ضمن قانون الانتداب البريطاني الذي يشمل كل فلسطين بحدودها الطبيعية أم ضمن قرار 181 الذي يمنح الاحتلال ما يقارب 55% من فلسطين أم سيتم التوجه ضمن قرار 242 الذي أصاغه حلفاء الصهيونية و أعطى الحق للكيان الصهيوني بأن يحتفظ بالأراضي التي احتلها عام 1967 مقابل أن ينسحب من " أراض " احتلها أي يمكنه أن ينسحب من مدينة ويحتل مدن أخرى أم سيتم التمسك بما عرف بخط الهدنة ولا أدري هنا كيف سيتم التوجه إلى ذلك مع العلم أن الكيان الصهيوني في كل يوم يتجاوز هذه الخطوط ويقتل ويعتقل بأبناء شعبنا دون أي معيق , ولابد كذلك أن نتساءل عن العديد من الأمور كقضية اللاجئين والعودة وهل ستتم العودة إلى ما يسمى أراضي 1967 أم العودة إلى مدنهم الأصلية في فلسطين كحيفا ويافا وعكا ... وكذلك موضوع أهلنا الفلسطينيين في داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948 كيف سيصبح التعامل معهم؟؟! وكيف سيتم التعامل مع موضوع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وكذلك ملفات الشهداء والانتهاكات اليومية أم ستصبح هذه الأمور في طيات النسيان في هوامش صفحات التاريخ ؟؟


إن التوجه إلى الأمم المتحدة ينتقص الكثير من حقوق شعبنا الفلسطيني ولا يحقق أمانيه التي قدم من أجلها الشهداء فنحن بذلك نسقط حقنا بفلسطين التاريخية وكذلك يسقط حق العودة تلقائيا ونثبت اعتراف في شرعية الاحتلال أمام العالم وبذلك يصبح ألمطالبه بحق العودة هو تدخل في شؤون دولة أخرى وندخل أنفسنا في حلقات مفرغه على اقل حديه في التعبير , وكذلك إذا تم الاعتراف بنا كدولة على حدود عام 1967 ستكون دولة منزوعة السلاح وبالتالي تصبح فلسطين دولة تحت رقابة القوات الدولية متعددة الجنسيات ونصبح في وطن محتل من قبل مئات الدول في العالم عدى عن ذلك ستولد فلسطين دولة مدينوه في مئات المليارات والملاين وبالتالي لن يجد أبناء شعبنا ثمن رغيف الخبز ليقتاتوا عليه عدى عن ذلك نحن لا نملك بنا تحتية تستوعب الأيدي العاملة فلسنا نملك المصانع والشركات الضخمة لاستيعاب الأيدي العاملة بفلسطين وبالتالي سيكون لدينا معدل بطالة مرتفع وتصبح فلسطين كالصومال , لقد أثبت الأيام وبعد أكثر من 20 عام من المفاوضات والسعي في المؤتمرات العالمية والمحاكم الدولية بأنها لم تحقق شيء ولم تعيد لشعبنا الفلسطيني حقوقه .


فالأجدر بنا في هذه الأيام ان نلتف جميعا من أجل التسريع في انهاء عملية الانقسام الأسود في تاريخ القضية الفلسطينية و ان نعمل على توحيد الصفوف والخنادق وان نتمسك بكامل فلسطين وبكامل ترابها وبحدودها الطبيعية فهذا حقنا وواجب علينا , فالأمم المتحدة والمؤتمرات الدولية لن تعيد لنا أي حق من حقوقنا وعلينا دوما ان نتذكر دماء الشهداء وان نتذكر بأن فلسطين ليست ملك لأحد وانما هي ملك لكل الأمة .

 

 





الثلاثاء٢٢ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أسعد عطاري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة