شبكة ذي قار
عـاجـل










يردد دعاة الحرية الذين جاء بهم الغازي المحتل بين الحين والأخر بعض المصطلحات التي يرونها من نتاج المطبخ السياسي الذي يدعون والذي هو رماد يذر في عيون الشعب كي يتمكنوا من تحقيق أهدافهم والاجنده التي هم بها مؤمنون لأنها تعبر عن إرادة أسيادهم ومن هذه المصطلحات التي لا يفقهون معناها وكيفية الوصول إليها التغيير والإصلاح ، وإنهم يرون ما حصل بفعل الغزو تحريرا ويؤسس للتغير في العراق الجديد وإصلاح المرافق الحياتية التي يدعون أنهم أورثوها من النظام السابق كما يحلوا لهم القول جزافا وتجنيا على الحقيقة والواقع بأنها مهدمة وتحتاج لجهد جهيد ، وقبل الخوض في الحلقة الأولى من خواطرنا لابد وان نتوقف عند مفهوم التغيير والإصلاح والذي هو شعار كل إنسان حي بالفكر والرؤية المستقبلية وبالبعد الإنساني وطامح للانتقال من الفترة التي تمثل السقوط إلى مرحلة النهوض والرفعة ، فالتغيير والإصلاح هو فطرة من عند الله عز وجل زرعها في النفس الإنسانية منذ بدء الخليقة ، إذ انه يشمل إصلاح النفوس والتربية على الأخلاق الحميدة كقوله تعالى مخاطبا الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وأله وصحبه الغر الميامين وسلم (( وانك لعلى خلق عظيم )) وغرس الصفات الراقية وإيقاظ عواطف النبل والكرامة والشهامة والرجولة والإيثار حتى تمتزج الفضائل بالروح وتسري مسرى الدم في العروق فعند ذلك تنطبع تلك الفضائل بالنفس فلا تستطيع التحلل منها في أي لحظة مهما كانت المغريات وأتوقف هنا عند قول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام مخاطبا" الدنيا اغربي عني طلقتكي بالثلاث لأنك دار فناء وبلاء وغرور


يمكن تعريف مفهوم التغيير والإصلاح : بأنه هو سلامة وصحة بدنية ، وعقلية واجتماعية وعاطفية ، ونفسية ، واقتصادية ، وتعليمية تتوفر لدى الإنسان المتميز ، ولكن ليس كل الناس تتوفر لديهم نفس المستوى من السلامة والصحة في العقل والجسد الروح والتعامل الاجتماعي مما ينتج عنه سلوكيات متباينة هذا بدوره يؤدي إلى خلق الصراعات داخل الإنسان بين مكوناته الرئيسية ، وكذلك يعتبر التغيير هو الحركة على أن تتوفر الضوابط التي تحكمها كي يكون الانتقال إلى الأمام بنتائجه الايجابية التي تحدث التغيير الايجابي في كافة المناحي الحياتية وسلم الرقي الإبداعي في الدولة والمجتمع وعند فقدان الضوابط سيكون الفعل انعكاسي أي تراجع إلى الوراء وارتداد عن الأهداف ، وكذلك فإن الإصلاح هو الرجوع عن ما يدمر جودة حياتنا بحيث لا يقتصر هذا الإصلاح على العادات المتبعة وإنما تمتد لتشمل العادات التي ستتبع فيما بعد وتتطلب التطوير مثل الغذاء ، النشاط الرياضي ، التعلم ، فكل عنصر من هذه العناصر تنعكس سواء بالسلب والإيجاب على سلامتنا وصحتنا ، إذا فأن مفهوم التغيير والإصلاح يكون انتقال من غلبة الشهوة وغفلة الروح وإتباع أنماط حياتية مضرة إلى المحاسبة النفسية على كل الأفعال الصادرة من خلال تفحص وتصفح دقيق لما يصدر من الفرد سواء أكان مذموما أو محمودا مع رغبة قوية نحو الإصلاح لتثمر في النهاية إلى ترجمة فورية على نحو أفعال وسلوكيات وخطط وحالة شعورية جديدة ، وهنا السؤال موجه إلى كل الذين وفدوا من وراء الحدود مع قوات الغزو والاحتلال واحتلوا المواقع في العراق مسلوب الإرادة والسيادة والاستقلال أين هم من هذه المفاهيم وهل تتوفر فيهم حتى وان كان جزء" منها ، وجواب الحليم سيكون أنهم بعيدين كل البعد عنها لان أثمن شيء باعوه هو الوجدان والكرامة والمواطنة التي تربطهم بالأرض الطيبة التي ترعرعوا عليها وتغذوا من ثمارها فكان سوق النخاسة والمال السحت الحرام استهواهم فباعوا الوطن وأعطوا الحق لنصارى يهود ليغزوه ويدمروا كل المرافق التي كان يزهوا العراق بها بين الأمم ، ويمكننا القول مخطئ من يغمض عينيه عن الأزمة الحالية بين النظام والناس ومخطئ من يظن أن الإصلاح الذي نتمناه سيحل محل الإصلاح الذي تسعي القيادات إليه ومخطئ من يظن أن التغيير سوف يكون للأفضل.. ومخطئ من يظن أن تطويرا سينتج عن كل هذا الخلل .. ومخطئ من يظن أن الأصنام وأقصد بهم الدمى والبيادق التي نصبها الغزاة على دست الحكم في العراق ما بعد الغزو عام 2003 تتحرك وحدها دون أن يدفعها أحد ، أما إذا أردنا البحث عن نماذج رائعة ينطق عليها مفهوم الإصلاح والتغيير فهي موجودة بكثرة في حياتنا وما علينا فقد إلا أن ننظر إلى من حولنا وسوف نجد النماذج الطيبة والرائعة . فقد نتعامل مع شخص دمث الأخلاق والابتسامة ترتسم في محياه دائما فيتولد الإعجاب لدينا بهذا الشخص تلقائيا وتنشأ الأسئلة في دواخلنا كيف نكون خلو قين مثل هذا الرجل ؟ وكيف نجعل الابتسامة مزروعة في و وجوهنا للأبد مثله على الرغم من كل الظروف ؟ وكيف أختار هذا الشخص هذا الأسلوب والصفة الرائعة ؟ مجرد لحظة تأمل في هذا الشخص تبين إن هذه الأخلاق والفضائل لم تنشأ من فراغ لدى هذا الشخص بل جاءت بعد جهد شاق مع رغبة أكيدة بالإصلاح والتغيير وتطبيق حقيقي لمفاهيم الصلاح وبناء الشخصية المتميزة ، أما الصراع بين الانحراف والصلاح هو صراع ابدي يستمر في الإنسان منذ ولادته طالما هناك نزعات ودوافع للانحراف كما إن هناك نزعات ودوافع للإصلاح في النفس البشرية حتى يتحقق احد المفهومين فأما يعيش الإنسان سعيد أو يعيش شقي ، فمثلا وسوسة الشطان وسعيه نحو أخراج آدم عليه السلام من الجنة هو مثال على نداءات ونوازع النفس التي تقصد إبعاد الإنسان عن طريق الهداية والصلاح والوصول به إلى درجات الانحراف ، لذا فالمنوط من الإنسان دائما مجاهدة تلك النوازع وتقوية دوافع الخير وتنقيح النفس وتزكيتها من الأخطاء ؛ لان قضية ظهور علامات الصلاح والانحراف في السلوك الإنساني ترتبط ارتباط وثيق بالإنسان نفسه فهو المسئول عن صنع تاريخه وتحديد وجهته في هذه الحياة وكيف يعيش ويحيا ضمن الحيتان التي تريد التهام كل شيء في العراق لأنهم ينطلقون من قناعة أنهم طارئون على العراق وشعبه ولا يمثلونهم وعليه لابد من الاستحواذ على كل شيء



يتبع في الحلقة الثانية

 

 





السبت١٠ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة