شبكة ذي قار
عـاجـل










نبهت مذيعة ألبي بي سي صباح اليوم31/10/2011 مستمعيها، من برنامج نقطة حوار،إلى أن الحلقة القادمة من البرنامج، ستكون بعنوان، ما رأيك بمستقبل الحكم في السعودية. وطلبت منهم المشاركة بآرائهم في البرنامج.


ويقينا إن اختيار هذا الموضوع لم يأت عفويا.خاصة وان إذاعة ألبي بي سي كما يعرف الجميع من المتلقين، هي احد أهم الأبواق المضادة لوحدة الأمة العربية، واستقرارها.وقد دأبت على تأجيج الصراعات الطائفية، والعرقية، وإثارة مشاعر الكراهية، وتمزيق الصف، عبر تاريخها الطويل، في التعامل مع القضايا العربية، على الرغم من كل ادعاءاتها بالموضوعية، والمهنية الإعلامية الزائفة.ويعرف المتلقين، كيف تستخدم هذه الإذاعة، المداخل النفسية للتأثير الإذاعي، والتلفزيوني، على العقل الواعي، والعقل اللاواعي للمتلقي العربي، ومن ثم التأثير في تغيير تفكيره، ومشاعره، وسلوكه، عند معالجتها للموضوعات الساخنة في المنطقة، ونجاح هذه الوسيلة الإعلامية المحترفة، في تحقيق رضا المتلقين، وكسب ولائهم، عند صناعة الرأي العام، وإعادة صياغته بسحرها الإعلامي المعهود، الذي توظفه لإحداث التغيير الاجتماعي المطلوب في المنطقة،في الوقت الذي تحتاجه، من خلال هذه الوسيلة الإعلامية التقليدية، التي كسبت ثقة الكثير من المتلقين في الشارع العربي.


ولما لم يأت طرح هذا الموضوع عفويا ،فلا شك انه مبيت، وان طرحه في هذا الوقت بالذات، يعني بشكل غير مباشر،التهيؤ لإثارة البلبلة، وإشعال الفتنة، في الرأي العام العربي، والسعودي بشكل خاص،بذريعة حرية الحوار، وديمقراطيته،وحضاريته. ولاشك أن مثل هذا الحوار، سيخلق، شاء من يديره، أم أبى، اصطفافات مع وضد، مما يهئ لإثارة مشاعر الصراع الاجتماعي القادم في عقر الساحة السعودية، خاصة وان المستهدف بعد سوريا واليمن، ستكون السعودية، في إطار مشروع الفوضى الخلاقة للشرق الأوسط الجديد، الذي بدا بالاحتلال الأمريكي للعراق، وقصف الناتو لليبيا وإسقاط النظام فيها، والتهيؤ الآن للتدخل في الشأن السوري.


ومع أن طبيعة المرحلة التي تمر بها ثورات التغيير العربي، تركز على الديمقراطية، وتوسيع قاعدة المشاركة الجماهيرية في الحكم، وإجراء الإصلاحات، ومكافحة الفساد،وهي قطعا مطالب جماهيرية مشروعة، خاصة وان النظام السياسي العربي الراهن، الذي كان إفرازا طبيعيا لاتفاقية سايكس بيكو، التي جزئت الوطن العربي إلى أقطاره الحالية،فإن المطلوب من كل المعنيين بالأمر في السعودية، الانتباه إلى هذه اللعبة الماكرة، بسبب كون الفضاء الإعلامي مفتوح في كل الاتجاهات، وتصعب السيطرة عليه، مما يجعل احتمال التورط بإثارة موضوعات ذات طبيعة حساسة، تفجر نقاط الاختلاف المستترة قائما،وتشعل فتيل صراعات تطيح باستقرار هذا البلد.


ولعل المطلوب أن تبادر السعودية لتسريع وتيرة إجراءات الإصلاحات، في منظومة الحكم،وإنضاج الظروف الموضوعية لإجرائها، بالطريقة التي تجهض محاولات التحريض، والإعلام المعادي، لتفويت الفرصة على مثل هذه البرامج،وغيرها، في تمرير أغراضها، من طرح مثل هذا الموضوع الهام للتداول العام، وفي هذا الوقت بالذات.

 

 





الثلاثاء٠٥ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة