شبكة ذي قار
عـاجـل










في ليلة عيد الأضحى المبارك صعدت روح الشهيد المناضل صدام حسين إلى الرفيق الأعلى حاملة معها الشهادة أن لا اله إلا الله محمدا رسول الله قالها وهو شامخ شموخ الأبطال تاركا وراءه قوافل من الشهداء ورجالا يصنعون تاريخا حافلا من المقاومة والصمود للشعب العراقي وللأجيال القادمة التي سوف تتحدث عن هؤلاء جميعا وتذكر بطولاتهم ومواقفهم الوطنية والقومية كما نتذكر نحن الجزائريون في ذكرى ثورة نوفمبر الخالدة شهداء الثورة التحريرية العظيمة فالشعب الجزائري الذي دفع ثمنا غاليا من أجل الحرية كان يحارب الاستعمار وأذنابه تحت راية اله أكبر وكانت ثورة مباركة اكتسبت المصداقية والاحترام وأصبحت مفخرة لكل الشرفاء في الأمة العربية والإنسانية جمعاء . فالثورات التي تقاوم الاستعمار دائما تفرز قيادات تاريخية ، فالثورة الجزائرية أنجبت العربي بن مهيدي وعميروش وسي الحواس وديدوش مراد وغيرهم من الأسماء والعناوين اللامعة في صفحات الثورة هي قدوة لكل مقاوم عربي في فلسطين والعراق . فصدام حسين مناضلا بعثيا كان يناضل من أجل وحدة الأمة العربية وتحرير فلسطين واسترجاع حقوق الأمة العربية المهضومة استشهد في معركة مصيرية للشعب العراقي وللأمة العربية . كما أن شهداء فلسطين يتقدمهم أبو جهاد وياسر عرفات هم رموز لثورة ضد مستعمر استيطاني تدعمه الامبريالية وبالتالي التقت مصلحة الاستعمار مع الصهيونية والخونة في تمزيق الأمة العربية فشهداء فلسطين هم شهداء الأمة العربية .


فالثورة الجزائرية هي مدرسة للتحرر والبعث هو الأمل في تحقيق الوحدة والتقدم والثورة الفلسطينية هي ثورة الأمة العربية لكسر أكبر عقبة لوحدة الأمة العربية ونهوضها هي طرد الكيان الصهيوني من أرض فلسطين. ما ينبغي لنا كعرب في ذكرى استشهاد الرئيس الراحل صدام حسين وذكرى ثورة نوفمبر الخالدة أن نستخلص الدروس والعبر من تاريخنا المجيد لكي لا ننحرف ونحن نعيش الحاضر المملوء بالمؤامرات والتحديات الخطيرة التي تواجه الأمة العربية . من جهة ثورة نوفمبر حررت الشعب الجزائري من الاستعمار الفرنسي وأصبح ينعم بالاستقلال وهو في وطنه رغم العيوب الكثيرة التي رافقت مرحلة البناء والتشييد إلا أن الثورة الجزائرية حققت للشعب الجزائري منجزات عظيمة في كل ميادين الحياة سواء في المجال التعليم والصحة والصناعة والبنية التحتية إلا أن الشعب الجزائري الذي ضحى بمليون ونصف شهيد من أجل الحرية يستحق أكثر من هذا لو استمرت الثورة في نهجها وأهدافها .فلا مقارنة بين عهد الاستعمار وعهد الاستقلال . أما ذكرى استشهاد الرئيس صدام حسين تذكرنا بالمنجزات العظيمة التي تحققت في ظل قيادة البعث العظيم الذي حقق انجازات عظيمة في ميدان الزراعة والصناعة والصحة ويكفيه انه البد الوحيد الذي قضى على الأمة كما تم تأميم البترول فأصبحت هذه الثروة بين أيدي الشعب العراقي فلا مجال للمقارنة بين ما حققه البعث بقيادة الشهيد صدام حسين وما تحقق اليوم بعد أن احتلت أمريكا العراق وحررته من البعث وصدام وهاهي اليوم الزمرة العميلة التي تحكم العراق اليوم تحت راية العلم الأمريكي تقود حملة تدمير لكل كا أنجز خلال فترة حكم البعث فتم قتل ما يزيد عن مليون ونصف المليون عراقي تم تشريد مليونين داخل العراق تم تهجير أربعة ملايين عراقي اغتيال الآلاف من العلماء والضباط والطيارين والجامعيين وتصفية الكثير من كوادر الدولة العراقية إصابة الكثير من أطفال العراق باعاقات وتشوهات نتيجة استعمال أمريكا للأسلحة المحرمة دوليا القضاء على حقول النخيل والبساتين تدمير الثروة الحيوانية نشر المخدرات بعدما كانت العراق البلد الوحيد في العالم الخالي من المخدرات انتشار السرقة والنهب تدمير البنية التحتية أغلبية أضف إلى كل هذا سرقة أموال الشعب الراقي ونهب خيراته وذهبت الى أرصدة العصابات الصهيونية والأمريكية وعصابات إيران .


فثورة البعث التي حققت للشعب العراقي الكثير من المكتسبات هي التي تقود اليوم أعظم مقاومة ومعها القوى والوطنية والإسلامية ضد المحتل الأمريكي تلتقي مع ثورة الجزائر التي طردت الاستعمار الفرنسي من أرض الجزائر ومع العديد من ثورات الأمة العربية في كل شبر من أرض العرب في المعنى والهدف .


ما ينبغي على العرب استخلاصه مما ذكر أن الثورات التي يتغنى بها البعض ويروج لها الغرب الاستعماري هي في الحقيقة مخططات لعودة الاستعمار ليقضي على كل ما بني بعد التحرير والتجربة في ليبيا مثال حي . علينا استخلاص الدروس والعبر لكي لا ننحرف في الاتجاه الذي يخدم الاستعمار علينا باستحضار العقل لنميز بين الثورة والردة وبين المقاومة والمحتل. ما ينبغي اليوم أن نسعى إلى تحقيقه على المستوى الشعبي هو إحداث ثورة داخلية لتحسين أوضاعنا المريضة التي أفرزتها الأنظمة التي سارت سنين مع الاستعمار ولكن بقوانا الذاتية التي تصون كرامة الوطن والشعب وتحافظ على الوحدة الوطنية والقومية . كما نقول لأشقائنا في فلسطين أن الصراع على سلطة بدون أرض هو نفق مظلم لا يؤدي إلى تحرير فلسطين فالذين يتموقعون في غزة أن الانتصار الحقيقي هو تحرير فلسطين وليس بتحرير عدد من الأسرى مقابل جندي ، كما نقول للذين ساروا في مسار المفاوضات ومشاريع الاستسلام أن الحرية لفلسطين وشعب فلسطين لا يتأتي ألا بالثورة فالعدو يستعمل القوة من اجل البقاء فلا يطرد إلا بالقوة .

 

 





الثلاثاء١٢ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب س . عمر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة