شبكة ذي قار
عـاجـل










إختلفت في الآونة الأخيرة التحليلات والإجتهادات في تفسير صعود الحركات الإسلامية بقيادة (الأخوان المسلمين) مع تصاعد وتيرة الإحتجاجات والثورات الشعبية في بعض الأقطار العربية وهذا التضارب والإختلاف في التحليل والنتائج التي تترتب عليها هي تصب في خدمة التعتيم على المخطط المعادي مما يصعب إكتشافه ومحاربة مرتكزاته وأدواته الذي لايترك التطور التاريخي الطبيعي للأمة العربية أن يأخذ مداه وذلك لإكشافهم بأن هذا التطور السياسي الطبيعي يسير في إتجاه لا يخدم مصالح المستعمر ولذلك كان لابد من قطعه بالإستعمار المباشر وغير المباشر لزرع تطور وتحول غير طبيعي ومفتعل فترة مفاوتة (كل خمسين سنة تقريبا بدأ بإنهيار الدولة العربية بتدخل الفرس ، الإستعمار التركي ، الإستعمار التركي الغربي ، الإستعمار الغربي ، فترة الإستقلال ، عودة الإستعمار الأمريكي) وتشارك الآن وتلعب فيه أحزاب الأخوان المسلمين العميلة وتوابعها من المسميات الخائبة إذن هي ليست سيطرة على الشارع السياسي بل هي جزء من مؤامرة الدعاية الإعلامية التي تصورهم على أنهم يسيطرون على الشارع العربي وهي سيطرة على أدوات الإعلام العميلة مثل الجزيرة والعربية ... ألخ وغيرها. وهناك عدة مظاهر لعدم مقدرة (الأخوان المسلمين) على السيطرة على الشارع العربي منذ نشأتهم الأولى وحتى اليوم أو في المستقبل :

 

1/ المظهر الأول : هو ولادة هذا الحزب في أحضان الإستعمار البريطاني مما يجعله فاقد للشرعية الوطنية ويعطي الحق الشرعي والقانوني للشارع العربي بإبعاده بكل السبل عن خارطة الأحزاب الوطنية أو العربية والتعامل معه على انه فكر وتنظيم دخيل على الإسلام وعلى العروبة وعلى وحدتهما الروحية والعضوية .

 

2/ الإدعاء وتمسحهم بالإسلام وحصر الإنتماء أليه وإستغلاله سياسيا. ونحن نعرف ونعلم علم اليقين إن الرؤوس وبعض أعضاء أحزاب الأخوان يلتزمون الولاء والانتماء إلى المستعمر البريطاني في هذا الوقت الذي ينشطون فيه على أرض غير أرضهم ووطن غير وطنهم وينتظرون ويتوقعون أن يسيطروا على الحكم في معظم الأقطار العربية ويتصرفون ميدانيا على هاجس أن تُحسم قضية هذا الوجود اللقيط في أية لحظة, الأخوان يقض مضاجعهم هذا الازدواج بالهوية ويدفع بهم إلى مزيد من السقوط القيمي والأخلاقي والإجرام بحق بلادهم والأمة. ونحن نعرف ونعلم يقينا إن الأخوانجية يعيشون حالة إسفاف إعلامي ويرتقون منابر تلقى بهم في مزابل البشر وتفقدهم أي رصانة موضوعية لأن التأسيس على الرذيلة ينتج مزيدا من الرذائل والبناء على الأساس الخاطئ يفضي إلى مزيد من الأخطاء.

 

3/ أما المظهر الثالث لعمالة الأخوانجية العملاء وإشكالية وجودهم برمته وهو لجوءهم إلى التعاقد مع الشيطان الامبريالي الصهيوني الأكبر لتحقيق حلم طال زمن انتظاره بالنسبة لهم ألا وهو حلم استلام السلطة في أقطارعربية بدأت التغيير فيها بقوة الإحتلال مثل العراق أو بالتآمر بإسم الثورة مثلما حدث في مصر وتونس ليبيا والإنقلاب العسكري كما حدث في  وإيران والسودان .

 

4/ المظهر الرابع ممارسة الكذب والتزوير والدجل في محاولة للظهور بالقوة والسيطرة الشعبية كما حدث مع حماس وحزب الله  في لبنان ولستر عوراتهم بالمشاركة في ترتيبات غزو العراق واحتلاله من أميركا وحلفاءها والتآمر بثورة شباب مصر وتونس وليبيا وتجيرها لصالحهم وصالح أسيادهم وصار الكذب والتزوير منهجا وممارسة يومية مما قد يضع هذا الحزب الطائفي على نهايات تنظيمية وسياسية وأخلاقية مفجعة يمكن أن تنهي وجودهم في الشارع السياسي العربي إلى الأبد كما حدث في السودان عندما بأدت حملة حكومية لتصفية مرتكزات قوتهم المالية مما أجبرهم بالتحالف مع نظام الديكتاتور الراحل (نميري) مما ساعدهم بتنفيذ الإنقلاب العسكري والغدر بالديمقراطية الثالثة وأستلام السلطة في 30/06/1989وصار إمتداد لنظام نميري الديكتاتوري الرجعي حتى الآن ولم تشملهم حملة قناة الجزيرة وأخواتها بقيادة أمير قطر (لأنهم حلفاءهم وأحباؤهم بل يساعدوهم للقضاء على ثوار دارفور) وهذا يكشف تآمرهم وتناغهم مع قيادة أمير قطر للتحالف الشرير، ونظام الأخوان في السودان لايحتاج  لأكثر من أسبوع واحد فقط لإنهياره من خلال حملة إعلامية كالتي تشن ضد ليبيا وسوريا واليمن المستمرة لأكثر من ثماني أشهر.

 

5/ المظهر الخامس إعتماد سلوك الإرهاب الديني والسياسي والسطوة الإقتصادية والمالية والقوة العسكرية إعتمادا على (الملشيات الإرهابية) لإرهاب الشارع وللتغطية على عزلتهم وإفلاسهم السياسي والشعبي والنزعة الدموية صارت معروفة عنهم ورغم كل سمات النفاق على الدين والعداء لأي مسار وطني الذي يعرف عن الأخوانجية غير أنهم يمارسون الديمقراطية الموهوبة لهم بحراب أميركا وحوافر المارينز ويتوهمون بأنهم ديمقراطيين، بل ويتوهمون أنهم هم من أنجز عملية استلام السلطة في إيران والعراق والسودان وتونس ومصر .

 

6/ المظهر السادس ممارسة الفساد والإفساد بدأ بالكذب وإنتهاءا بنهب ثورات البلد وتكوين الثروات الشخصية لأفرادهم وتشكيل طبقة من الأثرياء الرأسماليين الطفيليين المسيطرين على مقدرات البلاد المالية والإقتصادية لتمويل شراء الزمم لدعم حزبهم  وتدمير بلادهم والأمة وإنهم أدوات رخيصة بيد الأجنبي لتنفيذ الأجندة التي تخدم الأجنبي وليس الوطن...

 

وعليه ليس لهذه المقالة نهاية لأنه يمكن رصد كثير من مظاهر عمالة الأخوان عزلتهم السياسية التي تتجدد ويكشف الجديد منها كل يوم... إلا في حال نهاية أحزاب الأخوانجية وإختفائهم نهائيا من الحياة السياسية وهذه النهاية هي الضربة القاضية لأخطر أداة شعبية من أدوات المؤامرة الإستعمارية لبناء وإنشاء شرق أوسط جديد يخدم عودة الإستعمار الغربي لوطننا العربي من جديد فهل ننتبه لهذا ونعمل على نهايتهم العاجلة  .

 

* إذن علينا وعلى كل القوى الخيرية والوطنية تعرية ومحاربة أحزاب الأخوانجية وتفريغ الشارع السياسي منهم ، و البداية الصحيحة بهزيمة الإحتلال الأمريكي الإيراني في العراق وتحرير ليبيا وفلسطين هي تصفية وإنهزام  لكل من الأخوان (المسلمين) ومن لف لفهم بمسمياتها المختلفة وتنقية ثوراتنا ليكون ربيعنا العربي ربيعا حقيقيا وليكون تطورنا السياسي الوطني طبيعيا ليأخذ مداه لأنه في صالح حركة ثورتنا التحررية التقدمية ضد التخلف والرجعية...

 

 





الاربعاء١٣ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عباس محمد علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة