شبكة ذي قار
عـاجـل










هذه الرسائل أنقلها كما وردتني دون أن أتدخل في   تغيير ما ورد فيها لكي تستوضح صورة الواقع العراقي في ظل الاحتلال الأمريكي الفارسي ، وتعرف حقيقة مرتزقة المحتل وعبيده من الخونة والمرتدين.

 

نص الرسالة :

  
الى كافة المغتربين : حذاري حذاري حذاري من العودة للوطن إلّا لأجل التغيير !!!!!!!!.

 

استيقظت في الصباح وحملت حقيبتي وفيها كل الوثائق والأوراق والشهادات والمستمسكات وبضمنها كتاب وزارة الهجرة والمهجرين المعنون إلى وزارة الخارجية ونسخة منه إلى سفارة العراق في كنـــــــدا والخاص بمنح المواطن كامل اللامي كافة الحقوق وإعادته للوظيفة ، وسرت إلى الشارع وأوقفت سيارة الأجرة قلت له إلى دائرة الهجرة في الحارثية ..   قال ( 14 ) ألف دينار !!! قلت له أخذت تاكسي البارحة ب( 7 ) آلاف ... قال سوّيها ( 8 ) فصعدت (كذبت عليه لمعالجة جشعه وهكذا مع كل الباعة ) .

 

المهم وصلت دائرة الهجرة الشاغلة أحد البيوت القديمة في الحارثية وفي الباب سألني الموظف مهاجر لو مُهجّر ؟ قلت ماذا تعني ؟ قال أنت مُهجّر داخل العراق لو جاي من برّه ؟ قلت جاي من كندا ، قال اذهب للشباك الأخير!!. نظرت إلى الشباك الموعود وإذا بالناس كأنهم عند شباك الحسين في زيارة الشعبانية فلا وقوف بانتظام ولا ضبط ولا ربط !!! ندمت على أناقتي التي لو تجرّأت وغُصت في أعماق المراجعين لمسك شباك الأمل لخرجت بعدها ( كما خلقناكم أول مرّة ) . دنوت منهم فشممت أنواع الروائح المنبعثة من أُبطٍ تأثر بشحة ماء وحصة بلا صابون أو من فمٍ اقتات على فحل بصل أو ثوم أو فجل وكل ذلك في شهر تموز وتحت لهيب الشمس الحارقة بدرجة حرارة ( 55 ) أو أكثر . انسحبت قليلاً وجلست على إحدى الأرائك المحيطة بمولّد الكهرباء الضخم بضوضاءه ودخّانه ، انتظرت خارجاً إلى نهاية الدوام حيث ينتهي الازدحام واقتربت من الشباك وتلقيت المساعدة من الأخوة الموظفين كالأخ مدير الإدارة والسيد نذير والأخ رائد والأخ داوود والآنسة زينب وغيرهم فالكل كان متعاوناً لإتمام المعاملة وبكل أدب واحترام . قالوا اجلب لنا تأييد من مجلس بلدية منطقتك يؤيد مغادرتك لأسباب سياسية مع ثلاثة شهود .اتصلت بأقربائي وأصدقائي في البياع وذهبنا سوية لمجلس بلدية البياع فطلب رئيس المجلس ( أبو أحمد ) مني ( الأركان الصدامية الأربعة ) قلت ما هي قال ( شهادة الجنسية والهوية وبطاقة السكن والبطاقة التموينية ) قلت عندي كل شيء إلا بطاقتيّ السكن والتموينية فأصرّ أن لا يزودني بالتأييد إلا بمبلغ ( 200 ) دولار بعد ما أخبرته أني عائد من كنـــدا ولا أملك البطاقتين!!!.  المهم حصلت على التأييد من منطقة أخرى وأتممت معاملتي وقالوا تفائل بالخير بعد أسبوعين ، أنقضت أسبوعين فاتصلت بهم فقالوا (زين اتصلت نريد الاسم الرباعي يعني أسم جدك الثاني !!) أعطيتهم الاسم وقالوا أنتظر أسبوعين لترجع المعاملة من الوزارة ، وبعد ثلاثة أسابيع قالوا لي ( ألف مبروك طلع رقم الحاسبة سجّله يمّك تره كلش مهم وتأخذ كل حقوقك به!!! ) قلت ما هي حقوقي ؟ قالوا قطعة أرض ومبلغ من المال وإعادتك لوظيفتك قبل مغادرتك العراق !! قلت ممكن تزويدي بكتاب للمحافظة أو الأمانة أو البلدية لغرض الحصول على الأرض ؟؟ قالوا للأسف ماكو في الوقت الحاضر لأهل بغـــــــــــــــــــــــــــداد!!!   نحن بانتظار تشكيل لجنة وزارية تقرر بالتنسيق مع الأمانة لغرض منحكم !! قلت هل ستطول القضية أشهر أو سنين قالوا لا نعلم !! (( أتممت المعاملة والحمد لله ولكن لم أحصل على سنتاً واحداً بل خسرتُ ( 3,000.00 دولار مابين أجور تاكسي ورشاوي  بانتظار اللجنة والله ولي التوفيق ) !! . وبعد أيام ذهبت إلى وزارة الهجرة والمهجرين للحصول على تأييد معنون إلى وزارة التجارة لغرض إعادة تعييني قالوا أصعد للطابق الثاني / القانونية ، دخلت الغرفة وإذا بشلة شباب مراهقين لا يعلمون ماذا يفعلون ، قلت أريد تأييد فردّ المراهق عند الباب (( والله أحنة متعودين ننطي التأييد بعد أربعة أيام فبعد باچر عيد الفطر ....تعال وره العيد بأربعة أيام وهذا رقم تلفون الوزارة ...  أطلب القانونية وتأكد إذا التأييد جاهز أو لا )) !! أعطاني الرقم ورجعت للبيت . وجاء اليوم الرابع بعد العيد وحاولت الاتصال فلم أحصل حتى على رنة التلفون !! استأجرت تاكسي وذهبت للوزارة وصعدت للقانونية وسألت وفي بعض السؤال مذلّة ... قال هل اتصلت ؟؟ قلت مئات المرات لكن دون فائدة .... ضحك وقال ( بس لا منطيك الرقم الخطأ ..خليني أشوفه، نظر للرقم وقال هذا الرقم خطأ ، قلت مو مشكلة وين التأييد ؟) بحثوا عن الطلب والفايل وقال بعد الكتاب ما مطبوع تعال باچر تلگاه جاهز !! فرجعت بتاكسي إلى البيت ،وفي صباح اليوم التالي استأجرت تاكسي ب( 12 ) ألف للوزارة وكالعادة صعدت للقانونية وسألتهم وبدأ كل منهم يسأل الآخر عن أضبارتي وكتاب التأييد وأخيراً عثروا عليها فحمدت الله ، قالوا الكتاب ما مطبوع أعطينا ساعتين لطبع الكتاب !!! سلمت أمري لله وسلّمت وزيرهم ووزير كل الوزارات بيد الله على ضياع العراق وتدميره على أيدي الجهلة .

 

بعد ثلاث ساعات وأنا أراقب ألطابعي يبحث عن الحروف في الكيبورد حرفاً حرفاً وببطءٍ قاتل قلت هل أكتمل الكتاب قال أحد المراهقين نعم وأرسلناه للصادرة خارج البناية عند الباب اذهب وأستلمه منهم ، ذهبت مسرعاً للصادرة فوجدت أصحاب الكفاءات ( شهادات دكتوراه ) يتوسلون بموظف الصادرة ( أسعد ) المتخصص بإعطاء رقم وتاريخ لكل كتاب صادر من الوزارة فقط . سألته عن كتابي ، قال أرجع للقانونية ما عندي كتابك !!! رجعت للقانونية فأرسلوني مرة أخرى وفي المرة الثالثة قلت لأسعد (( اذا ما تعرفون تشتغلون شكو گاعدين بمكاتب ومدوخين الناس ؟؟؟ )) أنتفض سعّودي من كرسيه وقال ( أنت جاي تعلّمنا شغلنا ؟؟ ) المهم تركته وصعدت لمدير القانونية ( علي ) فلم يُبالي !! دخلت غرفة معاون المدير العام للإدارة وكانت سيدة فقلت لها (( أنا عائد من كنـــــدا إستجابة لنداءاتكم المتكررة ووعودكم بالتسهيلات لكن وزارتكم كفّرتني بالعراق العظيم ، صارلي أسبوعين أركض وره تأييد وأصبحت مثل كرة طائرة بين فريق القانونية وفريق الصادرة ، ما أطلب منكم أن تعملوا مثل كندا بتطورها التكنولوجي بحصولنا على أيّ شيء على الانترنيت لكن أطلب منكم العمل كما كانت الدوائر تعمل قبل السقوط  !!! )) ثم أتصلت السيدة المعاونة بمديرة الصادرة السيدة ( أم نبأ ) التي أستقبلتني عند باب الصادرة وأجلستني على كرسيها وأخذت تتوسّل بأسعد لأعطاء كتابي رقم صادرة : ( عفية سعودي الله يخلّيك مشيه لأستاذ كامل عفيه حبيبي سعودي أعرفك أنت وردة وراح تنطيه رقم ) فرد على مديرته( والله اذا أصريتي أروح أشتكي للوزير عليچ !! ) كل هذا حدث وأنا أتفرّج فلعنت لحظة السقوط التي قلبت الموازين وجعلت أراذل القوم ذي شأن !!!!! وبعد ساعة من توسّل أم نبأ وتمسيدها لسعودي حصلت على الكتاب واستأجرت تاكسي إلى وزارة التجارة فتوقفت التاكسي في بداية شارع النقابات بالمنصور لوجود سيطرة عسكرية وعليّ أن أمشي مئات الأمتار ، وصلت البناية وراودني الشك أنها ليست دائرة حكومية !! لعلها حسينية أو مرقد أحد الصالحين وما أكثرهم في عراق الفتن . اقتربت من الباب الرئيسي فكان مزدحماً بصورة كبيرة جداً للسيد محمد صادق الصدر وكُتب عليها ( يا وليّ ) وبجانبها صورة كبيرة جداً للسيد محمد باقر الصدر وبجانبها صورة كبيرة جداً لمقتدى الصدر وفي الوسط صورة كبيرة للإمام علي بن أبي طالب (ع) ، دخلت البناية فإذا بالصور نفسها تنتشر هنا وهناك في أروقة البناية وحتى في المصعد ، المهم عرفت أن الوزارة صدرية (( عوافي خلهم ياكلون )) .

 

المهم ظننت أن الوزارة أنزه من كل الوزارات لكثرة صور السادة والإمام علي الذي كما يدّعون (( علي مع الحق والحق مع علي ))،   تقدّمت من الاستعلامات وقلت عندي إعادة تعيين فقال الموظف شغلتك يم فلان بس دير بالك عليه تره أموره داچّة أنطيه فلوس حتى يمشّيلك المعاملة !!! قلت في نفسي نزاهتكم تخُر من أذانكم !! ذهبت للموظف وتكلّمت معه قال والله آني صريح وهاي غرفة المفتش العام بصفّي ويسمع صوتي وگايل له آني آخذ من المراجعين مال تاكسيات روحه وجيّه !! بقيت في حيرة ....ان لم أعطه لم ولن يُكمل معاملتي وان أعطيته دخلت في ( لعن الله الراشي والمرتشي ) ، سألت الناس قالوا يجوز إعطاء الرشوة ويُلعن فيها المرتشي فقط لأن الراشي مُضطر لقضاء حاجته حينها أيقنت بضياع العراق سياسياً ودينياً واجتماعيا وأخلاقياً وبكل المعايير. وأخيراً دفعت له ( 200 ) دولار فقط لأجراء معاملة إعادتي للوظيفة وفعلاً اكتملت الإضبارة وقدمتُ طلب للمدير العام لكن المدير كان مسافر لتركيا بصحبة السيد الوزير ، وعادوا وراجعت الدائرة فقالوا ( السيد المدير العام عاد من تركيا لكن ما داوم ديرتاح بالبيت ) وبعد أيام عدت للشركة باحثاً عن طلبي ، قالوا السيد المدير مشّى البريد المهم فقط وترك الباقي لأنه مسافر بعد يومين للبرازيل وبعدها لأسبانيا وعدة دول أخرى ) قلت لهم مو مشكلة آني راجع الى كنـــــــدا وتركت فيكم طلبي ان ضيعتموه لن أعود أبدا !!!! ولا زلت أتصل في الشركة من كنــــــــدا مستفسراً عن طلبي والجواب (( سيادة المدير العام ما موجود !!!!!!!!!!).  

 

 ندائي للرئاسات الثلاث ولكافة القنوات الفضائية المأجورة : ( بالله عليكم كفوّا عن دعوة المغتربين للعودة وكفوّا عن تزييف الحقائق وإبدال صورة العراق السوداوية بالبنفسجية ..كفاكم كذباً ودجلا .. يبدو أن اعتكافكم في المنطقة الخضراء لازال قائما وقنواتكم الفضائية تزيّف لكم الحقائق لذلك أحببت أن أُخبركم أن العراق بلا قيادة ولا إدارة ، والفساد بكل أنواعه يعلو ولا يُعلى عليه ، أما وجودكم من عدمه فهو واحد في كل المقاييس  ، أما أقلامنا فلا تظنوا أنها ستنفذ ما دامت تنطق بالحق لإنقاذ عراق الحضارات من أفواه أعداءه والله خير حافظاً وهو خير الناصرين .

 


كامل اللامي

١٨١٠ - ٢٠١١

 

 





السبت١٦ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مجاهد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة