شبكة ذي قار
عـاجـل










يا جماهير لأمتنا العربية ،
مثلما كان منتظرا أصدر " مجلس التعاون الخليجي الموسع " المسمى "جامعة الدول العربية" قرارا بتعليق عضوية سورية في الجامعة. وبصرف النظر عن الجوانب القانونية التي تؤكد عدم قانونية هذا القرار ومخالفته لميثاق الجامعة ولنظامها الداخلي، فهو قرار سياسي بامتياز عبر بشكل واضح عن تآمر أعراب الردة على أحرار الأمة ، وهو يندرج ضمن تنفيذ مشروع "الشرق الأوسط الجديد" الأمريكي الصهيوني تكون مقدماته فتح الطريق للتدخل الأجنبي في محاولة للقضاء على سورية آخر قلاع الصمود والمقاومة ... انه قرار أطلسي صهيوني تركي لا علاقة له بالمصالح الوطنية والقومية للأمة.


إن السعي المحموم لتدمير سوريا بعد العراق وليبيا لا يعني استبدال حكم بحكم كما يحصل حاليا في مصر وتونس ، وإنما يعني ذلك ضرب عروبة المنطقة في الصميم وفتح المجال أمام مزيد التقسيم والهيمنة الصهيونية على المنطقه.


إن استصدار مثل هذا القرار يشكل حلقة جديدة من حلقات التآمر على الأمة العربية .. ويكفي أن نستحضر في هذا المجال تواطؤ الجامعة أثناء العدوان الأطلسي على العراق في 1991 ، مرورا بمهادنة العدوان الصهيوني على لبنان في 2006 وعلى غزة في 2009 ، والمساهمة في مؤامرة تقسيم السودان ، وصولا إلى دعوة الناتو لتدمير ليبيا الأبية.


تلك هي حقيقة الجامعة العربية التي كونها الانجليز سنة 1945 ، وها هي في شهر نوفمبر تجدد وعد بلفور للصهاينة و تعاقب سوريا على عدم اعترافها بالكيان الصهيوني وعلى احتضانها ودعمها للمقاومة العربية ... لقد اعتدنا تآمر الجامعة على أمتنا ولكن لم نكن نتوقع مثل هذا الفجور.

 

أليس من نكد الدهر أن أمير قطر الصديق الحميم للعدو الصهيوني وباني المستوطنات اليهودية في فلسطين المحتلة ينصب نفسه زعيما للديمقراطية وحقوق الإنسان ، والحال أنه يحكم دويلة عميلة لا تملك دستورا؟.. وإذا كان حاكم قطر وبقية أعضاء المجلس الخليجي المتصهين حريصين على مصلحة الشعب السوري كما يدعون، لماذا سهلوا ضرب العراق وغزوه انطلاقا من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية (السيلية و العيديد) ؟ ولماذا لم تتدخل الجامعة لوقف المجازر بحق شعبنا في اليمن؟


وفي نفس السياق ندين موافقة الحكومة التونسية على قرار استباحة سوريا في حين أنها حكومة مؤقتة لا شرعية ولا دستورية لها..فبأي منطق ديمقراطي أو وطني يحق لها الموافقة على هكذا قرار؟ أليس في ذلك مصادرة لموقف لشعبنا في تونس واعتداء على حقوقه؟ أما ما يسمى بالمجالس الانتقالية التي تعترف بها دول الجامعة العربية بما فيها حكومتنا الموقرة أو التي تستعد للاعتراف بها فليست سوى عصابات من العملاء والخونة والسيرة الذاتية لأعضائها تنضح إجراما وعمالة.


إن تخاذل الجامعة العربية واصطفافها لجانب أعداء الأمة في مختلف معاركها لم يمنع المقاومة العراقية الباسلة من دحر الاحتلال الأمريكي ، ولم يمنع المقاومة الفلسطينية واللبنانية من طرد الاحتلال الصهيوني من لبنان ومن غزة ، ولن يمنع المقاومة الليبية من دحر الناتو وعملائه..وفي مقابل المواقف المخزية للجامعة العربية ، ستبقى سورية عصية على المؤامرة..فهي تملك من من شروط النصر ما لا يملكه أعداؤها ، تملك الحق الساطع والشعب الواسع.


و قرارات "الجامعة العبرية" لن تزيدنا إلا محبة لسوريا وتمسكا بعروبتها ووحدتها الوطنية. فلقد كانت سورية الأبية دائما وستظل قلب العروبة النابض والحضن الدافئ للمقاومة العربية .


عاشت سورية وفية لنهج المقاومة والتحرير
المجد والخلود لشهداء الأمة العربية
الخزي والعار للخونة والعملاء

 


اللجنة التونسية لمقاومة الاستعمار ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني
سوسة في ١٣ نوفمبر ٢٠١١

 

 





الاثنين١٨ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب اللجنة التونسية لمقاومة الاستعمار ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة