شبكة ذي قار
عـاجـل










لا تعليق على حال العرب المزري ولا تعليق لما وصلت إليه جامعتنا العبريّة من سفالة وانحطاط وتبعيّة ونذالة ودونيّة وعار .. وكيف ولماذا .. لا تعليق ..


فلا تعليق على تلك السرعة الفائقة في الاستجابة العربيّة للدعوة الأميركيّة النابعة من مجرّد أمنية لها .. مجرّد أمنية أطلقتها المتحدّثة الأميركيّة أوّل من أمس تدعوا فيها "حمد" بالطبع , للعمل على إجماع عربي على ما تبقّى من سدرة ولحمة من نسيج سياسي هو بالأصل مهلهل وذلك بتعليق عضويّة سوريا في هذه الجامعة الأميركيّة الغربيّة الفعل والهوى والقرار تصاعداً مع رغبات وأوامر الراعي الأميركي إمعاناً في التمزيق العربي وبقطع علاقات العرب الاقتصاديّة والتجاريّة مع سوريا وسحب سفراء بلدانهم منها وزادت هذه الجامعة المسمومة في رغبات أميركا أن اعترفت بمجلس ادّعى الإعلام العربي التابع للغرب أنّه مجلس وطني يمثّل الشعب السوري مع أنّه تشكّل في غير أرض سوريا ! في تركيا يعني ! .. لسنا هنا في موضوع الدفاع عن "الدكتاتوريّة والتسلّط وتقييد الحريّات وغيرها" ولكن دفاعاً عن الاستخدام الغربي الخبيث لمثل هذه التهم الجاهزة الّتي عوّدتنا وسائل الإعلام الغربيّة ومنها الناطقة والكاتبة بالعربيّة الّتي تحوّلت من ماكنة الاستهداف الإعلامي القاصف إلى ماكنة "حفّ" إعلامي مكثّف وشديد الضغط وسط التمزّق العربي ازدادت فعّاليّته واستشرس بعد سقوط ليبيا بين أحضان الرجعيّة والشركات الغربيّة الناهبة للبترول وللقرار السياسي السيادي لتستمرّ في حفّ حواشي الجامعة من بقايا أقطار عربيّة لا زالت ممانعة للاستعباد , مثل سوريا , لإسقاطها هي الأخرى بين تلك الأحضان ليتحوّل بلداً مطيعاً للغرب تمام الطاعة ومذعن لأميركا تمام الإذعان مصغي مطأطأ رأسه لها مثل "حمد" ومثل بقيّة أعضاء جامعة النعاج في استغلال الأحزاب الدينيّة الأخوانيّة والسلفيّة والوهّابيّة والدعوويّة الطائفيّة المتخلّفة لنقل رغبات الغرب على ظهور هذه التيّارات والأحزاب إلى أيّة بقعة بغاء يشاء الغرب أن تكون جيوشه عند مشارفها... وهاهم العرب النشامى "أهل الغيرة والناموس" يستجيبون بأسرع من استجابة العفريت من الجنّ للنبيّ سليمان .. فاستجاب على الفور "البعير بوي" الممسك بلجام الأحزاب الدينيّة , فأمرهم , فأتوه بعرش سوريا قبل أن يرتدّ طرف "الكاو بوي" ..


بالأمس القريب دمّرت هذه الجامعة العراق بعد أن وافقت على استقدام الغرب بقضّه وبقضيضه نحوه انطلاقاً من أراضي الخليج والجزيرة العربيّة لتدمير كل شيء فيه بعد أن كانت قد وافقت هذه الجامعة البريطانيّة الصهيونيّة التأسيس بقيادة شيوخ الخليج والجزيرة على حصار العراق 13 عاماً حصاراً كونيّاً لا مثيل لبشاعته راح ضحيّته مليونان ونصف المليون من فلذّة اكباد العراق ومن شيوخه ومن نسائه بعد أن وافقت على تدميره بالتمام والكمال بحجّة تحرير الكويت ثمّ الدكتاتوريّة ثمّ أسلحة الدمار الشامل ثمّ نشر الديمقراطيّة الخ الخ من ألاعيب غربيّة استعماريّة هدفها استعباد الشعوب وعصر عرقهم خدمة لنمط طريقة عيش الغربي الّتي تعوّد عليها ! , وأوصلت العراق إلى ما عليه الآن من ضعف لا يستطيع معه هشّ ذبابة بحجم الكويت وإبعادها عن وجهه ولا باستطاعته ردّ هجوم لنفر من "الكشّافة" الإيرانيّة وإبعادهم عن حقول "الفكّة" بعد أن وافقت الجامعة للنعاج هذه هي نفسها بحكّامها مشايخ التخلّف الخليجي والجزيرة بؤرة فساد الأمّة ومكمن إبقائها متخلّفة عقليّاً وحضاريّاً بحجة "التدين" على غزو العراق هذه المرّة وتدمير بناه التحتيّة مرّة أخرى .. وبعدها وبعدها.. وبعدها تمّ اجتزاء جنوب السودان وفصله عن جسد الأمّة بفضل الاخواني "المتديّن" عمر البشير .. وبعدها عمل الغرب بإسناد مشايخ الخليج الأطلسي "من تحت لتحت" على فتح أبواب "الربيع" على مصراعيه لشعبي تونس ومصر لتسليمه "للإخوان" بسيناريو شبيه بتسليم الغرب إيران للخميني بعد ترك أميركا الشاه وحيداً "وأنا الوحيد من الكتّاب الّذي شكّك فوراً بما يسمّى الربيع العربي من أوّل يوم لهذا الربيع بعد استشهاد البوعزيزي رحمه الله مباشرةً بمقال كتبته على عجل عنوانه "ما اشبه يوم علي زين العابدين بأمس خميني" نشره لي مشكورَين موقعي المنصور وكتابات في حينها ومع البدايات الأولى لهذا الربيع في وقت كان الجميع يبارك "الربيع" وقد نبّه لحقيقة هذا الربيع وتشابه سيناريوهه المعدّ سلفاً مع سيناريو ما سُمّي حينها بثورة خميني ما نشرته جريدة الاهرام المصريّة قبل عدّة أيّام للكاتب المعروف محمد حسنين هيكل ولكن ما طرحه السيّد هيكل أتى بعد عدّة أشهر من بداية الربيع العربي كما لا زال البعض يطلق هذه التسمية عليه" .. وبعدها تمّ تدمير ليبيا وذبح خمسون ألفاً من شعبه بصواريخ الغرب "الذكيّة" بحجّة حماية الليبيّين من القذّافي !" .. واليوم .. وبواسطة نفس الذكاء الصاروخي ولحماية الشعب السوري من مقابر الأسد الجماعيّة الخ .. ولا سامح الله ونسأله أن يردّ كيد جامعة العبريين بأعضائها النعاج والجحوش في نحورهم وفي مراكز أعراضهم , يتمّ الإعداد , والناتو بالطبع جاهز وعلى أتمّ الاستعداد , "لترشيق" السمنة السكّانيّة لسوريا بنفس أسلوب تعامل الناتو مع ليبيا وشعبها النحيل أصلاً إن لم يكن بشكل أوسع وبشكل أكثر تدميراً بكثير ... طبعا الشعب العربي لا زال لاهياً بالمسلسلات المصريّة التعمويّة والمسلسلات التركيّة "التطبيعيّة" وبالحيرة في كيفيّة حفّ الشوارب ومدّ الكراع في الصلاة والحيرة في حيض المرأة ونفاسها ونقابها وفي جواز حضورها صلاة الجمعة أم لا , وبمتابعة كرة القدم العربيّة والعالميّة وأغاني نجوى كرم والسيّدة المصون نانسي عجرم ... مع احترامنا للفن الملتزم لترقية الفكر والذوق العام وللرياضة كهواية لتنشيط الذاكرة والبدن وليست تجارة ..


على كلّ حال ... فيقيناً مؤكّداً لو وجدنا الغربيّون نحن شعوباً وأقطاراً شيء من شيمة وشيء من نخوة وشيء من غيرة ووجدنا أنّنا ما لجأنا يوماً إلى الأمم المتّحدة وما عرنا أهمّيّة تذكر لـ"الجامعة العربيّة" ولا التفتنا يوماً إليها ولا أرسلنا رؤسائنا لاجتماعاتها منذ تأسيسها ولا التفتنا يوماً للهيئات "الإنسانيّة" الدوليّة ولا لمحكمة لاهاي الدوليّة ولا نظرنا إلاّ شزراً لهيئة الطاقة النوويّة ولا وضعنا في بالنا شيء اسمه اللجنة الدوليّة لحقوق الإنسان أو المؤسّسة الدوليّة لمنع انتشار الأسلحة النوويّة او الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر ما حطّموا صناعاتنا وما قتلوا علماء النهضة الحضاريّة لدينا وما شرّدوا الملايين منّا وما يتّموا عشرات الملايين منّا وما تجرّؤوا يوماً على قصف مفاعلاتنا ومصانع أسلحتنا وما عملوا "من تحت لتحت" على تأسيس "الصحوة الدينيّة" بكافّة وسائلهم التثقيفيّة في هذا المجال منذ قرنين من الزمان لمعرفة مستشرقيه اليقينيّة أنّها ستكون صحوة طائفيّة يعملون على إحياءها لدينا بقيادة القرضاوي وبقيادة المرجعيّات الفارسيّة والوهّابيّة ...


ويقيناً أيضاً لو وجد الغرب في العرب قوّة وغلظة "عين حمرة" يعني ما تقرّبوا من حدودنا ومن ديارنا متراً واحداً وما جيّشوا الجيوش علينا وما أهانونا وما استباحوا بيوتنا وما قتلوا منّا الملايين وما قتلوا ضبّاطنا وجنودنا وما أبادوا مدننا


ويقيناً كذلك لو تركنا نحن شعوب الأقطار العربيّة "الحلول السلميّة" وراء ظهورنا ما استعبدنا الغرب كل هذا الاستعباد ولا أميركا وما ضحكوا علينا وما نشروا الفتنة بيننا وما قسّمونا (وللمرّة الألف بعد المليون ) إلى سنّة وشيعة


ومن اليقين أن الغرب الاستعماري وأميركا الإمبرياليّة لو وجدوا في شعبنا العربيّ وعي كافي بالّذي يدور حولهم ما أبقت آل سعود وشيوخ الخليج يوماً واحداً على عرش "الحرمين" "يخدمونه" نفاقاً ودجلاً نحجّ نحن "المؤمنون" إلى بيتاً يستضل تحت حراب أولياء هؤلاء الشيوخ ( مئة وخمسون عاماً ) بلياليها وببلاويها يعلون بالبنيان ويعلون بناء أفخم الجوامع وأترفها , يدمّر الغرب , من على ناصيتها وتحت سمع وبصر كهنتها من مشايخ ومُفتون ومن على ظهر أرضها أرض "الوحي" المنتشرة قواعدهم العسكريّة عليها وعلى أراضي دول خليجها , كلّ قطر عربيّ أو مسلم يحاول رفع رأسه عالياً رفضاً لـ"الكفرة" الغربيّون !!!! ...


يقيناً مؤكّداً لو كان الدين الحقّ يطبّق بالفعل بين أفراد العرب بقناعاتهم الذاتيّة دون مراجع كهنوتيّة وبدون مُفتون ومشايخ عفنة , ولو كان التطبيق الصحيح للدين لازال سارياً على عهد الرسول وعلى عهد آله الغرّ المحجّلين الميامين وعلى عهد صحابته البررة ولو طبّقنا عشرة في المائة من الدين ذاك لكنّا (( أعزّةً على الكافرين )) .. (( أشدّاء على الكافرين رحماء بينهم )) .. ولما وجد الغرب موطأ قدم واحد له يضعه فوق شبر واحد من أرض العرب من شمال الأناضول و "القسطنطينيّة" وسلسلة جبال طوروس شمالاً إلى تخوم "جنوب أفريقيا" جنوباً .. ومن حدود "جرجان" طهران الغربيّة شرقاً إلى المحيط الأطلسي وساحل العاج غرباً , ولهبّ المؤمنون المحمّديّون هبّة رجل واحد ينقضَون كالأسود على دبّابات "لورنس" ولدمّروها جميعاً منذ كانت تلك الدبّابات "تَنَك" مصفّح تسير بسرعة السلحفاة تدار بعجلات الأرجل وتقاد كما يقاد "البايسكل" واصطيادها سهل من فوق بعير قبل أن تنمو وتستفحل الآن إلى 70 طناً ثقلاً !! ...


ولكن ماذا نقول ؟ .. لا ندري .. ولا ندري أيضاً كيف هي "الطريقة" التي اتّبعها الغرب للضحك على "شريف مكّة" وعلى شرفاء الثالوث العربي المقدّس "بغداد دمشق القاهرة" ليورثنا هذا الغرب من الاستعمار العثماني نعاجاً جاهزة للذبح وقت شاء الغرب .. لم نكن نحيط نحن هذه الأجيال الأخيرة إحاطة المعايشة الملازمة لظروف ذلك الزمن السياسيّة .. لنجد أنفسنا نجيب عن "الّوّ" تلك بغير ما وجدنا فرضاً علينا أن نقولها الآن ونجيب عليها :ـ إنّها "السياسة" .. تلك السياسة التي وجبت على جميع الحكّام العرب منذ عصر ما بعد الحرب العالميّة الأولى أن يتبنّوا بالضدّ من جميع ما تمنّيناه بـ"لو" حتّى أصبحت بالتراكم الزمني "عادة" لهؤلاء الحكّام من الّذين تبنّوا السياسات الغربيّة في شكلها الببغاوي على طول الخطّ ثمّ ورّثوها للّذين أتوا بعدهم من حكّام , منذ ذلك التاريخ الحربي العالمي , ولغاية اليوم , الذي انتهى اخيراً تحت قدمي جحش الصهيونيّة العالميّة ومراسلها الحربيّ البار "حمـد" وبقيّة جحوش الغرب الاستعماري من الأحزاب والتيّارات الدينيّة بقيادة حزبي "الاخوان المسلمون" و "حزب الدعوة" ألـ "إسلاميّين" جسر الغرب الذي عبروا ولا زالوا يعبرون هؤلاء الغربيّون بأساطيلهم وببساطيلهم من فوق ظهورهم ومن فوق ظهر "حمد" ومن فوق ظهور مطايا الأمّة أكراداً وأعراباً "متديّنون" بدين موالاة الغرب ومن فوق ظهور جميع من صوّت على ضرب العراق وصوّت على حصاره ثمّ صوّت على حصار ليبيا ثم وعلى ضربها وتدميرها ثم صوّتوا على "تجميد" عضويّة سوريا البلد العربيّ الوحيد الذي لم ينتم بعد لـ"المجتمع النعاجي الدولي" الّذي تقوده الولايات المتّحدة الأميركيّة لمصادرة قرار سوريا السيادي وجعله قرار نعاجي أميركي يؤهّل سوريا لتنفيذ جميع الإملاءات الأميركيّة أوّلها مشاركة الجيش السوري أميركا جميع حروبها وجميع حروب الناتو مستقبلاً كما يفعل "عرب الجلهيمة" المشرّعة أبواب بيوتهم و"مراكز" عورات أعراضهم على طول الخطّ للغربي "الأشقر" ثمّ للانتقال إلى خطوة "نقل ملفّ سوريّا" إلى مفتي الديار الأمميّة لإصدار حكم الاعدام بها على يد عشماوي "الناتو" ثمّ لسوقها بعد ذلك نعجةً من نعاجها المجمّعون تحت زريبة "جامعة النعاج العربيّة" ولتنتظم سوريا الاخوان من ضمن هلمّة القرار "العربي" ضدّ أيّ عربي قد تتحرّك في شرايينه يوماً الغيرة والحميّة والنخوة والحسّ والإحساس القوميّ أو الإنساني أو الأخلاقي ليكون القرار ضدّه هذه المرّة ( بالإجماع ) .... ولكنّ "الإجماع" هذه المرّة سوف لن يكون له مكاناً بدستور جامعة النعاج العرب لأنّ "الإجماع" سوف يزول من قانون الجامعة هذه لأنّه .. ولسبب بسيط للغاية , لن يكون هنالك منذ سقوط سوريا لا سامح الله "قطر" عربي واحد خارج زريبة النعاج الغربيّة أو خارج عن عصا "الأدب" الغربي الغليظة التي تهزّها هزّاً أمام أنظار الأعراب كلّما ظهرت على شاشة التلفاز المتحدّثة باسم الخارجيّة الأميركيّة "كاترين".. ولا عجب .. ولا تعليق ..
 

 

 





الخميس٢١ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة