شبكة ذي قار
عـاجـل










لم أجد أختلاف بين أمريكا وايران حينما اطلقت عليهما في بحثي السريع هذا دولتان امبرياليتان فهما تمارسان نفس النهج العدواني ضد اعدائهما الافتراضيين من العرب والمسلمين ..وكلتا الدولتان تعطي نفسها الريادة القيادية وكأن الله قد اختارهما فامريكا تتزعم التيار المسيحي الصهيوني وايران الفرس تتزعم المد الصفوي وكلتاهما تعمدان على تدمير المسلمين ان كانوا عربا او اخرين وكلتاهما تحمل على عاتقها نبوئة تم تفسيرها بعيدا عن حملة القران الكريم وحافظيه بقدره الله تعالى وكل حسب اهوائه فامريكا تدعم التدمير والتقتيل بعرب الشرق الاوسط وكذلك الفرس وكلتاهما تسعيان وراء هدف التمهيد لنزول السيد المسيح او ظهورالمهدي المنتظر ولما كانت امريكا دولة مؤسسات فليس من الغريب ان نرى تقارير دراسات حيادية تبين وتقارن وتحدد ما حدث خلال العشرة سنوات الماضية وهذا احد التقارير يقول : لقد أنفق 19 خاطفا إلى جانب آخرين من تنظيم القاعدة ما بين 400 و500 ألف دولار على الهجمات التي نفذت بطائرات مخطوفة وأسفرت عن سقوط 2995 قتيلا وسببت خسائر في الاقتصاد تقدر ما بين 50 و100 مليار دولار.


والذي حدث بعد ذلك هو قيام امريكا بثلاث حروب لكن هل كانت هذه الحروب تستحق كل هذه التكلفة؟ . تقول كاثرين لوتز رئيسة قسم علم الإنسان في جامعة براون الامريكية والتي شاركت في الإشراف على الدراسة إن هذا هو السؤال الذي يريد كثيرون الإجابة عليه.


وقالت "قررنا أننا في حاجة إلى القيام بمثل هذا التقييم الدقيق لتكلفة اختيار خوض الحرب ,لاننا افترضنا أن الساسة لن يقوموا بمثل هذا التقييم".
والسؤال الآن هو ما الذي جنته الولايات المتحدة من التريليونات التي أنفقتها. في حروبها ضد العراق وافغانستان ؟


من الناحية الاستراتيجية فإن النتائج التي حققتها الولايات المتحدة مختلطة بين جيد وسيء لامريكا طبعا . لقد قتلت شخصيات مثل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والرئيس العراقي صدام حسين اخطر شخصيتين تصطدم وطموحاتها لكن لا يمكن على الإطلاق القول إن العراق وأفغانستان أصبحا نظامين ديمقراطيين مستقرين كما بررت الغاية من احتلالهما. كما زاد نفوذ إيران في الخليج وما زالت حركة طالبان رغم الإطاحة بحكومتها في أفغانستان قوة عسكرية لا يستهان بها هناك.


ويقول تقرير (تكاليف الحروب) الذي أعده معهد واتسون للدراسات الدولية التابع لجامعة براون إن إجمالي التكلفة ستكون 3.7 تريليون دولار على الأقل ومن الممكن أن تصل حتى إلى 4.4 تريليون دولاربنهاية العام الحالي 2011 .


هذا من ناحية امريكا, اما من ناحية ايران فلا يستجرىء اي جهاز او مؤسسة بداخل ايران على تحديد قيمة الاموال التي صرفتها ايران في حربها السرية ضد العرب والمسلمين , لانها ستتهم بالخيانة العظمى لكن على مدى الفترة منذ ان اجبرت ايران على ايقاف حربها مع العراق الى الان وبمقارنة واردات ايران النفطية ومستوى المعيشة التي تشمل عامة الشعب الايراني نستطيع ووفقاً لإحصاءات أوردتها وسائل إعلام إيرانية فإن إيران صدرت ما قيمته 59.55 مليار دولار من النفط والمنتجات النفطية والغاز الطبيعي والغاز المكثف في 11 شهراً (بين مارس/آذار عام 2009 وشباط/فبراير 2010). وبلغت الصادرات غير النفطية 40 مليار دولار كما صرح مساعد مؤسسة تنمية التجارة الايرانية .و شهدت الميزانية الجديدة للحكومة الايرانية لتبليغ التشيّع و ارسال مبلغين و فعاليات المذهبية لعام 2010 زيادة قدرها سبعة (7) أضعاف بالنسبة لعام 2009


يعني زيادة قدرها 639% و وصل المبلغ المخصص لهذه الاغراض الى حوالي 2.5 مليار دولار ولكن لا يوجد لدينا الرقم الحقيقي النهائي لهذه الصرفيات التي نعتقدها انها تزيد ب 20 -30 ضعف عما اعلن بيد اننا نستطيعان ان نحدد ضخامة الصرف بهذا المجال من خلال حجم ميزانية ايران فان حكومة الملالي اتمت صياغة الميزانية التي يبلغ رقمها نحو 368 مليار دولار كما صرح نجاد اي أكبر مرتين ونصف من ميزانية السعودية التي تبلغ 144 مليار دولار ..


أين تذهب اموال ايران الفارسية
ولما كان الشعب الايراني وخصوصا القوميات الغير فارسية يعيش حالة من البؤس والفقر وعدم وجود المشاريع التي تطور البلد وتنعشه اقتصاديا نجد ان هذه الاموال لابد وانها تذهب في غالبيتها الى ثلاث جهات وهي – الملالي وزبانيتهم – المجال العسكري – وميزانية خاصة للتشيع أي تصدير مايسمى بالثورة الايرانية.! ..فأين تذهب هذه الاموال ؟ ولمن تصرف ..


نستطيع تحديد اماكن هذه الصرفيات لكن بغياب الافصاحات الحقيقية تكون ارقامنا اذا وضعناها تخمينا غير دقيق ,لكن القاريء يستطيع ان يخمن بنفسه حجم تلك الاموال التي تصرف في هذه الاماكن التي سندرجها هنا وهي تعد بمليارات الدولارات .. فمثلا نرى بدولة الامارات ( وهي تعد بؤرة كبيرة للنشاط الفارسي التجاري والسياسي بالتقابل مع حزب اللات اللبناني ) تجد فيها شركات صغيرة لايرانيين كانت تعمل بمجال المواد الغذائية فاذا بها اليوم تتاجر وتمتلك من العقارات في كل دول الخليج العربي وسوريا ومصر فمن اين جاء هذا التدفق وما هي اغراض تبييض هذه الاموال المتدفقة من ايران الفارسية . وتتركز صرفيات المليارات في البحرين والامارات بالخصوص , اما شرق السعودية فهي تعتمد على مساعدة انصار ايران على التملك الشخصي لغرض تغيير الكثافة السكانية في ليس شرق السعودية فقط وانما امتدت الى مناطق اخرى مثل الرياض وقرب مكة والمدينة .


وحسوني في لبنان لا يختلف اثنان عن حجم المبالغ التي تدفع له من اجل تسليحه وتمويل رواتب جيشه الانفصالي عن لبنان ولا عن امتداد نفوذهم في سوريا من خلال شراء الاراضي والبيوت بمدن سورية محددة مثل المناطق التي تسمى بالسيدة زينب وما يجاورها وهي المناطق الوحيدة التي لم نرى مظاهرات ضد النظام فيها ! . كما ان تدفق الاموال الفارسية انتقل الى جزر القمر وبعض كمناطق افريقيا واخرها السودان حيث تم دعمها بما يزيد عن 4.5 مليار دولار لحد الان والتدخل مستمر مع تدفق الاموال .


وفي نبذة سريعة عما تم كشفه من ارصدة بنكية لشخصيات فارسية يتصدر هذه القائمة مجتبى خامنئي واخته فالمبالغ التي يملكها في الخارج تتعدى عدة مليارات من الدولارات موزعة بين بريطانيا و قطر ودبي وغيره مثل ابن نجاد وعمه الذي كان من قواد الحرس اللا ثوري الفارسي وغيرهم من رموز تلك الطغمة المتسلطة على رقاب الشعوب الايرانية وهم يستخدمون جزء من هذه الاموال في تحركاتهم المشبوهة في تصدير الثورة الصفوية .


بالامس القريب صرح حسن نصر الله قائلا : « إن إيران ليست معاديةً للعرب، وأنّ المشروع الإيراني بات مقبولاً من قبل الفلسطينيين والعرب » ! ولكن عنجهية وغرور اصحاب العمائم من الفرس وعمله جعلهم يكشفون اوراقهم ويقعون في الحفرة التي حفروها للعرب فبات الجميع يعرف نوايا ايران الفارسية ليس فقط من العرب وانما باتت اوربا اكثر قلقا هذه الايام من انتشار النفوذ الايراني في منطقة الشرق الاوسط وانكشاف سعيها لامتلاك السلاح النووي فبدأت بالضغط على امريكا كي ترفع ولو جزء من حمايتها .


الان كما نرى فان مليارات الدولارات التي صرفتها ايران الفارسية باعتبارها دولة امبريالية سعت هي الاخرى بل زاحمت امريكا على تمديد نفوذها في مناطق الشرق الاوسط والخليج العربي وافغانستان وما يحيطها وعبرت حتى مدت نفوذها الى افريقيا قد عادت اليها بالخيبة والانعزال بعدما تكشفت نواياها الشريرة للجميع وباتت اوربا اكثر حذرا ولوما لكل من ايران الفارسية وامريكا باعتبارهما قد دمرتا العراق العظيم مهد الحضارات ومركز الثقافة العالمية.. وابتدأ العملاء من حكام العرب ينسلخون و يعودون تدريجيا الى احضان الانكليز في تحالفاتهم بعدما اوجعتهم خوازيق الامريكان . فامريكا شرسة ومجرمة غير اخلاقية في نهب وسرقة اموال الخليج العربي وكذلك تعمل ايران الفارسية وهما الان يتنافسان من اجل ازاحة احدهما للاخر بهذه المنطقة , وعليه فان صرفيات الدولتين الامبرياليتين الفارسية والامريكية تتشابه في الغايات والوسائل والطرق التي صرفت من اجلها تلك المليارات والتي لم يستفد منها الا فئة محددة من تجار السلاح وزبانية الحاشية المحيطة بحكامهم وبعض العملاء من خونة الامة .نرجوا الله العلي القدير ان تنقلب صرفياتهما حسرات وويلات عليهما وعلى من ايديهما وسار بنهجهما . امين

 

 





الثلاثاء٢٦ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٢ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة