شبكة ذي قار
عـاجـل










التأريخ يقر ولا ينسى أن الكويت كانت جزء من جسد العراق الحي ، إلا أنها اقتطعت بصفقة سياسية توافقية بين المدعو مبارك بن الصباح الذي قتل أخويه محمد وجراح في 17 / 5 / 1896 وأستولى على حكم قرية الكويت مما أدى لأن يلتجأ أبناءهما إلى البصرة خوفاً من تصفيتهم من قبل عمهم الخائن وفي 23 / 1 / 1899 وقع اتفاقية بيع الكويت إلى البريطانيين بمبلغ خمسة عشر ألف روبية سنوياً ، وفي الخريطة الأتية ما يثبت الحقوق ويصونها ، وما ضاع حقٌ وراءه مطالب .


تُثبت الوقائع ويُؤيد التاريخ عدد المرات التي تم فيها المطالبة بإعادة الفرع إلى الاصل ، ففي العهد الملكي كانت مطالبات من قبل نوري السعيد والملك غازي ، وفي العهد الجمهوري كانت لعبد الكريم قاسم مطالبة أخرى بأن الكويت عراقية وكانت له محاولة عسكرية لأعادتها لولا التهديد البريطاني وتدخله بالأمر الذي حال دون ذلك وخيانة قائد الفرقة الخامسة المكلفة بالواجب ، ولا يمكن نسيان أو تناسي الامر الاخير في أعادتها بجد وحقيقة بالطريقة والالية التي لم تمكن حكامها من لملمة أغراضهم الشخصية قبل هربهم وتركها غنيمة للجيش العراقي الباسل في 2 آب 1990 .


يمكن ملاحظة كل هذه المطالبات التي يختلف فيها الاشخاص بالعقائد والأيدولوجيات والازمان ، مع عدم وجود توافق فكري بينهم أو انتماء عقائدي إلا إنهم توافقوا جميعهم على عائديه الكويت كفرع من الاصل وهو العراق .


وللقارئ اللبيب نًُذكر بالأسباب التي أدت بالحكومة العراقية لإعادة الكويت عنوةًً إلى الجسد الأم ، ولا بد أن يكون بالحسبان أن الامر لم يبدأ من فراغ أو دون تنبيه أو تذكير للغاوين من حكام الكويت الذين أمعنوا بأذى العراق بدلا من رد الجميل له وهو الذي دفع أنهاراً من دماء طاهرة زكية في رد ريح صفراء عاتية كادت أن تكتسح عروشهم وآخرين لولا نصر الله والعراق وجيشه الباسل . وتلك النقاط هي :


بدأت الكويت بتمارين عسكرية مشتركة ( لعبة حرب ) في تشرين الأول من عام 1989 بإشراف الأمريكان، تلتها شهادة الجنرال نورمان شوارسكوف أمام الكونغرس الأميركي في شباط 1990التي قال فيما نصه ((إن هناك حاجة لزيادة الوجود العسكري الأميركي في منطقة الخليج، محذرا من قدرة العراق على إزعاج جيرانه)) وهو الذي قاد قوات التحالف الثلاثيني الغادر لاحقاً ضد العراق لإخراجه من الكويت ، (( وهذا يؤكد النوايا الغادرة لحكام آل الصباح ويبطل الادعاء الذي يقول أن العراق بدخوله الكويت جلب القوات الاجنبية للمنطقة )) .


حفر الآبار النفطية بشكل مائل عند خط الدوريات الذي وضعته الجامعة العربية بحيث يؤثر هذا التصرف سلبيا على حقولنا النفطية في الجنوب .
مطالبة حكام الكويت بالمعونات المالية التي سبق لها أن قدمتها للعراق إبان حربها في القادسية الثانية واعتبارها ديون حية واجبة الدفع .


تخفيض أسعار النفط إلى سبعة دولارات للبرميل بدلا من 21 دولارا آنذاك ، بعد أن أغرق المعنيون في الكويت السوق النفطية بإنتاج خارج استحقاقهم المقرر من أوبك، رغم كل التنبيهات التي أطلقت في حينها ، الامر الذي أضر بواردات العراق المالية من العملة الصعبة وهو بأمس الحاجة لها .


كل هذه كانت سبباً لاتخاذ قرار الدخول إلى الكويت واستعادتها ، وما يؤكد سوء النوايا لمشايخها هو ما وقع بأيدي القوات العراقية من وثائق تؤكد النوايا السيئة والدنيئة الرخيصة لهم في تعاونهم مع القوات الامريكية لخطط وفعاليات عسكرية تستهدف العراق وشعبه حتى وإن لم يحصل الذي حصل .


يعلم الجميع ما فعله الحكام الذين سقطوا في وحل خيانة الامة وشعوبها وما جلبوه للمنطقة عموماً وللعراق خصوصاً من أذىً بالغ بافتراءات وكذب وما الفعل الذي قامت به المدعوة نيرة في واشنطن من دور تمثيلي مأساوي في شهادتها في مجلس الأمن من ذلك ببعيد حيث شاهد الناس الفتاة الظاهرة في الصورة اعلاه على شاشات التلفزيون الامريكية والعالمية وهي تدلي بشهادتها عن جرائم الجيش العراقي عندما دخل الكويت (( تم تقديمها على انها ممرضة تعمل في مستشفى العدان بالكويت، شاهدت "بعينيها" كيف يقوم الجنود العراقيين بإلقاء الاطفال المرضى وحديثي الولادة على البلاط ليموتوا من البرد، يشهد على صحة أقوالها "الدكتور" عيسى إبراهيم. ويقول ان مائة وعشرين (120) طفل ماتوا في المستشفى وهو بنفسه قام بدفن أربعين منهم . قال "الدكتور" هذا الكلام أمام مجلس الامن ، في مشهد آخر من مشاهد المسرحية )) ، كان لهذه الشهادة الاثر الكبير في تعاظم الحقد على العراق وجيشه وشعبه من قبل مجلس الامن وأعضاء الكونجرس الامريكي ، الامر الذي زاد من العقوبات الدولية وأحكام الحصار على العراق وشعبه ،


بعد سنة من خروج الجيش العراقي من الكويت، اتضح أن "الممرضة" لم تكن إلا ابنة السفير الكويتي في واشنطن سعود الصباح ، ولم تكن متواجدة في الكويت عندما دخلها الجيش العراقي ، ولا تعرف شيئا عن التمريض. واسمها الحقيقي هو نيره سعود الصباح في حين أخفت أسمها عند سؤالها أثناء الشهادة بحجة خوفها على عائلتها من البطش والتنكيل و التي كانت موجودة في الكويت حسب ادعائها ، وكان عمرها 15 سنة عندما قامت بذلك الدور التمثيلي ، كان لهذا الامر بالغ الاثر فيما لحق بالعراق وشعبه من عقوبات اقتصادية ترتب عليها الكثير من الاذى الذي ناله شعب العراق وخصوصاً أطفاله ، الامر الذي تسب بموت عشرات الألاف منهم أو أعاقتهم أو أصابتهم بأمراض مزمنة ، ويستمر المسلسل بمشاركة حكام الكويت وبشكل فاعل في تسهيل احتلال العراق وأسقاط حكمه الوطني بفتح أراضيها وقواعدها للجيوش الاجنبية إضافة لقيامه بإيواء السفلة والمجرمين والعملاء والخونة ممن أتخذوا من محاربة النظام الوطني العراقي هدفاً وشعاراً ومضوا في تسهيل دعمهم وتسهيل دورهم وصولاً لاحتلال العراق وتدمير بناه التحتية بشكل فاق ما عمله هولاكو وسواه من عتاة المجرمين من قتل وتدمير وأذلال لشعب العراق .


لا ينسى الشعب العراقي النجيب ما قام به من رافق القوات الغازية الامريكية من فيلق المترجمين وعناصر المخابرات الكويتية من تسهيل حرق المكتبة الوطنية وسرقه موجودات المتحف الوطني العراقي ومتحف الفنون الوطني الذي كان يحوي نفائس اللوحات للفنانين العراقيين أمثال فائق حسن وإسماعيل الشيخ وخالد الرحال وجواد سليم وآخرين كثر ( بحيث بيعت تلك اللوحات في أسواق دول الجوار بأثمان لا تسد ثمن المواد الاولية التي صنعت منها ) أضافة لسرقة المصارف وتدمير مراكزه البحثية والاشتراك بقتل الكثير من عناوين قياداته الفكرية والعسكرية والعلمية ولا زالت للحظة تقوم بالبحث أو الدلالة على عناصره الخيرة من كبار الضباط وقياديي حزب البعث والناشطين المعارضين للمحتل ورموزه والكفاءات العلمية بقصد اغتيالهم وتصفيتهم جسدياً لإفقار العراق وإفراغه من مكوناته التي يمكن ان تعيد بناه التحتية بعد انقضاء وزوال هذه الغمة بعون الله تعالى وهمة أبناء شعبه الغيارى والحرائر فيه .


لا ننسى ما قامت به هيئة الاخذ بالثائر ( وهي منظمة كويتية أُسست بعد خروج الجيش العراقي من الكويت مهمتها إيذاء الشعب العراقي بمختلف الوسائل والاساليب مثل إدخال أكياس دم ملوث بالإيدز أو الرز الملوث بعصيات الطاعون أو نشر أنواع من الجرذان المصابة بمرض الطاعون في المزارع جنوب العراق بقصد إتلافها ونشر الامراض بين الفلاحين فيها ، أساليب حقد أسود لا يوجد مثيله حتى عند اليهود أنفسهم ) رغم كل ذلك لا زالت الكويت البلد العربي الشقيق الجار الحسن ومن باب رد الجميل للعراق تجاه موقفه العروبي الاصيل في صد الريح الصفراء عن المنطقة بأكملها وتضحيته بأبنائه البررة إن شاء الله تعالى يتقبلهم شهداء ويوم أقدمت الجارة الغادرة بفعلتها الجبانة في محاولة قتل أميرها الصباح ، خصص العراق يوماً كاملا من الفعاليات العسكرية على طول خط الحدود مع إيران وقامت قواته الجوية وطائراته السمتية بالعشرات من الطلعات الجوية مما أوقع يومها أفدح الخسائر بالقوات الايرانية رداً لاعتبار ( أميرها ) وأخذاً للثائر من محاولي اغتياله ، تبقى الكويت مصرة كل الاصرار على إبقاء العراق تحت البند السابع من قرارات الامم المتحدة بالرغم من زوال السبب الذي فُرض من أجله هذا البند والاصرار القوي على استمرار تسديد العراق لفاتورة التعويضات التي أثقلت كاهل شعبه مع أن العراق سدد ما فاق كل تلك الاموال والتقديرات .


يستمر أذى حكومة الكويت وحكامها إمعاناً وقسوة وتنكيلاً ، فها هي تدعم الافكار الداعية لتجزئة العراق بما يسمى أقاليم وفيدراليات وخصوصاً في الجنوب ، ظناً منها أن قيام هذا الاقليم سينسي شعب العراق عائديه الكويت ويحبط من مطالبتهم ، وما رافق ذلك من دعم لأحزاب الطائفية كحزب الدعوة العميل وما يسمى بالمجلس الاسلامي الاعلى في العراق والقوى الرجعية والعميلة في العراق ودعم كل ما يتسبب بأذىً كبير للشعب العراق وزيادة فرقته وهدر الدم فيه .


وما مشروع بناء ميناء ( ألا مبارك ) إلا مثلاً آخر يضاف لسابقاته فيما يُراد من خنق المنفذ البحري العراقي ورئته الوحيدة .
صبراً يهود الخليج وصهاينته ، لا تستهينوا بمن وصفهم فاروق الامة رضي الله تعالى عنه وأرضاه ولعن قاتله ( بجمجمة العرب وبيت رجالها ) سيقدم يومكم وتمضي فتنتكم ويغدو شركم ويبقى العراق قوياً بإيمانه بالله القوي الملك الجبار وقدرات شعبه التي ما انفكت يوماً إلا لتكون المطرقة التي تطرق رؤوس الاعادي وترد كيد الكائدين ، خسئتم وخسأت أفعالكم الجبانة وخاب فألكم .
ستدفعون ثمن غدركم وخيانتكم وتواطؤكم مع المحتل وعونكم له ، وسيكون ثمناً غالياً جداً ، ستلاحقكم لعنة الله تعالى وعباده الخيرين المؤمنين بحتمية نصر الله .
ينبغي أن يفهم أولئك الحكام الخونة أنهم يبنون لنا نحن أبناء العراق إذ سيعود كل ذلك للعراق وشعبه يوماً قريباً بعون الله .


لن تنفعكم الرشاوى التي قدمتموها للحمار الوحشي هوشـ يار زيباري ولا لضخامة إجلالـ الطليـ باني أو سواهم من خونة العراق ولا ينفعكم إيواءكم لكتكوت الحوزة عمار الحمير أو دعمه ولا المأبون أحمد الكلبـ ي ولا كل الدعم المقدم للمشاريع الانفصالية بصور الفيدراليات أو سواها ، لأن كل هؤلاء سيمضون قريباً جداً بعون من الله وثم إصرار العراقيين الغيارى الشرفاء من المقاومين الابطال والقوى الوطنية الخيرة وكل الجمع الخير من أهل العراق على تنظيف العراق من الدرن والقذارة التي لحقت به .


ستمضون إلى مزبلة التاريخ تلاحقكم لعنة الله واللاعنين من عباده الخيرين المؤمنين بقدرات شعب العراق وقواه الخيرة ويبقى العراق وسيعود قوياً بعون من الله كما كان وزيادة ، سيعود الفرع إلى الاصل إن شاء الله تعالى .


( ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) .


الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر

 

 





السبت٣٠ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غريب في وطنه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة