شبكة ذي قار
عـاجـل










"... نحن لا نحب الجبل لكونه جزء من العراق فقط و إنما نحن نحب الجبل في شمال وطننا بالدرجة الأولي  لأن عليه شعبنا  فمن موقع الدفاع عن شعبنا ندافع عن الجبل ... و أنت تدافع عن الجبل يجب أن يكون واضحا لديك أنك تدافع عن شعبك الذي يعيش على الجبل بالأساس ."

                                                                                "صــــــــدام حسيــــــــــــــن" 

 

 

و أخيرا تحولنا إلي تلاميذ في مدرسة سقراط ... جيد لا مانع من ذلك عند من تعلقت همته بالتعلم من الآخر  مهما كان هذا الآخر ...طالما أن الهدف المنشود مشترك علي الأقل في ظاهر الكلام (كيف تتجاوز الأمة أزمتها و تحقق طموحها دون أن يكون الفعل ذا أثر مرتد إلي الوراء) أما النيات فالعلم عند الله ... و قبل أن أدخل في النقاش أود الإشارة إلي جملة حقائق علي الأقل بوجهة النظر التاريخية قائمة و تفنيدها يبدو صعبا من الناحية العلمية علي الأقل ...هل  مشاريع النهضة الحديثة أي نهضة كانت بالنسبة للأمم  يحكمها زمن محدد؟ أم هي حالة تفاعل دائم  بين ما هو داخلي  و ما هو خارجي مساعد أو معطل  ... فيه ناتج منتكس معرقل كما فيه ناتج تصاعدي داعم إلي أمام؟  ... قطعا الزمن  يصبح  نسبي هنا باعتبار مدي فاعلية التصور و أهمية الأداة الموظفة لتفعيل هذا التصور أفقيا داخل الأمة المعنية ... لذا ما أراه من استعجال بصيغة  اتهام الآخر بعدم الفهم ...من ناحية  و من ناحية أخري الإقرار بفشل المشروع القومي ...من خلال طرح السؤال ماذا نريد؟ يفرض علينا قراءة الواقع العربي  كما هو من ناحية ومن ناحية أخري  تأشير سمات العجز القائم فيه و طرح البديل .

 

I الواقع العربي ماذا ؟

 

"حالة تردي .وضعية مزرية. وضع عصيب. العرب علي مفترق الطرق..."....أوصاف لوصفات يرددها العــــــام والخــاص من فوق المنابر السياسية والثقافية. داخل المساجد نجدها في وسائل الإعلام السمعية والبصرية والمكتوبـــــــــة وتتكرر حتى في الجلسات الخاصة والعامة الكلام الذي نستهل  الجلسات ونختمها به قبل دخول قوات عالم الحرب العراق ونحن نتابـــع مجريات الغارات الجوية اليومية عليه وتأثير الحصار المقيت على أبنائه أو فعل الماكينة الصهيونية وهـــــي تقتل الشجــــــــر والبشر وحتى أمل الحياة في نفوس شعبنا في فلسطين بتجريف الأرض وهدم المنازل ...كلاما ازداد تأكيدا بعد انتشار قوات عالم الحرب "الأنقلو أمريكي الصهيوني الإيراني " في العراق و تسريح ما فرخته ماكينته الصناعية من آلات دمـــــــــــار و أدوات بشرية مبرمجة على فعل كل ما هو قـــذر من محتشدات تعذيب و اغتصاب و تقتيل حتى للعجز بالمساجد .... و يأخذ أبعاد جديدة  مركبة بعد اندلاع الحراك الشعبي العربي في تونس و مصر بصفة تلقائية طموحة و امتداده الي ساحات قطرية بصيغة لا تخفي التدخل الخارجي كعامل حاسم ...فهــــل حقيقة يمكن تصنيف وضعنا بما فيه ضمن هــــذا التصنيف العام أم أنه غير ذلك ؟ وما هي مواطن القوة ونقــــــــاط الضعف ؟

 

1ـ  لا لمثل هكذا كلام  : إذا ما نظرنا بشكل عام  و عرضي يبدو الكلام المتداول حقيـــــــــــقة واقعية وملموسة غير أن ما هو مـــــــلموس في الواقع الظاهري المحسوب هل يتطابق مع الواقع المادي بكل سلبياته الحسابية... طبعا هـــــــــــــذا يقود إلي تحليل بالمقارنة بــــــين ما هو موجود ضمن سياق الواقع المرئي والمراد أن يكون عليه في نظر "من يود للأمة أن تبقي تراوح في ذات المكان إذا لم يكن يود إنهاؤها بالكامل  "  و بين طبيعة هــــــذا الواقع وما يطرحه من ايجابيات رغم ثقل السلبيات و تأثيرها العــــــــكسي وبالضد مـــــن الطموح المشروع للأمة في استـــــــعادة موقعها الإنساني المشرق في نظر الخيرين من أبنائها.

 

فالقول بتردي وضعنا والجزم بالحالة العصيبة للأمة العربية يستوجب الابتعاد عن التعميم المراد بــــه تكريس هــــذه الحالة السائدة و جعل باب الأمل مغلقا أو صعب المنال... و لكون الكلام المتداول يتخذ هدا المنــحي حتى لدي المــــــــثقفين و بعض المحللين دون استحضار ماضي الأمة وان فعل  ذلك  فبــــــــشكل انتقائي و لا يقرأ حاضرها إلا بشكل مــــجزأ ... أي النظر إلي الأمة  من  زاوية  الرؤية  الميكانيكية  و غياب  القراءة  العلمية الجدلية لــــذلك التقرير بالحالة كما هي تقرير ظاهري (الحركة الظاهرية) لا يستقري   تفاعل ماضي الأمة بحا ضرها و مستقبلها .. وحتى يتطابق ما نقول مع مــــا هو موجود وجب أن نبين   كيف و لماذا  تتخذ هــــــده المرحلة مثل هذه المواصفات و لمـــــاذا لم تشهد الأمة ظروفــــــا بهذا التعـــــــــــــــقيد من قبل؟

 

لنأخذ ما هو أساسي من الإيجابيات في حاضر الأمة و حاضرها ليس أللأنظمة التي فيها وإنما أبناؤها... قطعا سنرى أن العربي الآن أكثر وعيا و أغزر ثقافة و أكثر  معرفة بالعلم و أقدر على التعامل معه مما كان عليه قبل خمسين سنة فترة المواجهة مع الاستعمار و حتى قبل عشر سنوات من الآن... ولأن أي شعب أو أية أمة يريد أبناؤها أن يلعبوا دورا مؤثـــرا ومتميزا في عملية النهوض وجب توفير شروط المرحلة المتمثلة في هذين العنصرين  الثقافة والوعي و المعرفة العلميـــــة  اللذين  يمثلان شروط المرحلة في خواص الإنسان العالمي "...فلكي يكون الإنسان قياديا ( فاعلا ضمن الحلقة الاجتماعية التي ينتمي إليها) ينبغي أن يكون مثقفا ثقافة شمولية في الحياة واعيا بالنظرة التجريديــــــــة و العمليـــــة للـــــــحياة " أما العنصر الثالث الهام أيضا فيتمثل في الثروة التي مثلت قديــــــمــا  تمثل في الحاضر دعامة أساسية للنهضة و العرب الآن ليس بقياسات ما تختزنه الأرض من إمكانات غير مستخدمة أو هي محل استخدام في جزء منها و إنما بمــــا يمتلكوه مكشوفا و متداول هم أكثر ثراء مما كانوا عليه قبل خمسين سنة أو حتى قبل سنــــــــتين من الآن رغم الاحتلال وتبعاته و رغم تكلفة الحراك الشعبي القائم  إذا كانت هده العناصر هي مقومات النهضة و التطور و هي كذلك بالنسبة للأمم سواء في تاريخها القديم أو الوسيــــــــط أو الحديث أو المعاصر فلماذا هذا العجز في توظيفها عربيا رغم توفرها بصيغ متنامية و في كل الأقطار؟

 

2 ـ  الواقع العربي العجز لماذا ؟   أولي السلبيات هي وليدة الإيجابيات المذكورة  و تتمثل في الاستخدام المنحرف للعناصر الثلاثة تحت أغطـــــــية ومبررات بالضد من مصلحة الأمة. فالثقافة و الوعي أصبحت تستخدم و في جزئها المؤثر والهام بالضد من النهوض بالأمة أو لتشويه ما بمكن اعتباره  مضي في مسيرتها التاريخية  و نظرة بسيطة و عابرة  للإعلام العربي تجعلنا نكتشف مدى الانحراف في استخدام هدا العنصـــر ففي الوقت الذي تؤكد فيه الأمم الأخرى علي ذاتيتها الحضارية و على امتدادها الثقافي و الفكري و علي قيمها و مصالحها  ينكفئ الإعلام العربي قطريا أو يهرب إلي ما هو أممي تحت غطاء العقلانية و حوار الحضارات في الــــــوقت الذي  تتعرض فيه الهوية الوطنية و القومية إلي الطمس و التذويب أو باتجاه الاستخدام لمسميات أو اتخاذ مواقف تــــــــثير السخرية و الاشمئزاز لتتدني الثقافة و الوعي إلي مستوى   يشرع فيه القضاة و هم النخبة انطلاقا من إطلاعهم على ما هو شرعي و ما هو وضعي من القوانين ما يعتبر كفرا بمقياس  الوعي ... عندما يصغــــــــــون أو يزكون استفتاءات شكلية حول إعادة صياغة أو تنقيح الدساتير القطرية لتثبيت حالات هي بطبيعتها مهترئة أو ذاهبـــــــــة للزوال ...ومشاركة البعض منهم في وضع الصيغ أو مناقشة صيغ جاهزة و مقدمة من الاحتلال بما يسمح بتلميع صورته .. و الأكثر انحراف  أن تتحول مؤسسات (الحوزة العلمية في النجف  و اتحاد علماء المسلمين ) المؤتمنة (أمينة) علي ما هو روحي  جامع إلي وكالات تسويق لما هو مناقض للشرع  نصا و حديثا وصولا إلي تقديم برامج ظاهرها مناقشة وضع الأمة و حرية الرأي والتعبير و باطنها التهريج و العرض المســـــــــرحي البذئ و تتحول الثروة إلي وسيلة لتخريب الذمم ليحصل التباعد بين أبناء القطر الواحد وبين أبناء الأمة الواحدة تخريبا  وصل حد استخدام إمكانات الأمة التي من المفروض أن توظف كعنصر من عناصر تقوية التفاعل و الترابط بين أبنائها لا أن تستخدم في حث الأجنبي علي إلحاق الأذى بالأمة  أما العلم و نتيجة تغييب التفاعل المطلوب بين الفكر والسياسة و الواقع في إطار المبادئ   فقــــــــد ابتعد عن قضايا الأمة ليصبح حامل العلم يشكل طبقة علي مستوي الفكر والتصرف و التملـــــــك  و تحول باختصاصه إلي فئة ذوي الامتيازات لينحرف حتى بالطموح و يصبح يفضل العمل في أوروبا أو أمريـــكا علي تونـــــس أو اليمن و في الشركة الأمريكية  س أو الألمانية  ص علي مؤسسات قطره. أما العنصر الثاني فتمثله القطرية التي لم تفرخ  هياكل عميلة فحسب بل فئات تدافع عنها و إن لم تكن لها أية مصلحة في دلك انطلاقا من تشويه الدولة القطرية للتربية ببرامج لقيطة ليست وليدة الحاجة الوطنية أو بتوجيهها للإعلام بما يجعـــــل تبعيتها مستندة إلي قواعد مادية داخل المجتمع بحيث أصبحنا نجد الطالب في الجامــــــعة و الفلاح   و القاضي و المحامي والمهندس الذي لا يتردد في استخدام ما تستخدمه الدولة القطرية من أدوات تحليل رغم أن المصلحة المادية لهذه الأطراف  تتناقض وبشكل صارخ مع ما يستخدم في التعبير عن الموقع الذي يمثله أو ينتمي إليه كل طرف وإذا ا كانت الدولة القطرية مطلبا وطنيا و نضاليا في فترة المواجهة مع المستعمر فتطورها و امتدادها بصيغة برامج متقابلة فكرا و ثــــروة و أجهزة و في ظل ارتباطاتها الخارجية أصبحت عاملا سلبيا هاما خاصة و إن  حماية الأطراف الدولية للقائمين عليها لم تعد تقتصر علي الأبواب الخارجية للدولة القطرية كما هو الأمر قبل أربعين أو ثلاثين سنة  بل انتقلت إلي الأبواب الداخــــلية للقصور الرئاسية أو الملكية أو الأميرية إن لم تكن عند أبواب غرف النوم مما جعل الحاكم العربي يستند في مراقبة شــــعبه لا علي إمكانيات الدولة القطرية رغم تطورها و إنما علي أجهزة الدولة الحاضنة له و بما يخدم مصالحها و تصوراتها المـــيدانية أو السوقية (الإستراتيجية) لا بما يخدم مصلحة القطر أو الأمة  حالة شملت حتى التجمعات الإقليمية كالتجمع الخليجي أو ألمغاربي... و هو ما سهل لهذه القوي تحقيق ما حققته من اختراقات داخل الحراك الشعبي العربي بلغ حد *إطلاق تسمية هذا الحراك بالربيع* رغم أن فعله لا يزال لم يتخطى حالة الحرث الذي يترقب نزول الغيث ( المطر) و لو أنه كان بصيغة عاصفة في ليبيا ... و رياح صفراء(مال سياسي و تهديد أمني) علي حافة صناديق الاقتراع  في كل من تونس و مصر ..

 

أما العنصر الثالث التعويل علي الهيآت و المنظمات الدولية أو الإقليمية متناسين أن هذه المنظمات  و الهيآت هي وليدة الحرب العالمية الثانية, الحرب التي مثلت محطة هامة بما أفرزته من تداعيات أفضت مجتمعة إلي إعادة  صيـــــــاغة العلاقات الدولية صياغة جديدة قديمة  و نقول جديدة قديمة انطلاقا من انبناء العلاقات الدولية اثر الحرب علي ثنائية  الاستقطاب  وهي حالة سائدة قبل الحرب سواء في فترة الصراع الفرنسي ـ الأنـــقليزي أو  الأنقليزي الفرنســـــي - الألــــماني  و امتدت بعد الحرب في المواجهة السوفياتية ـ الأمريكية التي طورت الصراع ليــــشمل أبعادا  أخــــــــــري إيديولوجية و إستراتيجية . هذا  التحــــــول أدي إلي هياكل تنظيمية ـ ترتيبية تضمن الامتداد السياسي والفـــكري و العسكري و الإقتصادي لهدا الطرف أو دلك تمثلت في العديد من المنظمات العالمية أو الإقليمية كمنظمة الأمــــم المتحدة , منظمة الوحدة الإفريقية ,جامـــــعة الـــدول العربيـــة و صولا إلي الهــــــــــياكل العسكرية المعبرة عــــــــلي هذا التحول و التي مثلتها التحالفات العسكرية  كالحلف المركزي و حلف شمال الأطلسي بقيــادة الولايات المتحدة الأمريكية أو حــــــلف  وارشو المقابل لـــــــه.... و إذا كانت الأحلاف العسكرية و المنظمات المتفرعة عنها تعبيرا عن الحـــــــــــالة العسكرية بالتقابل بين الكتلتين

 

فان المنظمات الإقليمية والقارية  و العالمية  كالأمم المتحدة خاصة هي ساحــــــــــات تقابل أوسع بين الكتلتين تعمــــــل كل واحدة منهما علي الامتداد أو التفرد بإدارتها بالنيابة ( أي استخـــــــــــدام الأطراف الفاعلة سياسيا و اقتصاديــــــــــا و المرتبطة بها إيديولوجيا) و هي حالة تنطبق عـــلي جامعة الدول العــــــــــربية التي نشأت بقرار بريطاني أساســـــــا و بمساندة فرنسية  بحكم كونهما قوتان فقدتا مكانتهما السياسيـــــــــــة   اثر الحرب  وعملتا من خلال دلك الإبقاء عــــلي شكل من أشكال نفوذهما. و بحكم علاقة هاتين القوتين بالولايات المتحدة في فترة الحرب البــــــــــاردة  و الوفـــــــــاق الدولـــي آلت جـــــــــــامعة الدول العربية إلي تبعية للولايات المتحدة الأمــــــــــريكية رغم المحاولات الجادة فـــــــــي الوصول بها إلي حالة من الاستقلال سواء  من قبل مصر بقيــــــــــادة جمال عبـــــــــد الناصر أو في نهاية السبعينات و التي قادها الــــــــــعراق بقــــــيادة حزب البعث العربي الاشتراكي بعد زيارة السادات إلي القدس و تـــــوقيعه لاتفاقيات  كــــامب ـ  دافـيـــد ...  محاولة كلفت العــــــــــراق إلي جانب توجهه  الاقتصادي السياسي و الفكري حروبا متتالية  وانتهت إلي احتلاله سنة 2003  بمســـــــاعدة من أطراف عربية رسمية من خلال الســــــــكوت عــــــــــلي الاحتلال ( اذ  لم تتجرأ أي من الدول العربية علي إدانة الإحلال أو أعماله القدرة )  و بمشاركــــــة فعالة من أطراف  عربية رسمية أخري سواء مادية أو لوجستية لقوات الإحلال البعض منها يطالعنا الآن ذارفـــــــــا لدموع الخـــــوف علــــــي وحدة العراق و عــــــروبته و كأنه لم يكن طــــــــــرفا من الأطراف التي تسببت في دلك.... دون  أن ترتقي مواقف هــــــــــــذه  الجـــامعة إلي مستوي الدفاع عن مصالح الأمة التي تمثلها سواء حسب ما هو مكــــتوب  ومتفق عليه و علي أساسه تأسس هــــــــــذا الهيكل أو لدى ما هو متعارف عليه عند الإنسان العادي و كما يحـــــــاول الإعلام العربي إقنـــــــــاع المواطن العربي به .لدلـــلك فالتعويل علي هـــــــذا الهيكل في الارتقاء بالأمة إلي مستـــــوي المحافظة علي مصالح  أبنـــــــــــــائها يبقي طموحا طوباويا ( خياليا) فالجامعة العربية و في أحسن حالاتها لا تعــــدو أن تكون  أكثر من ساحة من ساحات المزايـــــــــــدة بين أنظمة الدولة القطرية في الوطن العربي اجتماعاتها لا تختلف  في محصلتها عن برامج ( الــــرأي  و الــــــرأي  المـــــــعاكس) التي تقدمه قنـــــــــاة الجزيــــــــــرة بإشراف

 

الدكتور فيصل القــــــــاسم , عناوين مغرية تلامس هموم مختلف الشرائح الاجتماعية  لهذه  الأمة تنــــــــــاقش بمضامين  و رؤى ظاهرها نضج  فكري   و معرفي و باطنها   مـــــزيدا من تكريس عجزنا في الوصول إلي الحـــــد الأدنى من التوافق في النظرة إلي مشاكلنا المصيرية التي يمكن أن تجمع أغلبية أبناء الأمة خلفه .  باستخدام هـــــذه المقاربة نري أن واقعنا العربي لا كما يصور من تردي و تعقيد المراد  منه النفور وخلق حالـة فراغ فكري و سلوكي و وجداني تجعلنا نتكلم بصيغة فشل المشروع القومي أو تحميله تبعات ما هو قائم بما يبرر الأرضية لمشروع الأسلمة السياسية  لتسهل للقوي الدولية  تمرير مخططاتها التي انكشفت في جزء هام منها منذ احتلال  العراق  و  وضع قيادته  الشرعية في  الأسر ( مشروع  الشرق الأوسط الكبير) و اغتيال أبرزها و أكثرها تأثيرا لا قطريا و إنما عربيا ... و لكنه ليس بالوضع الخـالي من حالات الفساد المبرمـــج ... والتراجع بل ليس التراجع لأنه ليس هناك ما هو مشرق و قد تراجع الآخرون عنه   إنما  حـــــالة الاستقالة  أو التخــــــــلي عن المسؤولية بإطارها التاريخي و ليس بإطار الحاكم  و المحكوم أو الموقع و مسؤولية الحكم. فما العمل للتجاوز؟ و ماذا نريد ؟

 

II)  ما الـــــــــــــعمل ؟ ماذا نريد؟

 

1ـ ما العمل  :إذا  كانت القيـادة و من بعدها المقاومة العراقية الباسـلة قد تجاوزت هدا الواقع  وهي  تواجه اعتي ماكينة عسكرية و اقتصادية و إعلامية   مما جعلها مستهدفة بشكل مبـــــــاشر في مختلف صفحات المواجهة التي عرفــــــتها علي مدى بناء تجربة الــــــــعراق و خاصة منذ  تأميم الــــــــنفط و حتى الفصل الأخير غير المكتمل من المواجهة العسكرية  و  ما تواجهه من تعـتيم إعلامي و سياسي مقصود فالأحرى بالمثقفين و القوي السياسية و منظمات المجتمع المدني العربيــــــة    أن ترتقي إلي مستوى الظهير الساند إلي ما هو خير في هـــــذه الأمة لا أن تتعامل مع الواقع علي أنه حقيقة مسلمة يصعب تجاوزها و إن كانت حالة الاستقالة و التخلي لها ما يبررها خلال ســـــــــــــنوات الحصار الجائر بسبب العلاقات السلبية

 التي كانت سائدة نتيجة تداخل الرؤى و تحت لافتة رأب الصدع العربي كما روج آنذاك أو تحت طائلة الأخـــــــذ بالخاطر علي حســـــــــــــــاب شعب بأسره  فاستمرار هذا الســـــــكوت في السنة  الثالثة  للاحتلال  و ما اقترفه و يقترفــــه يوميا بشكل مباشر  أو ما قامت وتقوم به  نيابــــــة عنه  الأطراف القادمة علي دباباته  و التي هي خليط من المهربيـــــن ( الأطراف الكردية )  و محترفي  التدليس و السرقة العالمــــــــــــية ( ألجلبي و جماعاته ) و بعض موظفي مكاتــــــب  وزارة  الخارجية  الإيرانية و ما يسمى الحرس الثوري  الإيراني ( فيلق القدس ... الحكيم و مجلسه الثوري...فيلق الغدر ما يسمى بفيلق بدر العميل . الجعفري والمالكي  حزب الدعوة  الذي أسسته مخابرات شــــــاه إيران نهاية الخمسينات  ولبس لبوس التقوى الخمينية  في السبعينات  مع  آية  البهتان السيستاني و مرجعيته ولاية الفقيه)  هذه الحالة لا نجد لــــها أي مبرر أو تفسير موضوعي الآن... بل الأسوأ  أن يتحول بعض المثقفين  و المنظمات  و القنوات الإعلامية إلي وكالات تسويق للديمقراطية الغربية التي لا تقبل بغير انغماس الأعناق في وحل العمالة للأجنبي علي حســـاب الأرض و العرض و لا أعتقد أن شخوص ما أفضت إليه اللعبة الدموية الأمريكية في العراق ليست ماثلة أمام أبناء هده الأمة صورة اكتملت بما أفضت إليه خطابات القرضاوي و مستعجلي سقوط رموز الاستبداد  في ليبيا بأي ثمن كان  .. أو تلك التي حلت في قصر قرطاج  أو بالقصبة بتونس أو التي ستحل خلال أيام أو أشهر في مؤسسات السيادة بمصر  ... و شتان بين من يلح و يستعجل  سواء  بقناعة فكرية  أو نتيجة استجابة الطفرة للشارع لإسقاط أنظمة مستبدة في ظرفية يغلب عليها التداخل لا فقط المحلي و إنما الأجنبي حتى و لو كان ذلك بكلفة أرواح و ترويج خطاب الطوائف  بما يقسم  الشعب و يفكك الوطن ... و بين الذي يؤكد حق الشعب في الكرامة و الحرية و المشاركة في صنع القرار مع تجنيبه الشرذمة و الاقتتال الداخلي ...بين الذي يحصر اهتمامه في السلطة أولا ... و بين من يري أن السلطة ليست غاية في حد ذاتها بقدر ما هي وسيلة لخدمة الشعب علي طريق المبادئ  ..ٌ...

 

2 ـ ماذا نريد : ـ نبذ الصراعات بمختلف أشكالها الدينية الاثنية الفكرية بما يعيد للشعب لحمته ويضيق مساحة الفراغات التي من خلالها تتسرب القوي المعادية للأمة و الشعب في الوطن العربي لزرع الفرقة و توزيع الأمة أو الشعب إلي طوائف و الوطن إلي كنتونات.

 

ـ تأشير الأنحرافات في الفكر و الفعل للحركات الاسلاموية المصعدة و المصنعة.

 

ـ في ظل الموت ألسريري للنظام العربي الرسمي دعوة كل القوي العربية السياسية الوطنية و القومية و الإسلامية إلي الانتقال في عملها من مستوي مؤتمرات التدارس إلي صيغة الفعل الجبهوي بكل ما يعنيه العمل الجبهوي من تخطيط ( برنامج قومي ) و تصريف فعلي (هياكل) قوميا وقطريا... و بما يمكنها من تمثيل الأمة و الدفاع عن مصالحها القومية من خلال برامج واضحة تقطع مع صيغة منح التزكية النضالية..

 

ـ تقدم الأمن القومي العربي علي الأمن الإقليمي لما يمثله هذا الأخير من مدخل للالتفاف علي حقوق الأمة التاريخية و بما يعطل حركتها و يشتت جهدها خدمة لإستراتجيات أطراف إقليمية علي حساب مصالح الأمة العربية في التحرر و الوحدة .. و لنا المثال البارز في تعدد المؤتمرات (العربي ـ الإسلامي ـ العربي الإسلامي) التي أصبحت منابر للمزايدة علي الأمة لا بل الاندساس بعقلية تغييب الحق و إبراز الباطل.

 

ـ التأكيد و العمل علي أن تبقي ثوابت الأمة في رفض الاحتلال و محاربته و المشاريع و المعاهدات الاستعمارية الصهيونية أو تلك المفروضة علي العراق حاضرة في تصورنا و فعلنا الميداني.

 

ـ الارتقاء بفعلنا الرافض للاحتلال و مشاريعه من المستوي أللفضي إلي المستوي المادي من خلال

أ ـ دعم المقاومة في العراق و اعتبارها الممثل الحقيقي للشعب العراقي و القطع مع نظام الاحتلال و محاصرته و معاداة النظم المساندة و الداعمة له إقليميا.

ب ـ دعم المقاومة في فلسطين والعمل علي فك الحصار عليها.

 

 





الاربعاء١٧ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة