شبكة ذي قار
عـاجـل










مع أول حكومة عراقية شكلها السيد عبد الرحمن الكيلاني نقيب أشراف بغداد في  25 ت1 1920  كان في تشكيلتها حقيبة لوزارة التجارة وكلف السيد عبد اللطيف باشا المنديل كوزير للتجارة في تلك الحكومة ( عبد اللطيف باشا منديل من أعيان وكبار تجار البصرة ) ، وفي الوزارة الثانية التي تألفت في 12 أيلول 1921 تولى هذا المنصب محمد جعفر جلبي ابو التمن . 

 

في أول حكومة جمهورية والتي ترأسها عبد الكريم قاسم كان وزير التجارة فيها إبراهيم كبة ، بالرغم من ميوله الشيوعية الماركسية إلا إنه كان من الشخصيات المشهود لها بالأكاديمية والنزاهة وحسن التدبير .

 

تطور أداء هذه الوزارة وخصوصاً في الجانب الذي يعني بخدمة المواطن وتلبية احتياجاته الغذائية والاستهلاكية من بضائع مختلفة خلال مراحل تطور الحكومة العراقية ، فكانت مصلحة المبايعات الحكومية واحدة من واجهات هذه الوزارة التي عَنيت بتأمين مواد التموين الغذائية للمواطن كالسكر والرز والطحين من مناشئ جيدة وبأسعار مدعومة ، أضافة إلى تلك المواد التي تنتج محلياً كمنتجات المنشأة العامة للزيوت النباتية من زيوت نباتية ومواد غسيل وتنظيف ومنتجات الشركة العامة للدخان العراقية .

 

في مراحل لاحقة وبعد تسلم حزب البعث العربي الاشتراكي مقاليد السلطة في العراق ، أولت الحكومة اهتماماً خاصاً لتطوير الوزارات تنظيمياً وأداءاً خدمياً  وكان لوزارة التجارة عناية خاصة في هذا الشأن لما لها علاقة مباشرة بقوت الشعب وأمنه الغذائي ، تقلد منصب وزير التجارة العديد من الوزراء كان أبرزهم حسن علي العامري والاكثر شهرة هو محمد مهدي صالح الذي كانت له بصمة واضحة في عمل هذه الوزارة وما قدمته من جهد متميز في تأمين المتطلبات الخاصة بالمواطن من بضائع غذائية ومواد استهلاكية بمختلف أنواعها واستخداماتها كالأجهزة الكهربائية المنزلية والملابس على اختلاف أنواعها وأشكالها واستخداماتها ومواد التنظيف بعمومها والادوات الاحتياطية للسيارات التي تستوردها الدولة ، لقد أحكمت هذه الوزارة سيطرتها على السوق الداخلية منعاً للإستغلال وتفشي ظاهرة السوق السوداء ومنعت الاحتكار التجاري الذي قد يمارسه بعض التجار بما يتعلق باستيراد البضائع  والتحكم بأسعارها الامر الذي يضر بمصلحة المواطن العراقي .

 

بُنِيَت الاسواق المركزية في كل المحافظات ، فكان في كل محافظة من محافظات العراق سوق واحد أو أكثر ما عدى بغداد التي كان فيها العديد من تلك الاسواق ( الشعب ، المستنصرية ، حي العامل ، المنصور ، حي العدل ، فرع شارع الرشيد أورزدي باك سابقاً ) كانت من السعة والحجم الكبير الذي يؤمن استيعاب حجم هائل من البضائع وكانت البنايات بعدة طوابق وبطراز معماري لطيف ، كانت هذه المنافذ التسويقية تؤمن البضائع المختلفة والحاجات المتعددة بأسعار تنافسية ومن مناشئ معلومة الجودة عالمياً لا زالت ذكراها عالقة لحد اللحظة بأذهان المواطن العراقي .

                                   

هذا غير الشأن الذي كانت الوزارة تتولاه بتجهيز الولاء في مختلف مناطق العراق بالمواد الغذائية على اختلاف أنواعها بما يسد حاجة المواطن لا بل يزيد من مواد الرز والسكر والشاي والمنظفات وحليب الاطفال والبقوليات والمعلب من الاغذية والطحين وبأسعار مدعومة يتمكن المواطنين بأدنى توصيف مالي من شراءها وبالكميات التي تزيد عن حاجته ومن نوعيات ومناشيء عالمية معروفة بالجودة ، استطاعت حقاً وبشهادة الاعداء قبل الاصدقاء من أن تحقق هذه الوزارة أمن غذائي حقيقي للمواطن العراقي وحتى في الظروف شديدة الصعوبة التي مر بها العراق . 

 

استطاعت وزارة التجارة العراقية من إثبات واقع عملها الابداعي بعد الحصار الذي فرضه أولي النعمة على من يحكم العراق اليوم ومن هياً لهم فرصة القدوم إلى العراق لتحول نهاره ظلاماً دامساً ، إذ أن القرارات الاممية التي فُُرِضت على العراق تسببت بنقص حاد في كميات الاغذية التي تورد للعراق بعد أن فرض عليه نظام النفط مقابل الغذاء ، وهذا الموضوع عايشه الجميع ولمس مردوداته وتعرف على التباين الذي حصل بحال العراق وشعبه والمعاناة التي حلت على الجميع ، ولكن رغم ذلك بقي المواطن العراقي وبكل شرائحه وطبقاته ، مهما كان موقفه وسلوكه من الدولة يستلم حصته الغذائية المقررة شهرياً بالوقت المضبوط وبالسعر المدعوم والنوعية الجيدة .

 

قبل أن يقدم الاقزام الذي جثموا اليوم على صدر الشعب العراقي أشاعوا أن الحصة التموينية ستغدو أضعاف هذا العدد وبكميات لا تحصى ولا تُعَُد ، تتضمن في مفرداتها الحلويات والمشروبات الكحولية ناهيك عن الكيك والبخصم والمكسرات ( أي حته المزه موجوده ، مو هيج أبو إسراء الوردة وأنت يا أشيقر يا باكستاني الاصل إيراني الولاء والانتماء ، أكيد الجلـبـ  ي انته واحد من الكلاب التي نبحت بهذا الصدد ونظرت ، شنو الي سويتوه اليوم لهذا الشعب الي حملكم على أكف الراحة وأجلسكم على هذه الكراسي التي لم تكونوا يوماً تحلمون بها ) . ها أنتم اليوم في حكم العراق إذ اعتليتم سدته بعد أن وقعتم صك عبوديتكم لِمُحتَلَيِن اثنين وليس محتل واحد ، واستوليتم على الجمل بما حمل ، فها هو أرث العراق العظيم يَؤول إليكم يا من فتحتم الامصار وحررتم القفار ، أَرونا ماذا فعلتم وما هو الشيء الذي قدمتم ؟

 

استلمتم في ملف التجارة برنامج راقي في التنظيم ، متكامل في الاسلوب ، مدفوع الكلفة ، وبرغم ذلك فشلتم في أن تكونوا كصاحب الدكان ليقوم بإيصال الحاجة لأصحابها لا غير .

 

إذا فتحت دواة العز والنعم        فاجعل مدادك من جود ومن كرم

واكتب بخير إذا ما كنت مقتدراً      بذاك تشرف فضلا نسبة القلم

 

           

يعتبر ملف التجارة كوزير وآلية عمل ومنتسبين من أفسد الملفات التي تداولتموها في دولة الفافون ، بغياب القانون الذي تدعون والنهم العالي للسحت والمال الحرام وغياب مخافة رب العزة والجلال الذي أنساكم أنفسكم فترككم في غيكم وجهلكم تعمهون ، لم يعد في الامر سر ولا خجل ، لا من رادع ديني يردعكم ولا صاحب قرار ينهاكم ، كل يوم يمضي يُعلن على الملأ ملف فساد بمليارات الدولارات ، عقود وهمية و تعاقد على صفقات مواد منتهية الصلاحية أو توريد مواد غاية في السوء من مناشيء لا أحد يعرفها أو يعلم عن كنهها أمراً ، فها هي صفقة زيت فاسد ونشارة خشب بدل الشاي وحليب أطفال منتهي الصلاحية ورز ملئه القمل والحشرات المُلََوِثََة وطحين لم يسبق أن تداولته جمعية إنسانية في أي من بلدان افريقيا ونكباتها ، رافق ذلك غياب الكثير من المفردات وعدم انتظام مواعيد تسليمها للمواطن وارتفاع اسعارها ، أين الاربعين مادة التي كنتم تُمنون الشعب بها ؟ اين الحلويات ونستلات الشكولاتة ، خو المشروبات الروحية غلستوو عليه كلش ، الشعب يريد يأكل ويسد رمقه لا كلام ريزخونيات ، واحدكم بس أيريد إيجلب بالميكرفون ، يبلع هوه ويطلع سوالف ، سوالف فارغه ما بهيهه أي فايدة ولا معنى ، كشف الشعب كذبكم وسوء أعمالكم ومقاصدكم وتدني إدارتكم .

 

كان المواطن العراقي و عوائلكم ضمنها تستلم مواد غذائية من مناشيء عالمية معروفة ، متكاملة تكفي متطلبات البيت وتسد حاجات أهله بمواعيد منتظمة جداً وبأسعار زهيدة  ، هل في ذلك من شك يا سيادة دولة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع وكالة ووزير الداخلية هم وكالة و وزير الامن الوطني على الواهس وكالة والمسؤول عن المخابرات العراقية مسؤول حزب الدعوة العميل – هاي شنو أنته !!! والله عمي أتخبل ، لكن كل هذه المناصب والواجهات لم تجعل منك رجل دولة ، بقيت تتداول الامور بعقلية بائع السبح التي ترسخت في أعماق كيانك وسيطرة على مقومات شخصيتك ، أصبح الامر عندك طبع ، والطبع يغلب التطبع .

 

يعتبر وزير التجارة عبد الصخام السوداني من أسوأ الوزراء الذين أكلوا السحت الحرام في ما يسمى دولة الفافون والتنك التي يقودها الهالكي ( عمي وين اكو هيج دولة ، جنه نسمع دولة بطيخ وشفناهه ) مليارات الدولارات تُصرَف على استيراد نشارة خشب ومواد تالفه لا تصلح للاستهلاك البشري تحت نظر المسؤولين الحكوميين وما يسمى هيئة النزاهة ونظر وسمع المرجعية ( الرشيدة ) تتعالى أصوات البشر المساكين بطلب النجدة والاسعاف للحال المزرى الذي أوقعهم فيه شر خلق الله ، ولكن لا من مجيب ، غير سماع ونظر رب العزة والجلال رب العباد المتعال الذي سيصليكم سقر بحول منه وقوته أيها القردة والخنازير ، لم يمت العلقمي ، بل لا زال يعيش بين ظهرانيكم

 

إن الخلافة لا تدوم لواحدٍ               إن كنت تنكر ذا فأين الأول

أغرس من الفعل الجميل غرائساً        فإذا عزلت فإنها لا تعزل 

 

أليس فيكم من رجل رشيد ؟ يَعي الامور ويَفهم فيتعظ ؟ هل قرأتم التاريخ ؟ هل من دولة سادة او مملكة دامت ؟

 

سلم الأمر إلى رب البشر        واترك الهم ودع عنك الفكر

لا تقل فيما جرى كيف جرى      كل شيء بقضاء وقدر

 

سيكتب التاريخ بعد كتابة الله تعالى لسوء أعمالكم وشر أفعالكم ، إذ أنكم تُحرقون الاخضر واليابس ، قتلتم النفس التي حرم الله وأرقتم الدماء الزكية ، إنكم تجتثون كل ما هو خير في هذا البلد العظيم ، ولكني أقول إنكم تكتبون في لوح حتفكم ويوم نهايتكم قَرُبت بعون الله وهمة الغيارى من شعب العراق العظيم . ولنا لقاء قريب بعون الله مع ملف الكهرباء .

 

إِذا رَأيتَ نُيُوبَ اللّيثِ بارِزَةً ... فَلا تَظُنَّنَ أَنَّ اللَيثَ يَبْتَسِمُ

 

وغداً لناظره قريب .

 

 





السبت٢٠ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غريب في وطنه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة