شبكة ذي قار
عـاجـل










أفضت صناديق الاقتراع إلي فوز حركة النهضة الإسلامية بأقلية متغلبة لعب فيها أكثر من عامل دورا حاسما ...ليس ذلك الذي يؤكد أسبقيتها النضالية علي غيرها من الأطراف بقدر ما كانت للعوامل الأخرى الدور الحاسم في ذلك ... و لمعرفة حقيقة هذه الأسبقية يجب تأشيرها سواء في تاريخيتها أو في سلوكية هذه الحركة عامة ...

 

1 / ـ حركة النهضة الإسلامية بتونس ...تأهيل أم استحقاق نضالي .؟

 

 ) ـ قراءة في خطابات النهضة : تردد النهضة في خطاباتها منذ انقلاب بن علي صيغة الشتم و التجريم لنظام بورقيبة ( بغض النظر عن موقفنا من الرجلولا من باب تبييض صفحة حكمه ) و لشخص الرجل سواء تعلق الأمر بحالة تتعلق بالرجل أو تتعلق بما آل عليه الوضع في عهده مقدمة نفسها علي أنها مضطهدة و استطاعت من خلال هكذا خطاب أن تستفيد شعبيا ...خطاب متنكرا لظاهرة نشوئها أساسا و كأنها تود تغييب ذاكرة الشعب السياسية ...فنشأتها و في شخوصها المؤسسة لم تكن خارج إطار الأداة التي وظفها بورقيبة لضرب التيارات السياسية اليسارية بشكليها القومي و الماركسي منذ أحداث 1972 سواء علي مستوي المشكلات العامة للمجتمع أو المؤسسات الجامعية أو علي مستوي المعاهد الثانوية تلك التي مثلت الفضاء المتحفز لإعادة صياغة المجتمع صياغة منسجمة و روح العصر دون الارتداد به إلي فكرة المعجزة .. و عالم الغيب .." و جولات السيد راشد الغنوشي و السيد عبد الفتاح مورو يستذكرها كل الطلبة أ تلامذة المعاهد و بمرافقة من يكونون و ما هي المواضيع التي تناقش فيها و التوجيهات المعطاة من قبلهم "...انخراط كهذا لا يمكن أن يكون مجاني من ناحية و ليس بمعزل عن شكل من أشكال التوافق الذي اهتز مباشرة بعد الاعتراف وتجربة انتخابات 1981 التي تم التلاعب بنتائجها تزييف وظفته في وضعية بدأت فيها الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية تتكشف أبعادها لتحصل القطيعة النهائية بالتوافق و القطيعة الاجتماعية للنظام قطيعة رافقتها محاكمات 1987 و التي انتهت بالتخطيط المشترك الذي أدي للانقلاب الذي أوصل بن علي للسلطة لتفتح صفحة جديدة عنوانها التلاقي و الانسجام بين الطرفين بصيغة اقتسام الموروث ...انسجام مكنها من توظيف التغيير علي أنه فعل تراكمي لنضالاتها و بموافقة إعلامية مسكوتا عنها من قبل نظام بن علي مكنها من زيادة التوسع الأفقي و اكتساب تجربة إضافية في نوعية التعاطي مع الصندوق الانتخابي ...انسجام بلغ حد القبول بكشف نفسها للنظام ...كشف لا يمكن اعتباره علي أنه نوعا من أنواع الغباء السياسي " القبول بضرورة تزكية المرشحين من قبل ستين شخص للمرشح الواحد " و إنما حالة معبرة علي الثقة المتبادلة بين الطرفين في كون حاضنتهما واحدة ...و توجيههما يخضعان فيه لنفس المركز ...و ما بان من حراك و تقابل ما هو إلا صيغة من صيغ التمثيل المحكم التنفيذ حتى و إن كان فيه اضطهاد لطرف من الطرفين من قبل الآخر ... النتيجة اضطهادها كطرف من قبل نظام "بن علي" سوق له إعلاميا من ناحية و من ناحية أخري شعبيا علي أنه استحقاق نضالي في حين أن حقيقته حالة تقع في ظل اختلاف الحلفاء في من هو الأولي بالقيادة في تلك المرحلة .. و قراءة بسيطة للحدث تجعل التقابل الذي حصل جزء من لعبة إدارتها خارج إرادة الطرفين و من كون كل منهما ما هو إلا أداة تلعب دورا محدد بصيغة الاختبار في عملية استباق لمرحلة من الفعل هي أشمل و أعمق من إدارة قطر بحجم تونس ..رغم كونه في تلك الفترة 1990/1991 يمكن اعتباره مركز استقطاب سياسي إداري لا غير "وجود مكاتب الجامعة العربية و مركزها في تونس " ...و لكون الإسلام المتعاون مع الغرب في ذلك الوقت لم يكن متجانسا في الرؤيا من قضايا ذات طبيعة مصيرية بالنسبة للمنطقة ( القاعدة / الأسلمة السياسية ) ...لم تراهن الحاضنة الموجهة عليه ...و رأت فيه عبء علي إستراتجيتها لذلك لم تتردد في دعم طرف من أطراف أدواتها علي حسم الموقف لصالحه دون أن تحمله تبعات الاضطهاد لا نقدا و لا توجيها بل عبرت في أكثر من حالة علي استحسان ذلك ...مقابل تأمين الخروج لقياداتها من الصف الأول و الثاني خاصة تلك المرتبطة ...و الضغط علي من تبقي في الداخل في صيغة صفقة مؤجلة الإعلان عنها ... تصرف أهل النهضة لمزيد الانتشار لا بصيغة الهيكل المنظم و إنما بصيغة الطرف الدافع لفاتورة استبداد النظام داخليا في حين تنعم قيادتها بعديد الامتيازات المقدمة من الحواضن في الخارج ... مما جعل العديد من منخرطيها يتراجعون عنها تراجع بلغ حد الانقسام و في درجات أدني نقدا علنيا ...خاصة و هي تتبني مواقف محرجة سياسيا لهم سواء في موقفها من الحرب علي العراق ...؟ موقفها من "الإعدام / الاغتيال الذي تعرض له رئيس دولة محورية في الساحة العربية **الشهيد صدام حسين**"...انحيازها لجانب إيران و دفاعها عن ممارساتها بحجة المصالح القومية و ما تقتضيه ...و ليس أخيرا موقفها من الانتفاضة /الثورة في أسابيعها الأولي ...أو الأسلوب المتبع من قبلها في الأشهر التي سبقت الانتخابات و ما وظف لها من مساحات إعلامية ( 26.7 % مقابل 0.16% لجهات أقدم حضور تاريخي و نضالي منه ) دون اعتبار الترويج متعدد الواجهات عالميا سواء بصورة الحضور الإعلامي أو بصيغة الدعوة و من أطراف لا تخفي عداءها للأمة العربية لا بل تمارس العدوان المباشر أو بالنيابة مع ذلك تطالعنا أقلام متسائلة و مسوقة لتبريرات ذات طبيعة محشدة بما يبيض الأفعال المجسدة ميداني تحت حجة الشرعية الشكلية لصناديق الاقتراع و ما أفرزته .. من قبيل هل يمكن " تصنيف هكذا فعل من ناحية النهضة علي كونها إشارات ايجابية لأمريكا وفرنسا و للوبيات القوى المعادية بلا استثناء، بل للغرب بلا استثناء"؟ وعلي أن النهضة الإسلامية بتونس : " تتصرف على أساس المبادئ أم على أساس طرف يتهيأ لاستلام الحكم؟..وهل إن تصرفها مشروع في حالة وغير مشروع في أخرى..؟ أولا نستبعد، على أساس استبطان النوايا، وبقطع النظر عن شذرات مخيفة في التاريخ السياسي للحركات الإسلامية إن تكون النهضة تؤمن فعلا بان القوى الغربية صديقة لشعبها ولامتها . نستبعد إن تكون آملة فعلا في قدرة الغرب على إن يتحول إلى طرف ايجابي بعد تاريخه العدائي الطويل لأمة العرب و الإسلام"؟.

 

ب ) . ـ في الرد علي هكذا خطاب تأهيلي : في نقاش هكذا خطاب لا ننطلق من "استبطان للنوايا" و لا "نقطع مع الشذرات المخيفة في التاريخ السياسي لحركات الأسلمة السياسية " و إنما ننطلق من واقع مرئي و معاش سواء بصيغة الرؤية أو الفعل ...و لا نعتمد لا الضن بالآخر و لا التمني في ذات الوقت ...فالتحليل السياسي الغير منعزل علي الرؤية الفكرية لا يعتمد لا التخيل و لا التخمين بقدر ما يعتمد منطق الأحداث و المواقف و نتاجها ...من هنا نطرح التساؤل الأول : ما هي حواضن نشأة هذه الحركات و أين تموقعت بصيغة الموقف أو الفعل قبل الظهور العلني بصيغة الاستحقاق ؟

 

ـ إذا كانت نشأتها محسومة في التصور رغم ما يثيره من نقاش بصيغة الدعاية..فان تموقعها بصيغة الموقف و الفعل في صف الأنظمة المتحالفة مع المعسكر الغربي في ظل ثنائية الاستقطاب الدولي و المعادية لكل ما هو وطني و قومي ...بل وظفت في أكثر من مرة بصيغة الأداة المستهدفة للمشاريع الوطنية بصيغة تربية أو بصيغة بناء اجتماعي أو بالصيغة الاقتصادية عامة و لم يسلم من استهدافها حتى شخوص وطنية و قومية بصيغة التصفية الأمر الذي دفع إلي تسميتها "بالإسلام المتعاون" خاصة بعد الدخول السوفياتي لأفغانستان من ناحية و من ناحية أخري اقتصار خطابها في المسألة الفلسطينية عند حدود القدس كأولي القبلتين أم رؤيتها للصراع فقد كان لا يتجاوز الثناء و تسويق نظرة الممثلين الرسميين لخطابهم أي أنها كانت تمثل تحدي مضاف للتحدي الأساس الذي يمثله الغرب بزعامة الولايات المتحدة بما يثقل و يعطل كل فعل وطني أو قومي هادف التحصين أو النهوض أو الاستقلالية بقطر أو بالأقطار العربية .

 

ـ في أي الخنادق اتخذت الأسلمة السياسية "حركة النهضة" أساسا موقعها من خطابات "ولاية الفقيه" أولا وسقوط المنظومة الاشتراكية ثانيا و احتلال العراق و اغتيال قيادته ( التي لم يصفق لها غير أمريكا و بريطانيا و الكيان الصهيوني و إيران و الأسلمة السياسية بشقيه ) ... و هنا يكفي الإشارة إلي المقال بصيغة الموقف التوجيهي لراشد الغنوشي سنة 2007 تحت عنوان " بعد طيّ صفحة صدام والبعث، العراق إلى أين؟"

 

كل النتائج المستخلصة من هكذا نقاش تحيلنا علي استنتاج واحد مفاده من أن الاستحقاق النضالي لا يغدو أن يكون أكثر من شماعة تخفي حالة تأهيل مدروسة بهدف خلق الأداة الاعتراضية الفاعلة و المؤثرة من ذات الواقع العربي بشكليه القطري و القومي بما يقوده إلي الشرذمة و الانكفاء علي ما هو غرائزي .. بعد عجز الأداة القديمة ( الكيان الصهيوني ) في ثني الشعب العربي بصيغة الأقطار أو بصيغة الأمة في التشبث بالنهوض و محاولة الالتقاء بصورة عصرية مع ارثه الحضاري المبدع .. أو إغراقه فيما هو قطري بصيغة الطوائف بما ينمي لديه الردود الميكانيكية بمفهوم الغريزة لا غير و ما يخلقه من اقتتال بينها ... استنتاج يتأكد فيما نراه من تحديات راهنة لكل ما هو وطني و قومي و حتى إسلامي بصيغة صفاء العقيدة ... تحدي عنوانه تحالف الأسلمة السياسية و الامبريالية ... تحالف مؤشر بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في صيغة خطاب و مفعل بعد احتلال العراق علي مستوي الحواضن القديمة الجديدة للأسلمة مع تصعيد رموز رسمية بصيغة الاستقطاب الأداة المكشوفة "قطر و تركيا من ناحية و من ناحية أخري إيران " . و كلا قطبي التحالف يحملان قوة تخريبية للبناء القومي و الاجتماعي للأمة من خلال ما يتبنياه من مزاوجة بين الدعوة الي تبني الخطاب الفكرة المتأسلمة علي أنها دعوة للعقيدة الاسلامية السمحاء كغلاف لخطاب يهدف صياغة أنظمة سياسية من شأنها شرذمة المجتمعات سياسيا الي فرق و طوائف و أتباع تتخذ من الطائفة بأشكالها الاثنية أوالدينية أو المذهبية أو السياسية ( في المساحات التي تغيب بها الأشكال السابقة ) ...تصبح فيه الشللية حجر الأساس ...مقدمة و مسوقة نفسها بدعوة زائفة "لتبني الأنظمة الديمقراطية أسلوبا لتداول السلطة" ... تحدي يمتلك طرفاه من الامكانات المؤذية و المفتتة للبناءات الاجتماعية و السياسية الكثير من الواجهات ..منها " نقض مفهوم الدولة الوطنية " و إحلال شكل تنظيمي بديل عنوانه تحويل الدولة إلي صيغة محاصصة سياسية أو أقاليم " كنتونات" تتحاصصها المكونات بصيغة موارد ...و هو ما أشرته بعض الكتابات بصيغة الفرز الانتخابي من أن هذه الولايات لهذا الطرف و تلك الولايات لذلك الطرف ...في القطر التونسي ... شكل من أشكال النسخ علي ما أقامه الاحتلال الأمريكي في العراق ...و أحاله بعد انسحابه الإعلامي إلي حليفه الإيراني قصد المتابعة و ضمان استمراريته كلاعب مضمون في حلقة أخري من حلقات الفعل المستهدف للأمة عامة و لأقطارها خاصة ...من هنا يكون الرد علي هكذا خطاب يروج له من يروج بصيغة الطهر للأسلمة يصبح مردود ..لكون التحالف بين الطرفين يرقي إلي مستوي النظر إليهما علي أنهما كتلة متداخلة دون حواجز يعملان بصيغة الأواني المستطرقة و لكل منهما الاستعداد الطبيعي لترسيخ التحالف بينهما ... و هو ما تؤكده الإجابة علي السؤال الثاني ... من مكنها من صناديق الاقتراع إذن ؟

 

 2/ عوامل صعود الترويكا إلي هرم السلطة ـ النهضة الإسلامية خاصةـ باعتبار أن الأطراف الأخري لا يمكن اعتبارها حالة متكاملة :

عوامل يمكن تلخيصها علي النحو التالي :

 

 ) ـ علي مستوي الداخل :

أ1 ) علي مستوي المجتمع :

مجتمع عاني الحرمان المادي و المعنوي لحقبة تاريخية هامة مع هيمنة النظام التوتاليتاري خلال خمسة عقود في ظرفية اتسمت بزيادة وعي نسبي مكبوت نتيجة الحاجة المادية و التواصل مع الآخر بما جعله ينقسم إلي ثلاث مكونات متفاوتة كميا و نوعيا يمكن تحديدها علي النحو التالي :

 

ـ شق هام التجأ للمطلق و اعتبر الحل لا يمكن أن يكون إلا في علاقة بالإرادة الإلهية تحت تأثير الموروث الروحي و الثقافي السائد ( ربك ما يخلق خليقة و يضيعها. إلي عند ربي موش بعيد. إلي يعطيه ربي لا مرد له. ربي يمهل و لا يهمل. إلي عند ربي خير... ) مفاهيم يرددها المتعلم و الأمي...النتيجة أرضية خصبة لاستعادة الفكر الديني لنشاطه مستفيدا من الاهتمام الشكلي للنظام بتعميق هذا الاتجاه من خلال السماح لأنصار الدعوة و التبليغ بالنشاط العلني ( بطاقات تعريف وطنية تؤشر مهنة داعية و براتب رسمي غير معلن ) و الذين استخدموا استخداما مزدوجا..منهم من صعد بصيغة ممثل في المجلس الوطني التأسيسي .

 

ـ شق ثاني متباين التصور و الانتماء الطبقي و الوعي المعرفي و الثقافي اتسع أفقيا مع تزايد خرجي الجامعات و المعاهد العليا العاطلين عن العمل تحت تأثير اليأس فقد الثقة في كل شيء .. ظاهريا لم يقطع مع الانتماء الروحي للمجتمع و عمليا اتجه اتجاه مادي بالكامل ( أعطيني اليوم و أقتلني غدوة... و غدا يكرر نفس الشعار ) أي أنه يعيش لحظته بغض النظر عن أثر تلك اللحظة و من خلقها و لماذا؟

 

ـ شق ثالث محدود جدا و محاصر تتجاذبه رؤى متعددة سواء علي مستوي التصور أو الفعل البعض منهم ينعت بالأصابع... عدهم المجتمع في العديد من الحالات الحالمين حتى إذا تحركوا في عمل علني في تحد للسلطة ( مظاهرات احتجاجية ) تري فعلهم بمثابة العرض المسرحي المفتوح من قبل الشقين ( الأول و الثاني ) لا للمشاركة و الدعم و إنما للفرجة و حتى التندر في بعض الحالات .

 

و ضع اجتماعي انعكس علي المشهد السياسي للبلاد غداة انتفاضة / الثورة 14/01/2011

أ2 ) علي مستوي المشهد السياسي :

 

أفضت الانتفاضة في وحدة شعاراتها و ما تميزت به من انسجام و تلقائية في التضحية و غياب الخطية إلي ذهول النظام و الأطراف الخارجية ذات العلاقة به مما شل قدرتهم علي الفعل المضاد و دفعهم للتنازلات المتتابعة آخرها تخلي رأس النظام بشكل مؤقت عن السلطة ( بيان الغنوشي الرئاسي ) و من ثم التضحية النهائية به تحت ضغط الانتفاضة يوم 15/01/2011 لتبدأ مرحلة تشكل الخارطة السياسية. التي تبلورت في ثلاث اتجاهات تحكم المشهد السياسي الراهن :

 

ـ خط مرتبط بما كان قائما قبل 14/01/2011 تتجاذبه قوي غربية رئيسية يري أن استمراره و بقاء امتيازاته و مواقعه مرهون بتنفيذ مشيئة العواصم الغربية...و يصطدم سواء من حيث الفعل أو التعبير عن نفسه بمسألة الإخراج تحسبا لرد فعل الشارع الذي لا زال محتقنا لذلك يعمل بصيغة التسويف و كسب الوقت....

 

ـ خط لا يحرص علي السيادة الوطنية و الاستقلال و قد أصبح مرتبطا بقوي عالمية و إقليمية ( شرق أوسطية ) تحت ذرائع عقائدية لا يمكن أن تغطي حقيقته التابعة لتلك القوي مستعجلا ملأ الفراغ حتى و لو كان باستخدام أسلوب النظام الذي أسقطه الشعب.

 

ـ خط وطني قومي تقدمي مستقل مؤمن بتغليب مصلحة الوطن و الشعب علي ما سواها و الدفاع عن الحقوق و الكرامة و التحرر و الانعتاق من أية قوالب فكرية جامدة أو شروط سياسية مسبقة تكبل إرادته الاستقلالية متماهي مع القاعدة الشعبية و يفتقد إمكانات التعبئة المادية.

 

خطوط وظفت جملة آليات لتفعيل دورها في استحقاقات المرحلة طبقا لتصورها لمدايات الانتفاضة و اتجاهات تقدمها في علاقة واضحة بما هو خارجي مؤثر

ب ) ـ علي المستوي الخارجي :  

النتائجالميدانية للانتفاضة ( امتدادها سواء بشكل عفوي أو بفعل فاعل ) جعلت من البلاد مختبر تجارب للقوي الدولية في تفعيل مشاريعها المستهدفة للمنطقة سواء :

ـ إعلامي : ( التركيز المكشوف علي ممثلين من الخط الأول و من الخط الثاني مع إهمال تام للخط الثالث و إن استدعي فبصيغة مناقشة موضوع بما يخدم الخطين السابقين ) .قناتي الجزيرة و العربية بالنسبة للساحة العربية و قناة فرنسا 24...و غيرها من الواجهات الإعلامية .

 

ـ سياسيا رسمي : الزيارات المكوكية للأطراف الدولية والإقليمية واللقاء مع مكونات الخط الأول و الثاني أو الدعوات الموجهة لهاته الأطراف والتفاوض معها...

 

ـ بشكل غير رسمي : تعدد السيمينارات ( ندوات النقاش بمشاركة مؤسسات بحث ) واقتصار التشريك علي مكونات الخط الأول و الثاني.

 

ـ تدفق المال السياسي و أعتقد أن تصريحات "الباجي قائد السبسي" : القائل بأن أقفاف ( ج قفة ) المال المتدفقة من الخارج كانت تحت أنظارنا".

 

اذن المسألة ليست مسألة " طرف يتهيأ لاستلام الحكم" كما تحاول بعض الأطراف تسويقها بقدر ما هي تعبير عن مدي الانسجام بين الحلفاء رؤية وفعلا ميداني و قد بان واضحا في اتجاه السلطة سواء علي مستوي ما اتخذته من إجراءات علي مستوي الداخل أو علي مستوي علاقاتها و خطابها المنسجم مع ما يود أن يحققه الحليف و قد أشرت إليه في الحلقة السابقة ...

 

إذا كان الوضع بهذه التعقيد فما هي الحلول و كيف نجنب البلاد الانزلاق الي المجهول ؟

 

يتبع .

 

 





الاثنين٢٩ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة