شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن في حساب أي من الذين إهتزت أمامهم قيم الرجولة والمباديء بعد الطوفان الذي حصل للعراق شعبا ودولة ومؤسسات في نيسان 2003 .. أن الشعب حي ولن يموت .. كانت عقولهم كما كانت قلوبهم مشلولة وعاجزة وخاوية ..


كانوا ورغم المناصب والأماكن التي كانوا فيها على جهل تام بأنهم ليسوا موظفين في الحزب .. ومنتسبين لمؤسسة ينهارون مع تداعي السلطة لأي سبب كان ..
ولهذا لم يؤمنوا بخلود الشعب ورسالة البعث .. ولم يكونوا مؤمنين بأن البعث هو الإبن البار لهذا الشعب العظيم .. وسيحيا كما سيحيا العراق ..
لقد حذرنا منذ اليوم الأول للعدوان .. ومباشرة بعد الاحتلال من أن الثبات والصمود والصبر والإستقرار وقدرتنا على التحمل ستكون أهم عوامل تغلبنا على تأثير الصدمة الأولى .. ومهما كانت تأثيرات هذه الصدمة والى أي مدى ستأخذنا .. والى أي مدى ستجرف إنجازاتنا ونضالنا وتضحياتنا ..
ومن إهتز وفقد تحكمه بنفسه عندما بدأ ينهار الجدار عليه أن يراجع نفسه ..


وعلى رفاقه أن يساعدوه على تخطي ذلك لان قدرة التحمل متفاوتة عند المناضلين والمقاتلين والمؤمنين .. فالإنهيار والإنكسار ليس بالضرورة سمة للمتخاذلين والضعفاء .. بل هي صفة إنسانية يحملها المخلص والحريص والمحب والمتفاني والمؤمن .. وسيكون كذلك عندما يتجاوز ضعفه وإنعزاله وإنكساره ..
وقلنا انه سيأتي اليوم الذي سيندم فيه كل من عبّر عن غضبه وألمه وحسرته وصدمته وحرصه بطريقة غير إنضباطية ..
ولم نقل في حينها ( بطريقة غير أخلاقية ) لأن الذي إنزلق لهذا الإسلوب يحتاج أكثر الى التوبة الخالصة.
وكان علينا ومنذ اليوم الأول للإحتلال أن لا نشغل أنفسنا بالبحث والحديث والعتاب والملاحقة لمن تعاون مع المحتل وأذنابه ممن كان معنا .. لأننا كنا نؤمن بان ذلك سيحصل ولم يكن ذلك مفاجأة لنا بل كان برهانا لصحة رأينا وتقييماتنا التي قلناها جهارا أمام القيادات التي كان صدرها أوسع من العراق ويتسع لأكثر من هواجسنا ومخاوفنا وتحليلاتنا التي كانت غالبا ما تواجه باللوم ..


وحديثنا لمن كان في سلم المسؤولية يوم كان العراق وكان صدام وكان البعث العظيم ثم إتجه بالأمس أو اليوم بشهاداته وخبرته ليخدم المغتصب وعميل الأجنبي :
إن من إشتط وإنحرف فعليه يرتد فعله وعلى هؤلاء أن يقراوا التأريخ جيدا ..
فليس التأريخ وحده .. وليس مسيرة البعث العظيم وحدها .. بل حتى النجوم والعرافات ستخبركم أننا يوما ما عائدون ..
فلا تبيعوا كل تجارتكم .. فيوم الحساب قريب .. يوم لا ينفع الندم ..


أما من يرى في نفسه اليوم القدرة على المبادرة والتحرك واللقاء والحديث والتحليل وتشكيل التجمعات أو طرح الخطط والمشاريع فعليه أن يستلهم ما يفعل ويقول حقيقة أن الولاء اليوم للعراق ولمن جعلكم تتحدثون بفعل مسؤولياتكم السابقة في الحزب والدولة والجيش ..
فبدون هذا الدين الذي عليكم ما كان لكم أن تكونوا اليوم خبراء ودكاترة وقادة ومفكرين ومحللين ..


ولهؤلاء الذين باعوا مكارمنا وعطاءاتنا وتسامحنا ورعايتنا وتقديمنا لهم قبل أنفسنا .. نقول :
تجارتكم الجديدة مصيرها الخسارة والخذلان وسيلحق بكم العار وسوف لن تجدوا مكانا للهزيمة ولن تجدوا سقفا يحميكم .. وسيتخلى عنكم أسيادكم يوم لن تجدوا لكم بين الشعب مكان ..


والى من بقي على العهد .. أمينا ومخلصا ووفيا كما كان ..


بعد الذي حصل للعراق وما نراه ونسمعه يوميا علينا أن لا نكل ولا نتعب .. وأن لا يصيبنا الاخفاق والملل والانهيار .. فحزبنا اليوم أقوى وأصلب وأمضى بعد ان سقطت عنه كل العناصر الدخيلة والهزيلة وأتباعها ..


لا مجال اليوم للإجتهادات غير المؤطرة بالشرعية وغير المتحكم بها بدقة من قيادة الحزب والمقاومة .. فهؤلاء هم أصحاب الشرعية الحقيقية في الميدان .. ميدان العز والشرف .. ميدان المواجهة الشريفة ..
وعلينا أن نؤمن بان الذي جرى هو الواقع اليوم ..


وأن الأيام برهنت ان البعثي في العراق كان وسيبقى من أشرف العراقيين وأنبلهم وأكثرهم زهدا وقناعة ونزاهة ..
والبعثي الحقيقي في هذه الأيام يعرف جيدا كيف يتصرف .. بلا إجتهادات وبلا مبادرات فردية أو حضور شخصي او تعليق غير مسئول .. لأنه أصبح يمثل خندق الحق والأمانة والصدق مقابل خندق الباطل والسرقة والنهب والكذب والدجل والنفاق ..


والبعثي الحقيقي بات يعرف جيدا أن مجرد السكوت على قول باطل وتجاوز مباشر أو غير مباشر على البعث العظيم وقياداته ومسيرته ومواقفه مرة واحدة سيعطي للاخرين فرصة للتقدم وهو يتراجع .. لأن لنا مواقف ومنجزات ومكاسب كما كان لنا أخطاء .. ومناقشة العملاء والمنافقين والطائفيين في أخطائنا التي كانت لن تجدي نفعا مهما كانت لدينا من البراهين ..
فالثبات .. الثبات ..


وساحات المواجهة معروفة وبينة وواضحة .. ولا تحتاج لدليل يرشدنا لها ..
وهي ليست في المقاهي وصالات الفنادق وليالي السمر وطرح المشاريع وفلسفة الوسائل والرهانات الخاسرة على هذا وذاك ..
رهاناتنا التي ستكسب هنا على تراب العراق ..


ومن يريد ان يبقى ثابتا على المباديء وأصله في عمق الارض عليه أن يتحلى بالصبر والمرابطة والمواصلة ..
والرفاق القدماء الذين كانوا في الأمس لا يتزاحمون ولايتسابقون للوصول للصفوف الأمامية في الظهور والمكاسب التي تركوا بعضها لبعض من تنكر لنا اليوم .. نفس هؤلاء الرفاق .. هم نفسهم الذين واجهوا زخم الأمواج العالية أيام زمان .. والذين كانوا بالأمس القريب يتزاحمون للوصول لمقدمة السرايا في ميادين المواجهة بالدفاع عن الشعب والبعث وقيادته .. هم اليوم مدرسة للثبات والصبر والمرابطة والنضال ..


هم رفاق ورفيقات البعث العظيم ..
ورجال ونساء العراق العظيم من أهل الملمات ..
لقد حفظنا الدرس القاسي جيدا ..
ولان التاريخ والطبيعة والله معنا ..


فقد عقدنا العزم ..
وتوكلنا على الله ..
وهو حسبنا ..
وناصرنا ..

 

 





الخميس٠٩ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / شبــاط / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. محمود عزام نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة