شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد الذي حصل لنا ..

وحتى لو نتأخر لأسباب ميدانية وتأريخية وإستراتيجية في تقييم ما حدث ولقيام بجراء الدراسات والبحوث والإستقصاء وتسطير النتائج والإستنتاجات ..

علينا على الأقل أن نفهم ونتعلم ونسأل أنفسنا السؤال المهم ( أين نقف اليوم ؟ ) و ( لماذا نقف في هذا المكان ؟ ) ..و ( إلى أين نتجه؟ ) ..

ولكي نجيب على هذا التساؤلات يجب علينا قبل كل شيء أن نحدد ( مَن نحن ومن يقف معنا؟ ) ..

 

أما من نحن ..

فنحن تأريخ طويل حافل بالآلام والتضحيات الجسام وبالمواقف التي لاتتحملها الجبال والإنجازات العظام الخالدة مع الزمان  والإخفاقات التي مرت من تحت أرجلنا وتقدمت صفوفنا وأعاقت رؤيتنا ومزقت وحدتنا وضيعت دولتنا وبعثرت أوراقنا وأحلامنا..

نحن حزب قومي بلا عنصرية ولا يعرف معنى وطعم للطائفية ..علمنا الناس كيف نسمو فوق نعرة الطائفة والدين والقومية فأصبحت خلايا الحزب مزيجا من كل هؤلاء!..

 ربما يقول البعض أن قيادة الحزب والدولة كانت تستضعف طائفة وتستقوي طائفة أخرى وتغلب القومية العربية على بقية القوميات وهذا تجني كبير فيه إستغلال لبعض الحقائق على حساب كل صور الحقيقة الكاملة..وهو أساس حملة التشويه والتزوير والكذب والخداع التي يمارسها المنتصر عندما لايكون غيره في الساحة..

نحن الذين عرفهم الشعب بالسابق واليوم بانهم الأمناء على أرضه وماله وعرضه..

نحن الذين أثبتت سنوات الإحتلال أن العراق أنجب الكثير من أخيار الناس وأكثرهم محبة للعراق وخوفا عليه وتضحية من أجله ونحن منهم ..

نحن الذين وقفنا سنوات شداد ندافع عن حق العرب ..وقاتلنا العدو وهو يزحف علينا بعواصف وغيوم صفراء وأجبرناها على الفرار والخوف من إسم العراق..

نحن الذين وقفنا مع العروبة أينما كانت ..ومع الحق أينما سطع..ومع المظلوم أينما ينادي ..

نحن الذين أصابتنا وتصيبنا وإستهدفتنا وتستهدفنا حراب المحتل والمعتدي والخائن كل يوم..

نحن أصحاب هوية واضحة المعالم ناصعة رغم كل حملات التشويه والتزييف التي قادتها مؤسسات الإعلام العالمية ورؤوس الأموال الطائلة ..

ها نحن ..وهذه هويتنا..ولا نقبل أن يزايد علينا أحد..

ولا نقول لرفاقنا الذين يتفقون معنا في الهدف من انتم؟..

أما عن مَن يقف معنا..

 

الكثير أوالبعض يقول : ( مع مَن تقفون؟ ) !..وليس ( مَن يقف معكم ) !..

ولا بأس في ذلك..

نقبل التوصيف ونرضى به..

لأن أول الدروس أن نؤمن بأننا لم نعد وحدنا اليوم في ساحات المواجهة والنضال الشعبي والتلاحم مع الأعداء والنضال من أجل تحرير العراق ورفع شأنه والحفاظ على عروبته وأصالته وتأريخه..

لسنا اليوم وحدنا في الميدان..

كما إن غيرنا ليس اليوم وحدهم..

ومع ذلك..

 

علينا أن نغادر إستخدامنا لمصطلحات تعلمنا عليها في ( قيادة كل الجماهير والشعب ) لسبب بسيط  جدا وهو إن القيادة ليست ولم تكن يوما حقا مكتسبا ومتوارثا رغم كل التضحيات ورغم كل ذلك التأريخ الذي يحمينا..

 

بل القيادة هي إستحقاق .. وإذا كان لنا أو لغيرنا حق قيادة المرحلة فعليه أن يثبت إستحقاقه لذلك ..ليس بالخطب والمقالات بل في الميدان ..وليس بطرق الإقناع بل بطرق الإنصياع الطوعي الوجداني المؤمن  للمقابل وتحكيم العقل الذي يميز الأحداث ويضع الموازين ..

علينا أن نؤمن بأننا جزء من منظومة كبيرة في الميدان مؤلفة من العديد من الجهات التي لها كثير من المشتركات معنا ونختلف معها في بعض المفاهيم والوسائل ..

وعلينا أن نكون جزءا فاعلا في هذه المنظومة ونتعلم منها مثلما نعلمها ..

وعلينا أن ننزع لجمع الكلمة والموقف ونبتعد عن كل ممارسة تفرق جمعنا ..

لنتعلم أن نعمل وكأننا اليوم أصحاب هدف سامي لا علاقة له بالماضي وكيف كنا ..وكيف أصبحنا..

نعم قدمنا من التضحيات والقرابين مالم يقدم أحد مثلنا ..

ولدينا من الخبرات والقدرات والإمكانات والعمق الشعبي والعسكري ما ليس لأي من عناصر هذه المنظومة..

ولكن لندعهم هم يتكلمون وهم الذين لوحدهم يؤمنون ..

 

وعلينا عندما نراجع أنفسنا عندما نخلد لبعض الراحة أن نسأل أنفسنا على الأقل السؤال التالي:

( إنقسم حزب الدعوة على نفسه لحد اليوم الى ثلاث أحزاب ..المالكي يقود تيارا ..والجعفري يقود تيارا آخر..والعنزي يقود التيار الثالث..ومع ذلك فهم يشكلون قلب التحالف الوطني الذي يحكم العراق اليوم ويتحكم بمصيره ويتلاعب بمقدراته وتأريخه وحتى إن كانت قلوبهم شتى فهم يتكاتفون عند الشدائد!..ويدافع بعضهم عن بعض حتى عندما تختلف نسب وأقيام ما يجنيه البعض منهم بالقياس عما كسبه آخر منهم ..فلماذا لا نتفق ونتحالف ونوجه السيوف والأقلام الى العدو المشترك بدلا من تشتيتها بيننا ..وما يواجهنا أخطر وما نقدم جميعنا من تضحيات أعمق؟ ) !..

 

ومتى تتوحد الكلمة على الأقل قبل البنادق إذا كنتم ولازلتم تقولون بوجود وحدة البنادق؟..

فإذا كانت فوهات بنادق أعدائكم لا تفرق بين هذا الجناح أو ذاك ..وفوهات بنادقكم في الميدان تتجه لنفس العدو فأين المشكلة إذا في زمن يشتد الحديث فيه اليوم عن إستحقاق قيادة المرحلة ؟؟..

 

 





الثلاثاء١٤ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٧ / شبــاط / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور محمود عزام نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة