عبر مراحل التاريخ كان الصراع مستمر بين من يسمون أنفسهم ، أو سماهم الآخرون ، أو الجهات التي أرادت أن يكون هؤلاء يحملون هذه التسمية والتي هي ( مراجع دينية ) ، وهذا الصراع متواصل حتى الآن ويستوضح ذلك على سبيل المثال من خلال فتاوى المرجع الديني ( السيد محمود الحسني الصرخي ) ، حول المرجع السيستاني والمراجع الثلاثة الآخرين في حوزة النجف ، ( محمد سعيد الحكيم ، محمد اسحاق الفياض، بشير الباكستاني ). وللعلم أن الصرخي يتفاخر على هؤلاء لكونه عربي وينتمي إلى عشيرة عراقية ، في حين أن ( السيستاني ) أصله إيراني ، وكذلك (الحكيم) هو من التبعية الإيراني ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم ، وسوف نوضح تفاصيل ذلك بالمصادر والوثائق بحلقة قادمة ، و ( محمد اسحاق الفياض ) ، أصله أفغاني ، و ( بشير ) أصله باكستاني . ومن هذا يظهر مدى ابتعاد حوزة النجف عن التأثير العربي . وهذا لم يحصل بالصدفة وإنما يوجد من يخطط له .
لنعود إلى فتاوى الصرخي من خلال أجوبته على الاستفتاءات التي تقدم له ، ويجيب عليها ، وتكون تلك الاجابات بمثابة فتاواه بصدد تلك المواضيع ، ومنها الآتي :
1- س / لاحظنا في الآونة الأخيرة وجود بيان باسم أحد المراجع يدعي إن المراجع الأربعة هم المراجع الأعلم فقط . إن العراق الآن أصبح فئات حق وفئات باطل و هذا ظلم لباقي المراجع والمجتهدين فما رأي سماحتكم بهذه المسألة ؟
ج / بسمه تعالى :-
ماذا يقصد في ذلك البيان , هل إن الأربعة متساوون بالأعلمية , فيكون المكلف مخير في تقليد أي واحد منهم , أو إن المقصود إن الأربعة بشرط المجموع يكونون الأعلم فيجب على المكلف تقليد الأربعة بمجموعهم أو إن المقصود غير ذلك ,وعلى كل حال فان البيان حجة على من يعتقد به و بصاحبه أو جهته الصادرة منه, و أما من يكون كلامنا عليه حجة فاني لا أعتقد باجتهاد أي من الأربعة المذكورين بل لا اعتقد باجتهادهم بما هم أربعة بمجموعهم, وقد أثبتنا هذا بالدليل العلمي الأخلاقي الشرعي.
2- حول عدم اجتهاد وأعلمية السيستاني :
س/ خرج في الآونة الأخيرة كلام حول اجتهاد و أعلمية السيد السيستاني حيث أنهم يقولون إن السيد السيستاني( دام ظله ) ليس له آثار أو مقدماته غير حجة , نرجو إيضاح قولكم في هذا الخصوص؟
ج/ بسمه تعالى :-
إن الواقع يثبت ذلك وعليك توجيه الكلام إلى السيد السيستاني ولمن يدعو له ,واطلب منهم إبراز الأثر والدليل العلمي الأخلاقي الشرعي الدال على اجتهاد السيد السيستاني فضلا عن أعلميته.
3 – حول قيام السيستاني بشراء آراء البسطاء من خلال الرشاوى المالية :
س / هناك من أهل الخبرة من يشير إلى إن الأعلمية للشيخ الفياض ويقولون بإتباع السيد السيستاني , لأن الشياع للسيد السيستاني , فكيف تفسرون ذلك مع العلم إن الدليل العلمي هو الحجة على المكلف إمام الله ؟
ج / بسمه تعالى :-
هؤلاء عبدة الدينار والدرهم , و السيد السيستاني ( دام ظله ) دنانيره ودراهمه أكثر. الكل يعلم واقع الحوزة العلمية و ما يرتبط بها , و من المؤسف جداً تسلط بعض الأصنام و الأوثان التي تقود المؤسسات الدعائية التي تصرف الأموال الكثيرة لشراء الذمم و الضمائر, للتصويت لصالح الجهل و الباطل و لهبل هذه المؤسسة أو تلك .
هذه نماذج من الاتهامات ل ( المراجع الأربعة ) الذين يسيطرون على الحوزة ، وما خفي كان أعظم .