ليس من العجب أن يكون حاكم العراق المحتل حائراً بين تبعيته المحتومة والمصيرية للقرار الإيراني وبين التوسل إلى جامعة الدول العربية التي باتت فاقدة لأي توجه عربي ولايمكن أن نتصور إن العراق يعقد أملاً على مؤتمر القمة العربية المزمع عقده نهاية الشهر الحالي بقدر ماتريد حكومة بغداد الفاقدة الشرعية إن يضفي عليها عقد هذا المؤتمر شرعية بل تعتبره أي عقد المؤتمر عملاً دبلوماسياً خارقاً مع إن جميع جهات صنع القرار في بغداد يعلمون علم اليقين إن عقد المؤتمر ماهو إلا صفحة من صفحات تشبث الحكومة بالبقاء بحبال السلطة زمن مضافاً .
الشعب العراقي بكل ألوانه تيقن إن عقد المؤتمر من عدمه لايخرج شيء يكون بصالحه وهو يعرف انه ليس سوى كلمات وقرارات تزيد من الخلاف القائم بين هذه الدول وعرض عضلات جاسم بن حمد رئيس وزراء ماتسمى مشيخة قطر التي تحمل مورفين صهيوني أمريكي وأمانة جامعة الدول العربية بأمينها المغلوب على أمره .
ماتمر به المنطقة العربية اليوم تعبر عن حالة الانهزام وفقدان الإرادة ولو بحدودها الدنيا وليس مايحوم على هذه الساحة سوى شبح الحرب بين العرب أنفسهم تحت مسميات الثورة والربيع العربي في وقت تتنامى قدرات إيران السياسية والعسكرية متمثلة بنفوذها في جسد الدول العربية وفي مقدمتها العراق وهذا يؤكد إن انعقاد مؤتمر القمة للحكام العرب في بغداد ليس له أي تأثير على مايتمنى فيه المالكي فالشارع العراقي محكوم بنفوذ إيراني متشابك الأذرع بل الساحة العراقية تنذر بحدوث مالا يحمد عقباه وهذا يعطي ضوء احمر للحكام العرب بمراجعة قرار عقد المؤتمر رغم عدم جديته بل هو لم ولن يكون سوى إعطاء الحكومة فاقدة الشرعية ورقة الاستمرار بسياسة القتل وخرق حقوق الإنسان وتمزيق هوية العراق العربية من خلال تسلط الأحزاب الكردية الشوفينية التي تحتل جزء من العراق وأحزاب إيرانية تهيمن على تنفيذ سياسة إيران والولي الفقيه واعتماد سياسة التزوير والتلفيق التاريخي.
وفي الجهة المقابلة فأن انعقاد المؤتمر يعطي انطباعاً إعلاميا على إن الساحة العراقية خالية من أي مقاومة للمشروع الأمريكي الإيراني وبالتالي تبقى صورة العراق الممزق بعد انفضاض ساعات المؤتمر الذي سينعقد وهو ليس سوى استحقاق سياسي دوري للعراق ليس إلا في حالة عقده.
