شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ تأسيس الجامعة العربية ليومنا هذا لم يتلمس المواطن العربي أي انجاز ممكن أن يُعـد في صالح هذه المؤسسة ، وللحق يجب أن يكون مكـان ، فإن إنجازهم الجمعي الوحيد هو ذاك الذي أفضى الى حصار العراق وتجويع أهله وتدمير البنى التحتية لبلد عربي كان أسمه قبل 9 نيسان 2003 ، بلاد الرافدين ، وقد ساهموا جميعا بأحتلاله وجعله بيد مغول العصر وأحفاد العلقمي ، وإنجازهم هذا كُتب في سطور التاريخ وأشـار بالبنان الوسطى لهــم ! . إلا إن الجامعة العربية لم تكن عقيـمة فأباضت في أوسط السبعينيات من القرن الماضي ، الاتحاد البرلماني العربي ، كواجهة تمويهية توحي الى إن حكوماتهم تعتمد النظام البرلماني الشعبي بمزحة تاريخية ولتدليس مؤامراتهم وتمرير خطط الاستسلام والعبث بمقدرات الشعب العربي . ولأن هذا الاتحاد تُفرخ بعد رقود الحكام العرب سنين عديدة دون تخصيب فحمل كل جينات الجامعة العربية وأهم هذه الصفات الصمم المستديم لمطالب أبناء هذا الشعب العربي من المحيط الى الخليج ، في الحرية وحق الحياة بأنسانية . وفي سابقة تعيد نفسها اليوم ، عقد أتحاد البرلماني العربي في مارس/ أذار 2008 مؤتمره في أربيل عاصمة مايعرف اليوم ( أقليم كردستان ......... عراق ) ، وقتذاك بادر كل السياسيين والمطلعين والمهتمين بالشأن العربي إلى تحذير الاتحاد البرلماني العربي من عقد مؤتمره في عراق ما بعد الاحتلال وحجتهم واضحة صادقة وهي إن نواب بريمر لايعترفون بعروبة هذا البلد الأصيل ، فكيف لهم أن يلتأموا عند من لا يعترف بعروبة العراق وعن ماذا يتحدثوا؟ ، وهل يسمح لهم الحديث باللغة العربية أم الفارسية أم الكرديــة ؟ . ولأن رؤســاء البرلمانات العربية كروؤس قادتهم لا تسمع ولا تعي ولا تفهـم مـا يقـال ، فركبـوا عنادهم وذهبوا إلى أربيـل ، حتى غابت عن مسامعهم اللغة العربية في خدمة الضيافة وفي أروقة مؤتمرهم وهمس رجال الأمن بلغة لم يفقهوها ، وتعرضوا داخل أروقة المؤتمر إلى مهانات الهمز ضد العروبة والتاريخ العربي لبلد الضيافة . ولقد صرح أكثر من مشارك بهذا الاحساس وأعلنوا عن فشل إجتماعهم ، وقــد خابـوا بذهابهـم ، وصــدق من نصح ونهى عن الذهاب .


أليـوم يعيـد التاريخ القريب نفسـه ليشدوا الحكام العرب الرحـال الى بغـداد ألاسيرة لعقد مؤتمر قمتهم ، بغداد التي لم تعـد بغداد الرشيـد وليس فيها من عبق العروبة والتأريخ ، بغداد اليوم يُتهم فيها بأبشع التهـم من ينـادي بعروبة البلاد ويُعظم تاريخها ويستحضر حضارتها العربية والاسلامية ورُفعت من ساحاته نصب أبـو جعفر المنصـور وسميت الشوارع بأسماء فارسية مثل الطوسي وحواريها بأسماء لم يعرفها أهل العراق ولم يقرؤا عنها في كتبهم مثل حارة أبو كتف وغيرها ، والقادمين من الخليج العربي برا سيمروا حتمـا بشارع العلقمي في مدينة البصرة ويشاهدوا أطلال جامع ومرقد الصحابي الجليل طلحة أبن الزبير رضي الله عنه وهو دارس مع ألادم ، وشواهد كثيرة على تفريس مدن العراق .


ومن مهازل الأزمان يتصارع أليوم على من يترأس القمـة الفرس أم الأكراد ، إيران تضغط أن يكون ربيبهـم المالكي الذي أقر في لقاء صحفي في جريدة الغارديان أن العروبة من أخر سلم الانتساب التكويني له ، رئيسأ للقمة للتأكيد على عدم عروبة العراق وتبعيته لبلاد فارس ، لأنـه لا مجـال حينئذ لمطالبة إيران بعدم التدخل بالشأن العربي وخصوصا في البحرين والسعودية وسحب قواتها وعملائها من العراق على أقل تقدير تماهيأ مع خطوة نظيرتها في الاحتلال الولايات المتحدة ألأمريكية في سحب بعض قواتها من العراق . والأكراد يصرون على عدم عروبة العراق لذا يجب أن يرأس القمـة الطالباني وهو كردي شوفيني شعوبي حاقد على العروبة وعلى تاريخ العراق ألاصيل ومعادي لسيد الانأم محمد بن عبدالله صل الله عليه وسلم .


مؤتمر عربي في بلد اخُتزلت عروبته الى عشرين بالمئة من تكوينـه بفعـل الأحتلال الأمريكي الإيراني ، وفي نص دستور نوح فريدمان ( إن عرب العراق جزء من الامة العربية وليس العراق ) ، العراق بلد عربي رئيسـه كردي شعوبي ووزير خارجيته كردي شعوبي وممثله في الأمم المتحدة إيراني الجنسية وحكومته إيرانية الهوى والانتمـاء . إن الرمز العربي الذي أختاره الاحتلال الأمريكي والإيراني و بمصادقة الحكام العرب داخل ما يعرف بالعملية السياسية هو ( طارق الهاشمي ) نائبأ لرئيس شوفيني شعوبي يكره العرب حد المقت ، والهاشمي اليوم طريدا مذعورا من الفرس بحماية الأكراد و بعد هذا كله هل بقى للعروبـة مكــان في العراق ليجتمع فيه الحكام إن كانوا عــرب . أم إنهم ذاهبـون ليشمتوا بالعراق وما ألــت إليــة أحابيلهــم عليه.


وفي بغداد يتهيئ جيش المهدي وكل المليشيات التابعة لإيران بحشد جماهيرهم للتظاهر أثنـاء عقد القمة لصالح الخطط ألإيرانية لتفريس البحرين وشرق السعودية ناهيك عن أجهزة المخابرات الإيرانية متمثلة بما يعرف بفيلق القدس للتجسس على غرف نوم القادة والمرافقين ، على الرغم من أنه ليس هناك جديد في أمر كهذا .


السؤال الأهـم كيف سيتمكنوا القادة العرب من طرح الملفــات العالقة في الوطن العربي التي لا تتناسب مع السياسة ألإيرانية وطموحات بلاد فارس . أما أمن الحكام العرب الذي لايهم المواطن العربي بشيئ ، يجب أن يكون محط تسأول لدى الدوائر الضيقة المحيطة بالحاكم ، ففي بغداد لا يأمن أبن البلد على حياته بالساعات ويدعوا الله كل ساعة أن يعاني ألمـه ومعاناته من كــان ســبب مباشر في إحداث ذلك . اللهم آميــن .


فهـل أنتــم ذاهبـون ؟ إن محطـات الخيبـة والخذلان كثيرة تنتظركـم في بغــداد . فإن ذهبتـم ستخيبون ونحن بكــم شــامتون .


* اهلا بكم في مدينة بغداد ، باللغة الفارسية .

 

 





الثلاثاء١٢ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاهين محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة