شبكة ذي قار
عـاجـل










لعل المكالمة الهاتفية التي اجرتها ملكة الاردن رانيا العبدلله , مع اسماء زوجة الرئيس السوري , بحكم القربي بين عائلتيهما , تثير الغرابة الشديدة, فيعد ان طلبت الملكة الاطمئنان على الوضع في سوريا , ردت اسماء الاسد بأن الوضع جيد جدا ولاخوف من شيئ والامور تسير بشكل هادئ. واضافت اسماء بان ما يقلقها هو مايجري في الاردن من مظاهرات وأحتجاجات تخيفها , "طبعا تخيف اسماء الاسد" !!. لمن يريد ان يقرأ بدقة ماقالته زوجة بشار, يقف على ان حتى سيدة سوريا الاولى تخاف ان تفصح عن حقيقة ما يجري في سوريا. والخوف ممن ؟ . طبعا الخوف من الحرس القديم للوالد حافظ الاسد . ومن فيلق القدس الايراني الارهابي الذي يقبض على مصير الحياة السورية بالكامل . ومن شبيحة حزب حسن نصر الله .


لم يرث بشار الحكم فقط , بل ورث عن أبيه أيضا كارثة "الزواج" الكاثوليكي, الذي ابرمه مع دولة ولاية الفقيه,أثر شن الدولة الفارسية عدوانها السافر على الاراضي العراقية عام 1980 من القرن المنصرم . فبشار طبيب عيون ولايفقه في لعبة السياسة واحابيلها, عكس شقيقه المقتول باسل الذي عرف عنه مغامراته المفضوحة. فاقحم الوالد انذاك بشار بعد أن طلب منه ان يعود من لندن تاركا دراسته العليا هناك. ففي ليلة وضحاها أصبح بشار رئيسا للجمهورية , وامينا عاما لحزب البعث الذي لم ينتمي له يوما بالرغم من ان والده كان امين الحزب. كما اصبح القائد الاعلى للقوات المسلحة. وهو الشاب الذي لم يؤد خدمة العلم ابدا. أذن بشار رئيسا تحف به القوى الثلاثة الفاعلة في المشهد السوري , وهي القوى التي اشرت اليها أعلاه. كان أشبه بملك مصان غير مسؤول . على غرار الملكيات الاوروبية الحالية وخاصة المملكة المتحدة. أنفرد انذاك الحرس القديم بالحكم , وهو فرح ايما فرح بما تغدق عليهم دولة ولاية الفقيه من اموال وترف مابعده ترف. وأكتظت الفنادق السورية بعاهرات ايران . بل ان في كل فندق تجد ساعتين معلقتين تؤشر احداهما الى التوقيت المحلي لدمشق والاخرى تؤشر الى التوقيت المحلي لطهران. وتحول مرقد السيدة زينب عليها السلام , الى مستعمرة فارسية بأمتياز. كل هذا والشاب "الوديع" راضيا بما يجري في بلاده , ما دامت حياته هادئة وهانئة . وما ان تفجرت ثورات الشباب العربي هنا وهناك , وخاصة بما لحق بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي من تكالب الناتو وبقيادة امريكا عليه. أدرك ان ثورات المدن السورية لم تعد كما وصفها الصفوي حسن نصر الله بأنها شيئ عادي يحدث في كل بلد آخر. كما ادرك بشار أن حياته أثمن من أن يضحي بها من أجل الحرس القديم. فأدركت بعض الدول العربية الورطة التي يقع فيها بشار. فليس بمقدوره ان يخرج من سوريا سالما لاهو ولاعائلته. فسيهدر دمه ويضيع بن الحرس القديم وفيلق القدس وشبيحة حسن نصر الله. ويبدو ان تونس عند تقديمها عرض استضافته أدركت رغبة بشار بترك سوريا. حتى الامارات عرضت عليه الاستضافة . لو قدر للقمة العربية انها ستعقد في بلد غير بغداد, لفرض نفسه رغم المقاطعة العربية لسوريا, وطار اليها بعد ان يقنع الحرس القديم بفرض المشاركة السورية رغم انف دول الخليج العربي. ولفر من هناك الى البلد الذي سيحتضنه .


لقد ضاقت ببشار السبل .. حتى انه لايستطيع المرور في الطريق المؤدية الى المطار. أنه حبيس القوى الثلاثة المهيمنة على ما يجري اليوم من دم في المدن السورية . ربما أرتضى الساعة بمصيره . فأسماء الاسد بالتأكيد تخاف حتى من الهمس الى زوجها الرئيس " المصان غير المسؤول" مادام ساكتا لاينبس ببنت شفة.

 

 





الثلاثاء١٢ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال معروف نجم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة