شبكة ذي قار
عـاجـل











مهما سرد التاريخ عن حياة صدام حسين وعزت الدوري تظل الصفحات عاجزة عن وصفهم .. فهُم من علمنا الكتابة والنطق بالعربية..وهُم من علمنا الفلاحة والفروسية والرماية وحُب العِلم والأمم والشعوب .. هُم من زرعوا في قلوبنا وأرواحنا التواضع والأخلاص والحُب والكرامة والصدق والأنتماء لأمة العرب .. وهُم من غرسوا فينا كرم الطائي ورونا بماء دجلة الصابر..هُم أباء لِكُل عربي وكُردي وتُركماني .. هُم اباء لكل أهل الكتاب من مُسلم ومسيحي ومندائي..هُم أباء لِكل أهل الخير.


وقفَ صدام حسين في ساعة غروب شمس بغداد على ضفة نهر دجلة خِلال حرب الخليج الثانية..تأملَ ثم تأملَ ثم تأملَ..ذكريات..كانَ يتيماً وكانَ فلاحاً وكانَ طالباً وكانَ مُناضلاً وقائداً عربياً دفع الدنيا بِمالها ومناصبها بين قدميه مُقابل غيرة الأنسان وشهامة الرجال ودموع الأرامل .. مُقابل التقية النقية الصابرة السخية الرحيمة الصادقة..مُقابل ذاتي وذاتك والأخرين..مُقابل نصرة المظلومين من أمتنا العربية والأسلامية.


بعد الأسر لم يتغير هذا الكهل الشاب بين سجانيه وظلَ شامخ الرأس العربي بتواضع الفلاح وصبر المُناضل وقوة القائد..بل ظلَ طالباً ينصت الى الجميع وظلَ مُحامياً يدافع عن أمته العربية..فهنيئاً لهذا الأنسان العربي وهنيئاً لأمتنا العربية والأسلامية حُسن خاتمة أبن الرافدين.


وعلى الجانب الأخر من ضفة دجلة..وقفَ عزت الدوري..تأمل ثم تأمل ثم تأمل..كانَ فلاحاً وكانَ طالباً وكانَ مناضلاً وقائداً عربياً أيضاً..يقول والدي الراحل في مُذكراته لو كانَ الرجال بذات شهامة عزت لأهتزت الأرض وأنشقت فلم يخلق الله بصفاته الا فارساً عربياً مُسلماً حملَ على كتفيه الشابين أحلام أمته وبين شرايين وأوردة قلبه حمى أرواح مُناضلي الحرس القومي في الفضل أبان تصدي رصاص الغَدر والردة..بطل وعصبي الطبع العربي نوعاً ما لكن مُحب وعزيز النفس ولم يُفاوض سُلالة الخيانة.


بعد الغزو الأمريكي البريطاني الأسرائيلي الأيراني لبغداد سنة 2003, لم يتغير هذا الكهل الشاب وهو بين الجزارين, يحمل السلاح ويقاتل مع أخوته وأخواته في أرض السواد ولا زالَ لسانه عربياً مُحمدياً وفؤاده من نبض المُعتصم صابر.


مكة المكرمة والقُدس الشريف وبغداد السلام بخير طالما تكنولوجية ومفاعلات وأسلحة بني أسرائيل وحلفاءهم من الكهرباء الفرعونية صنعوها .. فلا تدمعن يا حرائر العراق ولا تبكن يا جواهر أمتنا العربية والاسلامية فمن أجلكن بقى صدام حسين وعزت الدوري عرب .. عرب لم يتغير قلبهم .. عرب من أمة العرب النُبلاء .. عرب من أمة السيف والقَلم.

 

 





الاربعاء١٣ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٧ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أيهاب سليم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة