شبكة ذي قار
عـاجـل










في الحياة أشياء كثيرة ذات قيمة وفيها جمال، والإنسان السوي هو الذي يحس ويدرك معاني الحياة وقيمتها وجمالها. ولكن عندما لا تكون هذه القيم متوفرة لجميع أفراد الشعب، وتكون حياة الأكثرية من الشعب فاقدة لكل معنى وبهجة وكرامة، فان الذين يدركون جمال الحياة يدركون إن تضحيتهم بهذه المعاني الجميلة هي الطريق الوحيدة لكي تصبح هذه القيم مشاعة بين أبناء العروبة جميعا لذلك يتخلون عنها طوعاً واختياراً.


كثيرا ما نسمع من الجيل القديم من الذين لم تمسهم روح المثالية والتضحية في سبيل المجموع، يشفقون على الذين يضحون بجمال الحياة في سبيل مبدئهم ويقولون إن هذا شيء حسن، وهذه مبادئ جميلة، إلا إنها لا تستحق أن يشقي الإنسان نفسه من أجلها ويعيش في البؤس ويتخلى عن متع الحياة. وكثيراً ما سمعنا من أهلنا وجيراننا مثل هذه النصائح المتخاذلة الانهزامية، وجوابنا كان دائما بأن هذه الأشياء المعروضة علينا في الحياة وفي هذا المجتمع خاصة قد تكون جميلة وفيها ما يغري العقل والنفس، إلا إنها لا تستحق أن يتخلى الفرد العربي عن ذرة من مبادئه في سبيل الاحتفاظ بها.


هذه العقيدة بأننا اخترنا طريقنا مرة واحدة وأخيرة، وإننا لن نلتفت وراءنا ولن نتحسر على ما تركناه لأننا حكمنا بأنه لا يستحق ذلك، هذه العقيدة تخفي وراءها قوة وغنى، لان المادة لم تكن يوما حقيقة في الحياة بل مظهر وهي مظهر خادع، والحقيقة كلها هي في القوة التي ينفذ بها الإنسان الفكرة الأصيلة في حياته .

 

 





الاربعاء١٣ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٧ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زيد احمد الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة