هُناكَ الكثير من الأحاديث عن "حرب جنونية" بين تل ابيب وطهران.. أحاديث أعلامية ذات مغازي سياسية ونفسية بدأت منذُ عام 1995 حتى عامنا الحالي الذي ترافقَ مع تصريحين متضادين لأيهود باراك وزير دفاع تل ابيب, أحدهما بأن: " عام 2012 عاماً حاسماً لحل مُعضلة الملف الأيراني" والأخر بأن: " تل ابيب تنازلت عن مناوراتها بالعمل وحدها ضد طهران بدون اذن مُسبق من الولايات المتحدة ", أي تأجيل "الحرب" الى ربيع عام 2013 بحسب صحيفة هارتس العِبرية الصادرة يوم الجمعة الثلاثين من مارس اذار الجاري.

وفي ظل هذه "الحرب الجنونية" التي تدور في الأفق, هُناكَ حرب من نوع أخرى بين تل ابيب وطهران تدور أحداثها على ساحة معركة موقع الفيسبوك التابع للأستخبارات المركزية الأمريكية, حربٌ يُقصف فيها الطرفين احدهما الأخر بمُختلف الأسلحة الفتاكة كقنابل الحُب وراجمات القُبلات ورسائل التجسس الغرامية, فقد بدأ الزوجين الأسرائيليين "روني ادري - 41 عاماً- " و ميشال تامر - 35 عاماً -" بعمل صفحة على موقع الفيسبوك بعنوان: " اسرائيل تحبُ ايران Israel Loves Iran", وقد تلقت الصفحة بالفعل أعجاب أكثر من 50,000 ألف أنسان الكتروني.

ومن الغرائب بأن "أسرائيل" لا تُصنف "أيران" كأمة عدوه رُغم العداء الظاهري بين الطرفين على عكس العرب, لذا جاءَ عفوياً في تعليق تركه شاب إيراني يعيش في " الجمهورية الأسلامية ": إنه ومواطني بلده لا يكرهون "اسرائيل" ولا يرونها عدوة أبدًا، ويتحدث الشاب عن عمق العلاقات بين البلدين في الماضي، فيما ردَ الزوجين على التعليق: " لن نقوم بقصفكم..نحن نحبكم ".

وفي غضون ساعات قليلة أنضمَ الالاف من الاسرائيليين والايرانيين وشُبان الكترونيين من دول أخرى الى عملية " قصف الحُب " ووضع الكثير منهم صورهم الشخصية ورسائلهم الألكترونية الغرامية, فيما تركَ شاب يحمل جواز سفر اسرائيلي وبجواره أمراه تحمل جواز سفر ايراني تعليقه في الصفحة : " أنا أحب صديقتي الأيرانية ".

بينما وضعَ اسرائيلي أخر تعليق في الصفحة: " الى كُل الشعب الأيراني الجميل..نحن نحبك..نحن لا نريد الحرب معكم..عِناق كبير من اسرائيل - روني بارناسّ من أسرائيل مع التحية الى السنة الأيرانية الجديدة ".

ومنذُ ذلك الحين لا يزال " قصف الحُب" بين الطرفين قائماً وسط مسامع طبول "الحرب الجنونية " وبالتناغم مع تصريح حيدر مصلحي وزير الأستخبارات الأيراني يوم الثلاثاء السابع والعشرين من مارس اذار الجاري بأن " الجمهورية الاسلامية تمتلك أقوى جهاز مخابرات في المنطقة "!