شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد ايام تمر علينا ذكرى اليمة وهي احتلال العراق ، نعم تسع سنوات والعراق ومعه شعبه يرزح تحت ابغض احتلال عرفه التأريخ الحديث حيث لم تحتل دولة كما حدث للعراق ولم يهجر شعب كما حدث لشعب العراق ولم تدمر بنى تحتية كما حدث في العراق .


كل شئ ممنهج ومخطط له بشكل دقيق منذ اولا ساعات الاحتلال من تدمير وتهجير وخلق فتن ونخر دولة واسس دولة وبنى تحتية ، ولاننكر هنا وجود من يقاوم الاحتلال الا ان الهجمة المضادة اقوى واشرس فالعدو يجند كل اعلامه واسلحته وجنوده ومرتزقته وتقنياته في هذا البلد ، وما ظهور الامراض الاجتماعية والغاء الطبقة الوسطى وتغيير المفاهيم والقيم والمعتقدات وتعويم المجتمع والاعتراف بحكومة الاحتلال المنصبة فرضا على الشعب العراقي وكل المأسي والويلات التي تمر بالعراقيين يوميا الا امثلة واضحة على هذا الشئ .


فقد شرع الاحتلال ومنذ الساعات الاولى على شق الصف الوطني وزرع بذور الفتنة بين ابناء الشعب الواحد وان كانت خططه هذه ليست وليدة اللحظة وانما شرع بالعمل بها منذ حرب الكويت .
تسع سنوات تنتج مليون ونص المليون قتيل وستة ملايين مهجر داخل وخارج العراق وخمسة ملايين يتيم وثلاثة ملايين ارملة جلهم من الشباب وهم عماد اي مجتمع فهل الصورة واضحة الان عن مستقبل هذا المجتمع في العشر سنوات القادمة .


ليس مايكتب الان هو تخليدا لذكرى ولا هو احتفاءا بمصيبة حلت بنا وبكل ماتعني الكلمة من معاني خاصة وعامة وانما هي استشراف لما سوف يأتي فاليوم نكتب وقد مرت علينا تسع سنوات عجاف وقد كتبنا قبل ثمان وقبلها بسبع (( ولست الوحيد ممن يكتبون )) ولكن غدت الحياة العامة في العراق اسوأ مما يتصوره عقل واتكلم هنا عن العاصمة فقط ، فالحياة رأس مالية بحتة او صارت كما ارادوها الاستيقاض السادسة صباحا للوصول الساعة الثامنة الى العمل والعودة الساعة الخامسة عصرا وهذا ليس بسبب تكثييف ساعات العمل لان الانتاج في تناقص وليس في ازدياد والدخل القومي نفس الشي اذا لم يكن اسوأ ولكن بسبب قطع الطرقات ووضع الحواجز وغيرها من الامور التي يعرفها اهل بغداد وضواحيها قبل غيرهم ، ليصل المواطن الى بيته منهكا مفرغا من اي عواطف او شعور او رغبة بألاستمرار بالحياة واذا رغب بقضاء ماتبقى من يومه خارجا فسيظل هاجس الخوف ينتابه على اطفاله واهله قبل نفسه ، فكيف الحال بالمحافظات ؟


حتى الزيارات الاجتماعية والتواصل مع الناس انقطع هو الى زوال بسبب تلك الظروف وهذا مارادوه تفكيك المجتمع وتقطيع اوصاله وانتزاع روح المواطنة وهذا هو الهدف المنشود ، فأين اليوم الناس من حب بلدهم المدمر والذي تفتك به كل الامراض النفسية والاجتماعية والجسدية اين هم من العصابات والقتلة والسراق الذين يصولون ويجولون يوميا تحت مسميات رسمية وبأحدث السيارات الحكومية ويحميهم القانون والدولة نفسها اين هم من الدفاع عن الوطن ونحن فقط لم تمر علينا سوى تسع سنوات ؟ فماذا سنفعل بالعاشرة ؟


رب قائل يقول ان الناس متعبين ! ولكن ا لا يستحق العراق التعب من اجله وقد خلقنا فيه وعشنا فيه وتربينا وتعلمنا واكلنا وشربنا وكل ذكرياتنا فيه ؟ اليس كل ماهو جميل كان قبل احتلاله ؟ الم يأتي اليوم الذي نرغب بأن نستعيد كل الذكريات الجميلة ؟ نعم تعبنا وهجمتهم اقوى ولكن لنا حق ان نعود الى شئ حقيقي اسمه العراق، وليس عراق اليوم الذي حكامه مجرمين وقتلة وسراق، عراق يشبه الذي عرفناه قبل الاحتلال . نعم لقد اغروا الكثيير بالمال واغروا الكثيير بالمناصب ولكن هناك من يرفض كل هذا ويريد ان يرجع العراق للعراقيين الاصلاء فقط فهل سيعود وهل سنعود ونقف على ضفاف دجلة نستنشق عبق جريانه ، هل سنذهب يوما الى ابي نؤاس ونحن لسنا خائفين هل سنمر بشارع الرشيد بدون المرور بحواجز الشرطة والحرس (الوطني) .


هل سنرى جيشا وطنيا حقا يدافع عن الوطن وحدوده وليس عن حزب الدعوة واعوانه هل سنرى شرطة حقيقة تريد صالح المواطن ولاتريد مافي جيوبه وتدافع عن المجرمين ؟
هل سنرى العراق مجددا ... نعم انني متشأئم لان المشكلة بعد تسع سنوات في العراق ليس الاحتلال وحكومته انما الشعب الساكت على الظلم والقهر والاستبداد ، فهل من مجيب ؟

 

 





الاربعاء١٢ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / نيسان / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عمر الحمداني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة