شبكة ذي قار
عـاجـل










قد لا يكون من قبيل المصادفة وحدها أن يتم الإعتداء على شريف محمد ضياء الدين، وحسام الدين الحبيب، الطالبين كلية الهندسة جامعة السودان، والتابعين " لحزب البعث"، وعملية إختطاف الطالب عبد الحكيم عبد الله موسى، الناشط ضمن طلاب حركة عبد الواحد محمد نور بجامعة امدرمان الاسلامية وتصفيته، و الإعتداء على الناشطة السياسية نجلاء سيد أحمد من قبل الأجهزة الأمنية، عقب تغطيتها لتشيع جنازة شهيد "الإسلامية". فهذه الأحداث الثلاثة ليس معزولة عن بعضهما ، فقد درجة جهات منظمة على إشاعة الفوضى داخل مؤسساتنا التعليمية سيما الجامعات، واي توجهات في الشارع ضد النظام تحت مرى ومسمع إدارات الجامعات والحرس الجامعي والشرطة، هذه الجهات المنظمة تستهدف الكوادر النشط داخل القوى الوطنية، بغرض تحجيم النشاط السياسي المعارض للنظام وسياساته، بالتالي فقد أصبح نهج هذه القوة التي تقتحم الجامعات بالأسلحة والسيخ، وهدفها واحد هو حظر النشاط السياسي للخطاب والموقف المعارض للنظام وسياساته القمعية داخل الجامعات. واللافت للنظر هو عدم تدخل أي من إدارات الجامعات لمنع هذه الفئات من إستباحة الحرم الجامعي، وترويع الطلاب وصرفهم عن ممارسة نشاطتهم المختلفة، بالتالي فإن ذلك يعكس تواطو هذه الإدرات مع هذه الجهات، في عدم إتخاذها اي موقف من شأنه ضمان إستقرار العام الدراسي لطلابها، وهو ما جعل هذه العصابات تزيد من جرأتها في تنفيذ أعمال إجرامية من شأنها تفقد الحركة الطلابية السودانية أحد أبنائها كما حدث مع الطالب عبد الحكيم (الإسلامية)، وهذا مؤشر خطير جداً في التمادي في إفراط القوة والنهج القمعي لهذه العصابات التي لا تردعها لا سلطة ولا قانون .


فالشواهد على ذلك لا يسع المجال لحصرها فعمليات الإختطاف والإغتيال والتعذيب والإعتقال والضرب التي تنفذها المجموعات طالت كل الجامعات ( الخرطوم – النيلين – السودان – أمدرمان الإسلامية – القرآن الكريم – كردفان – الجزيرة ...الخ)، كل هذه الحوادث والأحداث التي مارستها تلك المجموعات إذا تم التعامل معها وفق القانون، لما كان لها أن تنتشر بما يشبه الفوضى، وأولها تخلي الإدارات في الدفاع عن طلابها فليس بالإمكان أحسن مما كان، إذا كانت إدارات هذه الجامعة حريصة على حياة الطلاب وممتلكاتهم وعلى إستقرار العام الدراسي فالأجدى لها أن تتصدى لهذه الفئة وتمنعها بالقانون من ممارساتها، ولكن من أين نأتي بمدير جامعة أو عميد كلية يقف ويتصدى لسلوك هذه الأجهزة القمعية، إذا كان مدير الجامعة وعميد الكلية يعين وفق الولاء السياسي وليس بمنطق الكفاءة العلمية وحتى إن وجدت فالخط الأحمر هو أن تعترض على سلوك الأجهزة والعصابات الأمنية ولفاشية التي أخذت بين الحين والآخر تقوم بإختطاف أو إعتقال أو إغتيال طالب ما في صمت رهيب لأي من الموسسات الأمنية وأعني "الشرطة" في تقديم فاعل هذا السلوك إلى محاكمة علنية تساهم في بسط الأمن وإستقرار العام الأكاديمي للطلاب.


لقد ادركت قطاعات واسعة من الطلاب مرامى هذه العصابات الإجرامية، والهادفة الى اشاعة حالة من الرعب وعدم الاستقرار الأمنى والدراسي وصولاً الى تحجيم النشاط الطلابى، بمختلف ضروبه، وحظره والحيلوله دون تفاعل الطلاب مع قضاياهم وقضايا بلدهم ومشاركتهم الايجابية فيهما. وتزيف إرادتهم الطلابية بفبركته انتخابات صوريه، تسبقها موجه من العنف المفتعل وبث للإشاعات التى تهدف الى خلق جو غير مواتى لمزاوله النشاط الأكاديمى والمناشط الاخرى ليعقبها الاعلان عن اجراء انتخابات الاتحادات الطلابية..


إن استمرار هذا السلوك الاجرامي من لدن العصابات الإجرامية التابعة للنظام الذي إحتكر السلطة والثروة ولا كثر من عقدين، وفرض هيمنتة علي كافة المقاليد التي افقدت المؤسسات التعليمية استقلاليتها وديمقراطيتها ورسالتها، وحولتها الي ميادين للمعارك واقبيه للارهاب والتعذيب ومجالات لترويج المخدرات لا يكشف ذلك عجز النظام وإفلاسه الأخلاقي والفكري وحسب، وانما يكشف مقدار الرعب الذي يعتمل داخل أركانه واليأس من المستقبل السياسي، بعد أن فرط في وحدة البلاد وسيادتها واستسلام للتدخل الأجنبي والرهان علي وعوده الكاذبة.


فالحركة الطلابية السودانية التي لم يزيدها العسف والتنكيل الا المزيد من الثقة والتصميم، باتت تعي إضافة إلي مرامي النظام الفاسد، من هم هؤلاء بأسمائهم ورتبهم وسندهم السلطوي المستبد، مثلما باتت تعي بمن يقدم لهم التسهيلات التي تجعل العربات والبكاسي والمواتر تدخل حرم الجامعات بسهولة ويسر وتغلق كل الابواب لها بعد الهروب من غضبة الحليم .فهي تستنكر صمت الإدارات عن كل ما يجري , والذي لا يمكن استيعابه , امام استمرارها في وظائفها الا موافقة علية او تواطؤاً معه , وإمام الإدارات فرصة لإثبات العكس. فوحدة القضية الوطنية لايتم التعبير الصحيح عنها إلا من خلال ممارسة وحدة نضال القوى الحريصة على التغيير الجزري للنظام وركائزه الأساسية وكذا سلمية النضال من خلال تبني خيارات الإضراب السياسي والعصيان المدني، بإلتفاف كل القوى الحريصة على الديمقراطية ذات المغزى الإجتماعي والإقتصادي والهادفة إلى الحفاظ على وحدة البلاد، وثوابتها الوطنية، وتجاوز حالة النظام وتخبطاته الراهنة بمزيد من الإيمان بأن الجماهير ومهما طال الآمد هي صاحبة الموقف الأخير فهي دائماً لا تخون !!


والله المستعان وهو يهدى إلى السبيل ..

 

 





الجمعه١٤ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / نيسان / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حاتم الجميعابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة